البـــــحـــــر
21 - 10 - 2003, 02:21
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
أسعد الله مساءكم/ صباحكم بكل خير...
لقد ابتعدت عن هذا المنتدى الطيب الذي غمرني أعضاءه بكرمهم ولطفهم لمدة ليست بالقليلة...
وقد اشتقت للعودة إليه مرة أخرى...
فها أنا أعود وأضع بين أيديكم قصيدتي المبعثرة، آملاً أن تنال بعضا من استحسانكم...
***************
كَمْ مَضَيْتُ تَائهً مَا بَينَ حَرْفٍ وكَلِمْ
يَنسُجُ الإبْدَاعَ مَا فَاضَتْ بِهِ النَّفسُ قَلَمْ
وتَهَادَى كَلِمُ الحبِّ بأَنْوَاعِ الألمْ
إن لِلحُبِّ مَعَ الآهَاتِ طَعْمٌ.. أَنَا أَدْرِي!
********
لا تَظنّ الحبَّ يَصْفُو مِنْ بُكَاءٍ وكَدَرْ
لا ولا مِنْ فَرْحَةٍ سَكْرَى فَذَا حُكمُ القَدَرْ
رَوْنَقُ الخُضْرَةِ يَمْتَازُ بِتَقْلِيمِ الشَّجَرْ
تَضْحَكُ الأرْضُ إِذَا حَلَّ رَبِيعٌ.. أَنَا أَدْرِي!
*********
إنّ آثَارِي تَدُلُّ إنَّنِي كُنْتُ هُنَا
مِنْ مَعَانِي الحُبِّ فِي النَّظْمِ شَقَاءٌ وهَنَا
فإذَا أَدْرَكْتَ مَعْنَى الشِّعْرِ عِنْدِي.. أَعْلَنَا:
إنّ فِي الخَطْوِ عَلَى السَّيْرِ دَلِيلٌ.. أَنَا أَدْرِي!
*********
كُنْتُ فِي البَحْرِ ومَا حَوْلِيَ مَوْجٌ مُتَلَاطِمْ
تَائهً فِي لُجّةِ البَحْرِ بِفُقْدَانِ العَلَائِمْ
كُلُّ هَذَا وأَنَا الرُّبَّانُ تُهْدَى بِي الحَمَائِمْ
فَلِمَاذَا أَنَا فِي التِّيهِ.. أَتَدْرِي؟ أَنَا أَدْرِي!
*********
قَذَفَ المَوجُ سَفِينِي فَانْتَشَى شَاطِئُ بَحْرِكْ
ورَسَا الرُّبّانُ مُشْتَاقٌ إلَى نَعْسِ عُيُونِكْ
فَأَنَا أَرْسَيتُ قَلْبِي، وكَذَا أَرْسَيتِ قَلْبِكْ
لا تَقُولِي: لَسْتِ تَدْرِينَ رُسُوِّي.. أَنَا أَدْرِي!
***********
هَا أنَا قَدْ عَادَ قَلبِي مَرّةً بَعدَ انْقِطَاعْ
لَمْ يعد يَقوَى فِراقاً لا ولا مِنْكَ وَدَاعْ
قَطَعَ الدَّربَ مَعَ الضّعفِ جِبَالاً و تِِلاعْ
إنّ قَطْعَ الدَّرَبِ بِالأشْوَاكِ حُلوٌ.. أَنَا أَدرِي!
*********
وتَهَادَى مَنْطِقُ الإبْدَاعِ عِنْدِي فَتَصَوّرْ
وغَدَا يَنسُجُ أَمْوَاجَ وُجُودٍ يتعطّرْ
قَلْبُكِ قُطْبٌ وَقَلْبِي حَوْلَكِ فِيهِ تَمَحْوَرْ
وكِلَانَا قُطْبُهُ الآخرُ يَبْغِي.. أَنَا أَدْرِي!
**********
إنَّنَا فِي دَوْحَةِ الحُبِّ كَرَحَّالٍ غَرِيبْ
إن َتَعَانَقْنَا، وَلَكِنْ مِنْ بَعِيدٍ وَقَرِيبْ
إنّ مَا يَفْصِلُ بَيْنَ (البَحْرِ) و (النِّيلِ) عَجِيبْ
بَرْزَخٌ مِنْ قُدْرَةِ الله تَجَلّتْ.. أَنَا أَدْرِي!
**********
حُبُّنَا دَرْبَانُ مُمْتَدْان لَا يَلْتَقَيَانْ
كَتَوَازِي مُسْتَقِيمَين فَلا يَجْتَمِعَانْ
أَنَا أرْعَاهَا، وقَلْبَيْنَا لَنَا يَحْتَرِقَانْ
فَلِمَاذَا نَزَفَ الجُرْحُ بِقَلْبٍ..؟ أَنَا أَدْرِي!
***********
كُلَّمَا مَرَّ عَلَيَّ الدَّهْرُ حُبِّي يَتَوَقَّدْ
كُلَّمَا الشَّيْبُ غَزَانِي ذَا شَبَابِي يَتَجَدَّدْ
يَنْحَنِي ظَهْرُ هِلالٍ ثُمَّ يَنْمُو يَتَجَلَّدْ
إنَّنِي والبّدْرَ حَالَان سَوَاءٌ.. أَنَا أَدْرِي!
