المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لقاء الشاعر يوسف الحارثي (بركان الغضب) مع جريدة الوطن



ضيف المهاجر
01 - 02 - 2009, 08:37
يحملُ القصيدة في صرّة الحُلمِ
الشّاعِر يُوسُف الحارثي لـ(الوطن) : ليس لنا إلاً الحرف
مهرجانُ الشِّعرُ العُمانيُّ يحتاجُ إلى صِياغةٍ جَديدةٍ ولا بـُدّ من اقترابِ الإعلامِ من المُبدعين

حاورته ـ بدريّة بنت مُحمّد العامري:مَهما بَرزَ الإِنسانُ، وَوجّهتهُ الرِّياح بأنواعِها الباسِمة، والحزينة يبقى الشّخصُ منّا ينوءُ بأثقالٍ كثيرةٍ تُرهِق كاهِلهُ، وتحملهُ غريزةُ البقاءِ كثيرا من الأحيانِ إلى البُكاءِ / البُعد / التّقوقعِ، فالحُزن يأخُذ شكلا هُلاميّا أحيانا يُغطِّينا، وأحيانا يُفسِحُ للفرحِ بالظُّهورِ، ولا بُدّ أن نعترِفَ أنّنا مخلوقونَ في كبدٍ حتّى نستطيعَ استساغةِ أنّنا (بشريُّونَ) ... من هُنا ننطلقُ مع يُوسُف الحارثي ذلِك الطّائِرُ الجَمِيلُ الّذي يحملُ في صرّة الحُلمِ قصيدة التّحقُّق، ويطوف سماء الفكرةِ باحثا عن موسيقى الرُّوح، هكذا هو شاعِرُنا حينما يتعلّقُ الأمرُ بقصيدتِهِ .. يُوسُف الحارثي أحدُ شُعراءِ الفصيح الذين يشقون طريقهم في ساحتِنا الأدبيّة.ِ



* تأهلت مؤخّرا للمُشاركةِ في مهرجان الشِّعر العُماني، وكثُر الحديثُ حولَ هذا المهرجان في نسختِه السّادِسة ماذا عن تجربتِك في هذا المهرجان ، ورأيك في التّقييم ، والتّنظيمِ ؟!
** نعم، تأهّلتُ لمهرجانِ الشِّعرِ بالبُريمي بقصيدةِ إلى [عُمر المُختار] لكنّ المهرجان من وجهةِ نظري يحتاجُ إلى صياغةٍ جديدةٍ. لا بُدَّ أن نعرِفَ أنّ وزارة التُّراثِ والثّقافةِ تسعى دائِما إلى إبرازِ المواهِبِ، وصقلِها، و هذا ما نراهُ من خِلالِ هذِهِ المناشِط ، ولكنّ المهرجان كان شبيها بالمُسابقاتِ، فمِن الأجدى أن يكون احتفاليّةً يُكرّمُ فيها الشُّعراءُ المُتأهِّلونَ، وكذلك لا بُدّ أن يأخُذَ الإلقاء دورا فاعِلا في المَهرجانِ، وليسَ مُجرَّد إلقاءٍ لقصيدةِ الشّاعِرِ حتّى إذا لم يحضُر أَحدُ الشُّعراءِ تفضّل أحدهُم بالإلقاءِ بدلا مِنهُ، وذلك لأنّ لجنة التّحكيمِ قدّمت النّتائجَ للوزارةِ قبل بدايةِ المهرجانِ، فإن كان ليس للإلقاءِ تلك الأهمِّيّةِ فلماذا كل تلك الجمهرةِ، ويكفي أن يلقي العشرة الفائزون قصائدهم. كذلك الحوافز الماديّة الّتي أعتقِدُ أنّها تُساعِدُ الشّاعِرَ في جَوانِب كثيرة ممّا تدفعُ للإبداعِ، مع أنّ الشُّعراء لم يأتوا لأجلِ المَالِ، ولكن لا نُنكِر فائدةَ هذا الجانب أبدا. كذلك يُفضّل أن تُبدي لجنةُ التحكيمِ رأيها في القصائدِ المُتأهّلة من كلِّ النَّواحي الإيجابيّةِ، والسّلبيّةِ كنقدٍ بنّاءٍ يدفعُ الشَّاعِرَ إلى الأمامِ، ومعرفة أخطائه فيصلحها.


