المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بعض الالفاظ المنهي عنها والدارجه على السنتنا



عمار النقيب
22 - 12 - 2003, 19:27
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

درج على ألسنة الناس كلمات قد يكون في بعضها خطورة كبيرة . واختصاراً دعونا نذكرأمثلة لذلك للتنبيه عنها وتوضيح سبب النهي ..

. قولهم ( صدق الله العظيم ) سبب النهي : ان التزام هذة بعد قراءة القرآن لا دليل علية والتعبد بما لم يشرع من البدع . فالتزمها بهذة الحالة بدعة .....


قول بعض الناس ( الدين لب وقشور ) سبب النهي : لأن القشور لا فائدة منها والدين خير كلة اصولة وفروعة وواجباتة وسننة .
قول بعضهم ( فلان شكلة غلط ) لان فية سخرية واعتراضاً على خلق الله .
تسمية بعض الزهور ( عباد الشمس ) سبب النهي : لأن جميع المخلوقات بما فيها الاشجار لا تعبد إلا الله تعالى .


قول بعضهم (يعلم الله اني فعلت كذا ) سبب النهي : لأنة إذا قالها والامر بخلاف ما قال , اتهم الله بالجهل .


قولهم عن الميت ( دفن في مثواة الاخير ) سبب النهي : لانة يتضمن إنكار البعث .....


قولهم للمتزوج ( بالرفاء والبنيين ) سبب النهي : لانها تهنئة اهل الجاهلية والبنين يعني الذكور .


قول بعضهم ( الله يظلمك كما ظلمتني ) سبب النهي : لان فية إتهاما لله بالظلم .

تعالى الله عن ذلك .


قولهم عن الذي مات ( ربنا افتكرة ) سبب النهي : لا فية نسبة النسيان إلى الله تعالى .....


قولهم إذا اصيب انسان بمصيبة ( فلان ما يستاهل ) سبب النهي : لان فية اعتراضا على حكم الله واتهاما لله بالظلم . تعالى الله عن ذلك .


قولهم ( شاءت حكمة الله كذا ) سبب النهي : لان الحكمة امر معنوي لا مشيئة لها والذي يشاء هو الله تعالى .


قولهم ( شاء القدر كذا ) سبب النهي : لان القدر امر معنوي لا مشيئة لة والله تعالى هو الذي يشاء .


قولهم ( شاءت الظروف كذا ) سبب النهي : لان الظروف جمع ظرف . وهو الزمان ولا مشيئة لة .....

قولهم ( اهل الكتاب ليسوا كفار ) سبب النهي : هذا القول كفر لان الله تعالى يقول
} يا اهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وانتم تشهدون {
قولهم ( خسرت في الحج كذا ) سبب النهي : لان ما يبذل في الطاعات ليس بخسارة بل هو الربح الحقيقي .


قولهم ( الدين سبب الطائفية والشقاق ـ الدين لله والوطن للجميع ) سبب النهي : كلمة توجب الردة . نسأل الله السلامة .


منادة بعضهم ( للممرضة الكافرة بـ " سستر " ) سبب النهي : لان معناها اخت والكافر ليس اخاً للمسلم .


قولهم ( الله يسأل عن حالك ) سبب النهي : لانة ينسب الجهل لله تعالى .


قولهم ( توكلنا على الله وعليك ) سبب النهي : لانة اشرك غير الله مع الله فيما هو من خصائص الله تعالى .


قولهم ( اليوبيل الفضي او الذهبي ) سبب النهي : لان اليوبيل كلمة يهودية معناها الخلاص والتحرير والاحتفال بة محرم .


تسمية الاحكام الشرعية ( عادات وتقاليد ) سبب النهي : لانها توهم ان الاسلام عادات ورثناها عن اسلافنا تقبل التغيير والتبديل .


تسميتهم لبناء المقوس شمالي الكعبة ( حجر إسماعيل علية السلام ) سبب النهي : لانة لم يثبت ان لة علاقة بإسماعيل علية السلام فقد بني بعدة بقرون عدة .....