**************
قَدْ تَسَاوَى القَصْرُ والكُوخُ عَلَى حَدٍّ سَوَاءْ
لَيْسَ فِي هَيْكَلِهَا المَصْنُوعِ فِي نَفْسِي بَهَاءْ
فَأنَا مَنْ يَجْعَلُ الكُوْخَ هَنَاءً أَوْ شَقَاءْ
أَنَا حُرٌّ عِنْدَمَا سَيّرْتُ نَفْسِي.. أَنَا أَدْرِي!
**********
وتَهَادَى كَلِمُ الإبْدَاعِ فِي مِحْبَرَتِي
ومَضَى طَوْعَ بَنَانِي حَاكِياً مَعْرِفَتِي
و انْحَنَى الحَرْفُ يُحَيِّي الفَيْضَ مِنْ فَلْسَفَتِي
فَتَوَقِّ (البحرَ) إنْ شِئْتِ نَجَاةً.. أنَا أَدْرِي!
***********
إنَّ بَيْنَ النُّورِ والظُّلمَةِ خَيْطُ الفَلسَفَهْ
إنَّ فِي الظُّلمَةِ مَوتٌ بِخِلافِ المَعْرِفَهْ
فَتَخَيَّرْتُ لِفِكْرِي جُمَلاً مُخْتَلِفَهْ
لِاخْتِلافِ الوَرْدِ فِي الرَّوْضِ جَمَالٌ.. أنَا أَدْرِي!
*************
هَذَا حَالُ النَّاسِ جَهْلاً سَاقَهُمْ مِليُونُ (جورجْ)
بَيْنَ مَنْ فَازَ ومِنْهُم قَدْ تَوَارَى بِالخُّروُجْ
لَيْسَ يُغْرِي المَالُ نَفْساً سَكَنَتْ تِلْكَ المُرُوجْ
فَأنَا مَنْ يَصْنَعُ المَجْدَ لِنَفْسِي.. أَنَا أَدْرِي!
*************
إنَّ فِي الذَّاتِ إلى الذَّاتِ طَرِيقٌ ودَلِيلْ
فَأنَا أَعْجَزُ خَلْقِ اللهِ والكُلُّ ذَلِيلْ
حِيْنَ شَاءَتْ حِكْمَةُ الله لِيَهْدِيْنِي السَّبِيلْ
فَأفَاضَ الغَيْثَ حَوْلَ العَبْدِ مِنْهُ.. أَنَا أَدْرِي!
**************
قَدْ تَغَرَّبْتُ طَوِيلاً بَاحِثاً فِي قَعْرِ ذَاتِي
وهَجَرْتُ الوَطَنَ الغَالِيَ مِنْ أَجْلِ حَيَاتِي
وتَعَذَّبْتُ لِيَبْقَى.. وهَو يَرْنُو لِمَمَاتِي
فَرَأيْتُ الْهَجْرَ للذَّاتِ حَيَاةً.. أَنَا أَدْرِي!
*************
إنَّنِي حُرٌّ ولَكِنْ لِانْطِلَاقَاتِي حُدُودْ
عِنْدَ قُبْحِ الفِعْلِ أَخْلَاقِي سُجُونٌ وقُيُودْ
كَمْ تَلَذَّذْتُ بِسِجْنِي، لَذَّةً فِيْهَا خُلُودْ
هَلْ عَرَفْتِ لُغْزَ لَذَّاتِيَ عِنْدِي..؟ أَنَا أَدْرِي!
**************
اسْتَثِيِرِي عُنْفُوَانَ الذَّاتِ فَوقَ الكَلِمَهْ
صَرْحَ بِلْقِيْسَ أَعِيْدِي و اتْرُكِ لِيْ قَلَمَهْ
ودَعِ (الجَفْرِيَ) (قَيْساً) يَتَمَنّى حُلُمَهْ
إنَّ جَوْفَ (البَحْرِ) بِالدُّرِّ جَوَادٌ.. أَنَا أَدْرِي!
****************
قَدْ نَسَجْتُ الحَرْفَ بالحَرْفِ كَمَنْسُوجٍ حَرِيرْ
وحَبَكْتُ الفِكْرَ و المَنْطِقَ لَا شِعْرَ (جَرِيرْ)
وغَدَا طَلْسَمُ (مَاضِي) كَأَسِيرٍ يَسْتَجِيرْ
هَلْ سَبَرْتِ سَبَبَ الأَسْرِ لَدَيَ..؟ أَنَا أَدْرِي!
*******************
كَمْ سَكَبْتُ كَلِمَ الحُبِّ عَلَى شَاطِئ نَهْرِهْ
كَمْ تَرَنَّمْنَا بِلَحْنِ العَشْقِ فِي أَمْوَاجِ بَحْرِهْ
كَمْ سَكِرْنَا فَتَوَارَى العَقْلُ مِنْ أَقْدَاحِ خَمْرِهْ
ولِمَاذَا قَدْ تَوَارَى العَقْلُ مِنِّي..؟ أَنَا أَدْرِي!
