المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المرأة المطلقة ......موضوع للنقاش



جنات
22 - 03 - 2004, 15:39
بسم الله الرحمن الرحيم

هذه أول مشاركة لي في هذا المنتدى الرائع ...أود ان اطرح موضوع للنقاش يتعلق بالمرأة المطلقة ونظرة المجتمع لها ...
كما نعلم ان اي مجتمع لا يخلو من هذه الشريحة (المطلقات ) ونلاحظ ان نظرة الناس للمطلقة سيئة ، دائما تتهم انها السبب في الانفصال ومن هذا المنطلق لا يتقدم لخطبة هذه المرأة في اغلب الاحيان الا الشيوخ الكبيرين في السن ، او الراغبين بالزواج من الثانية او الثالثة او الرابعة ، او تبقى هكذا دون ان يتقدم احد لخطيتها !!! لماذا هذه النظرة التشاؤمية من المرأة المطلقة ، قد تكون هذه المرأة على خلق ودين تفوق حتى العازبات ، قد تكون مظلومة في زواجها الاول (مثلا تزوجت بدون موافقتها )وترغب بزوج محترم على خلق ودين يقدرها وتكون مستعدة لاسعاده ومعها من الخبرات والتجربة الشي الكثير ...
لماذا الحكم عليها بانها امرأة سيئة وليست أهل بالزواج منها ؟؟؟
انها امرأة لها مشاعر واحاسيس كبقية الناس تود في حياة افضل سعيدة ، استحالة ان تكون انفصلت عن زوجها ورغبت في حياة واسم مطلقة دون ان تكون هناك اسباب قاصرة دفعتها للطلاق !!
والغريب ان نظرة الناس للرجل المطلق تختلف فاغلب هؤلاء يتزوجون من فتيات عازبات لم يسبق لهن الزواج !! لا يوجد ابدا تكافأ بين نظرة الناس للرجل المطلق وبين نظرتهم لتلك المرأة المذمومة المطلقة!
انا اتكلم عن تلك المرأة المطلقة المظلومة التي احسنت في علاقتها مع زوجها وكان مصيرها الطلاق بسبب خطأ زوجها بحقها ( كالخيانة ، او المعاملة السيئة ،............الخ )
يكفي ان يقتدي الرجال بالرسول الله صلى الله عليه وسلم : لقد تزوج خديجة رضي الله عنها ولم تكن بكر !
ومعظم زوجاته عليه افضل الصلاة والسلام كانن اما مطلقات او أرامل ! زوجته السيدة عائشة رضي الله عنها كانت الوحيدة البكر
فلمااااااااااذا هذه النظرة السيئة لها ؟؟؟؟؟

عاشق السمراء
22 - 03 - 2004, 16:04
مسااااااااااء جميل ..

ارحب بك اختي جنات في هذا النبض الذي يسعده جدا تواجدك على نبضاته .. !!

بداية اشكر لك هذا المقال الاجتماعي الهادف .. وقد اختلف كثيرا في اعتقاد الرجال الخاطئ لتلك المرأة المطلقة .. !!

من تكون المرأة المطلقة .. هي امرأة هي ام .. هي زوجة هي اخت هي كباقي النساء .. هل لانها تزوجت سابقا اذا لا يحق لها بعد الطلاق ان تعيش بقية عمرها حالها حال أية امرأة تكون اسرة جديدة وتقوم بحياتها الاعتيادية .. يظلمها المجتمع كثيرا حينما ينظر لتلك المرأة .. لماذا تطلقت .. ما السبب .. ربما .. ربما .. اذا هو حكم دونما استئناف .. وليت هذا الحكم صادر من ادلة صادقة المعنى .. !!

لكل رجل .. وإليك ايها المجتمع .. امرأة مطقلة لا يعني أنها والعياذ بالله امرأة شاذة غير مرغوب بها .. ربما هي احسن فكر وادبا .. ورقيٌ في التعامل لكن الظروف لم تخدمها وربما لم يخدمها كثيرا من تمنته شريكا لها .. وربما تحمل في طياتها الكثير .. !!

