الحزن الدفين
22 - 01 - 2004, 11:41
قبل الحديث أنوه على إن هذه الأسطر نقلتها لكم " بتصرف " من كتيب قرأته إسمه :" هل تبحث عن وظيفة " لدكتور . محمد بن عبد الرحمن العريفي ...,, ولأهمية الموضوع أحببت أن تعم الفائدة على الجميع ,,,
ما هو مصدر تلقي الدين بالنسبة إليك ؟!... سؤال مهم ..
البعض من الناس يتتبعون الرخص ... ويفرحون بمن يفتيهم بما يوافق أهوائهم .. بل بعضهم إذا سمع فتوى توافق هواه .. طار فرحا ومدح المفتي قائلا : هذا هو الشيخ العالم . هذا هو الشيخ الذي يفهم الواقع .. هذا الذي يعيش جراح المسلمين .. يقول هذا عن الفتوى وإن كانت تخالف الكتاب والسنة .. أو فيها تميع للدين .. أو تساهل بالنصوص الشرعية .. أو تحايل لبحث عن الرخص والأقوال الضعيفة .. فالمهم أنها فتوى .. فتوى .. إن الله سيسألك يوم القيامة سؤال واحد محددا " ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين .."
لن يسألك عن الشيخ فلان ولا فلان .. وإنما عن اتباع الكتاب والسنة .. فقط ..أعيد عليك السؤال المهم مرة أخرى : ما هو مصدر تلقي الدين بالنسبة إليك ؟!.. هل كل من لبس جبة أو عمامه وظهر في القنوات الفضائية .. وبدأ بــ الحمدلله .. وختم بـ والله أعلم .. يكون مفتيا ؟؟!! ..هل كل أحد يصلح أن يكون مصدرا لتلقي الدين ؟!!
إن المقياس الذي ينبغي أن تحكم به على الشيخ المفتي هو أن تكون فتاواه موافقة للكتاب والسنة ." ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله ."
قال الشيخ :ألقيت محاضرة في أحد المساجد .. فجاء إلي أحدهم وقال : يا شيخ لماذا تشدد في مسألة الأختلاط .. والشيخ الدكتور فلان في قناة (...) يقول : إن الأختلاط بين الرجال والنساء في الولائم والحفلات جائز إذا حسنت النية .. وكان النظر بغير شهوة ؟!!!!
وألقيت محاضرة في مكان آخر فجاء إلي أحدهم .. وقال : يا شيخ ما حكم الربا ؟؟قلت : حرام !! بكل صورة وأشكاله ..فقال : إن الشيخ فلان في قناة (...) يقول : يقول إنه ضرورة من ضرورات العصر ولا بأس به ..
خلاصة القول .. أن كلام هؤلاء المفتين المتساهلين بالدين لا ينطلي إلا على الأغبياء والجهال .. أما العقلاء فإنهم لا يطيرون خلف ناعق ..
وإليكم هذين المثالين الطريفين ...
الأول : غياث بن إبراهيم كان يتظاهر بالعلم .. ويزعم أنه يحفظ الأحاديث ويرويها .. وكان له وجاهة ولسان .. فكان الناس يجتمعون حوله فيحدثهم بالأعاجيب وهم يصدقونه ..رآه رجل يوما على فعل لا يليق .. فقال له : ألا تستحي من الناس ؟؟!! فقال : أين هم الناس ؟!! قال هؤلاء الذين اجتمعوا لك .. فقال : تعني هؤلاء !! هؤلاء ليسوا ناسا.. هؤلاء بقر .. وإذا أردت أن أثبت لك فتعال معي .. ثم ذهبا ..فجلس غياث في مجلسه وبدأ يحدث الناس عن الجنة ووصفها .. وهم يستمعون منصتين .. فلما رأى تفاعلهم معه .. أخترع حديثا من عقله وقال لهم :" قال رسول الله : " من استطاع منكم أن يلمس أرنبة أنفه بلسانه دخل الجنة !! فبدأ الناس - فورا – يخرجون ألسنتهم ويحاولون لمس أرنبة الأنف !!
فالتفت غياث إلى صاحبه وقال له : ألم أقل لك إنهم بقر ؟!!