***************
كَانَ مَوْجُ البَحْرِ يَنْسَابُ عَلَى شُطْآنِهَا
يَغْزِلُ اللؤلؤَ بَرَّاقاً عَلَى فُسْتَانِهَا
يَحْمِلُ الدُّرُّ مَعَانِي الحُبِّ فِي أَجْفَانِهَا
لَيْسَ حُسْنَ الدُّرِّ فِي الأَصْدَافِ كَلَّا.. أَنَا أَدْرِي!
*************
لَوْ أَرَدْتِ قَلْبِيَ المَجْرُوحِ بِالرُّوحِ أَجُودْ
فَأَنَا حُرٌّ وشَأْنُ الحُرِّ إِيْفَاءُ الوُعُودْ
فَلِمَاذَا الهَجْرُ مِنْكِ ولِمَ هَذَا الصُّدُودْ..!
أَنْتِ تَدْرِينَ لِمَاذَا الصَّدُّ مِنْكِ.. أَنَا أَدْرِي!
**************
هَلْ عَلِمْتِ حِينَ بَاعَدْتِ.. عُيُونِي فِي بُكَاءْ؟!
هَلْ عَلِمْتِ كَمْ طَعَنْتِنِي بِأَنْوَاعِ الجَفَاءْ؟!
هَلْ تَلَذَّذْتِ بِطَعَمِ الدَّمْعِ مِنِّي و الدِّمَاءْ؟!
لا تَقُولِي كَيْفَ أَمْضَيْتُ حَيَاتِي.. أَنَا أَدْرِي!
**************
هَلْ رَأَيْتِ سَمَكاً يَحْيَى إِذَا البَحْرُ اضْمَحَلَّ
هَلْ رَأَيْتِ وَرْدَةً تَنْمُو إِذَا مَا الجَذْبُ حَلَّ
قَدْ تَصَحَّرْتُ ولَكِنْ كِبْرِيَائِي قَدْ تَجَلَّى
فَلِمَاذَا قَدْ غَزَا الوَرْدَ ذُبُولٌ.. أَنَا أَدْرِي!
*******************
قَدْ تَخَيَّرْتِ لَنَا جَمْرَةَ (نَزْف الاحْتِرَامْ)
و انْتَقَيْتِ جُمَلَ السَّبْكِ فَمَا أَحْلَى الكَلَامْ
وبَدَأْتِ (سبّ)1 مَا (تَمّ) مع (بَرِّ) السَّلَامْ
فَلِمَاذَا قَدْ تَفَاوَضْتِ عَلَيْهَا..؟ أَنَا أَدْرِي!
***************
وزَجَرْتُ النَّفْسَ عَنْ ظُلْمِ عَدُوّي أَوْ صَدِيْقِي
فَإِذَا أَخْطَأَ بَادَرْتُ بِمَعْسُولٍ رَقِيْقِ
وإِذَا مَا النَّفْسُ شَاءَتْ ظُلْمَه قُلْتُ: أَفِيْقِي!
فَلِمَاذَا تَسْتَفِيقُ النَّفْسُ حِيْناً.. أَنَا أَدْرِي!
***************
كَمْ تَسَامْرَنَا و حَدَّثْنَا الثُّرَيَّا و القَمَرْ
كَمْ تَنَفَّسْنَا رَذَاذَ العِطْرِ مِنْ عُمْقِ الزَّهَرْ
كُلَّمَا اشْتَقْتُ إِلِى البَوْحِ تَنَاوَلْتِ الحَجَرْ
هَلْ رَأَيْتِ البَوحَ مَمْنُوعاً عَلَيَّ.. أَنَا أَدْرِي!
***************
كَمْ تَجَاهَلْتِ عُيُوناً ذَرَفَتْ مِلْيُونَ دَمْعَهْ
وفُؤَاداً نَذَرَ الحُبَّ فَهَلْ تَمْحِيْنَ لَوْعَهْ
هَلْ تُرَى لِلْجُرْحِ رَتْقٌ أَمْ تُرَى تُبْقِيْنَ صَدْعَهْ..!
فَاحْتِرَامُ القَلْبِ فِي الحَالَيْن وَاحِدْ.. أَنَا أَدْرِي!
****************
إِنَّنِي أَرْفُضُ تَمْثِيْلاً و أَخْلَاقَ المَصَانِعْ
وعِبَارَاتٍ تَعَالَتْ وبَدَتْ مِنْهَا المَطَامِعْ
كَمْ تَمَنَّيْتُ أَرَى فِيْهَا آثَارَ الجَوَامِعْ
هَكَذَا النَّفْسُ كَقِدْرٍ تَحْتَوِيْهَا.. أَنَا أَدْرِي!
***************
كَمْ تَغَاضَيْتُ عَنِ الإذْلَالِ! كَمْ عَنْكِ عَفَوْتْ!