امرأة مطلقة لا يعني اعدام صامت .. وموت مستباح .. هي امرأة شريعة انثى حالها حال كل النساء .. ولها الحب والعشق والزواج لها ان تكون من جديد .. ان لم تفلح في المرة الماضية .. لها الحق ان تعيد الكرةَ مرة وألف مرة .. وليس هناك من يحكم على المرأة المطلقة بأنها .......... غير مؤهلة لحياة اخرى او ترفض من قبل أي رجل من قبيلتنا نحن الرجال .. !!

يهمني ان اشكر صاحبة الموضوع على هذا الموضوع آملا ان تتواصل معنا في هذا النبض .. وبكم يسمو الفكر للعلى .. !!

الـعـمـيــــــــــــد
23 - 03 - 2004, 12:45
موضوع جيد يستحق المناقشه

لي عوده في هذا الموضوع إن شاء الله .
تحياتي للفاضله جنات

ملك البحر
23 - 03 - 2004, 14:28
الرائعة جنات

أشكر لك هذا الموضوع القيم
تذكرينني بأمهاتنا قديما وجداتنا والزمن الفائت
حيث المطلقة تراكضنَّ عليها الرجال
ففي القديم لا تجدي امرأة مطلقة ولا أرملة
فهنَّ كان الأولى

أما اليوم لم يختلف شي إلا أن الزواج من البكر
أصبح مستحال لو نظرنا إلى الفتيات العزب .. لأحصينا الآلاف منهنَّ
جالسات في بيوتهنَّ تنتظر قدوم الزوج .. فارس الأحلام

العيب ليس في كونها مطلقة .. فهيَّ حالها
حال العزباء .. ومن قال بأن المطلقة سيئة السمعة أو أن نظرة المجتمع
لها تختلف عن نظرة باقي النساء .

كما تفضلتي هناك من هنَّ أفضل وأخير من العزباء ؟


شكرا لك

الأدميـــرال
23 - 03 - 2004, 16:27
السلام عليكم ورحمة من الله وبركاته

في البدايه أشكر الأخت جنات ونتمنى لكي الجنات في الدنيا والأخره ، على هذا الموضوع الأجتماعي والمنتشر

حاليا وبشكل لا يصدق !! فكم من الأمهات قديمي الزيجه تطلقن وكم من البنات التي لا زالن في سن لا يتعدى 25

سنه تطلقن ، وما السبب ؟

فأذا رجعنا الى المرأه المطلقه وسبب عزوب الرجال عنها فيرجع هذا الأمر الى عدة أسباب منها :

1- سبب طلاق المرأه : هل هي خانت زوجها السابق ، هل هي مغرورة وركبها الغرور فلم تستطع معرفة ما تفعله

أم هي ساحة مع هذه الحياه ومتطلباتها التي تحني الظهر وأصبحت ترمي المتطلبات على

زوجها المسكين ، أو هي ساحة مع الموضه والمضاهر ولعب نساء الملايين .

أخواني وأخواتي أن مجتمعنا هذا مجتمع قبلي له عادات وتقاليد وسين وجيم والجميع يعلم ما أقصد فأذا كانت

تلك المرأه لها مثل هذه المواصفات فماذا تتوقع من الناس المساكين في مجتمعنا الحالي هل هم سوووووف

يتزاحمون عليها لطلب يدها مرة أخرى أم ماذا .


أما أذا كانت المرأه أنسانتا لها تقديرها للحياة الزوجيه وعلمها وحرصها على رؤية المستقبل ووضع

الأحتمالات تجاه ضروفه وتزوجت من رجل لا يقدر الحياه ويلعب بها شمالا وجنوبا ولا يحرص

على مستقبله ومستقبل أسرته ثم تطلقت فلها رؤيتها الخاصه أمام الناس ونحن نعلم جميعا لا يخفى

في هذه الحياه شي خاصتا في المصائب التي تحصل بين الأسر .

ولكن قبل أن نطرح مشكلة المطلقات نبدأ بمشكلة العزبات والتي لم يسبق لهن الزواج ومشاكلهن مع

أسرهن وذالك بسسب المهووووووور وعدم أستطاعت الشباب على التكاليف التي تكسر الظهر في هذه الحياه .
والشباب والشابات مساكين في هذا العصر والوقت .

لكم تحياتي وهذا رأيي الشخصي ولنقرأ ما يلحق من تعليق .

