الـعـمـيــــــــــــد
11 - 06 - 2011, 02:39
فصل الغربة وبعد المسافة /
لم يكن حسن شابا لعوبا مستهترا يتلاعب بالمشاعر , ولكن كان صادقا في
كل أقواله وما كان ابتعاده عن حبيبته أشواق في تلك الفترة إلا لظروف
عصفت به , فقد توفى والد بعد أن كان يصارع المرض لفترات طويلة ,
ولم يشغل تفكيره سوى كيف يرتب شؤون البيت فقد ترك والده لتلك الأسرة
ميراثا من الحزن لشدة تعلق الأسرة به فقد كان أبا حنونا على زوجته
وأبنائه , وما كان لحسن أن يسد ذلك الفراغ في فترة وجيزة , ولم يشعر بأنه
ترك لحبيبته ميراثا من الألم تتجرعه كل لحظة وهي تفتش في دفتر
الانتظار عن سر غيابه , ولم يخطر ببالهما أن يتبادلا أرقام هاتفيهما النقال
ولربما كان هناك نوعا من الحساسية جثم على صدر حسن من أن يطلب
ذلك الطلب وتقابله أشواق بالرفض , فلم تكن من ذلك النوع الذي يفتح الباب
على مصراعيه لكل شاب , فتربية أهلها لها وغرسهم للقيم والمبادئ
والأخلاق وضعا لها حدودا وخطوطا حمراء لا تستسيغ نفسها الأبية أن
تتخطاها , وما كانت موافقتها على الزواج إلى لعشق تأصل في شرايينها
فأصبح يحل محل الدم في الوريد .
ولج حسن إلى جهازه ليبعث بأقل ما يكون رسالة إن لم يكن للقاء من سبيل
يطمئنها على أحواله لعل عذره بوفاة والده يشفع له , ولكن ما شغف بحبها
لم تكن هناك على الجانب الآخر من الجهاز , فبعث برسالة ...
لم تطق أشواق صبرا حين ولجت في المساء لجهازها الذي يخبرها بأن
هناك رسالة بانتظارها فهي لا تتوقع مراسلات من أحد سوى حسن وأصبح
قلبها يدق بشدة وأصابعها ترتعش خوفا من أن يكون الظرف لشخص آخر
وحين رأت العنوان مكتوبا عليه ( قولي زوجتك نفسي ) كادت أن تطير من
الفرحة فسارعت لنبش الرسالة لتجد فيها حسن وقد طبع ابتسامة كرتونية
في مطلع الرسالة مقدما عذره ومعاهدا إياها بأنه لم ينساها ..
بكت أشواق .ز بكت كثير .. وغسلت بدموعها الحارة لوحة المفاتيح .. لم
تكن تعلم لم بكت هل لوفاة والدة وحزنه ومعاناته أم لعودته إليها بعد أن
شعرت للحظة يأس أنه لن يعود , وهل هي دموع الفرح أم دموع حزن
اختلط عليها كل شيء في تلك اللحظة ومرت الدقائق بل ربما ساعه وهي
تتأمل في رسالة حسن , وتقول : لا بأس عليك يا حبيبي سأنتظرك حين
تدق الساعة معلنة منتصف الليل كما تعودنا أرجو أن تكون حاضرا .. هكذا
كان رد أشواق على رسالة حسن .
تلقى حسن الرسالة بعد ساعة وتهيأ للموعد المضروب على صحن عقارب
الساعة المعلقة على الحائط .. أما أشواق فقد تبدل حالها
تبدل كل شيء تورد خديها بعد ذبولهما وحلت البسمة محل الوجوم والحزن
لتنام السعادة قريرة العين على مقلتي أشواق ..
حتى مرآتها تبدلت أصبحت تبتسم , لسانها يدندن وشفتيها ترقص على أنغام
حركاته .. كل شيء فيها يتحرك وكل شيء فيها يتغير , حتى الأسرة
أصابها الذهول فقال لها والدها .. الحمد لله عادت أشواق لسابق عهدها
..ولكن ما الذي قلب حالك يا ابنتي فقد شغلتنا عليك .. تبسمت أشواق في
خجل ولم تجب .. شعر والدها بأن هناك أمرا ما قلب أشواق ولكنه صمت
لثقته بها وبتربيته لها ..
في الموعد المحدد وصلت أشواق قبله بعشر دقائق لتجد القلب النابض
بانتظارها على الجانب الآخر , دار حديث الشوق والحنين والألم لكلا
الحبيبين ومضت ساعات دون أن يشعرا بأن الفجر قد أطلق إنذاره الأول
لتنفس الصبح بعد أن حبس الليل أنفاسه ..