أما الثاني :فهو رجل كان يدعي العلم الغزير .. ويجيب عن كل سؤال يرد عليه .. ولم يقل يوما في أي مسألة : لاأعلم .. بل كان يؤلف أجوبة من عنده .. ويضع لها أدلة .. ويتظاهر بها أمام الناس ..فاجتمع بعض العقلاء يوما وقالوا : هذا الرجل إما أن يكون أعلم أهل الأرض .أو أنه يستغل جهلنا ..ثم أتفقوا على أن يجروا له امتحانا ..فألفوا كلمة من ستة أحرف ثم جاؤوا إليه وقبلوا رأسه وعظموه .. ثم قالوا : يا شيخ .. مسألة .. مسالة أشكلت علينا وأردنا أن تبين لنا جوابها ..
فقال : وقعتم على الخبير .. ما هي مسألتكم ؟ تختلفون وأنا حي !! ..
فقالوا : ما هو الخنفشار ؟! فقال : الخنفشار نبات في جنوب اليمن .. فيه مرارة .. وإذا أكلته الناقة حبس اللبن في ضرعها .. ويستخدمه أهل الإبل إذا أرادوا بيعها .. يغشون به الناس حتى يظن المشتري أن الناقة تدر لبنا كثيرا .. وهي غير ذلك ..
ثم اتكئ الشيخ وقال : والخنفشار مشهور عند العرب .. قد ذكروه في أشعارهم .. قال الشاعر متغزلا بمحبوبته : لقد عقدت محبتكم فؤادي **** كما عقد الحليب الخنفشار
ثم تنحنح .. وقال : أما الدليل من السنة .. فقد قال الرسول ..!!
فتدافعوا إليه .. وتصايحوا .. وقالوا : كفى .. كفى .. اتق الله يا كذاب .. كذبت على لغة العرب .. وكذبت على الشاعر ..وتريد أن تكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ثم طردوه من بينهم ..
فلا تجعل دينك عرضة لكل أحد يوجهه كيف شاء .. فالمفتي لابد أن يتوفر فيه شرطان : العلم والورع
أما العلم فهو الأستدلال الصحيح بنصوص من الكتاب والسنة والورع هو الخوف من الله تعالى في الفتوى .. وعدم الأغترار بالمال والجاه .. بل يقول الحق ولا يخاف في الله لومة لائم ..
وما اقل العلماء الربانيون اليوم ...
ما هو مصدر تلقي الدين بالنسبة إليك ؟!... سؤال مهم ..
البعض من الناس يتتبعون الرخص ... ويفرحون بمن يفتيهم بما يوافق أهوائهم .. بل بعضهم إذا سمع فتوى توافق هواه .. طار فرحا ومدح المفتي قائلا : هذا هو الشيخ العالم . هذا هو الشيخ الذي يفهم الواقع .. هذا الذي يعيش جراح المسلمين .. يقول هذا عن الفتوى وإن كانت تخالف الكتاب والسنة .. أو فيها تميع للدين .. أو تساهل بالنصوص الشرعية .. أو تحايل لبحث عن الرخص والأقوال الضعيفة .. فالمهم أنها فتوى .. فتوى .. إن الله سيسألك يوم القيامة سؤال واحد محددا " ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين .."
لن يسألك عن الشيخ فلان ولا فلان .. وإنما عن اتباع الكتاب والسنة .. فقط ..أعيد عليك السؤال المهم مرة أخرى : ما هو مصدر تلقي الدين بالنسبة إليك ؟!.. هل كل من لبس جبة أو عمامه وظهر في القنوات الفضائية .. وبدأ بــ الحمدلله .. وختم بـ والله أعلم .. يكون مفتيا ؟؟!! ..هل كل أحد يصلح أن يكون مصدرا لتلقي الدين ؟!!
إن المقياس الذي ينبغي أن تحكم به على الشيخ المفتي هو أن تكون فتاواه موافقة للكتاب والسنة ." ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله ."
قال الشيخ :ألقيت محاضرة في أحد المساجد .. فجاء إلي أحدهم وقال : يا شيخ لماذا تشدد في مسألة الأختلاط .. والشيخ الدكتور فلان في قناة (...) يقول : إن الأختلاط بين الرجال والنساء في الولائم والحفلات جائز إذا حسنت النية .. وكان النظر بغير شهوة ؟!!!!
