ملكـ العناد ـة
17 - 05 - 2003, 16:38
روى احد الحمقى عن نفسه :
كنت وأنا صغير بليدا لا اصيب في في مقال ، ولا أفهم مايقال ، فلما نزل بي المشيب ، زوجتني أمي بامرأة كانت أبعد مني ذهنا ، الا أنها أكبر مني سنا . ومامضت مدة طويلة حتى ولدت ، والتمست مني طعاما حارا . فتناولت الصفحة مكشوفه ، ورجعت الى المنزل آخذ غطاء الصفحة ، فنسيت الصفحة . فلما كنت في السوق تذكرت ذلك ، فرجعت وأخذت الصفحة ، ونسيت الغطاء . وصرت كلما أخذت واحده ، نسيت الاخرى ، ولم ازل كذلك ، حتى غربت الشمس . فقلت : لا أشتري لها في هذه الليلة شيئا . ثم رجعت اليها فاذا هي ميته ، واذا ولدها يستغيث جوعا ، فتفكرت كيف اربيه ، وتحيرت في ذلك ، ثم خطر ببالي أن الحمامة اذا أفرخت وماتت ، ذهب زوجها والتقط الحب ، ثم يأتي ويقذفه في فم ابنه ، وتكون حياته بذلك ، فقلت : لا والله ، لاأكون أعجز من الحمام ، ولا أدع ولدي يذوق كأس الحمام . ثم مضيت وأتيته بجوز ولوز فجعلته في فمي ، ونفخته في فمه فرادا وأزواجا ، افواجا افواجا ، حتى امتلأ جوفه ، وصار فمه لايسع شيئا ، وصار الجوز واللوز يتناثر من شدقيه . فسررت بذلك وقلت: لعله قد استراح . ثم نظرت اليه فاذا به قد مات ، فحسدته على ذلك وقلت : يابني . . انه قد انحط سعد أمك ، وارتفع سعدك ، لأنها ماتت جوعا ، وأنت مت من الشبع . وتركتهما ميتين ، ومضيت آتيهما بالكفن والحنوط ، ولما رجعت لم أعرف طريق المنزل . وها أنا في طلبه الى يومنا هذا .
كنت وأنا صغير بليدا لا اصيب في في مقال ، ولا أفهم مايقال ، فلما نزل بي المشيب ، زوجتني أمي بامرأة كانت أبعد مني ذهنا ، الا أنها أكبر مني سنا . ومامضت مدة طويلة حتى ولدت ، والتمست مني طعاما حارا . فتناولت الصفحة مكشوفه ، ورجعت الى المنزل آخذ غطاء الصفحة ، فنسيت الصفحة . فلما كنت في السوق تذكرت ذلك ، فرجعت وأخذت الصفحة ، ونسيت الغطاء . وصرت كلما أخذت واحده ، نسيت الاخرى ، ولم ازل كذلك ، حتى غربت الشمس . فقلت : لا أشتري لها في هذه الليلة شيئا . ثم رجعت اليها فاذا هي ميته ، واذا ولدها يستغيث جوعا ، فتفكرت كيف اربيه ، وتحيرت في ذلك ، ثم خطر ببالي أن الحمامة اذا أفرخت وماتت ، ذهب زوجها والتقط الحب ، ثم يأتي ويقذفه في فم ابنه ، وتكون حياته بذلك ، فقلت : لا والله ، لاأكون أعجز من الحمام ، ولا أدع ولدي يذوق كأس الحمام . ثم مضيت وأتيته بجوز ولوز فجعلته في فمي ، ونفخته في فمه فرادا وأزواجا ، افواجا افواجا ، حتى امتلأ جوفه ، وصار فمه لايسع شيئا ، وصار الجوز واللوز يتناثر من شدقيه . فسررت بذلك وقلت: لعله قد استراح . ثم نظرت اليه فاذا به قد مات ، فحسدته على ذلك وقلت : يابني . . انه قد انحط سعد أمك ، وارتفع سعدك ، لأنها ماتت جوعا ، وأنت مت من الشبع . وتركتهما ميتين ، ومضيت آتيهما بالكفن والحنوط ، ولما رجعت لم أعرف طريق المنزل . وها أنا في طلبه الى يومنا هذا .