جنات
23 - 03 - 2004, 23:30
المشرف المحترم
عاشق السمراء لك خالص الشكر والتقدير على ردك ونتمنى تواصل الجميع

جنات
23 - 03 - 2004, 23:32
شكرا اخي رحال على مرورك الكريم ونتمنى عودتك والاستماع لوجهة نظرك

جنات
23 - 03 - 2004, 23:40
اخي ملك البحر شكرا لمرورك وكلماتك الرائعة
اخي قد يكون ارتفاع نسبة العازبات في المجتمع سبب في عدم الزواج بالمطلقات ولكن الموضوع لا يقتصر على مسألة الزواج بل انا اقصد ايضا تلك النظرة السيئة للمرأة المطلقة وتحميلها السبب الرئيسي في الطلاق الكل يتكلم عنها بما لا يليق : لو كانت امرأة محترمة ما طلقها زوجها ؟ أكيد بها عيب لذلك طلقها زوجها ؟و............و.........الخ
على سبيل المثال لا الحصر امرأة تطلقت من زوجها بسبب علمها بخيانته فلم تستطع بمواصلة الحياة معه وطلبت الطلاق وفي النهاية ماذا قال عنها الناس : لو كانت امرأة زينة ما نظر زوجها لغيرها ! وما ذهب لاخرى! كل شي يحمل المرأة ويتبعها الكلام لبيت اهلها ومن حولها !
لماذا المرأة دائما تحمل القسم الاكبر من الاخطاء في هذا المجتمع !!!!!!!!؟؟؟؟

جنات
23 - 03 - 2004, 23:52
اخي السفير : لك خالص الشكر على مرورك الكريم وكلماتك الرائعة
اخي انا اتكلم عن تلك المرأة المطلقة التي لم يكن لها خيار سوى الطلاق بسبب استحالة الحياة مع زوجها .......تلك المرأة التي قامت بكامل واجباتها نحو زوجها وبيتها فكفأها زجها بخيانته او سؤى معاملته او .........الخ
هذه المرأة المظلومة التي كان لابد ان ينظر لها المجتمع نظرة احترام وتقدير تجدها مضغة على ألسنة الناس ، يتهمونها ويشوهون سمعتها بما لا يليق ومن هذا المنطلق لا يتقدم لخطبتها احد !
امرأة تطلقت بسبب معاملة زوجها السيئة لها او خيانته او ..........قالوا عنها اكيد هي تريد الطلاق لانها تحب شخص آخر ! اكيد هي السبب في كل ما حدث .........و...........الخ
ليدع كل منا نفسه في هذا الموقف : اذا اراد احد عزيز عليه ان يتزوج من مطلقة وهو لم يسبق له الزواج ماذا تكون ردة فعلنا المباشرة : ماذا تتزوج من مطلقة ليش مافي بنات عازبات عشان تتزوج مطلقة !! لو كانت امرأة مناسبة ما كان زوجها طلقها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ووو
هذه الحقيقة لم تقتصر المسألة على زواج المطلقة من عدمه ولكن عن تلك النظرة السيئة للمطلقة وان تكون مضغه في افواه الناس يشوهون سمعتها ويحملونها السبب في حدوث الطلاق

سمراء الليل الحزين
26 - 03 - 2004, 18:29
اهلا اختي جناااااااااااااات اختيار موفق للموضوع ....بالفعل هي ظاهرة كثرت مؤخراً ومن حقنا ان نسأل انفسنا عن الاسبااااااب وهل المرأة هي المذنبة الاولى والوحيدة؟ ام هناك من دفع بها الى حمل هذا اللقب الذي لا يحبذه مجتمعنا الموقر سواء كانت مظلومة او لا !!!!
مجتمعنا لا يهمة باطن الامر والحقيقة فهو يرى فقط الصورة الظاهرية والالقاب ولا يهمه الاسباب !! ولن يحرك ساكناً لو كانت هذه المطلقة سابقاً تعيش جحيماً لا يطاق في زواجها بل ربما يزيد النار حطباً !
فكما نرى المرأة دائما هي المخطئة!!! والرجل قديس! وهذا طبعا في نظرة بعض الناس وليس كلهم طبعاً
اذن دورنا هو الان ان لا نظلم هؤلاء النسوة على حمل هذا اللقب المؤلم وانها من حقها ان تعيش وتتنفس من جديد كما قال مشرفنا عاشق فهي اولا واخيرا بشر من حقه ان يعيش!
تحياتي لك ولموضوعك الجميل جدا جنات