لم يكن حسن شابا لعوبا مستهترا يتلاعب بالمشاعر , ولكن كان صادقا في
كل أقواله وما كان ابتعاده عن حبيبته أشواق في تلك الفترة إلا لظروف
عصفت به , فقد توفى والد بعد أن كان يصارع المرض لفترات طويلة ,
ولم يشغل تفكيره سوى كيف يرتب شؤون البيت فقد ترك والده لتلك الأسرة
ميراثا من الحزن لشدة تعلق الأسرة به فقد كان أبا حنونا على زوجته
وأبنائه , وما كان لحسن أن يسد ذلك الفراغ في فترة وجيزة , ولم يشعر بأنه
ترك لحبيبته ميراثا من الألم تتجرعه كل لحظة وهي تفتش في دفتر
الانتظار عن سر غيابه , ولم يخطر ببالهما أن يتبادلا أرقام هاتفيهما النقال
ولربما كان هناك نوعا من الحساسية جثم على صدر حسن من أن يطلب
ذلك الطلب وتقابله أشواق بالرفض , فلم تكن من ذلك النوع الذي يفتح الباب
على مصراعيه لكل شاب , فتربية أهلها لها وغرسهم للقيم والمبادئ
والأخلاق وضعا لها حدودا وخطوطا حمراء لا تستسيغ نفسها الأبية أن
تتخطاها , وما كانت موافقتها على الزواج إلى لعشق تأصل في شرايينها
فأصبح يحل محل الدم في الوريد .
ولج حسن إلى جهازه ليبعث بأقل ما يكون رسالة إن لم يكن للقاء من سبيل
يطمئنها على أحواله لعل عذره بوفاة والده يشفع له , ولكن ما شغف بحبها
لم تكن هناك على الجانب الآخر من الجهاز , فبعث برسالة ...
لم تطق أشواق صبرا حين ولجت في المساء لجهازها الذي يخبرها بأن
هناك رسالة بانتظارها فهي لا تتوقع مراسلات من أحد سوى حسن وأصبح
قلبها يدق بشدة وأصابعها ترتعش خوفا من أن يكون الظرف لشخص آخر
وحين رأت العنوان مكتوبا عليه ( قولي زوجتك نفسي ) كادت أن تطير من
الفرحة فسارعت لنبش الرسالة لتجد فيها حسن وقد طبع ابتسامة كرتونية
في مطلع الرسالة مقدما عذره ومعاهدا إياها بأنه لم ينساها ..
بكت أشواق .ز بكت كثير .. وغسلت بدموعها الحارة لوحة المفاتيح .. لم
تكن تعلم لم بكت هل لوفاة والدة وحزنه ومعاناته أم لعودته إليها بعد أن
شعرت للحظة يأس أنه لن يعود , وهل هي دموع الفرح أم دموع حزن
اختلط عليها كل شيء في تلك اللحظة ومرت الدقائق بل ربما ساعه وهي
تتأمل في رسالة حسن , وتقول : لا بأس عليك يا حبيبي سأنتظرك حين
تدق الساعة معلنة منتصف الليل كما تعودنا أرجو أن تكون حاضرا .. هكذا
كان رد أشواق على رسالة حسن .
تلقى حسن الرسالة بعد ساعة وتهيأ للموعد المضروب على صحن عقارب
الساعة المعلقة على الحائط .. أما أشواق فقد تبدل حالها
تبدل كل شيء تورد خديها بعد ذبولهما وحلت البسمة محل الوجوم والحزن
لتنام السعادة قريرة العين على مقلتي أشواق ..
حتى مرآتها تبدلت أصبحت تبتسم , لسانها يدندن وشفتيها ترقص على أنغام
حركاته .. كل شيء فيها يتحرك وكل شيء فيها يتغير , حتى الأسرة
أصابها الذهول فقال لها والدها .. الحمد لله عادت أشواق لسابق عهدها
..ولكن ما الذي قلب حالك يا ابنتي فقد شغلتنا عليك .. تبسمت أشواق في
خجل ولم تجب .. شعر والدها بأن هناك أمرا ما قلب أشواق ولكنه صمت
لثقته بها وبتربيته لها ..
في الموعد المحدد وصلت أشواق قبله بعشر دقائق لتجد القلب النابض
بانتظارها على الجانب الآخر , دار حديث الشوق والحنين والألم لكلا
الحبيبين ومضت ساعات دون أن يشعرا بأن الفجر قد أطلق إنذاره الأول
لتنفس الصبح بعد أن حبس الليل أنفاسه ..