* إذن عتبُك عَلى التّقييمِ قبلَ بدءِ المهرجانِ؟
** نعم عتبي على هذا، فالمشكِلةُ أنّ ثمّة أحاسيسَ، ومشاعِرَ نزفها الشّاعِرُ من أعماقِهِ لتكونَ شِعرا، والكلِماتُ الصّماءُ على الورقةِ البيضاءِ قد لا تستطيع إيصالِ تِلك المعاناةِ لمن يقرأها، فحينما يُلقيها الشّاعِرُ بنفسه ستكون حتما أسرع وصولا وأقوى إلى المُتلقِّي، كحالِ كُلِّ الشُّعراءِ منذُ القِدمِ.


* ماذا عن مُشاركتِك في مسابقةِ المُنتدى الأدبيِّ في دورتها المُنصرم ؟!
** الحمد لله كانت جيّدة نوعا ما، فقد شاركتُ بنصِّ ( زمنُ التّشظِّي)، و حاز على المركزِ الثّالِث، وقد أعطتني هذه المُشاركة دافِعا للكتابةِ، والمُواصَلةِ ..ونتمنّى التّوفيق .



* حسنا.. ماذا عن البدايات وكيف كانت؟!
** البدايةُ الفعليّةُ كانت منذُ ثلاثِ سنواتٍ تقريبا, وهي خُطوةٌ أُولى للظُّهورِ في الأُمسياتِ كان آخرها أمسيةٌ مع نخبةٍ من الشُّعراءِ في جامعةِ السُّلطانِ قابوس.



* أين أنت من السّاحةِ.. وما تقييمُك للسّاحةِالأدبيّةِ العُمانيّةِ؟!
** أنا لا زلت أحبو وأتعلم من هنا وهناك... وربّما لإعلامِنا الرّائع دورٌ كبيرٌ في ذلك فهو الّذي يحتضِنُ الشّاعِر حتى يكبُرَ كـشجرةٍ تنمو شيئا فشيئا، والكثيرُ من الشُّعراءِ الكِبارِ قد أوصلهم الإعلامُ حيثُما أرادوا، ولكنّ الإعلام يحتاجُ للتّقرُّبِ أكثر من الشّاعِر حتى يسبِرَ أغوارِهِ، وكذلك يمنحُ للمواهِبِ الجديدةِ فرصة الظُّهورِ، والارتقاءِ.


* هل كُل ما ينتجه فكرك، تنشره..وما هي وسائِل النّشر الّتي اخترتها لإبداعاتِك؟!
** الكثير من الحروفِ الّتي نراها ظاهِرةً من الشّاعِرِ هي وليدةُ مشاعِر وأحاسيس وتفاعلات في أحشاءِ النّبضِ .. لتخرُج شِعرا، ولكن بعضَ هذِهِ الحروف يبقى تحتَ طائِلة الخوفِ / الحُزنِ / الفرحِ / التّميُّزِ/ ورُبّما رغِبَ الشّاعِرَ أن يُبقي بعضَها لنفسِهِ، فإن أَخرَجَ شيئا مِنها أصبحَ مُلك الجمهورٍ، فليسَ كلّ ما يُكتب يُنشر، هذا باعتقادي ونظري القاصِر، أمّا عن النّشر فالصّحف، والمواقِع الإلكترونيّة هي ملاذُ نصوصي.


* بعضُ الأدباء يُغرمون بمدرسةٍ مُعيّنة، فيسقطون أُسس تلك المدرسةِ على نصوصِهم، وإبداعاتِهم... يوسف...إلى أي مدرسة تنتمي؟
** التّحليقُ في أجواءِ الحرفِ بحدِّ ذاتِهِ مدرسةٌ كُبرى، والتّياراتِ الّتي تأخُذنا إلى موانئ وبساتينٍ خلابةٍ لا يسعُني إلاّ الارتِشافُ من معينِها، فنحنُ نأخُذُ من كلِّ الاتِّجاهاتِ / المدارِسِ ما يُلائِمُ ذواتِنا / أحلامِنا / خيباتِنا / أفراحِنا.


