الطائر الحر
08 - 05 - 2003, 03:03
http://alshiraa.com/alshiraa/Pictures/ghilaf1.jpg
دفاعاً عن محمد سعيد الصحاف
كما يهوى بعض العرب المبالغات وأفعل التفضيل كذلك يهوى بعضهم جلد الذات في سادية اقرب الى المرض النفسي من ادعاء المصارحة او قول الحقيقة حتى عن النفس
وما يتعرض له الآن وزير الاعلام العراقي محمد سعيد الصحاف من سخرية من مواقفه وتصريحاته وبياناته خلال المؤتمرات الصحافية التي كان يعقدها اثناء العدوان الاميركي البريطاني على العراق هو نوع من السادية التي تبدو لدى البعض محاولة للتكفير الذاتي عن الخطيئة وتبدو لدى البعض الآخر محاولة تبرئة النفس من الحاجة الى معرفة الحقيقة التي سعت على لسان الصحاف لخلق توازن متواضع مع آلة الكذب الاميركية الضخمة.
نعم، كان محمد سعيد الصحاف اضخم جهاز اعلامي عربي وعراقي في مواجهة كل اجهزة الاعلام الاميركية والبريطانية المعادية، ليس فقط في تعبيرها عن الموقف السياسي بل في كل ما صدر عنها في نشر الحقيقة وفي الكذب وفي التـزوير وفي التضليل وفي استغباء جمهورها وفي محاولة تضليل بعض الجمهور العربي.
لقد اقام الصحاف توازناً حقيقياً يومياً مع اجهزة الاعلام والسياسة والمخابرات الاميركية والبريطانية المندمجة كلها في حرب ضروس ضد العراق والعقل العربي لا تقل ضراوة عن حمم القذائف ودمار الصواريخ وقاذفات القنابل ودك المدفعية ونيران الدبابات.
بلغ الكذب الاميركي والبريطاني في وقائع سير المعارك في الاسبوعين الاولين من العدوان المشترك لهما على العراق حداً جعل البيانات الاميركية العلنية اضحوكة امام البشرية كلها وانطلقت عشرات الطرائف والنكات كلها تسخر من هذه البيانات باحثة عن حقيقة ما يجري في العراق بدل النيران الصديقة التي تسقط طائرات صديقة والنيران الصديقة التي تقتل جنوداً اصدقاء والطرقات الصديقة التي تتسبب بحوادث مقتل روادها الاصدقاء والدبابات الصديقة التي تدمر دبابات الاصدقاء فضلاً عن احتلال مواقع بالكامل في الصباح ثم احتلال جزئي لها في المساء ثم نفي مستريب في اليوم التالي اضافة الى اسر للآلاف في اليوم الاول ثم اكتشاف ان مجموع الاسرى لم يتعد المئات في اليوم العاشر ثم نفي لأسر أي جندي اميركي ظهراً والاعتراف بالاسرى بعد خروج صورهم بين ايدي العراقيين.
لذا لجأ الاعلام الذي حاول بعضه ان يكون موضوعياً الى المؤتمرات الصحافية اليومية التي كان يعقدها محمد سعيد الصحاف ليدحض فيها اكاذيب الاميركان والبريطانيين، فإذا به يربح معركة الاعلام خلال الاسبوعين الاولين لان معظم ما قاله كانت الناس تلمسه عبر الاعلاميين المحايدين من اصحاب الضمائر او عبر اضطرار الجانب الاميركي خاصة للاعتراف القسري بمصداقية مؤتمرات الصحاف وكذب بيانات الاميركان.
كانت الساحة الاعلامية العربية مفتوحة بشكل كامل لنقل وجهة النظر الاميركية الى جانب وجهة النظر العربية وكان بينها وسائل اعلامية عربية متبنية بالكامل الادعاء والكذب الاميركي والبريطاني.