تسميتهم للمسجد الاقصى ( ثالث الحرمين الشريفين ) سبب النهي : لانة لا يوجد حرم إلا بمكة والمدينة , اما الاقصى فهو مسجد وليس حرماً .


قول بعضهم ( لا سمح الله ) الاولىان يقول ( لا قدر الله ) بدلاً من لا سمح الله لانة ابعد عن توهم ما لا يجوز في حق الله تعالى .


قول بعضهم ( لاحول الله ) الواجب ان تعدل على الوجة الذي يراد بها , فيقول لا حول ولا قوة إلا بالله .


قول بعض الناس إذا انتقم الله من الظالم ( الله لم يضرب بعصا ) لا يجوز ان يقول الانسان مثل هذا التعبير بالنسبة لله عز وجل .


قول الانسان لضيفة ( وجة الله إلا ان تأكل ) سبب النهي : لا يجوز لاحد ان يستشفع بالله عز وجل إلى احد من الخلق , فإن الله اعظم واجل من ان يستشفع إلى خلقة وذلك لان مرتبة المشفوع إلية اعلى من مرتبة الشافع والمشفوع لة , فكيف يصح ان يجعل الله تعالى شافعاً عند احد .....


يحتج بعض الناس إذا نهي عن امر مخالف للشريعة او للاداب الاسلامية ( الناس يفعلون كذا ) هذا ليس بحجة لقولة تعالى ) وإن تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله ( ولقولة تعالى ) وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين ( والحجة فيما قال الله تعالى ورسولة e او كان علية السلف الصالح .....


قول بعضهم ( لم تسمح لي الظروف او لم يسمح لي الوقت ) إن كان القصد انة لم يحصل وقت يتمكن فية من المقصود فلا بأس , وإن كان القصد ان للوقت تاثير فلا يجوز .....


( حكم لعن الشيطان ) الانسان لم يؤمر بلعن الشيطان , وانما امر بالاستعاذة منة كما قال الله تعالى ) وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم ( قول العاصي عند الانكار علية ( انا حر في تصرفاتي ) هذا خطأ ونقول لست حراً في معصية , بل إذا عصيت ربك فقد خرجت من الرق الذي تدعية في عبوديتة الله إلي رق الشبطان والهوى .


قول بعضهم ( ادام الله ايامك ) سبب النهي : لانة من الاعتداء في الدعاء لان دوام الايام محال مناف بقولة الله تعالى ) كل من عليها فان ويبقى وجة ربك ذو الجلال والإكرام ( . قول بعضهم ( بذلت قصارى جهدي والباقي على الله ( سبب النهي : هذا القول لا يصح , لانة يعني ان الفاعل اعتمد على نفسة اولاً , ولكن يقول بذلت جهدي وأسأل الله المعونة .

قول بعضهم ( بذمتي ـ بشرفي ) سبب النهى : لا يجوز لانة قسم بغير الله وهذا شرك اصغر .....


منقوول

عاشق السمراء
26 - 12 - 2003, 01:58
جميل اخي عمار ..!!


وتحية لنقل هذا الموضوع إلينا ................. !!

واحة الريحان
26 - 12 - 2003, 04:12
فعلا اخطاء كبيره تتوارد بين السنتنا دونما انتباه لما تحمله من معنى


الشكر كل الشكر لك اخي عمار

عمار النقيب
27 - 12 - 2003, 11:28
شكرا لك اخويه الغالي العاشق

ولك اخي العزيز واحة الريحان

لكم كل الاحترام وشكرا لتواصلكم

ضيف المهاجر
28 - 12 - 2003, 03:19
مشكور عزيزي عمار
على هالموضوع ,,,,

والتنبيه ,,,,,

سلمت

عمار النقيب
28 - 12 - 2003, 12:45
الله يخليك يارب عزيزي الغالي والله ضيف

alahmdy
29 - 12 - 2003, 22:47
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم رحمة الله وبركاته