* كُل مُبدع يجري لاهِثا، ويتعقّب كلّ من يتّفق مع ميولِه... لمن تقرأ محليّا وعربيّا و بمن تأثّرت... ؟!
** بصدقٍ ليس هناك أحدٌ مُحدّد أقرأ للجميعِ محلّيّا سواء كان شِعرا فصيحا أم نبطيّا أم قصّةً ، فالشُّعراءُ، والكُتّابِ هُنا رائعون ويستحقُّونَ القِراءةِ ...وعربيّا اقرأُ للكثيرينَ ومنهُم نزار والسّيّاب ، وتأثّرتُ بدرويش ، وهناك الكثيرون ممن نقرأ لهم ولا زلنا.


* المُتغيّرات كثيرة، وهي كالثّواني في تبدّلها، وتجدّدِها، فهل تأثّرت بالأحداث السياسيّة/ الاجتماعيّة / الأدبيّة..؟!
** ليس هُناك شخصٌ لا يتأثّرُ بهذِهِ الأحداث إن كان َفِعلا إنسانا فـالتّأثُّر حاصِلٌ لا بُدّ منهُ كحالِنا الآن مع الأزمةِ الّتي تمرُّ بنا كـعربٍ، فكُلُّ عربيٍّ أُجزِمُ أنّهُ يحملُ في حناياهُ الكثيرَ ليقدِّمهُ، ونحنُ الشُّعراءُ ليس لنا إلّا الحرف كي نطبِّبَ جراحاتِنا.. بعضُ الصّدماتِ، والمصائِبِ تجعلُ من الصّمتِ هو الملاذُ الأوحدُ حيثُ يبقى الحرفُ رهينَ الضُّلوع، وتُغلِقَ أمامهَ جميعَ النَّوافِذَ للخروجِ، فلا يُتقِنُ الشّاعِرَ في تلك الأحوالِ غيرَ الصّمتِ.


* هل أنت مع التّجديدِ، وكتابةِ قصيدةِ النّثرِ، وغيرِها مما يتحلّل من الموسيقى، والوزن..؟!
** نعم أنا مع التّجديدِ بلا شكٍ، فالبقاءُ ساكِنا لا يُطيل عُمر الحرفِ أبدا، ودائِما التّحليق في سماواتٍ جديدةٍ تجعلُكَ في ألقٍ دائمٍ، وقصيدةُ النَّثرِ رائِعةٌ بما تحمِلهُ من اتجاهاتٍ تُثري السّاحةِ الأدبيّةِ، وقد تكون قصيدةُ النَّثرِ أقربُ ما تكون للخاطرةِ إلّا أنّها أكثرُ اتِّساعا وشمولا وقوّةً.


* ما الذي يستهويك وقت الفراغ...وهل الشِّعرُ هِوايةً..؟!
** تستهويني القراءةُ في وقتِ الفراغِ مع أنّني مُقلٌ جِدّا في القراءةِ، والشِّعرُ ليس هوايةً بحدِّ ذاتِهِ كي أُزاوِلها في وقتٍ مُعيّنٍ بل هو مشاعِر مُتّقِدة لا تجدُ لها مكانا إلاَ على البياضِ.


* فلنعرُج قليلا إلى طُقوس الكتابة، وهل يُلهمُك وقتٌ معيّن..؟!
** زمنُ الكِتابةِ هو الزّمن الّذي يستطيعُ من خِلالِهِ الكُتّاب التّوحُّدَ ،الارتقاءِ بالمُستوى الإنسانيِّ إلى أبعدِ الحُدودِ ، وكلُّ الأوقاتِ رائِعةٌ خاصّةً حين يُحيطُ بك صَمتٌ يَبعِدُك عن كلِّ ضَجيجٍ معتوهٍ كي تُحلِّق كيفما تشاءُ ...


