Nada
04 - 07 - 2003, 11:13
المبدعون بكل اصنافهم في العالم أناس متنورون , تكاد ابدانهم تطفو على مياه ارواحهم الشفيفة. ولذا نراهم دائما يسعون إلى تلك الموازنة الخفية بين الملموس وغير الملموس ، بين المادي والحسّي ، بين العطاء المبدع والتصرف اللائق. وهذه الموازنة يقترب إليها مبدعو الادب
الشعراء والقصصاصون أكثر من غيرهم لانهم اقرب إلى تلك الارواح الشفيفة التي تقطن اعماقهم ، وتمد تطلعاتهم من خلالهم إلى الكون الخارجي الذي تمثله العلاقات الصحيحة مع الآخرين.
هكذا كان يحلم الشعراء خاصةً ، فكان الشاعر الفرنسي المعروف(ارثر رامبو) على سبيل المثال يتمنى أن يكون شفافا وأثيريا مثل كلمات قصائده ، التي أدخلها في (مختبر الكلمات) ومنحها الوانا وروائح وأصوات مختلفة عما هي عليه في الواقع . وحين عجز عن تحقيق ذلك! ترك الشعر وهو في سن مبكرة جدا !!
أين يكمن سر نجاح تلك الموازنة؟
ان الاجابة على ذلك تشير إلى مواصفات الاديب الحياتيه فهو يعيش بين مرآتين صقيلتين : مرآه داخلية تنعكس فيها صورته الخارجية ، ومرآه خارجية تنعكس فيها صورته الداخلية . كل صورة منعكسة تحاول الإقتراب من الأخرى, وحين يتم التمازج بين الإثنتين يتم الابداع ، ويعيش المبدع أديبا كان أم رساماً مرحلة توازن خــّلاق. فحين يذكر اسم بعض الرسامين أو الأدباء في حديث ما, كل ما يتبادر إلى الأذهان في البدأ اخلاقهم الفاضلة ، فيقال (فلانا أديب) ربى نفسه وروحه تربية عالية! فهو ذو أدب وخلق ، مسالم ، نقي صادق, ولا يعرف للأنانية طريق . شفاف, ومحب للخير ، لايقدر على إيذاء غيره ، ولا يقدر على ايذاء مجرد نملة تدب على جسدة حتى لو كانت تقرصه قرصا مؤلما . وهو في إزاء دبيب الاخرين ممن هم في عكس مايحمل... لا يملك في الرد على اساءتهم بغير ابتسامته المتواضعة ، ولكنها في ذلك الوقت تملك تأثيرا ساحرا على ذلك . هذا هو المبدع الفنان الاديب ، بهذه الصفات الفاضلة نموذجا متكاملا في الموازنة ، اذا وضعنا مقابل ذلك في كفة ميزاته الأخرى (عطاءه المبدع) فكلتا الكفتين متداخلتان ، كفة اخلاقة وكفة ابداعه . وهذه هي المرتبة السامية التي يسعى اليها كل فنان مبدع وكل شاعر.
لكن !!
الشيء الذي راح يبرز في ساحتنا الفنية والثقافية ، هم اولئك الذين يقفون في الجانب المعاكس!!! ممن نزلو إلى أدنا درجـــــــــــــــات الموازنة.
وكما يقال ( الاناء ينضح بما فيه) ففي داخل كل منا غناء غير مرئي ، مهيأ لأن يتقبل كل السواءل التي تطرحها اعماقنا ، حتى يمتليء وبعد ذلك تفيض على جوانب ذلك الإناء إلى الخارج . فإما أن يُرى ماءً عذبا ، او ماءً ملوثا بالقاذورات بحسب ما تسلبه اعماق كل منا . ان اصحاب المياه الملوثة , لا تكسب أوانيهم سوى الكلمات النابية, والسب والشتم والمكر والخداع ، وقد تصل إلى نصب الكمائن في طرق الآخرين ، ووضع المزالق التي تودي بحياة الاخرين إلى التهلكة ، والسبب الذي يقودهم إلى ذلك هو (الغيرة) والحسد والرغبة في الاستحواذ على كل شيء . والاسوأ من ذلك هو أن هؤلاء محسوبون على الإبداع!!!
فأي إبداع؟
أي ابداع هذا؟؟
أين الموازنة الخلاقة التي يسعى إليها المبدعون؟
أين النضال والصبر لتحقيقها؟
أنها (خلخلة الإبداع) ، خلخة في الابداع وازدواجية قاتلة بين العطاء الجميل والتصرف القبيح .
و (لاتربط الجربَــــاء قرب صحيحة) ، فلا يوجد مبدعا مكتمل الابداع يشبه بنبته من النباتات الشوكية التي حتى لو أزهرت أشواكها أجمل انواع الزهور فإنها تؤذي الآخرين) ، فالعطاء المبدع لابدمن أن يستند على اخلاق مبدعة أيضاً.
هذا هو الابداع الحقيقي....
وهذا هو المبدع الأصيل
المخلوق الشفيـــــــف ، الذي منحه الله تعالى موهبةً عليا ، وفضله على غيره بها. يمر على المستنقع الراكد فيجعله ماءً متحركا صافيا . ويمر على الارض الوعرة ، فيجعلها سهولا ومرابع . ويدوس على الشواك فيحولها أزهار يانعات . ومن غير ذلك - لا يكون الإبداع إبداعا ولا يكون العطاء الفني الخّلاق متصلا بالعطاء الراقي الأخلاق.