الـعـمـيــــــــــــد
29 - 03 - 2004, 14:24
مساء الانوار

أعود إلى موضوع الاخت جنات مع الإعتذار لتاخري في الرد

يحكم المجتمع ولا نقول ككل بتدني حق المراه المطلقه وعدم مساواتها بالتي لم يسبق لها الزواج


وهذه النظره الدونيه للمرأه نابعه من تفكير سطحي متخلف لم يراعي ما أمر الله به من حقوق للمرأه


كونها أم وأخت وزوجه وإبنه لها حق العيش الكريم وإنما كانت النظره الممزوجه بشيء من الانانيه


وحب الذات من جانب الرجل تحديدا حيث انه ينظر للمرأه المطلقه على أنها شيء ينفر منه إذا كان الموضوع


يتعلق بالزواج , وهي صيد ثمين لمجموعة الذئاب البشريه إذا كان الغرض لغير الزواج , والقوامه التي كفلها


الإسلام للرجل جعلت من متماديا في طريقة تفكيره ومعاملته وبنظره انانيه نظر إلى الجوانب التي تفسح المجال


لحريته كرجل ليفعل كيفما يشاء ولم يأخذ بالإعتبار الآيات والاحاديث الداله على حسن معاملة المرأه .


من هذا المنطلق بدات النظره تزداد شيئا فشيئا على مر العصور , معظم الناس يلقوم باللوم على المرأه في اسباب


طلاقها وتناسوا ان هناك طرفا آخر لابد ان يحاسب وان ينظر إليه قد يكون على صواب أي الرجل والمرأه مخطئه


وقد يكون العكس صحيح , ولذا على الإنسان أن يتريث قبل أن يحكم , هذا إذا كان في مجال يسمح له بالحكم


على تصرفات الغير , ولكن كثرة القيل والقال والغيبه والنميمه في اعراض الناس سهلت من مهمة سؤ الظن بالمرأه


وفتحت الابواب على مصراعيها للشيطان كي يرسم الخواطر والهواجس في نفوس الناس اصحاب القلوب المريضه .




تحية لكي أختي جنات وموضوع قيم بحق

الأمل
04 - 04 - 2004, 19:30
عزيزتي موضوع جميل بالفعل ...

ولكن من فتح هذه النظرة النساء أنفسهن ... ما نظرة المرأة للمرأة المطلقة ... وهل تقبل المرأة أن تكون تلك المطلق هي الزوجة الثانية لزوجها ...

غاليتي .. هذا ما غرسته الأمهات نحصده نحن ...

تحياتي لك

مزنة
05 - 04 - 2004, 19:38
لقد انشغلتم بالمرأة المطلقة و لكنكم نسيتم الابناء الذين يعيشون متوترين فيما بين الام والاب قد يكون السبب في حدوث الطلاق الزوجين و لكن ما ذنب اولئك الذين سيعيشون أبد الدهر في أسرة مفككة قد يجد الاب المرأة التي تروق له و قد تجد الام من يتزوجها سواء أكان قد سبق له الزواج أما لا و لكن كلا من الاب و الام فكر بنفسه و ماذا عن الاطفال ما ذنبهم هم فهؤلاء الاطفال يا أعزائي سيظلون أبد الدهر في توتر و حالتهم النفسية تكون منحرفة و ما أراه في المجتمع أن معظم الشباب المنحرفين خلقيا و نفسيا هم الذين ينتمون الى هذه الاسر المفككة فمنهم من يلجأ ال التدخين بالرغم من صغر سنه و منهم من يلجأ الى المخدرات و منهم من يقوم بالكثير من الاعمال المشينة و هذا كله بسبب من أكيد سيكون بسبب الام و الاب .

