المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التفاحة ,,,, ومدافع اليهووووود



رسام الغرام
13 - 03 - 2004, 16:33
التفاحة ومدافع اليهودكنتُ جالساً ذاتَ يوم أمام شاشة التلفاز أشاهد نشرة الأخبار , فشعرتُ بجوعٍ يعتصر معدتي , ولم يكن الوقتُ وقتَ إفطارٍ أو غداءٍ أو حتَّى عشاء , فحملتُ نفسي مُتثاقلاً أجرُّ خطاي إلى الثلاجةِ , وعيناي تحدقان شاشةَ التلفاز , وما إن وصلتُ إلى الثلاجة حتى فتحتُ بابها وأخرجتُ مِنها تفاحة , وكانت عادتي مع التفاح أن أقشرها قبل أن أضعها في فمي , وبينما أنا كذلك إذا بصوت مدافع اليهود تقصفُ المنازل في الأراضي المحتلة فتتهشم الجماجم , وتتقطع الجثثُ أشلاءً متفرقة , وتفقأ العيون , وتتطاير الأعضاء , وتجري سيول الدماء كالأنهار على الأرض , كان ذلك المنظر المريع هو ما بثتهُ القناةُ الإخبارية في خبرها العاجل حينها , فتفطر قلبي ألماً لما يحصلُ هناك , فهذهِ المرةُ الأولى التي أشاهد فيه منظرٌ كهذا على الهواء , فدمِعت عيني لهولِ ما رأت , وتجمد عقلي , وشُلَّ تفكيري , وتوقفت أطرافي , وضاقت نفسي , وانطفأ جوعي , وتكدّر صفوي , وتبلد حِسي , وأخذت أجهش بالبكاء شيئاً فشيئاً , حتى علا صوتُ نحيبي , وبدأتُ أتشنج من هول ما رأيتُ , فضجَّ البيتُُ بالصراخ حتى اِلتفّ حولي أبي وأمي وأخوتي والخوفُ قد اعتراهم , والهلعُ دبَّ في نُفوسهم , وأخذتْ أمي تبكي لحالي , وأشتد بُكاؤها وأشتد , بينما تسمَّرَ أخوتي في أماكنهم , في الوقتِ الذي أجرى أبي مكالمةً سريعةً , لم أدرك حينها ما الذي يجري , سوى أنَّ رِقةَ أمي وعاطفتها أخذت تُشاركني الحزن الدفين على أرضِ فلسطين , بل أن بكاء أمي قد فاق بكائي , وتعالت صيحاتها , فخشيتُ عليها من الإغماء , فتوقفتُ عن البكاء , لِمواساة أمي ومحاولة التخفيف عنها , وبينما أنا على تلك الحال , وأمي في بُكائها , ودموعها ملأ المكان كالبحر الجاري إذا بي أسمعُ صوتَ أبي يقول لي : قُم يا بني فقد وصلتْ سيارةُ الإسعاف .
تعجبتُ من ذلك كثيراً .. لِما سيارةُ إسعاف ؟؟!!
وهل يستحِقُ البُكاءُ إسعافاً ؟؟!!
ولمْ أشعر إلاّ بِاثنين من الرجالِ يحملونني , ويلقون بي على سرير سيارةِ الإسعافِ التي سارعت بي إلى أقربِ مستشفى .
وفي غُرْفةِ الطَّبيبِ .. جلستُ أمامهُ وأنا مذهُولٌ شارِدُ الذِّهْنِ , ولمْ أتفوَّهُ بِكلِمةٍ حتى قال لي : كيف أنت الآن ؟
فأجبتهُ : الحمد للهِ أنا بخير , وعلى أحسنِ حال .
فقال لي : باللهِ أجبني ,, ما الذي قَطَّعَ أصابِعك ؟
فزعتُ من قولهِ , وابتسمْتُ ابتسامةً ساخِرةً مُخيفةً , ونظرتُ إلى يدي اليسرى فإذا بها مبتورة الأصابع , والدماءُ تتفجر منها كالينابيع , فما كنتُ أعلم أنني قطّعتُ أصابعي حين سمعتُ أصواتِ المدافِع , ولمْ أقشِّرُ التفاحةِ .


رسام الغرام

عاشق السمراء
14 - 03 - 2004, 16:49
مساااااااااااء جميل ..




نعم موقف لا يحتاج للتعبير ..

أنما يعبر هذا المشهد عن حالة .. !!


وتلك عنوانين اخبارنا .. وتلك متاهاتنا .. وتلك مأساتنا !!



اخي رسام الغرام ..

تجيد بحق رسم الاحداث بصورة راقية .. !!


اشكر لك هذا التواجد الممطر !!

سوالف
19 - 03 - 2004, 02:40
أشكر الاخ رسام .. كما أشكر الاخ عاشق ، على التميز والابداع ..
وإني لأتشوق بجد لقراءة انتاج الكاتبين ..
وشكراً

عاشق السمراء
19 - 03 - 2004, 15:19
مساااااااااااء جميل ..



مرحبا اخي سوالف ..

يسرني جدا أن اقوم بأستقبالك على رحاب هذاالنبض ..

ودعواتي لك بالتوفيق .. !!

سمراء الليل الحزين
20 - 03 - 2004, 00:10
بالفعل راقي جداً .....تصويرك في هذه القصة رسام ...........ننتظر منك المزيد

دندنة على سن القلم
30 - 03 - 2004, 21:03
رسام الاحرف تاهت ولا تستطيع ان تقف امام هذه القصة إلا بكلمة شكرا ونتمنى منك التواصل .

تثبت

إعصار
31 - 03 - 2004, 01:00
انامل الرسام وريشته ..
تجعل من قارىء حرفه ..
لا يفتأ ان يقول ...

بارك الله فيك ... فالى الامام مع ابداع جديد ...

قصتك تصور مأساتنا التي نعيشها بشكل يومي ..
وما سردك لها وكتابتها الا انك ..
من الناس المتمنين لليهود الخراب والدمار ..
وهذا ما سيحل بهم انشاء الله ,,,, قريبا جدا

رسام الغرام
03 - 04 - 2004, 14:25
مساااااااااااء جميل ..




نعم موقف لا يحتاج للتعبير ..

أنما يعبر هذا المشهد عن حالة .. !!


وتلك عنوانين اخبارنا .. وتلك متاهاتنا .. وتلك مأساتنا !!



اخي رسام الغرام ..

تجيد بحق رسم الاحداث بصورة راقية .. !!


اشكر لك هذا التواجد الممطر !!


عاشق السمراء

أشكر لك الحضور المتألق والدائم

وتبقى فلسطين تنبض في قلوبنا

وكل شبر مسلم أيضاً

تحياتي وامتناني

أخيك :

رسام الغرام

رسام الغرام
07 - 05 - 2004, 20:44
أشكر الاخ رسام .. كما أشكر الاخ عاشق ، على التميز والابداع ..
وإني لأتشوق بجد لقراءة انتاج الكاتبين ..
وشكراً

سوالف

لك الشكر على هذا الحضور الجميل

دمت بخير

رسام الغرام

رسام الغرام
29 - 06 - 2004, 16:41
بالفعل راقي جداً .....تصويرك في هذه القصة رسام ...........ننتظر منك المزيد

سمراء الليل الحزين

شكراً لك هذا الحضور



وبإذن الله سيكون هناك الأفضل



لك التحية



رسام الغرام