بقــــلم مــــبدع عــمانــي صــــديــــق
الشعراء والقصصاصون أكثر من غيرهم لانهم اقرب إلى تلك الارواح الشفيفة التي تقطن اعماقهم ، وتمد تطلعاتهم من خلالهم إلى الكون الخارجي الذي تمثله العلاقات الصحيحة مع الآخرين.
هكذا كان يحلم الشعراء خاصةً ، فكان الشاعر الفرنسي المعروف(ارثر رامبو) على سبيل المثال يتمنى أن يكون شفافا وأثيريا مثل كلمات قصائده ، التي أدخلها في (مختبر الكلمات) ومنحها الوانا وروائح وأصوات مختلفة عما هي عليه في الواقع . وحين عجز عن تحقيق ذلك! ترك الشعر وهو في سن مبكرة جدا !!
أين يكمن سر نجاح تلك الموازنة؟
ان الاجابة على ذلك تشير إلى مواصفات الاديب الحياتيه فهو يعيش بين مرآتين صقيلتين : مرآه داخلية تنعكس فيها صورته الخارجية ، ومرآه خارجية تنعكس فيها صورته الداخلية . كل صورة منعكسة تحاول الإقتراب من الأخرى, وحين يتم التمازج بين الإثنتين يتم الابداع ، ويعيش المبدع أديبا كان أم رساماً مرحلة توازن خــّلاق. فحين يذكر اسم بعض الرسامين أو الأدباء في حديث ما, كل ما يتبادر إلى الأذهان في البدأ اخلاقهم الفاضلة ، فيقال (فلانا أديب) ربى نفسه وروحه تربية عالية! فهو ذو أدب وخلق ، مسالم ، نقي صادق, ولا يعرف للأنانية طريق . شفاف, ومحب للخير ، لايقدر على إيذاء غيره ، ولا يقدر على ايذاء مجرد نملة تدب على جسدة حتى لو كانت تقرصه قرصا مؤلما . وهو في إزاء دبيب الاخرين ممن هم في عكس مايحمل... لا يملك في الرد على اساءتهم بغير ابتسامته المتواضعة ، ولكنها في ذلك الوقت تملك تأثيرا ساحرا على ذلك . هذا هو المبدع الفنان الاديب ، بهذه الصفات الفاضلة نموذجا متكاملا في الموازنة ، اذا وضعنا مقابل ذلك في كفة ميزاته الأخرى (عطاءه المبدع) فكلتا الكفتين متداخلتان ، كفة اخلاقة وكفة ابداعه . وهذه هي المرتبة السامية التي يسعى اليها كل فنان مبدع وكل شاعر.
لكن !!
الشيء الذي راح يبرز في ساحتنا الفنية والثقافية ، هم اولئك الذين يقفون في الجانب المعاكس!!! ممن نزلو إلى أدنا درجـــــــــــــــات الموازنة.
وكما يقال ( الاناء ينضح بما فيه) ففي داخل كل منا غناء غير مرئي ، مهيأ لأن يتقبل كل السواءل التي تطرحها اعماقنا ، حتى يمتليء وبعد ذلك تفيض على جوانب ذلك الإناء إلى الخارج . فإما أن يُرى ماءً عذبا ، او ماءً ملوثا بالقاذورات بحسب ما تسلبه اعماق كل منا . ان اصحاب المياه الملوثة , لا تكسب أوانيهم سوى الكلمات النابية, والسب والشتم والمكر والخداع ، وقد تصل إلى نصب الكمائن في طرق الآخرين ، ووضع المزالق التي تودي بحياة الاخرين إلى التهلكة ، والسبب الذي يقودهم إلى ذلك هو (الغيرة) والحسد والرغبة في الاستحواذ على كل شيء . والاسوأ من ذلك هو أن هؤلاء محسوبون على الإبداع!!!
فأي إبداع؟
أي ابداع هذا؟؟
أين الموازنة الخلاقة التي يسعى إليها المبدعون؟
أين النضال والصبر لتحقيقها؟
أنها (خلخلة الإبداع) ، خلخة في الابداع وازدواجية قاتلة بين العطاء الجميل والتصرف القبيح .
و (لاتربط الجربَــــاء قرب صحيحة) ، فلا يوجد مبدعا مكتمل الابداع يشبه بنبته من النباتات الشوكية التي حتى لو أزهرت أشواكها أجمل انواع الزهور فإنها تؤذي الآخرين) ، فالعطاء المبدع لابدمن أن يستند على اخلاق مبدعة أيضاً.
هذا هو الابداع الحقيقي....
وهذا هو المبدع الأصيل
المخلوق الشفيـــــــف ، الذي منحه الله تعالى موهبةً عليا ، وفضله على غيره بها. يمر على المستنقع الراكد فيجعله ماءً متحركا صافيا . ويمر على الارض الوعرة ، فيجعلها سهولا ومرابع . ويدوس على الشواك فيحولها أزهار يانعات . ومن غير ذلك - لا يكون الإبداع إبداعا ولا يكون العطاء الفني الخّلاق متصلا بالعطاء الراقي الأخلاق.
بقــــلم مــــبدع عــمانــي صــــديــــق