أشكرك أخي عمار النقيب على المشاركة المفيدة بصراحة وأتمنى لك دوام التقدم والتوفيق
وجزاك الله خير الجزاء وأسكنك فسيح جناته



http://saaid.net/twage3/001.jpg

عمار النقيب
30 - 12 - 2003, 12:23
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم رحمة الله وبركاته

أشكرك أخي عمار النقيب على المشاركة المفيدة بصراحة وأتمنى لك دوام التقدم والتوفيق
وجزاك الله خير الجزاء وأسكنك فسيح جناته



http://saaid.net/twage3/001.jpg


تحياتي لك يا طيب وجزاك الله كل خير اخويه الطيب والله نورتنا واتمنى ان تشاركنا

النبض فاننا عائلة واحدة وهلا بيك والله وشكرا لك

لك اجمل تحية عزيزي

الأميــA-S-Sــر
01 - 01 - 2004, 17:59
فعلا اخي هناك اخطاء كثيرة وشائعه متداولة عند النطق بالكلمة ودونما يراعي صاحبها معناها

وارجو ان تفيدنا بالمعني الذي ذكرته بتوضيح اوفر عن

. قولهم ( صدق الله العظيم ) سبب النهي : ان التزام هذة بعد قراءة القرآن لا دليل علية والتعبد بما لم يشرع من البدع . فالتزمها بهذة الحالة بدعة .....

وتقبل تحياتي اخي

* البـــــاشـــق *
01 - 01 - 2004, 19:06
شكرا ابن العم عمار

وجعلها في ميزان حسناتك

وان شاء الله سنتفادى هذه الاخطاء مستقبلاً

تقبل احر تحية

الباشق

منى النفس
03 - 01 - 2004, 14:13
اخ عمار جزاك الله خيرا
كثير منا يجهل النهي عن التلفظ بهذه الالفاظ

روح الـورد
03 - 01 - 2004, 15:05
أخي عمار
جزاك الله خيرا وجعلها في موازيين حسناتك

عمار النقيب
04 - 01 - 2004, 11:34
تحياتي لك اخي الطيب الامير ان شاء الله تدلل وشكرا لك اخي الحبيب

.......................

هلا والله ولد العم وينك من زمان حارمنا منك اخويه الحبيب وجزاك الله كل خير

.......................

منى النفس شكرا لك اختي الطيبة وجزاك الله كل خير لك اجمل تحية

..................

تسلم والله اخويه العزيز روح الورد على تواصلك وجزاك الله كل خير

الأميــA-S-Sــر
04 - 01 - 2004, 18:21
لا ازال انتظر منك الافادة اخي عمار
تحياتي

عمار النقيب
05 - 01 - 2004, 19:42
لا ازال انتظر منك الافادة اخي عمار
تحياتي

اخي الطيب والغالي هذا الالفاظ اجتهاد بعض العلماء من الدين بعد بحث في كتب الامة الكبار عزيزي الغالي

اذا كنت مهتم بهذا الامر بشكل اكبر وهذا شي جميل منك وفقك الله اقرا كتاب

تلبيس ابليس الامام النووي

ةفيه شرح موجز لكل ما يخطر ببالك من هذه البدع

لك اجمل تحية عززي وتأمرني امر

عمار النقيب
05 - 01 - 2004, 19:51
البدعة لغةً

للبدعة في اللغة أصلان، أحدهما: (البَدع)، وهو مأخوذ من (بَدَعَ)، وثانيهما: (الابداع)، وهو ما مأخوذ من (أبدعَ).

وكلا هذين الاصلين يعطي معنىً واحداً، وهو عبارة عن انشاء الشيء لا على مثالٍ سابق، واختراعه وابتكاره بعد أن لم يكن.

يقول الفراهيدي عن (البَدع): «هو إحداث شيء لم يكن له من قبل خلق ولا ذكر ولا معرفة»(1).