كَمْ تَقَلَّبْتُ عَلَى الجَمْرِ لَيَالٍ مَا غَفَوْتْ!
كَمْ ظَلَمْتِي القَلْبَ لَكِنِّي بِأَخْلَاقِي سَمَوْتْ
يَا تُرَى كَيْفَ احْتَمَلْتُ الجُرْحَ مِنْكِ..؟! أَنَا أَدْرِي!
***************
إِنَّ لِلْجُرْحِ شِفَاءٌ غَيْرَ جُرْحِ الكَلِمَهْ
يَأْلَمُ الجُرْحُ قَلِيْلاً.. هَلْ وَعَيْتِ أَلَمَهْ..!
بَيْنَمَا الوَقْتُ لِجُرْحِ القَلْبِ لَا يَصْطَلِمَهْ
كُلُّنَا قَدْ أَدْرَكَ الفَرْقَ جَلِيَّاً.. أَنَا أَدْرِي!
****************
قَدْ تَحَمَّلْتُ عَنَاءَ الشَّكِ فَوْقَ الكَلِمَهْ
و كَتَبْتُ مِنْ نَزِيْفِ الجُرْحِ تِلْكَ المَلْحَمَهْ
أَلَمِي إِنْ بَاحَ قَلْبِي .. جَبَلٌ مَا احْتَمَلَهْ؟
إَنَّمِا أَنْقَضَ ظَهْرِي الشَّكُ فِيَّ.. أَنَا أَدْرِي!
***************
لَا يَدُومُ الحُبُّ و الشَّكُ. فَكَمْ قُلْتُ لَهَا..!
هَلْ رَأَيْتِ الخَلَّ يُبْقِي الشَّهْدَ فِي حَالَتِهَا؟!
هَلْ رَأَيْتِ النَّارَ لَا تُحْرِقُ مِنْ شُعْلَتِهَا..!
فَأْمَنِ الحَرْقَ إِذَا شِئْتِ اصْطِلَاءً.. أَنَا أَدْرِي!
***************
قَدْ نَفَضْتِ عَنْ بَقَايَا النَّفْسِ تِلْكَ الأَتْرِبَهْ
ورَمَيْتِ لِسِيُوفِ الشَّكِّ عَنْهَا الأَجْرِبَهْ
إِنْ قَتَلْتِيْنِي بُكَاءً هَلْ لَدَيْكِ الأَجْوِبَهْ..؟!
فَاسْأَلِي الرَّكْبَ إِذَا مَاتَ غَرِيْقٌ.. أَنَا أَدْرِي!
***************
كَمْ تَجَاذَبْنَا لَيَالِي الحُبِّ أَطْرَافَ الحَدِيثْ
كَمْ أَرَدْتُ وَصْفَ أَشْوَاقِيَ بِالسَّيْرِ الحَثِيثْ
لَا أَرَى مِنْكِ سُوَى الإِعْرَاضِ.. أَغْدُو كَالرَّثِيثْ
عَجَباً مِنْكِ أَمَعْنَى الحُبِّ هَذَا..! أَنَا أَدْرِي!
**************
هَلْ أَنَا دُمْيَةُ أَطْفَالٍ بِهَا تَلْهُو وتَلْعَبْ..!
أَمْ أَنَا عُوْدُ ثُقَابٍ يَنْطَفِي حِيْنَ تَلَهَّبْ..!
أَمْ أَنَا مِعْطَفُ بَالٍ حَظُّهُ رَفٌّ و مِشْجَبْ..!
ولِذَاكَ الَّلَهْوِ لِلأَطْفَالِ سِرٌّ.. أَنَا أَدْرِي!
***************
قَدْ عَرَفْتُ سِرَّ ذَاكَ الشَّكِّ فِي أَكْنَانِهَا
فُضِحَ السِّرُّ ومَا تُخْفِيهِ.. مِنْ أَجْفَانِهَا
عَشْعَشَتْ حَوْلِي حَمَامَاتٌ عَلَى أَغْصَانِها
فَلِمَاذَا عَشْعَشَتْ حَوْلِي الحَمَائِمْ.. أَنَا أَدْرِي!
**********
وَتَرَجّلتُ كَمَا الفَارِسُ وَقْتَ الاستِرَاحَهْ
واحْتَجَبْتُ حِينَ أَعْيَتنِي عِبَارَاتُ الفَصَاحَه
و تَيَقَّنْتُ بِأنّ الدَّهرَ حَالاتٌ مُتَاحَه
حِينَ تَعْلُو قِمَّةٌ تَهْبِطُ أُخْرَى.. أَنَا أَدْرِي!
********
هَلْ بَقَى مِن أَثَرِي الشِّعْرِي فِي ذِكْرَاكِ حَرْفْ؟
هل بَقَت أَنفَاسُ حُبِّي أمْ عَلَى رَفٍّ ورفْ؟
إنّ عَصْفَ الرِّيحِ يَمْحُو أَثَراً ظرفاً وظَرْفْ
هَذا شَأنُ الدّهْرِ فِي الأيَامِ كُلَّاً.. أَنَا أَدْرِي!
***********
مع خالص...