وألقيت محاضرة في مكان آخر فجاء إلي أحدهم .. وقال : يا شيخ ما حكم الربا ؟؟قلت : حرام !! بكل صورة وأشكاله ..فقال : إن الشيخ فلان في قناة (...) يقول : يقول إنه ضرورة من ضرورات العصر ولا بأس به ..
خلاصة القول .. أن كلام هؤلاء المفتين المتساهلين بالدين لا ينطلي إلا على الأغبياء والجهال .. أما العقلاء فإنهم لا يطيرون خلف ناعق ..
وإليكم هذين المثالين الطريفين ...
الأول : غياث بن إبراهيم كان يتظاهر بالعلم .. ويزعم أنه يحفظ الأحاديث ويرويها .. وكان له وجاهة ولسان .. فكان الناس يجتمعون حوله فيحدثهم بالأعاجيب وهم يصدقونه ..رآه رجل يوما على فعل لا يليق .. فقال له : ألا تستحي من الناس ؟؟!! فقال : أين هم الناس ؟!! قال هؤلاء الذين اجتمعوا لك .. فقال : تعني هؤلاء !! هؤلاء ليسوا ناسا.. هؤلاء بقر .. وإذا أردت أن أثبت لك فتعال معي .. ثم ذهبا ..فجلس غياث في مجلسه وبدأ يحدث الناس عن الجنة ووصفها .. وهم يستمعون منصتين .. فلما رأى تفاعلهم معه .. أخترع حديثا من عقله وقال لهم :" قال رسول الله : " من استطاع منكم أن يلمس أرنبة أنفه بلسانه دخل الجنة !! فبدأ الناس - فورا – يخرجون ألسنتهم ويحاولون لمس أرنبة الأنف !!
فالتفت غياث إلى صاحبه وقال له : ألم أقل لك إنهم بقر ؟!!
أما الثاني :فهو رجل كان يدعي العلم الغزير .. ويجيب عن كل سؤال يرد عليه .. ولم يقل يوما في أي مسألة : لاأعلم .. بل كان يؤلف أجوبة من عنده .. ويضع لها أدلة .. ويتظاهر بها أمام الناس ..فاجتمع بعض العقلاء يوما وقالوا : هذا الرجل إما أن يكون أعلم أهل الأرض .أو أنه يستغل جهلنا ..ثم أتفقوا على أن يجروا له امتحانا ..فألفوا كلمة من ستة أحرف ثم جاؤوا إليه وقبلوا رأسه وعظموه .. ثم قالوا : يا شيخ .. مسألة .. مسالة أشكلت علينا وأردنا أن تبين لنا جوابها ..
فقال : وقعتم على الخبير .. ما هي مسألتكم ؟ تختلفون وأنا حي !! ..
فقالوا : ما هو الخنفشار ؟! فقال : الخنفشار نبات في جنوب اليمن .. فيه مرارة .. وإذا أكلته الناقة حبس اللبن في ضرعها .. ويستخدمه أهل الإبل إذا أرادوا بيعها .. يغشون به الناس حتى يظن المشتري أن الناقة تدر لبنا كثيرا .. وهي غير ذلك ..
ثم اتكئ الشيخ وقال : والخنفشار مشهور عند العرب .. قد ذكروه في أشعارهم .. قال الشاعر متغزلا بمحبوبته : لقد عقدت محبتكم فؤادي **** كما عقد الحليب الخنفشار
ثم تنحنح .. وقال : أما الدليل من السنة .. فقد قال الرسول ..!!
فتدافعوا إليه .. وتصايحوا .. وقالوا : كفى .. كفى .. اتق الله يا كذاب .. كذبت على لغة العرب .. وكذبت على الشاعر ..وتريد أن تكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ثم طردوه من بينهم ..
فلا تجعل دينك عرضة لكل أحد يوجهه كيف شاء .. فالمفتي لابد أن يتوفر فيه شرطان : العلم والورع
أما العلم فهو الأستدلال الصحيح بنصوص من الكتاب والسنة والورع هو الخوف من الله تعالى في الفتوى .. وعدم الأغترار بالمال والجاه .. بل يقول الحق ولا يخاف في الله لومة لائم ..
وما اقل العلماء الربانيون اليوم ...