ويقول الراغب عن (الابداع): «هو انشاء صفةٍ بلا احتذاء واقتداء»(2).

عمار النقيب
05 - 01 - 2004, 19:53
تقسيم البدعة

تقسيم البدعة

هناك ملاحظة بارزة تطرح نفسها أمام المتتبع للتعريفات الواردة في مقام تحديد هوية (البدعة) ورسم معالمها، وخصوصاً التعريفات التي أوردها أبناء العامة لهذا المفهوم... تلك الملاحظة تتلخص في انَّ الكثير من هذهِ التعريفات قد طُبعت بخاصيتين متميزتين:

الخاصية الأولى: انَّ هذهِ الحدود جعلت تقسيم (البدعة) الى ممدوحة ومذمومة أساساً لتوضيح مفهومها، وتحديد هويتها، وانطلقت في بناء أصل التعريف على هذا الأساس.

الخاصية الثانية: انَّ هذهِ الحدود قد سيقت بطريقة لا تصطدم فيها مع قول عمر بشأن صلاة التروايح: «نعمت البدعة هذه».

والملاحظ انَّ هاتين الخاصيتين متداخلتان، اذ انَّ المؤشرات العلمية تدلل على أنَّ السبب الذي ألجأ القائلين بالتقسيم الى انتهاج هذا السبيل انَّما يكمن في محاولة تخريج المقولة المتقدمة آنفاً ومحاولة تبرير اطلاق لفظ (البدعة) على ما يُعتقد انَّه من الامور الممدوحة وهو (التروايح).

فقد ورد في اُمهات الكتب الحديثية لدى أبناء العامة، بما في ذلك صحيح البخاري أنَّ عمر قد اطّلع في زمان خلافته على الناس، وهم يتنفلون ليلاً في المسجد النبوي، في شهر رمضان، فرأى أن يحمعهم على قارئ واحد، ليصلوا النوافل جماعة، بدلاً من أن يصلوها فرادى، فجمعهم على أبيّ بن كعب، ثم اطّلع عليهم ليلةً آُخرى، وهم يصلّون هذهِ النافلة في جماعة، فأعجبه ذلك وقال: «نعمت البدعة هذه».

وقد كان مفهوم (البدعة) قد أخد بعده الارتكازي المستفاد من الشريعة في

[ 142 ]

أذهان الاصحاب آنذاك، نتيجة لتناول النصوص النبوية له بكثرة وتكرار، وتأكيدها على ذم الابتداع، وانتقادها له بشدة، ودعوتها الى ضرورة مواجهته، ومكافحته، واستئصاله، وتنكيلها بالمبتدعين، ووعدهم بأشد وأقسى أنواع العقوبات الدنيوية والاخروية.

وشأن (البدعة) في ذلك شأن المصطلحات الاسلامية المنقولة الاخرى، التي كانت لها مداليل لغويّة معينة قبل النقل، وفي الاصطلاح اللغوي العام، إلا انها استُعملت من قبل الشارع المقدس في معان اصطلاحية جديدة، واتخذت طابعاً شرعياً محدداً لا تربطه مع المعنى السابق في مجالات الاستعمال، الا تلك العلاقة التي جوَّزت عملية النقل، ونتيجة لكثرة استعمال هذهِ المصطلحات المنقولة الجديدة في حياة المسلمين في معانيها الشرعية، فقد بدأت الذهنية المتشرعة تهجر تلك المعاني اللغوية القديمة، وتنصرف تلقائياً الى المعنى الاصطلاحي الشرعي من دون حاجة الى ذكر القرائن والقيود.

فالصلاة، والزكاة، والحج، والخمس... وغير ذلك من المصطلحات الشرعية الاخرى، قد خضعت لعملية النقل هذه، وأخذت بعدها الواضح في أذهان المسلمين، من خلال معانيها الشرعية الجديدة.

ومفهوم (البدعة) واحد من تلك المفاهيم التي سلكت عين الطريق، وسارت في ذات المسار الذي ضمَّ الأعداد الغفيرة من المنقولات.