وكان المحللون والسياسيون ورجال المخابرات الاميركية والبريطانية عرباً واميركيين وبريطانيين يحتلون مساحات هائلة من الوقت في معظم فترات بث وسائل اعلام عربية وكانت المؤتمرات اليومية لقادة العدوان الاميركي البريطاني تنقل مباشرة على جميع اقنية الفضائيات العربية بترجمة فورية حرفية دون تعليق يتبعها من حياديين ودون مقارنة تكشف كذبها والفارق بين ما كان يقوله القائد الاميركي ليلاً وما كان يقوله هو نفسه صباحاً.
بينما ارهبت السلطات الاميركية والبريطانية اعلامها كله بمنعه من مجرد نقل بيان عراقي واحد وعاقبت اعلاميين اميركيين لمجرد انهم تحدثوا عن خطأ في خطة اميركية في اليوم الثاني من العدوان، ثم ان المخابرات الاميركية والبريطانية حرمت ومنعت بالقوة استضافة أي متحدث عربي او حتى غربي ليناقش مجرد النقاش الموقف العربي او العراقي.
لقد بلغ الارهاب الاميركي في الاعلام حد منع مراسل احدى الفضائيات العربية من التواجد في نيويورك حتى لتغطية اخبار سوق نيويورك المالي وحرمت السلطات الاميركية مشتركي بعض الفضائيات العربية من متابعة تغطيتها للعدوان الاميركي – البريطاني على العراق حتى وهي تنقل ايضاً وباستفاضة وجهة النظر الاميركية والبريطانية والمؤتمرات الصحافية لقادة العدوان العسكريين والتصريحات المباشرة لمسؤولين اميركيين المليئة بالسم والغطرسة والعنصرية ضد العرب والمسلمين وضد العراق المستباح.
اين.. اين الحديث الاعلامي العربي اليوم عن هذا الكذب والتـزوير والتضليل والارهاب الاميركي؟
ولماذا.. لماذا هذه الحملة السادية ضد محمد سعيد الصحاف تحديداً، ألأن العراق هزم واحتلته القوات الاميركية؟ ولأن الاميركان انتصروا عسكرياً وأبادوا جحافل وقوى عربية كانت تدافع عن ارضها وعرضها ووطنها وناسها وشرفها.
كيف يمكن الآن ان نمسح الارض بمحمد سعيد الصحاف الذي كان يؤدي واجباً اخلاقياً ووطنياً وقومياً وانسانياً وهو ينقل بدقة اخبار المعارك على جبهات القتال من وجهة نظر عراقية وهي وجهة نظر وطنه وجيشه والمقاومين المدافعين عن ارضهم، بينما تغيب المقالات والتحقيقات التي تكشف صورة جزئية عن السلوك الاميركي في التعامل الوحشي مع شعب العراق بعد التدمير الشامل لجيشه بكل انواع الاسلحة وبعد استباحة التراث الحضاري والانساني في المتاحف من اقصى العراق الى اقصاه وتدمير الجامعات ونهب محتوياتها وافراغ مكتباتها وما فيها من دراسات وابحاث علمية وانسانية ثم توجيه الرعاع لتخريب المستشفيات واحراق الادوية وسحب الأسرّة من تحت اجساد المرضى المنهكة.
نعم، انه دفاع عن محمد سعيد الصحاف الذي ادى دوره كاملاً ناجحاً صنع فيه توازناً حقيقياً صادقاً مع الحرب الاعلامية الاميركية – البريطانية الشرسة التي توافرت لها كل وسائل العلم والتقنية وقدرة الفبركة والتفوق تماماً مثلما كان وضع الآلة العسكرية المدمرة والمتفوقة على جيش العراق.
وهو ايضاً نداء ضمير للاقلام العربية التي ما زالت تجلد ذاتها وتظهر ساديتها ضد هذا الرجل الذي استقطب الدنيا كلها لتراه وتستمع اليه في محاولة اخلاقية منها للبحث عن الحقيقة في وقت لم تقدم له اميركا الا الكذب ثم الدمار والاحتلال والنهب.. وفتن الحرب الاهلية البغيضة.