أنتم ترون الى حياة فرد واحد في المجتمع أنتم تنظرون الى المرأة فقط فالمرأة تمثل جزء صغيرا من شريحة المجتمع بينما الابناء هم الذين سيمثلون مجتمعا بأسره هم الاساس للمجتمع الذي ينتمون اليه فكل الاباء أنانيين لا يفكرون الا بأنفسهم فقط و ماذا عنا نحن أسرة مفككة ليس فيها من يهتم بالاخر .

شمس الاصيل
12 - 04 - 2004, 18:08
ليس في حياة الإنسان نعمة تقرّ بها النفس أعظم من نعمة الصلاح في الزوجة والأبناء؛ ولذا فإن من دعاء عباد الرحمن (ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً)(1) (http://www.annabaa.org/bushra/b74/13.htm#(1)).
لا ينكر أحد ما للزوجة الصالحة من الأثر الحميد في استقرار البيت، وانتظام عقد الأسرة، وتسيير دفة الحياة، وما لوقوفها وراء زوجها تعينه في كل شدة، وتخفف عنه كل كرب وتجسد في نفسه الآمال....
ولكن بعض الزيجات تنتهي إلى الطلاق رغم قسوته، والزوجة وحدها تخرج منها ضحية، وحدها تتحمل النتائج. أسئلة وأسئلة تحيط بها ونظرات المجتمع وكأنه يعاقبها على جرم لم تفعله، وخوف من الأقدام على تجربة أخرى!..
المرأة المطلقة تعي أن الستار لم يسدل بعد على حياتها الزوجية السابقة، لأن تفاعلات الأحداث التي قادت إلى الطلاق لا تزال عالقة في ذاكرتها، ولا تزال المرارة في نفسها على الرغم من الشعور الظاهري بالارتياح وتبدأ تحديات الحياة الجديدة بكل أبعادها ومنها:
نظرة المجتمع إليها:
بعض المجتمعات تنظر إلى المطلقة على أنها امرأة منبوذة، ولا يمكن الوثوق بها، مهما كانت ظروف طلاقها. والبعض ينظر إليها نظرة شك دائمة تسبب لها نوعاً من المعاناة النفسية، وكذلك القيود المجتمعية والممنوعات الكثيرة التي تفرض على المطلقة من قبل الأسرة والإخوان الذين يعاملونها بحذر ويراقبونها، بسبب خوفهم عليها، وحتى يتمكنوا من إيجاد فرصة أخرى لها.
إن أزمة المطلقة هي أكبر من نظرة المجتمع لها حيث تشعر بالوحدة دائماً، وتجد أن المجتمع لا يدين الرجل المطلق نهائياً وإنما يدينها هي فقط. وقد تكون المطلقة مظلومة من قبل الرجل الذي ارتبطت به ولأسباب متعلقة به خاصة حدث الطلاق، فلماذا يظلمها المجتمع ويشعرها بأنها إنسانة غير سوية؟!... على العكس هناك من تنجح بالارتباط مرة أخرى وتكون أكثر استقراراً ونجاحاً من المرة الأولى، وقد تكون هذه النظرة ناتجة عن سلوكيات مرفوضة تقوم بها بعض المطلقات!.. عموماً المطلقة في النهاية إنسانة ونتمنى أن تتلاشى تلك النظرة.. وبشكل عام المطلقة ليست امرأة مشؤومة، أو تجلب سوء الحظ لمن يقترن بها، فالكثيرات من المطلقات قد يتفوقن على غيرهن، ولكن مسألة الطلاق قد يكون مرده سوء الاختيار.
متى يكون الطلاق رحمة؟!
إن وجود العلاقة الزوجية لا بد أن يقوم على أساس المحبة والصفاء والمودة وراحة الضمير وعدم الشقاء فإذا توفرت هذه الصفات كانت المرأة سكناً لزوجها كما أنه يكون سكناً لها، ويحصل الاطمئنان والراحة. فإذا انعكس الأمر وحصلت النفرة بين الزوجين، فلا بد أن يتجه الزوجان إلى مخرج من هذا الشقاء وإلا كانت الحياة في قلق واضطراب عائلي.. مستمر ومن باب اللطف والعناية الرحمانية منه سبحانه فتح باب الطلاق حتى يكون كل فرد في مأمن من هذا العذاب، كما قال سبحانه: (فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان)(2). (http://www.annabaa.org/bushra/b74/13.htm#(2))