ولم يكن ليشك أحد بعد عملية النقل هذهِ في دلالة لفظ (البدعة) على الحادث المذموم، والممارسة المقيتة والمرفوضة في نظر الشريعة الاسلامية، ولم يكن ليتردد شخص في طبيعة المورد الذي يستعمل فيه هذا المفهوم، بعد هذا التداول المتكرر والتأكيد الحثيث.

ولكن بعد أن ورد لفظ (البدعة) في حديث التراويح بالذات، انقلبت تلكَ الموازين والمرتكزات، وتوقف إعمال الاسس العلمية التي يتم بموجبها التعامل مع

[ 143 ]

المواقف والاحداث، وقامت الدنيا ولم تقعد، من أجل تبرير اطلاق لفظ (البدعة) على هذهِ الصلاة، وتوجيه معناها الجديد!

وتحيَّر القوم في الأمر... فهم بين حشدٍ كبير من النصوص الصريحة التي تناولت هذا المفموم بالذم الواضح، والتقريع الصريح، والتي ما فتئت حيةً وساخنةً في وجدان المسلمين وقت اطلاق ذلك القول... وبين مقولة «نعمت البدعة هذه» التي عاكست ذلك الاتجاه، وسارت في طريق مضادٍّ له تماماً.

وكان أن تمخَّض الحل في رأي هؤلاء المبررين والمدافعين بتشطير مفهوم (البدعة)، وتقسيمه إلى قسمين: بدعة مذمومة، وهي التي تناولتها أحاديث الرسول الاكرم صلى اللّه عليه وآله وسلم بالذم والانتقاد، وبدعة ممدوحة، وهي التي يمكن أن تندرج تحتها صلاة التراويج، فيتوجه بذلك القول السابق المذكور في الحديث.

ولنحاول في البداية أن نتناول الأقوال التي نصت على تقسيم البدعة، ثم ننظر بعد ذلك في حقيقة هذا التقسيم.

مع القائلين بالتقسيم

نرجو من القارئ الكريم أن يركِّز عند مطالعة الأقوال التالية على نقطة مهمة جداً في التقسيم، وهي بناء التقسيمات المزعومة على أساس واحد، وهو عبارة عن مقولة «نعمت البدعة هذه»، وانطلاقها من هذا الاتجاه.

وأهم هذهِ الاقوال هي:

1 - الشافعي: روى البيهقي باسناده عن الشافعي أنه قال: «المحدثات من الامور ضربان: أحدهما ما اُحدث مما يخالف كتاباً، أو سنة، أو أثراً، أو إجماعاً، فهذه البدعة الضلالة، والثاني ما اُحدث من الخير، لا خلاف فيه لواحدٍ من العلماء، وهذه محدثة غير

[ 144 ]

عمار النقيب
05 - 01 - 2004, 19:54
«البدعة: خمسة أقسام، فالواجبة: كالاشتغال بالنحو الذي يُفهم به كلام اللّه ورسوله، لأنَّ حفظ الشريعة واجب، ولا يتأتى إلا بذلك، فيكون من مقدمة الواجب، وكذا شرح الغريب، وتدوين اُصول الفقه، والتوصل إلى تمييز الصحيح والسقيم، والمحرَّمة: ما رتبه مَن خالف السنة من القدرية، والمرجئة، والمشبهة، والمندوبة: كل إحسان لم يُعهد عينُه في العهد النبوي، كالاجتماع على التراويح، وبناء المدارس والربط، والكلام في التصوف المحمود، وعقد مجالس المناظرة، إن اُريد بذلكَ وجهُ اللّه، والمباحة: كالمصافحة عقب صلاة الصبح والعصر، والتوسع في المستلذات من أكل، وشرب، وملبس، ومسكن، وقد يكون ذلكَ مكروهاً، أو خلاف الأولى، واللّه أعلم»(2).

