عسولة
09 - 03 - 2003, 01:03
سألتني وهي ترتجف باكية : ماذا افعل ؟؟ فقلت لها بلا تردد : اذهبي إليه
كانت نصيحة مجنونة لكني لم اكن املك في مثل ذلك الموقف سواها !!
منذ سنوات وهو يعيش في قلبها وهي تعيش في حلمه .. كانت ترى الدنيا بعينيه
وتعيش من اجله ولأجله كان لا يرى سواها ولا يشعر بسواها .. ولا يتمنى من هذه الدنيا كلها سواها
تعرفت عليه وهي ابنة الثامنة عشرة .. وهي الآن تقترب من الثلاثين .. وما زالت تحبه .. وما زالت تنتظره
وما زالت تتمسك به
وما زالت تصر على أن لا تكون لأخر
وما زال هو يمنحها من السنوات ما تمنحه .. ويتمسك بوجودها معه
دون أن يفقد الأمل لحظة واحدة في نهاية سعيدة لحكايتهما
كانت تهاتفه كل صباح قبل أن تفتح عينيها للدنيا لتقول له
.. { أحبك اليوم اكثر من الأمس } ..
وكان يهاتفها كل مساء قبل أن يغمض عينيه لتقول لها
.. { سأحبك غدا اكثر من اليوم } ..
ويغمض عينيه على صوتها .. وتغمض عينيها على صوته
لتلتقيه ويلتقيها في دنيا الأحلام الجميلة
حين تقدم للزواج منها قامت الدنيا ولم تقعد
وحاول جاهدا وبكل الطرق أن تكون له .. وحاولت هي أيضا الشيء ذاته
لكن عادتهما كان لها رأي أخر .. وعقولهم وأفكارهم كان لها رأي أخر .. النصيب أيضا كان له رأي أخر
ولا يهزم ولا يكسر أحلامنا الجميلة شئ كما يهزمها ويكسرها النصيب
وللحكاية فصول أخرى لا تتسع هذه الصفحة لسردها
لكن
في هذا المساء امتلاءت المدينة بنبأ إصابته بحادث اليم
ووصلها النبأ كسواها
فجأتني ترتجف رعبا .. لتسألني بصدق :
لو كنت مكاني ماذا ستفعلين ؟؟
وأجبتها بالصدق ذاته : لو كنت مكانك لما ترددت لحظة واحدة في الذهاب إليه
اعلم إنها كانت نصيحة مجنونة .. لكنني شعرت إنني أمام امرأة تحتضر هنا .. ورجل يحتضر هناك
فأردت أن امنحها حق اللحظة الأخيرة معه
أردت أن يكون وجهها أخر ما يراه لو اغمض عينيه
أردت أن لا يرحل قبل أن تراه
أردت أن تقول له كل ما تود قوله فربما كان الحوار الأخير بين قلبيهما
ذهبت إليه
وقفت أمامه
حدثته بأشياء كثيرة لا يعرفها سواهما
ربما حدثته عن حبهما ورعبها وحاجتها إليه .. ربما حدثته عن حبهما العظيم وحكايتهما الجميلة
ربما حدثته عن وعدها أن لا تكون لسواه .. وحرصه على أن لا يكون لسواها
ربما حدثته عن أملها في شفائه .. ربما حدثته عن رعبها من فقدانه
ربما حدثته عن أحلامهما المشتركة .. عن فرحهما الذي لا يوصف في ليلة العمر
عن مملكتهما الجميلة .. عن طفلهما الأول .. عن فستانها الأبيض
ربما حدثته عن .. وعن .. وعن .. وعن
لكن حديثهما توقف فجأة
وتوقفت أنفاسه أيضا
وقالوا انه رحل
وامتلأت المدينة بالنبأ العظيم .. وبكاه الرجال قبل النساء
وربما بكته الجدران التي كان يمر عليها .. وربما بكته الطرقات التي كان يتجول بها
وربما بكته الأرض التي كان يسير عليها
بكته المدينة كلها .. الأشياء كلها
.. إلا هي ..
رجوته أن تصرخ .. أن تبكي .. أن تحطم الأشياء كلها
أن لا تقف صامته كي لا يأكل الصمت قلبها المفجوع برحيله
لكنها فجعتني بسؤالها
... متى سيعود ...
{ النهاية }
تحدت من اجله الدنيا
وتحدى من اجلها الكون
لكن من منهما استطاع أن يتحدى الموت
من اجل الأخر !!