تحياتي...
البحر...
أسعد الله مساءكم/ صباحكم بكل خير...
لقد ابتعدت عن هذا المنتدى الطيب الذي غمرني أعضاءه بكرمهم ولطفهم لمدة ليست بالقليلة...
وقد اشتقت للعودة إليه مرة أخرى...
فها أنا أعود وأضع بين أيديكم قصيدتي المبعثرة، آملاً أن تنال بعضا من استحسانكم...
***************
كَمْ مَضَيْتُ تَائهً مَا بَينَ حَرْفٍ وكَلِمْ
يَنسُجُ الإبْدَاعَ مَا فَاضَتْ بِهِ النَّفسُ قَلَمْ
وتَهَادَى كَلِمُ الحبِّ بأَنْوَاعِ الألمْ
إن لِلحُبِّ مَعَ الآهَاتِ طَعْمٌ.. أَنَا أَدْرِي!
********
لا تَظنّ الحبَّ يَصْفُو مِنْ بُكَاءٍ وكَدَرْ
لا ولا مِنْ فَرْحَةٍ سَكْرَى فَذَا حُكمُ القَدَرْ
رَوْنَقُ الخُضْرَةِ يَمْتَازُ بِتَقْلِيمِ الشَّجَرْ
تَضْحَكُ الأرْضُ إِذَا حَلَّ رَبِيعٌ.. أَنَا أَدْرِي!
*********
إنّ آثَارِي تَدُلُّ إنَّنِي كُنْتُ هُنَا
مِنْ مَعَانِي الحُبِّ فِي النَّظْمِ شَقَاءٌ وهَنَا
فإذَا أَدْرَكْتَ مَعْنَى الشِّعْرِ عِنْدِي.. أَعْلَنَا:
إنّ فِي الخَطْوِ عَلَى السَّيْرِ دَلِيلٌ.. أَنَا أَدْرِي!
*********
كُنْتُ فِي البَحْرِ ومَا حَوْلِيَ مَوْجٌ مُتَلَاطِمْ
تَائهً فِي لُجّةِ البَحْرِ بِفُقْدَانِ العَلَائِمْ
كُلُّ هَذَا وأَنَا الرُّبَّانُ تُهْدَى بِي الحَمَائِمْ
فَلِمَاذَا أَنَا فِي التِّيهِ.. أَتَدْرِي؟ أَنَا أَدْرِي!
*********
قَذَفَ المَوجُ سَفِينِي فَانْتَشَى شَاطِئُ بَحْرِكْ
ورَسَا الرُّبّانُ مُشْتَاقٌ إلَى نَعْسِ عُيُونِكْ
فَأَنَا أَرْسَيتُ قَلْبِي، وكَذَا أَرْسَيتِ قَلْبِكْ
لا تَقُولِي: لَسْتِ تَدْرِينَ رُسُوِّي.. أَنَا أَدْرِي!
***********
هَا أنَا قَدْ عَادَ قَلبِي مَرّةً بَعدَ انْقِطَاعْ
لَمْ يعد يَقوَى فِراقاً لا ولا مِنْكَ وَدَاعْ
قَطَعَ الدَّربَ مَعَ الضّعفِ جِبَالاً و تِِلاعْ
إنّ قَطْعَ الدَّرَبِ بِالأشْوَاكِ حُلوٌ.. أَنَا أَدرِي!
*********
وتَهَادَى مَنْطِقُ الإبْدَاعِ عِنْدِي فَتَصَوّرْ
وغَدَا يَنسُجُ أَمْوَاجَ وُجُودٍ يتعطّرْ
قَلْبُكِ قُطْبٌ وَقَلْبِي حَوْلَكِ فِيهِ تَمَحْوَرْ
وكِلَانَا قُطْبُهُ الآخرُ يَبْغِي.. أَنَا أَدْرِي!
**********
إنَّنَا فِي دَوْحَةِ الحُبِّ كَرَحَّالٍ غَرِيبْ
إن َتَعَانَقْنَا، وَلَكِنْ مِنْ بَعِيدٍ وَقَرِيبْ
إنّ مَا يَفْصِلُ بَيْنَ (البَحْرِ) و (النِّيلِ) عَجِيبْ
بَرْزَخٌ مِنْ قُدْرَةِ الله تَجَلّتْ.. أَنَا أَدْرِي!
**********
حُبُّنَا دَرْبَانُ مُمْتَدْان لَا يَلْتَقَيَانْ
كَتَوَازِي مُسْتَقِيمَين فَلا يَجْتَمِعَانْ
أَنَا أرْعَاهَا، وقَلْبَيْنَا لَنَا يَحْتَرِقَانْ
فَلِمَاذَا نَزَفَ الجُرْحُ بِقَلْبٍ..؟ أَنَا أَدْرِي!
***********
كُلَّمَا مَرَّ عَلَيَّ الدَّهْرُ حُبِّي يَتَوَقَّدْ
كُلَّمَا الشَّيْبُ غَزَانِي ذَا شَبَابِي يَتَجَدَّدْ
يَنْحَنِي ظَهْرُ هِلالٍ ثُمَّ يَنْمُو يَتَجَلَّدْ
إنَّنِي والبّدْرَ حَالَان سَوَاءٌ.. أَنَا أَدْرِي!