6 - الغزالي: يقول في الاحياء بصدد الأكل على السفرة ما يستفاد منه تبنّيه للتقسيم المذكور: «وقيل: أربع اُحدثت بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم: الموائد، والمناحل، والأشنان، والشبع، واعلم انّا وان قلنا الاكل على السفرة أولى، فلسنا نقول الأكل على المائدة منهي عنه نهي كراهة أو تحريم، إذ لم يثبت فيه نهي.

ما يُقال أنه اُبدع بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم، فليس كل ما اُبدع منهياً عنه، بل المنهي

______________________________

(1) محمد بن أبي بكر بارو، تنبيه المنتقد للاحتفالات بليلة المولد، ص: 31.

(2) النووي، تهذيب الاسماء واللغات، ص: 22 - 23، وانظر فتح الباري لابن حجر العسقلاني، ج: 13، ص: 254.

[ 146 ]

عنه بدعة تضاد سنة ثابتة، وترفع أمراً من الشرع مع بقاء علته، بل الابداع، قد يجب في بعض الأحوال إذا تغيرت الأسباب»(1).

7 - الشيخ عبد الحق الدهولي: يقول في شرح المشكاة مصرحاً بالتقسيم: «اعلم انَّ كل ما ظهر بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم بدعة، وكل ما وافق اصول سنته وقواعدها، أو قيس عليها فهو بدعة حسنة، وكل ما خالفها فهو بدعة سيئة وضلالة»(2

عمار النقيب
05 - 01 - 2004, 19:55
انعكاسات القول بالتقسيم

إنَّ القول بتقسيم (البدعة) لو كان قد توقف عند هذا الحد الذي استعرضناه قبل قليل، لكان الأمر هيّناً ويسيراً، ولكنَّ بعض كتب اللغة التي يُفترض انَّها تتناول المعاني بشكل توقيفي لا اجتهاد فيه، وتستعرض اللغات بأمانة ودقّة متناهية.. قد تأثرت بهذا التقسيم أيضاً، وحمَّلت مفهوم (البدعة) هذا المعنى الخاطئ في تسامحٍ خطير، وتبع هذهِ الكتب اللغوية بعض دوائر المعارف المشهورة أيضاً.

ومما ينبغي الالتفات إليه انَّ هذه الكتب لم تجعل تقسيم (البدعة) مختصاً بمعناها اللغوي، لكي يُلتمس لها العذر فيما قالت وادَّعت، وانما نصت على انَّ التقسيم من خواص (البدعة) في الاصطلاح الشرعي.

واليكَ أيها القارئ الكريم نماذج من ذلك:

1 - المصباح المنير: «وأبدعتُ الشيء وابتدعته: استخرجته وأحدثته، ومنه قيل للحالة المخالفة: (بدعة)، وهي اسم ممن (الابتداع)، وهم اسم من (الابتداع)، كالرفعة من الارتفاع، ثم غلب استعمالها فيما هو نقص في الدين أو زيادة، لكن قد يكون بعضها غير مكروه

______________________________

(1) أبو حامد الغزالي، إحياء علوم الدين، ج: 2، كتاب آداب الاكل، الباب: الاول، ص: 4 - 5.

(1) سعيد حوّى، الأساس في السنة وفقهها (العقائد الاسلامية)، ص 360، عن الجزء الاول من كتاب كشاف اصطلاحات الفنون.

[ 147 ]

فيسمى: بدعة مباحة، وهو مصلحة يندفع بها مفسدة، كاحتجاب الخليفة عن أخلاط الناس»(1).

فمن الملاحظ هنا انَّ (المصباح المنير) بعد أن يستعرض المعنى اللغوي للبدعة، ينتقل الى بيان معناها الشرعي، فينص على انَّها يمكن أن تكون مباحة كذلك، ويمثل لها باحتجاب الخليفة عن أخلاط الناس، الذي لم يكن موجوداً في عصر التشريع الاول، وانما اُحدث بعد ذلك في الازمنة المتأخرة، ويُعدُّ ذلكَ بدعة مباحة.