{ ** شهرزاد ** }
القطة المشاكسة
** عسووووووولة **
كانت نصيحة مجنونة لكني لم اكن املك في مثل ذلك الموقف سواها !!
منذ سنوات وهو يعيش في قلبها وهي تعيش في حلمه .. كانت ترى الدنيا بعينيه
وتعيش من اجله ولأجله كان لا يرى سواها ولا يشعر بسواها .. ولا يتمنى من هذه الدنيا كلها سواها
تعرفت عليه وهي ابنة الثامنة عشرة .. وهي الآن تقترب من الثلاثين .. وما زالت تحبه .. وما زالت تنتظره
وما زالت تتمسك به
وما زالت تصر على أن لا تكون لأخر
وما زال هو يمنحها من السنوات ما تمنحه .. ويتمسك بوجودها معه
دون أن يفقد الأمل لحظة واحدة في نهاية سعيدة لحكايتهما
كانت تهاتفه كل صباح قبل أن تفتح عينيها للدنيا لتقول له
.. { أحبك اليوم اكثر من الأمس } ..
وكان يهاتفها كل مساء قبل أن يغمض عينيه لتقول لها
.. { سأحبك غدا اكثر من اليوم } ..
ويغمض عينيه على صوتها .. وتغمض عينيها على صوته
لتلتقيه ويلتقيها في دنيا الأحلام الجميلة
حين تقدم للزواج منها قامت الدنيا ولم تقعد
وحاول جاهدا وبكل الطرق أن تكون له .. وحاولت هي أيضا الشيء ذاته
لكن عادتهما كان لها رأي أخر .. وعقولهم وأفكارهم كان لها رأي أخر .. النصيب أيضا كان له رأي أخر
ولا يهزم ولا يكسر أحلامنا الجميلة شئ كما يهزمها ويكسرها النصيب
وللحكاية فصول أخرى لا تتسع هذه الصفحة لسردها
لكن
في هذا المساء امتلاءت المدينة بنبأ إصابته بحادث اليم
ووصلها النبأ كسواها
فجأتني ترتجف رعبا .. لتسألني بصدق :
لو كنت مكاني ماذا ستفعلين ؟؟
وأجبتها بالصدق ذاته : لو كنت مكانك لما ترددت لحظة واحدة في الذهاب إليه
اعلم إنها كانت نصيحة مجنونة .. لكنني شعرت إنني أمام امرأة تحتضر هنا .. ورجل يحتضر هناك
فأردت أن امنحها حق اللحظة الأخيرة معه
أردت أن يكون وجهها أخر ما يراه لو اغمض عينيه
أردت أن لا يرحل قبل أن تراه
أردت أن تقول له كل ما تود قوله فربما كان الحوار الأخير بين قلبيهما
ذهبت إليه
وقفت أمامه
حدثته بأشياء كثيرة لا يعرفها سواهما
ربما حدثته عن حبهما ورعبها وحاجتها إليه .. ربما حدثته عن حبهما العظيم وحكايتهما الجميلة
ربما حدثته عن وعدها أن لا تكون لسواه .. وحرصه على أن لا يكون لسواها
ربما حدثته عن أملها في شفائه .. ربما حدثته عن رعبها من فقدانه
ربما حدثته عن أحلامهما المشتركة .. عن فرحهما الذي لا يوصف في ليلة العمر
عن مملكتهما الجميلة .. عن طفلهما الأول .. عن فستانها الأبيض
ربما حدثته عن .. وعن .. وعن .. وعن
لكن حديثهما توقف فجأة
وتوقفت أنفاسه أيضا
وقالوا انه رحل
وامتلأت المدينة بالنبأ العظيم .. وبكاه الرجال قبل النساء
وربما بكته الجدران التي كان يمر عليها .. وربما بكته الطرقات التي كان يتجول بها
وربما بكته الأرض التي كان يسير عليها
بكته المدينة كلها .. الأشياء كلها
.. إلا هي ..
رجوته أن تصرخ .. أن تبكي .. أن تحطم الأشياء كلها
أن لا تقف صامته كي لا يأكل الصمت قلبها المفجوع برحيله
لكنها فجعتني بسؤالها
... متى سيعود ...
{ النهاية }
تحدت من اجله الدنيا
وتحدى من اجلها الكون
لكن من منهما استطاع أن يتحدى الموت
من اجل الأخر !!
{ ** شهرزاد ** }
القطة المشاكسة
** عسووووووولة **