* في نصوصك تجمعُ بين مجانينِ العشقِ، وضياعِ المُعذّبين وبكلِّ حرفنة، وتقمُّص تُجيد الأدوار، لدرجة أننّا نتوه، هل يوسف عاشِق .. أم يوسف تائِه ..أين يجد يوسف روحهُ بين هذين المُفترقين..؟
** كما قُلتُ سابقا إنّ المشاعِرَ كثيرا ما يختلِطُ بعضها ببعض ليولد بين أنامِلنا طِفل صغير ، ينمو شيئا فشيئا، وأُحاوِلُ جاهِدا أن اصنع لنفسي في كلِّ تحليقٍ مدائِنَ /خيالات /طُرقات ليسهلَ عليَّ التّنقُّلَ فيها بسُهولةٍ، وكثيرا ما نجِدُ أنّ الإنسانَ في بعضِ الأوقاتِ يجِدُ نفسَهُ تائِها ضائِعا يحتاجُ لشيءٍ هو لا يعلمُ ما هُو، فيتخبّطُ بين آهاتِ المُعذّبينَ، وأوجاعِ العاشقينَ، ونداءاتِ التّائهينَ، وأنا كهؤلاءِ البشرِ أُترجِمُ ما ينضحُ في عُمقي، ودائِما أضعُ نفسي في زُمرةِ التّائهينَ ...هكذا أُحبُّ أن أكون، والضّياعُ يجمعُ بداخِلِهِ الكثيرَ من الاتِّجاهاتِ الأُخرى.

ضيف المهاجر
01 - 02 - 2009, 08:39
حقيقة سعدت كثيرا وانا اقرأ لك هذا الحوار أخي يوسف ....

نتمنى لك التوفيق دائما وأبدا



تحياتي

عاشق السمراء
01 - 02 - 2009, 22:18
(( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته !! ))
ومساء جميل !!

متألق دائم ايها البركان ..
موفق إلى طريق اجمل ان شاء الله !!
شلة الابداع تقراءك التحية والتقدير
وتدعوا لك من القلب بالتوفيق والاستمرار !!

حين تريد ان تضيء لابد ان تشتعل !!

تقديري !!

* البـــــاشـــق *
02 - 02 - 2009, 01:49
الى الامام اخي يوسف
وارفع راسك وواصل التألق
جل التحية
الباشق

بركان الغضب
04 - 02 - 2009, 21:19
حقيقة سعدت كثيرا وانا اقرأ لك هذا الحوار أخي يوسف ....

نتمنى لك التوفيق دائما وأبدا



تحياتي



ضيف أيها الألق ...

شكرا ولن تفيك حقك ..

لك من الود ما شئت يا صاح

كن بخير ... ولنا لقاء ... دائما

محبتي

بركان الغضب
04 - 02 - 2009, 21:22
(( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته !! ))
ومساء جميل !!

متألق دائم ايها البركان ..
موفق إلى طريق اجمل ان شاء الله !!
شلة الابداع تقراءك التحية والتقدير
وتدعوا لك من القلب بالتوفيق والاستمرار !!

حين تريد ان تضيء لابد ان تشتعل !!

تقديري !!


وعليك السلام يا صاحبي

شكرا لحضورك هنا ..

اطراؤك ..فخرٌ ووسام

ولنا لقاءٌ على شاطئ يحملنا بعيدا

كن بخير دائما

محبتي

بركان الغضب
04 - 02 - 2009, 21:24
الى الامام اخي يوسف
وارفع راسك وواصل التألق
جل التحية
الباشق

شكرا لك عزيزي

حضورك أسعدني جدا

وإن شاء الله سنواصل ...

كن بخير

وموفق دوما

ودادي

السندباد
08 - 02 - 2009, 00:58
إلى الأمام يا أبو يعقوب

وبالتوفيق

وإن شاء الله دائما موفق في كل شي


تقبل مروروي

وتحياتي القلبية

هُمى الروح
10 - 02 - 2009, 00:10
مساءات الزهر أيها المبدع
سعيدة جداً برؤية تقدمك
وبحوارك الراقي


دعواتي لك إلى الأمام دوماً
حرف أحترمه بشدة
حرف ينتظره مستقبل زاهر بإذن الله
ونحن قراء حرفك خلفك سيدي الكريم
نسعد بك أينما كنت
تقديري وأحترامي لك

الغيث
13 - 02 - 2009, 17:07
الشاعر الجميل يوسف مساء عطر

وتهنئة من القلب لهذا الرقي الجميل

لك كل الأمنيات بالوصول إلى ما ترغب نفسك

تقبل مروري

دمت بود