المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حتى حسني مبارك لم يفعلها يا قذّافي



جعفر الخابوري
23 - 02 - 2011, 15:38
حتى حسني مبارك لم يفعلها يا قذّافي
حتى حسني مبارك لم يفعلها يا قذّافي، على رغم استطاعته إصدار أوامره لضرب المعتصمين والمتظاهرين، وقدرته على زيادة القتلى بينهم، إلاّ أنّه توقّف وانسحب في وقت قصير بالنسبة لمدّة حكمه، ولم يطلب من الشعب المصري عند انسحابه إلا وفاته على أرض مصر، في المقابل وجدنا سيف الإسلام القذّافي يهدّد العشائر والقبائل بالقتل والإبادة الجماعية.

إن الشعوب في طريقها الى التحرّر، وما هذه الأعمال الرعناء إلاّ زيادة لفتيل الانتفاضة، وما حدث في تونس ومصر وليبيا وحالياً اليمن لأكبر دليل على ما نقوله، إذ ما أن يتذوّق الإنسان طعم الحرّية لا يستطيع الرجوع أو العدول عنها، فهي من الضرورات التي نجاهد من أجلها، ونبيع الغالي والرخيص من أجل تحقيقها.

خسرت مصر 325 من أبنائها من أجل إسقاط نظام حسني مبارك، وليبيا تسبح اليوم في بحر من الدماء والإبادة الجماعية والجثث المقطّعة، التي تقشعّر لمنظرها الأبدان، في ظل عنجهية القذّافي وابنه أمام العالم، والعالم يشاهد مآسي ومجازر تحدث للشعب الليبي، ولم يحرّك ساكنا إلا بالتصريحات، وعلى رأسهم الولايات المتّحدة الأميركية، إذ إنّها بين ليلة وضحاها أصبحت حيادية بعد أن كانت زمن البوسنة والهرسك تطالب بإدخال الأمم المتّحدة في شأنهم!

نعتقد أنّ الشعب الليبي لن يتوقّف عن مظاهراته ولو مات الجميع، لأنّ اليوم المسألة مسألة مصيرية تحتّم على الشعب الليبي التكاتف، ولن يتخاذل في سبيل تحقيق الحرّية التي ذهبت عنه سنوات طويلة - كما أقرّ بذلك سيف الدين القذّافي في حديثه للإعلام -!

آن الأوان للأنظمة العربية أن تراجع ملفّاتها، لأنّ الحال لا يبقى على ما هو عليه، وحاليا كل الأمور حولنا في تغيّر سريع، وفي أحداث مخيفة مع هذا السيل الجاري بشدّة، وعجلة التغيير تدور بسرعة مرعبة لا تعلم الأنظمة كيفية إيقافها أو التفاوض معها.

وحسناً تفعل البحرين في حقن الدماء، وإيقاف تدخّل العسكر، وجعل المسيرات والمظاهرات تستمر بصورة سليمة، ويا خوفنا إذا ما انقلبت الأمور، وسقط الناس موتى، فإننا نخشى ما لا تحمد عقباه.

ننتظر ونشاهد ونترقّب وقلوبنا في أيدينا خوفاً من حصول انشقاق في الصفوف، أو حتى من دخول الشعب في حفرة الطائفية البشعة بسبب بعض المغرضين الذين يضرّون البحرين.

اللهم احفظ البحرين وأهلها، اللهم لا تفتننا في ديننا ولا بلدنا، اللهم إننا نستودعك وطننا وأنت الذي لا تضيّع ودائعه، اللهم إنا علمنا انّه مع العسر يسرا ومع الشدّة فرج، وانّك مبدّل الأحوال من حال الى حال، فبدّل عسرنا بيسر، وبدّل شدّتنا بالفرج القريب.

اللهم آمين.




مريم الشروقي
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3092 - الأربعاء 23 فبراير 2011م الموافق 20 ربيع الاول 1432هـ

جايكوب
24 - 02 - 2011, 00:33
جعفر الخابوري

شاكر لك موضوعك الرائع
يسلموووووو عالنقل
اموووووووووووووورك طيبة