وقال تعالى أيضاً: (وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم) (3) (http://www.annabaa.org/bushra/b74/13.htm#(3)).
نعم قد ذم الطلاق في روايات إسلامية عدة، وروي أنه (أبغض الحلال إلى الله) وعن رسول الله(ص): (تزوجوا ولا تطلقوا فإن الطلاق يهتز منه العرش) (4) (http://www.annabaa.org/bushra/b74/13.htm#(4)).
كيف لا يكون كذلك والطلاق هو السبب وراء مآسٍ عديدة؛ عاطفية، واجتماعية، ومشاكل الأطفال.
عندما وضع الإسلام كل تلك الموانع والصعوبات بوجه الطلاق فإنما أراد أن يجنب المجتمع الإسلامي الوقوع بتلك المشاكل. إن عقد الزوجية من جملة العقود والمواثيق القابلة للفسخ، فهناك حالات من الخلاف لا يمكن معها استمرار العلاقة الزوجية، وإلا فإنها ستؤدي إلى مشاكل ومفاسد خطيرة وعديدة؛ لهذا نجد الإسلام قد شرع أمر الطلاق.
إذاً الطلاق رحمة إذا استحالت الحياة والعشرة، وتقطعت كل سبل الود بين الطرفين. وينظر إلى هذا الأمر على أنه رحمة لأنه سيكون بالتأكيد في مصلحة الطرفين اللذين لو بقيا مع بعضهما لحل بهما الدمار.
أضرار منع الطلاق:
إن إجبار الشخص على أن يعيش حياة نكد وشقاء فإنه ظلم، وليس هناك عاقل يجبر نفسه على أن يعيش حياة مهانة وأوصاب ومشاكل.
فإذا صار المجتمع يمنع الطلاق ويجبر الفرد على تحمل العذاب، فسوف يؤدي ذلك إلى انحرافات وكره الآخرين، وسوف يجر إلى مشاكل وصراعات ويزرع بينهما البغضاء والعداوة؛ مما يؤدي إلى إخراجهما عن جادة الحق،وتنامي بذرة العداوة في قلب كل منهما، حتى يصبح علاج المشكلة متعذراً، وأكبر مثال على ذلك المجتمعات المسيحية التي منعت الطلاق بأي شكل من الأشكال؛ فغالباً ما يعيش الزوجان المختلفان حالة انفصال وتباعد رغم عدم الاعتراف بذلك من الناحية الرسمية وكثيراً ما يلجأون إلى الزوجات والأزواج غير الرسميين.
وبناءً على ذلك فإن أصل الطلاق من الضروريات التي لا يمكن إلغاؤها بأي وجه من الوجوه، ولكن ينبغي أن لا يصار إلى ذلك إلا في الحالات التي يتعذر معها مواصلة العلاقة الزوجية والحياة المشتركة.
بعد الطلاق:
بعد انتهاء العدة ينفصل الطرفان عن بعضهما، والإسلام يقول بعد وقوع هذا الأمر يجب على الطرفين ستر عيوب الآخر، وغض النظر عنها، وأن لا يتحدث كل واحد منهما في المجالس والمحافل بما يعيب الآخر. ويجب أن يسعى الزوج والزوجة إلى حفظ أسرار حياتهما الزوجية السابقة، وأن يلتزما الصمت في هذه الأمور أمام الآخرين، بل يجب أن يتم الطلاق بعيداً عن الصخب، ووفق أصول صحيحة، ويجب أيضاً أن تحفظ فيه الحقوق واللياقات؛ لكي تكون الأرضية صالحة ومهيأة للعودة والرجوع، إذا ما قرر الطرفان الرجوع إلى الحياة المشتركة فيما بعد؛ فإن العودة إذا تمت في جو مظلم ملبد بالخلافات والمآخذ، فسوف لا تكون عودة موفقة، هذا إضافة إلى ما يمكن أن تترك من آثار ليس فقط على الزوج والزوجة، وإنما تتعداهما إلى الأقرباء وإلى الأطفال، في حين يتوجب على كل طرف منهما أن يلتفت إلى نفسه،فيسعى للشروع في حياة جديدة وتشكيل أسرة جديدة.