دندنة على سن القلم
23 - 02 - 2003, 13:21
وتمضي الأيام بسرعة وتقترب نفحات العيد من بعيد وهي تتراقص مع ابتسامة الطفولة ، تتراقص له وهو ينظر لتباشير العيد من نافذة الدار ، يتعقب الأنجم في السماء تارة وتارة أخري ينظر للمارة وهو يرى ملامح العيد على وجوههم ، وفي سويعات كثيرة تجده حالما طائرا بأحلامه بعيدا ناحية تلك الأنجم البراقة ، أيا ترى لماذا ينظر إليها ؟
- راشد حبيبي هيا للنوم ؟
- دقائق يا أمي وسأذهب ؟
- ماذا تنظر هناك ؟
- انظر أبى من خلال النجوم ، ألم تقولي لي منذ زمان بأن كل مسافر نجمه في السماء ؟
- نعم يا ولدي ، والان هيا للنوم ؟
- دعيني انتظر أبى يمكن بيرجع الان ؟
- لا يا حبيبي أبوك سوف يعود ليلة العيد ؟
- يعني غدا ؟
- نعم يا ولدي ، وما هي إلا ساعات وسيحضر ؟
- أيا ترى أي نوع من الهدايا اشتراها لي ؟
- لا تستعجل يا راشد ؟
- صدقيني يا أمي ، وغدا قريب
- اذا هيا للنوم ...
- تصبحين على خير أمي
- وأنت من أهل الخير يا ولدي ... مسكين راشد سوف يطير من الفرحة بوصول أبيه .
وتقفل الاضاءه ويغمض الطفل عينية بسلام ولكنه ما يزال يحلم أحلام اليقظة قبل نومه ، ما يزال يرسم لنفسه شكل الهدايا التي سوف يجلبها له أبوه من السفر ، ساعتها غط في نوم عميق وهو يبتسم لأنه رسم أباه في نومه باسما وهو يقدم له الهدايا ..
- هيا يا راشد أنهض من النوم لننظف البيت ؟
- ( متكاسلا ) حاضر يا أمي ..
- إذا هيا أغسل وجهك أولا ؟
- حاضر سأتبعك فورا ؟
كان راشد يعمل بكل همه ونشاط في مساعدته لأمه في تنظيف البيت ، كان يعمل بلا كلل أو ملل .. يحرك تلك المخدة ، ويرتب الفراش ، وتارة يلعب مع نفسه وهو فرح مسرور لقرب وصول أبيه ...
- أمي في أي ساعة سوف يصل أبى ؟
- في الحادية عشر ليلا ....
- الوقت متأخر ولكني سوف انتظره ولن أنام ؟
- إذا هيا نسرع من التنظيف .
- نعم يا أمي هيا ....
وبدأ الليل يوزع سواده على القرية ، وبدأت زقزقة العصافير تهدأ ، بينما ظهرت أصوات ليلية لحشرة الصراصير ، ونقيق الضفادع القادمة من القلج القريب من الدار ، وبدأ الناس يرجعون لمضاجعهم ليغطوا في سبات عميق ، ما عدا أم راشد وراشد اللذين جلسا ينتظران أبا راشد بفارغ الصبر ، وتدق الساعة العاشرة وما زال راشد يحارب النعاس ولكنه ينهزم معه أخيرا وينصاع لأوامره ، فغط في نوما عميق .. ما هي إلا ساعة من الزمن حتى قرع الباب ....!!!!
- من الطارق ؟
- افتحي يا أم راشد أنا محمد ..
- أبو راشد الحمد لله على سلامتك ؟
- الله يسلمك لقد اشتقت إليك كثيرا ، ولصغيري راشد .
- ونحن أيضا أشتقنا لك يا أبا راشد
- أين راشد ؟
- أنتظرك طويلا ولكنه لم يستطع الانتظار فنام ..
- لقد أحضرت له هدية العيد ، وهي أجمل هدية وأغلاها ..
- سيفرح بها حتما ؟
- يجب أن أوقضه ، فأنا مشتاق له كثيرا .
- راشد قم يا راشد ، راشد لقد جلبت لك هديتك التي كنت تحلم بها ، هيا انهض !!!!؟
- ( الأم فزعه ) أبو راشد ، راشد لا يتحرك ؟
- راشد راشد راشد راشد
وصرخت الأم المسكينة صرخة أيقظت القرية بأكملها ، وبكى الأب بكاء مريرا ، وراشد ودعهم بابتسامته الطفولية الظاهرة على وجهه ، ودعهم وذهب بعيدا بعد أن تحقق حلمه أخيرا ، للأسف رحل قبل أن يرى أباه في ليلة العيد ، قبل ان يلاعب هديته ، قبل ان يلبس ملابس العيد ويخرج مع أطفال قريته للحدائق ليلعبوا بهدايا العيد ، رحل ورحلت معه كل أحلامه الطفولية ، رحل مخلفا وراءه لعبة العيد وابتسامة الوداع .