**************
قَدْ تَسَاوَى القَصْرُ والكُوخُ عَلَى حَدٍّ سَوَاءْ
لَيْسَ فِي هَيْكَلِهَا المَصْنُوعِ فِي نَفْسِي بَهَاءْ
فَأنَا مَنْ يَجْعَلُ الكُوْخَ هَنَاءً أَوْ شَقَاءْ
أَنَا حُرٌّ عِنْدَمَا سَيّرْتُ نَفْسِي.. أَنَا أَدْرِي!
**********
وتَهَادَى كَلِمُ الإبْدَاعِ فِي مِحْبَرَتِي
ومَضَى طَوْعَ بَنَانِي حَاكِياً مَعْرِفَتِي
و انْحَنَى الحَرْفُ يُحَيِّي الفَيْضَ مِنْ فَلْسَفَتِي
فَتَوَقِّ (البحرَ) إنْ شِئْتِ نَجَاةً.. أنَا أَدْرِي!
***********
إنَّ بَيْنَ النُّورِ والظُّلمَةِ خَيْطُ الفَلسَفَهْ
إنَّ فِي الظُّلمَةِ مَوتٌ بِخِلافِ المَعْرِفَهْ
فَتَخَيَّرْتُ لِفِكْرِي جُمَلاً مُخْتَلِفَهْ
لِاخْتِلافِ الوَرْدِ فِي الرَّوْضِ جَمَالٌ.. أنَا أَدْرِي!
*************
هَذَا حَالُ النَّاسِ جَهْلاً سَاقَهُمْ مِليُونُ (جورجْ)
بَيْنَ مَنْ فَازَ ومِنْهُم قَدْ تَوَارَى بِالخُّروُجْ
لَيْسَ يُغْرِي المَالُ نَفْساً سَكَنَتْ تِلْكَ المُرُوجْ
فَأنَا مَنْ يَصْنَعُ المَجْدَ لِنَفْسِي.. أَنَا أَدْرِي!
*************
إنَّ فِي الذَّاتِ إلى الذَّاتِ طَرِيقٌ ودَلِيلْ
فَأنَا أَعْجَزُ خَلْقِ اللهِ والكُلُّ ذَلِيلْ
حِيْنَ شَاءَتْ حِكْمَةُ الله لِيَهْدِيْنِي السَّبِيلْ
فَأفَاضَ الغَيْثَ حَوْلَ العَبْدِ مِنْهُ.. أَنَا أَدْرِي!
**************
قَدْ تَغَرَّبْتُ طَوِيلاً بَاحِثاً فِي قَعْرِ ذَاتِي
وهَجَرْتُ الوَطَنَ الغَالِيَ مِنْ أَجْلِ حَيَاتِي
وتَعَذَّبْتُ لِيَبْقَى.. وهَو يَرْنُو لِمَمَاتِي
فَرَأيْتُ الْهَجْرَ للذَّاتِ حَيَاةً.. أَنَا أَدْرِي!
*************
إنَّنِي حُرٌّ ولَكِنْ لِانْطِلَاقَاتِي حُدُودْ
عِنْدَ قُبْحِ الفِعْلِ أَخْلَاقِي سُجُونٌ وقُيُودْ
كَمْ تَلَذَّذْتُ بِسِجْنِي، لَذَّةً فِيْهَا خُلُودْ
هَلْ عَرَفْتِ لُغْزَ لَذَّاتِيَ عِنْدِي..؟ أَنَا أَدْرِي!
**************
اسْتَثِيِرِي عُنْفُوَانَ الذَّاتِ فَوقَ الكَلِمَهْ
صَرْحَ بِلْقِيْسَ أَعِيْدِي و اتْرُكِ لِيْ قَلَمَهْ
ودَعِ (الجَفْرِيَ) (قَيْساً) يَتَمَنّى حُلُمَهْ
إنَّ جَوْفَ (البَحْرِ) بِالدُّرِّ جَوَادٌ.. أَنَا أَدْرِي!
****************
قَدْ نَسَجْتُ الحَرْفَ بالحَرْفِ كَمَنْسُوجٍ حَرِيرْ
وحَبَكْتُ الفِكْرَ و المَنْطِقَ لَا شِعْرَ (جَرِيرْ)
وغَدَا طَلْسَمُ (مَاضِي) كَأَسِيرٍ يَسْتَجِيرْ
هَلْ سَبَرْتِ سَبَبَ الأَسْرِ لَدَيَ..؟ أَنَا أَدْرِي!
*******************
كَمْ سَكَبْتُ كَلِمَ الحُبِّ عَلَى شَاطِئ نَهْرِهْ
كَمْ تَرَنَّمْنَا بِلَحْنِ العَشْقِ فِي أَمْوَاجِ بَحْرِهْ
كَمْ سَكِرْنَا فَتَوَارَى العَقْلُ مِنْ أَقْدَاحِ خَمْرِهْ
ولِمَاذَا قَدْ تَوَارَى العَقْلُ مِنِّي..؟ أَنَا أَدْرِي!