2 - تهذيب الاسماء واللغات: «(بدع): البدعة بكسر الباء في الشرع هي إحداث ما لم يكن في عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم، وهي منقسمة الى حسنة وقبيحة»(2).

3 - النهاية(3): «وفي حديث عمر رضي الله عنه في قيام رمضان: نعمت البدعة هذه، البدعة بدعتان: بدعة هدى، وبدعة ضلال، فما كان في خلاف ما أمر اللّه به ورسولُه صلى اللّه عليه وآله وسلم، فهو في حيِّز الذم والانكار، وما كان واقعاً تحت عموم ما ندب اللّه إليه، وحضَّ عليه اللّه، أو رسولُه، فهو في حيِّز المدح، وما لم يكن له مثال موجود، كنوعٍ من الجود، والسخاء، وفعل المعروف، فهو من الأفعال المحمودة... ومن هذا النوع قول عمر رضي الله عنه: نعمت البدعة هذه، لما كانت من أفعال الخير، وداخلة في حيِّز المدح سمّاها بدعةً، ومدحها، لأنَّ النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم لم يسنَّها لهم، وانما صلاها ليالي ثم تركها (4)، ولم يحافظ عليها، ولا جمع الناس لها، ولا كانت في زمن أبي بكر، وانما عمر رضي اللّه عنه جمع الناس عليها، وندبهم اليها، فبهذا سمّاها بدعة، وهي على الحقيقة سنة، لقوله صلى اللّه عليه وآله وسلم: (عليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي)، وقوله: (اقتدوا بالذين من بعدي ابي بكر و

______________________________

(1) المصباح المنير الفيومي، المصباح المنير، ص: 38.

(2) النووي: تهذيب الاسماء واللغات، ج 1، ص 22.

(3) كتاب (النهاية) من الكتب التي تناولت غريب الحديث، وقد تناول المعاني اللغوية ضمناً.

(4) قوله: وانما صلاها ليالي ثم تركها... لا يصح، لأنه لو فعلها مرة لكانت سنّة، وخرجت عن كونها بدعة، ولكان استدل بذلك من أمر بها. وسيأتي توضيح هذا المطلب فيما بعد إن شاء اللّه تعالى.

[ 148 ]

عمر)(1).

وعلى هذا التأويل يحمل الحديث الآخر: (كل محدثة بدعة)، انَّما يريد ما خالف اُصول الشريعة، ولم يوافق السنة. واكثر ما يستعمل المبتدع عرفاً في الذم»(2).

عمار النقيب
05 - 01 - 2004, 19:57
فانَّ كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة تسير الى النار»(1).

فدلالة هذا الحديث على استيعاب جميع أنواع البدع بالذم والضلال، لا تحتاج منّا إلى مزيد بيان، ولا تقبل الجدل والانكار.

الدليل الرابع: إنَّ المورد الوحيد الذي تناولته النصوص الشرعية المتقدمة على اختلاف مضامينها، وتنوع مداليلها، هو المورد المذموم، الذي يُعد (البدعة) خصوص الأمر الحادث الذي يقابل الكتاب، والسنة، والتشريع الالهي المقطوع، وبهذا فقد تعرض هذا المورد إلى الذم والانتقاد الشديد، ولو كان هناك نحو من أنحاء الاستثناء في موارد معينة مفترضة، وحتى لو كانت تلك الموارد المستثناة موارد جزئية ومحدودة، لما كان بوسع الشريعة المقدسة أن تتجاهلها، وتغض النظر عنها بشكل من الاشكال، في الوقت الذي نترقب حصول مثل هذا الاستثناء من قبل الشريعة، فيما لو وُجد أمر من هذا القبيل، باعتبار انَّ لسان بيان التشريع يتحدث من موقع استيفاء جميع شؤون الاحكام والتعاليم.