منقول من ملتقي حضرموت للكاتب barakat
دفاعاً عن محمد سعيد الصحاف
كما يهوى بعض العرب المبالغات وأفعل التفضيل كذلك يهوى بعضهم جلد الذات في سادية اقرب الى المرض النفسي من ادعاء المصارحة او قول الحقيقة حتى عن النفس
وما يتعرض له الآن وزير الاعلام العراقي محمد سعيد الصحاف من سخرية من مواقفه وتصريحاته وبياناته خلال المؤتمرات الصحافية التي كان يعقدها اثناء العدوان الاميركي البريطاني على العراق هو نوع من السادية التي تبدو لدى البعض محاولة للتكفير الذاتي عن الخطيئة وتبدو لدى البعض الآخر محاولة تبرئة النفس من الحاجة الى معرفة الحقيقة التي سعت على لسان الصحاف لخلق توازن متواضع مع آلة الكذب الاميركية الضخمة.
نعم، كان محمد سعيد الصحاف اضخم جهاز اعلامي عربي وعراقي في مواجهة كل اجهزة الاعلام الاميركية والبريطانية المعادية، ليس فقط في تعبيرها عن الموقف السياسي بل في كل ما صدر عنها في نشر الحقيقة وفي الكذب وفي التـزوير وفي التضليل وفي استغباء جمهورها وفي محاولة تضليل بعض الجمهور العربي.
لقد اقام الصحاف توازناً حقيقياً يومياً مع اجهزة الاعلام والسياسة والمخابرات الاميركية والبريطانية المندمجة كلها في حرب ضروس ضد العراق والعقل العربي لا تقل ضراوة عن حمم القذائف ودمار الصواريخ وقاذفات القنابل ودك المدفعية ونيران الدبابات.
بلغ الكذب الاميركي والبريطاني في وقائع سير المعارك في الاسبوعين الاولين من العدوان المشترك لهما على العراق حداً جعل البيانات الاميركية العلنية اضحوكة امام البشرية كلها وانطلقت عشرات الطرائف والنكات كلها تسخر من هذه البيانات باحثة عن حقيقة ما يجري في العراق بدل النيران الصديقة التي تسقط طائرات صديقة والنيران الصديقة التي تقتل جنوداً اصدقاء والطرقات الصديقة التي تتسبب بحوادث مقتل روادها الاصدقاء والدبابات الصديقة التي تدمر دبابات الاصدقاء فضلاً عن احتلال مواقع بالكامل في الصباح ثم احتلال جزئي لها في المساء ثم نفي مستريب في اليوم التالي اضافة الى اسر للآلاف في اليوم الاول ثم اكتشاف ان مجموع الاسرى لم يتعد المئات في اليوم العاشر ثم نفي لأسر أي جندي اميركي ظهراً والاعتراف بالاسرى بعد خروج صورهم بين ايدي العراقيين.
لذا لجأ الاعلام الذي حاول بعضه ان يكون موضوعياً الى المؤتمرات الصحافية اليومية التي كان يعقدها محمد سعيد الصحاف ليدحض فيها اكاذيب الاميركان والبريطانيين، فإذا به يربح معركة الاعلام خلال الاسبوعين الاولين لان معظم ما قاله كانت الناس تلمسه عبر الاعلاميين المحايدين من اصحاب الضمائر او عبر اضطرار الجانب الاميركي خاصة للاعتراف القسري بمصداقية مؤتمرات الصحاف وكذب بيانات الاميركان.
كانت الساحة الاعلامية العربية مفتوحة بشكل كامل لنقل وجهة النظر الاميركية الى جانب وجهة النظر العربية وكان بينها وسائل اعلامية عربية متبنية بالكامل الادعاء والكذب الاميركي والبريطاني.