***************
كَانَ مَوْجُ البَحْرِ يَنْسَابُ عَلَى شُطْآنِهَا
يَغْزِلُ اللؤلؤَ بَرَّاقاً عَلَى فُسْتَانِهَا
يَحْمِلُ الدُّرُّ مَعَانِي الحُبِّ فِي أَجْفَانِهَا
لَيْسَ حُسْنَ الدُّرِّ فِي الأَصْدَافِ كَلَّا.. أَنَا أَدْرِي!
*************
لَوْ أَرَدْتِ قَلْبِيَ المَجْرُوحِ بِالرُّوحِ أَجُودْ
فَأَنَا حُرٌّ وشَأْنُ الحُرِّ إِيْفَاءُ الوُعُودْ
فَلِمَاذَا الهَجْرُ مِنْكِ ولِمَ هَذَا الصُّدُودْ..!
أَنْتِ تَدْرِينَ لِمَاذَا الصَّدُّ مِنْكِ.. أَنَا أَدْرِي!
**************
هَلْ عَلِمْتِ حِينَ بَاعَدْتِ.. عُيُونِي فِي بُكَاءْ؟!
هَلْ عَلِمْتِ كَمْ طَعَنْتِنِي بِأَنْوَاعِ الجَفَاءْ؟!
هَلْ تَلَذَّذْتِ بِطَعَمِ الدَّمْعِ مِنِّي و الدِّمَاءْ؟!
لا تَقُولِي كَيْفَ أَمْضَيْتُ حَيَاتِي.. أَنَا أَدْرِي!
**************
هَلْ رَأَيْتِ سَمَكاً يَحْيَى إِذَا البَحْرُ اضْمَحَلَّ
هَلْ رَأَيْتِ وَرْدَةً تَنْمُو إِذَا مَا الجَذْبُ حَلَّ
قَدْ تَصَحَّرْتُ ولَكِنْ كِبْرِيَائِي قَدْ تَجَلَّى
فَلِمَاذَا قَدْ غَزَا الوَرْدَ ذُبُولٌ.. أَنَا أَدْرِي!
*******************
قَدْ تَخَيَّرْتِ لَنَا جَمْرَةَ (نَزْف الاحْتِرَامْ)
و انْتَقَيْتِ جُمَلَ السَّبْكِ فَمَا أَحْلَى الكَلَامْ
وبَدَأْتِ (سبّ)1 مَا (تَمّ) مع (بَرِّ) السَّلَامْ
فَلِمَاذَا قَدْ تَفَاوَضْتِ عَلَيْهَا..؟ أَنَا أَدْرِي!
***************
وزَجَرْتُ النَّفْسَ عَنْ ظُلْمِ عَدُوّي أَوْ صَدِيْقِي
فَإِذَا أَخْطَأَ بَادَرْتُ بِمَعْسُولٍ رَقِيْقِ
وإِذَا مَا النَّفْسُ شَاءَتْ ظُلْمَه قُلْتُ: أَفِيْقِي!
فَلِمَاذَا تَسْتَفِيقُ النَّفْسُ حِيْناً.. أَنَا أَدْرِي!
***************
كَمْ تَسَامْرَنَا و حَدَّثْنَا الثُّرَيَّا و القَمَرْ
كَمْ تَنَفَّسْنَا رَذَاذَ العِطْرِ مِنْ عُمْقِ الزَّهَرْ
كُلَّمَا اشْتَقْتُ إِلِى البَوْحِ تَنَاوَلْتِ الحَجَرْ
هَلْ رَأَيْتِ البَوحَ مَمْنُوعاً عَلَيَّ.. أَنَا أَدْرِي!
***************
كَمْ تَجَاهَلْتِ عُيُوناً ذَرَفَتْ مِلْيُونَ دَمْعَهْ
وفُؤَاداً نَذَرَ الحُبَّ فَهَلْ تَمْحِيْنَ لَوْعَهْ
هَلْ تُرَى لِلْجُرْحِ رَتْقٌ أَمْ تُرَى تُبْقِيْنَ صَدْعَهْ..!
فَاحْتِرَامُ القَلْبِ فِي الحَالَيْن وَاحِدْ.. أَنَا أَدْرِي!
****************
إِنَّنِي أَرْفُضُ تَمْثِيْلاً و أَخْلَاقَ المَصَانِعْ
وعِبَارَاتٍ تَعَالَتْ وبَدَتْ مِنْهَا المَطَامِعْ
كَمْ تَمَنَّيْتُ أَرَى فِيْهَا آثَارَ الجَوَامِعْ
هَكَذَا النَّفْسُ كَقِدْرٍ تَحْتَوِيْهَا.. أَنَا أَدْرِي!
***************
كَمْ تَغَاضَيْتُ عَنِ الإذْلَالِ! كَمْ عَنْكِ عَفَوْتْ!
كَمْ تَقَلَّبْتُ عَلَى الجَمْرِ لَيَالٍ مَا غَفَوْتْ!
