رائحة الفجر
01 - 03 - 2009, 13:03
فوضىالذاكرة
تمنّى ولو لحظة أن يختلَّ نظام الأرزاق في الحياة
ويصير المستحيل ممكناً
فيكون في لحظة
مالكها
وسيِّدها
وولي نومها
وفارس حلمها
والمشرف على نضوجها الأنثوي
والأمين على حيائها
والوجه الأول الذي تفيق عليه خجلاً في صبحية عرسها .
**************
قبل كل رحلة سفر ..
تتعارك الأمنيات في نفسه الأمارة بالجنون ..
فيتمنى لو أن بإمكانه اختطافها ..
ليتحرر من مطاردة طيفها بين دهاليز الغربة .
**************
قبل كل رحلة سفر ..
متيمان يحلمان بأن يهربا معاً ..
ليمتطيا السماء دون تراجع أبداً إلى الأرض
ويستنشقا حبهما دون وساوس ذعر .
وتكون لهما على أقل قليل أبسط الحقوق العاطفية .
***************
عند الرحيل القبل الأخير ..
قالت بدلال : متى ستخطفني ؟
قال بوجوم مصطنع :عليكِ أن تتعافي مني بسرعة ..
هيئي نفسكِ لبعدي
صرخت : ستسافر عني طويلاً
أجاب بحزن :
لا.....
حبيبتي ..
سأهاجر.
****************
بصراحة ..
ما عادت تهمها حالة الطقس
ما عادت تتحسس بحدسها رحم الغيوم إن كانت حبلى أم أنها خلّب .
لم تعد تستجيب لمتغيرات الظواهر الكونية ..
لم تعد تميز الزمن، ولا بين أحلام يقظتها ومنامها ..
فمنذ رحيله الأكبر وسفره الأخير.. وهو يتلاعب بأرصادها العاطفية
متيقظٌ فيها رغم غيابه ..
يعيث في توازنها اختلالا ..
حتى فقدت نفسها .
***************
لكم هم محظوظون ..
أولئك المبادرون باتخاذ قرار الرحيل عنا ..
يتركون كل محفزات الذكريات عندنا ..
الروائح والأمكنة وتقلبات الجو وفصول الزمن .......
وينطلقون هم للجديد
بعدما تقشرت ذاكرتهم في الربوع الحزينة من أرض الوطن ..
المغتربون ليسوا هم فقط من يثيرون الشفقة
فثمة في وطنهم الأصلي أسرى كثُر
يكبلهم الحزن والألم والشوق والانهيار من ما تجيشه الأمكنة الفارغة كل يوم من ذكريات الراحلين عنها . .
**************
في النهاية ..
علينا أن نحتفظ بكل أشيائهم التي تركوها عمداً أو أهدوها لنا ..
لا أن تُقنن أو تُؤطر أو تُخزّن وتخبأ بسرية
بل تترك على حالها
وتُشرَّع على أسطح الأركان و بين الزوايا
لتبقى أمام النظر دوماً ودوماً ودوماً
ثم تغدو مع الزمن كبقية الأشياء العادية المحيطة بها بشكل طبيعي .
وبذلك ..
تتحرر ذاكرتنا من سطوة استفزاز الأشياء عليها ..
ونقي ذواتنا من اجتياح الطوفان النفسي المحمل بالألم العميق والأشواق .
*****************
ربما تُمطر هذا المساء ..
ربما ..
وستتذكر فشلها الذريع في نسيانه ..
وستغرق بوابل الحزن مساءً
حين تغزوها من جديد ذكرى صاحب المطرة الأولى .
***************
لا تغربي يا شمس هذا النهار ..
ما زلتُ أودُّ كتابة أشياء كثيرة لحبيبي .
6/11/2008م
رائحة الفجر
بقلم: لولوه أحمد
تمنّى ولو لحظة أن يختلَّ نظام الأرزاق في الحياة
ويصير المستحيل ممكناً
فيكون في لحظة
مالكها
وسيِّدها
وولي نومها
وفارس حلمها
والمشرف على نضوجها الأنثوي
والأمين على حيائها
والوجه الأول الذي تفيق عليه خجلاً في صبحية عرسها .
**************
قبل كل رحلة سفر ..
تتعارك الأمنيات في نفسه الأمارة بالجنون ..
فيتمنى لو أن بإمكانه اختطافها ..
ليتحرر من مطاردة طيفها بين دهاليز الغربة .
**************
قبل كل رحلة سفر ..
متيمان يحلمان بأن يهربا معاً ..
ليمتطيا السماء دون تراجع أبداً إلى الأرض
ويستنشقا حبهما دون وساوس ذعر .
وتكون لهما على أقل قليل أبسط الحقوق العاطفية .
***************
عند الرحيل القبل الأخير ..
قالت بدلال : متى ستخطفني ؟
قال بوجوم مصطنع :عليكِ أن تتعافي مني بسرعة ..
هيئي نفسكِ لبعدي
صرخت : ستسافر عني طويلاً
أجاب بحزن :
لا.....
حبيبتي ..
سأهاجر.
****************
بصراحة ..
ما عادت تهمها حالة الطقس
ما عادت تتحسس بحدسها رحم الغيوم إن كانت حبلى أم أنها خلّب .
لم تعد تستجيب لمتغيرات الظواهر الكونية ..
لم تعد تميز الزمن، ولا بين أحلام يقظتها ومنامها ..
فمنذ رحيله الأكبر وسفره الأخير.. وهو يتلاعب بأرصادها العاطفية
متيقظٌ فيها رغم غيابه ..
يعيث في توازنها اختلالا ..
حتى فقدت نفسها .
***************
لكم هم محظوظون ..
أولئك المبادرون باتخاذ قرار الرحيل عنا ..
يتركون كل محفزات الذكريات عندنا ..
الروائح والأمكنة وتقلبات الجو وفصول الزمن .......
وينطلقون هم للجديد
بعدما تقشرت ذاكرتهم في الربوع الحزينة من أرض الوطن ..
المغتربون ليسوا هم فقط من يثيرون الشفقة
فثمة في وطنهم الأصلي أسرى كثُر
يكبلهم الحزن والألم والشوق والانهيار من ما تجيشه الأمكنة الفارغة كل يوم من ذكريات الراحلين عنها . .
**************
في النهاية ..
علينا أن نحتفظ بكل أشيائهم التي تركوها عمداً أو أهدوها لنا ..
لا أن تُقنن أو تُؤطر أو تُخزّن وتخبأ بسرية
بل تترك على حالها
وتُشرَّع على أسطح الأركان و بين الزوايا
لتبقى أمام النظر دوماً ودوماً ودوماً
ثم تغدو مع الزمن كبقية الأشياء العادية المحيطة بها بشكل طبيعي .
وبذلك ..
تتحرر ذاكرتنا من سطوة استفزاز الأشياء عليها ..
ونقي ذواتنا من اجتياح الطوفان النفسي المحمل بالألم العميق والأشواق .
*****************
ربما تُمطر هذا المساء ..
ربما ..
وستتذكر فشلها الذريع في نسيانه ..
وستغرق بوابل الحزن مساءً
حين تغزوها من جديد ذكرى صاحب المطرة الأولى .
***************
لا تغربي يا شمس هذا النهار ..
ما زلتُ أودُّ كتابة أشياء كثيرة لحبيبي .
6/11/2008م
رائحة الفجر
بقلم: لولوه أحمد