- راشد حبيبي هيا للنوم ؟
- دقائق يا أمي وسأذهب ؟
- ماذا تنظر هناك ؟
- انظر أبى من خلال النجوم ، ألم تقولي لي منذ زمان بأن كل مسافر نجمه في السماء ؟
- نعم يا ولدي ، والان هيا للنوم ؟
- دعيني انتظر أبى يمكن بيرجع الان ؟
- لا يا حبيبي أبوك سوف يعود ليلة العيد ؟
- يعني غدا ؟
- نعم يا ولدي ، وما هي إلا ساعات وسيحضر ؟
- أيا ترى أي نوع من الهدايا اشتراها لي ؟
- لا تستعجل يا راشد ؟
- صدقيني يا أمي ، وغدا قريب
- اذا هيا للنوم ...
- تصبحين على خير أمي
- وأنت من أهل الخير يا ولدي ... مسكين راشد سوف يطير من الفرحة بوصول أبيه .
وتقفل الاضاءه ويغمض الطفل عينية بسلام ولكنه ما يزال يحلم أحلام اليقظة قبل نومه ، ما يزال يرسم لنفسه شكل الهدايا التي سوف يجلبها له أبوه من السفر ، ساعتها غط في نوم عميق وهو يبتسم لأنه رسم أباه في نومه باسما وهو يقدم له الهدايا ..
- هيا يا راشد أنهض من النوم لننظف البيت ؟
- ( متكاسلا ) حاضر يا أمي ..
- إذا هيا أغسل وجهك أولا ؟
- حاضر سأتبعك فورا ؟
كان راشد يعمل بكل همه ونشاط في مساعدته لأمه في تنظيف البيت ، كان يعمل بلا كلل أو ملل .. يحرك تلك المخدة ، ويرتب الفراش ، وتارة يلعب مع نفسه وهو فرح مسرور لقرب وصول أبيه ...
- أمي في أي ساعة سوف يصل أبى ؟
- في الحادية عشر ليلا ....
- الوقت متأخر ولكني سوف انتظره ولن أنام ؟
- إذا هيا نسرع من التنظيف .
- نعم يا أمي هيا ....
وبدأ الليل يوزع سواده على القرية ، وبدأت زقزقة العصافير تهدأ ، بينما ظهرت أصوات ليلية لحشرة الصراصير ، ونقيق الضفادع القادمة من القلج القريب من الدار ، وبدأ الناس يرجعون لمضاجعهم ليغطوا في سبات عميق ، ما عدا أم راشد وراشد اللذين جلسا ينتظران أبا راشد بفارغ الصبر ، وتدق الساعة العاشرة وما زال راشد يحارب النعاس ولكنه ينهزم معه أخيرا وينصاع لأوامره ، فغط في نوما عميق .. ما هي إلا ساعة من الزمن حتى قرع الباب ....!!!!
- من الطارق ؟
- افتحي يا أم راشد أنا محمد ..
- أبو راشد الحمد لله على سلامتك ؟
- الله يسلمك لقد اشتقت إليك كثيرا ، ولصغيري راشد .
- ونحن أيضا أشتقنا لك يا أبا راشد
- أين راشد ؟
- أنتظرك طويلا ولكنه لم يستطع الانتظار فنام ..
- لقد أحضرت له هدية العيد ، وهي أجمل هدية وأغلاها ..
- سيفرح بها حتما ؟
- يجب أن أوقضه ، فأنا مشتاق له كثيرا .
- راشد قم يا راشد ، راشد لقد جلبت لك هديتك التي كنت تحلم بها ، هيا انهض !!!!؟
- ( الأم فزعه ) أبو راشد ، راشد لا يتحرك ؟
- راشد راشد راشد راشد
وصرخت الأم المسكينة صرخة أيقظت القرية بأكملها ، وبكى الأب بكاء مريرا ، وراشد ودعهم بابتسامته الطفولية الظاهرة على وجهه ، ودعهم وذهب بعيدا بعد أن تحقق حلمه أخيرا ، للأسف رحل قبل أن يرى أباه في ليلة العيد ، قبل ان يلاعب هديته ، قبل ان يلبس ملابس العيد ويخرج مع أطفال قريته للحدائق ليلعبوا بهدايا العيد ، رحل ورحلت معه كل أحلامه الطفولية ، رحل مخلفا وراءه لعبة العيد وابتسامة الوداع .