كَمْ ظَلَمْتِي القَلْبَ لَكِنِّي بِأَخْلَاقِي سَمَوْتْ
يَا تُرَى كَيْفَ احْتَمَلْتُ الجُرْحَ مِنْكِ..؟! أَنَا أَدْرِي!
***************
إِنَّ لِلْجُرْحِ شِفَاءٌ غَيْرَ جُرْحِ الكَلِمَهْ
يَأْلَمُ الجُرْحُ قَلِيْلاً.. هَلْ وَعَيْتِ أَلَمَهْ..!
بَيْنَمَا الوَقْتُ لِجُرْحِ القَلْبِ لَا يَصْطَلِمَهْ
كُلُّنَا قَدْ أَدْرَكَ الفَرْقَ جَلِيَّاً.. أَنَا أَدْرِي!
****************
قَدْ تَحَمَّلْتُ عَنَاءَ الشَّكِ فَوْقَ الكَلِمَهْ
و كَتَبْتُ مِنْ نَزِيْفِ الجُرْحِ تِلْكَ المَلْحَمَهْ
أَلَمِي إِنْ بَاحَ قَلْبِي .. جَبَلٌ مَا احْتَمَلَهْ؟
إَنَّمِا أَنْقَضَ ظَهْرِي الشَّكُ فِيَّ.. أَنَا أَدْرِي!
***************
لَا يَدُومُ الحُبُّ و الشَّكُ. فَكَمْ قُلْتُ لَهَا..!
هَلْ رَأَيْتِ الخَلَّ يُبْقِي الشَّهْدَ فِي حَالَتِهَا؟!
هَلْ رَأَيْتِ النَّارَ لَا تُحْرِقُ مِنْ شُعْلَتِهَا..!
فَأْمَنِ الحَرْقَ إِذَا شِئْتِ اصْطِلَاءً.. أَنَا أَدْرِي!
***************
قَدْ نَفَضْتِ عَنْ بَقَايَا النَّفْسِ تِلْكَ الأَتْرِبَهْ
ورَمَيْتِ لِسِيُوفِ الشَّكِّ عَنْهَا الأَجْرِبَهْ
إِنْ قَتَلْتِيْنِي بُكَاءً هَلْ لَدَيْكِ الأَجْوِبَهْ..؟!
فَاسْأَلِي الرَّكْبَ إِذَا مَاتَ غَرِيْقٌ.. أَنَا أَدْرِي!
***************
كَمْ تَجَاذَبْنَا لَيَالِي الحُبِّ أَطْرَافَ الحَدِيثْ
كَمْ أَرَدْتُ وَصْفَ أَشْوَاقِيَ بِالسَّيْرِ الحَثِيثْ
لَا أَرَى مِنْكِ سُوَى الإِعْرَاضِ.. أَغْدُو كَالرَّثِيثْ
عَجَباً مِنْكِ أَمَعْنَى الحُبِّ هَذَا..! أَنَا أَدْرِي!
**************
هَلْ أَنَا دُمْيَةُ أَطْفَالٍ بِهَا تَلْهُو وتَلْعَبْ..!
أَمْ أَنَا عُوْدُ ثُقَابٍ يَنْطَفِي حِيْنَ تَلَهَّبْ..!
أَمْ أَنَا مِعْطَفُ بَالٍ حَظُّهُ رَفٌّ و مِشْجَبْ..!
ولِذَاكَ الَّلَهْوِ لِلأَطْفَالِ سِرٌّ.. أَنَا أَدْرِي!
***************
قَدْ عَرَفْتُ سِرَّ ذَاكَ الشَّكِّ فِي أَكْنَانِهَا
فُضِحَ السِّرُّ ومَا تُخْفِيهِ.. مِنْ أَجْفَانِهَا
عَشْعَشَتْ حَوْلِي حَمَامَاتٌ عَلَى أَغْصَانِها
فَلِمَاذَا عَشْعَشَتْ حَوْلِي الحَمَائِمْ.. أَنَا أَدْرِي!
**********
وَتَرَجّلتُ كَمَا الفَارِسُ وَقْتَ الاستِرَاحَهْ
واحْتَجَبْتُ حِينَ أَعْيَتنِي عِبَارَاتُ الفَصَاحَه
و تَيَقَّنْتُ بِأنّ الدَّهرَ حَالاتٌ مُتَاحَه
حِينَ تَعْلُو قِمَّةٌ تَهْبِطُ أُخْرَى.. أَنَا أَدْرِي!
********
هَلْ بَقَى مِن أَثَرِي الشِّعْرِي فِي ذِكْرَاكِ حَرْفْ؟
هل بَقَت أَنفَاسُ حُبِّي أمْ عَلَى رَفٍّ ورفْ؟
إنّ عَصْفَ الرِّيحِ يَمْحُو أَثَراً ظرفاً وظَرْفْ
هَذا شَأنُ الدّهْرِ فِي الأيَامِ كُلَّاً.. أَنَا أَدْرِي!
***********
مع خالص...
تحياتي...
البحر...