فمفهوم (الكذب) مثلاً، وردت في شأنه نصوص صريحة وقاطعة، تناولته بالذم الشديد، حتى أصبح الايمان بقبحه من مسلمات الاعتقاد، وضروريات الدين، إلا انَّ الشريعة لم تتجاهل في نفس الوقت بعض الموارد التي يرتفع فيها موضوع الذم، ولا تسير في نفس الاتجاه الأصلي المذكور، وانما نرى انَّ هناك نصوصاً شرعية مماثلة في الصراحة، وقوة الدلالة على استثناء بعض أنواع الكذب من أصل التحريم، إذ قد يخرج من دائرة التحريم إلى دائرة الوجوب، فيما لو توقف عليه حفظ نفس مؤمنة من القتل والهلاك مثلاً.

ومفهوم (الغيبة) كذلك، يخضع لنفس التعامل الذي صدر من الشريعة بشأن الكذب، فهو مذموم ممقوت في نظر الشريعة، ويُعدّ من كبائر الذنوب، إلا انَّ هناك موارد ذكرتها النصوص الاسلامية تحت عنوان (جواز الاغتياب)، يتم الانتقال بموجبها من

______________________________

(1) علاء الدين الهندي، كنز العمال، ج: 1، ح: 1113، ص: 221.

[ 154 ]

الحكم الاولي بالتحريم، إلى أحكام اُخرى كالجواز مثلاً، فيما لو كان المغتاب متجاهراً بالفسق، ومعلناً له.

وهكذا الأمر في الكثير من المفاهيم الاسلامية المذمومة الاخرى، حيث يرد الاستثناء صريحاً فيها، فتتحول بواسطة هذا الاستثناء من الحكم الاوّلي المحرَّم، إلى أحكامٍ ثانوية أخرى، كالاباحة، أو الندب، أو الوجوب، أو الكراهة، بحسب مقدار دائرة وحدود ذلك الاستثناء، ونوع القيود التي وضعتها الشريعة له.

وما دمنا نتفق على أنه لا يوجد أيّ لون من ألوان الاستثناء الشرعي الصريح في خصوص الادلة التي تناولت بأجمعها ذم الابتداع وانتقاده الشديد، وما دام لا يمكن لأي أحد أن يّدعي ذلك، وحتى اُولئك الذين يقولون بالتقسيم، إذ انَّهم لا يبنونه على النص الشرعي الصريح وانما على التنظير العقلي المحض، أو على استفادات بعيدة المنال من بعض النصوص الشرعية... فما دمنا نتفق على ذلك، فلا بد أن نتفق أيضاً على انّ مفهوم (البدعة) لا يمتلك إلا قسماً واحداً مذموماً، وإلا لو وجد له قسم آخر، لأعربت عنه الشريعة، ولما تجاهلته وأهملته، كما هو الشأن في جميع المفردات التشريعية الاخرى.

وربما يُعترض على ما قررناه من بيان بانَّ (البدعة) قد وردت مقيَّدة ب(الضلالة)، وهذا يعني وجود قسم آخر لها لا يتصف بالضلالة، فقد ورد في الحديث:

«انَّ النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم قال لبلال بن الحارث: اعلم! قال: ما أعلم يا رسول اللّه؟، قال صلى اللّه عليه وآله وسلم: اعلم يا بلال! قال: وما أعلم يا رسول اللّه؟، قال صلى اللّه عليه وآله وسلم: أنه مَن أحيى سنة من سنتي قد اُميتت بعدي، فانَّ له من الأجر مثل مَن عمل بها، من غير ان ينقص من أجورهم شيئاً، ومَن ابتدعَ بدعة ضلالة، لا تُرضي اللّه ورسوله، كان عليه مثل آثام مَن عمل بها، لا ينقص ذلك من أوزار الناس شيئاً»(1).

خلود
12 - 01 - 2004, 18:02
جزاك الله خير اخوي وجعلها في موازين حسناتك ان شاء الله

تحياتي لك