وكان المحللون والسياسيون ورجال المخابرات الاميركية والبريطانية عرباً واميركيين وبريطانيين يحتلون مساحات هائلة من الوقت في معظم فترات بث وسائل اعلام عربية وكانت المؤتمرات اليومية لقادة العدوان الاميركي البريطاني تنقل مباشرة على جميع اقنية الفضائيات العربية بترجمة فورية حرفية دون تعليق يتبعها من حياديين ودون مقارنة تكشف كذبها والفارق بين ما كان يقوله القائد الاميركي ليلاً وما كان يقوله هو نفسه صباحاً.
بينما ارهبت السلطات الاميركية والبريطانية اعلامها كله بمنعه من مجرد نقل بيان عراقي واحد وعاقبت اعلاميين اميركيين لمجرد انهم تحدثوا عن خطأ في خطة اميركية في اليوم الثاني من العدوان، ثم ان المخابرات الاميركية والبريطانية حرمت ومنعت بالقوة استضافة أي متحدث عربي او حتى غربي ليناقش مجرد النقاش الموقف العربي او العراقي.
لقد بلغ الارهاب الاميركي في الاعلام حد منع مراسل احدى الفضائيات العربية من التواجد في نيويورك حتى لتغطية اخبار سوق نيويورك المالي وحرمت السلطات الاميركية مشتركي بعض الفضائيات العربية من متابعة تغطيتها للعدوان الاميركي – البريطاني على العراق حتى وهي تنقل ايضاً وباستفاضة وجهة النظر الاميركية والبريطانية والمؤتمرات الصحافية لقادة العدوان العسكريين والتصريحات المباشرة لمسؤولين اميركيين المليئة بالسم والغطرسة والعنصرية ضد العرب والمسلمين وضد العراق المستباح.
اين.. اين الحديث الاعلامي العربي اليوم عن هذا الكذب والتـزوير والتضليل والارهاب الاميركي؟
ولماذا.. لماذا هذه الحملة السادية ضد محمد سعيد الصحاف تحديداً، ألأن العراق هزم واحتلته القوات الاميركية؟ ولأن الاميركان انتصروا عسكرياً وأبادوا جحافل وقوى عربية كانت تدافع عن ارضها وعرضها ووطنها وناسها وشرفها.
كيف يمكن الآن ان نمسح الارض بمحمد سعيد الصحاف الذي كان يؤدي واجباً اخلاقياً ووطنياً وقومياً وانسانياً وهو ينقل بدقة اخبار المعارك على جبهات القتال من وجهة نظر عراقية وهي وجهة نظر وطنه وجيشه والمقاومين المدافعين عن ارضهم، بينما تغيب المقالات والتحقيقات التي تكشف صورة جزئية عن السلوك الاميركي في التعامل الوحشي مع شعب العراق بعد التدمير الشامل لجيشه بكل انواع الاسلحة وبعد استباحة التراث الحضاري والانساني في المتاحف من اقصى العراق الى اقصاه وتدمير الجامعات ونهب محتوياتها وافراغ مكتباتها وما فيها من دراسات وابحاث علمية وانسانية ثم توجيه الرعاع لتخريب المستشفيات واحراق الادوية وسحب الأسرّة من تحت اجساد المرضى المنهكة.
نعم، انه دفاع عن محمد سعيد الصحاف الذي ادى دوره كاملاً ناجحاً صنع فيه توازناً حقيقياً صادقاً مع الحرب الاعلامية الاميركية – البريطانية الشرسة التي توافرت لها كل وسائل العلم والتقنية وقدرة الفبركة والتفوق تماماً مثلما كان وضع الآلة العسكرية المدمرة والمتفوقة على جيش العراق.
وهو ايضاً نداء ضمير للاقلام العربية التي ما زالت تجلد ذاتها وتظهر ساديتها ضد هذا الرجل الذي استقطب الدنيا كلها لتراه وتستمع اليه في محاولة اخلاقية منها للبحث عن الحقيقة في وقت لم تقدم له اميركا الا الكذب ثم الدمار والاحتلال والنهب.. وفتن الحرب الاهلية البغيضة.
منقول من ملتقي حضرموت للكاتب barakat