كونـــــان
13 - 01 - 2003, 19:39
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اطرح هذه المحاولة في كتابة قصة قصيرة بين ايديكم كاستفتاح للقصص التي ستثروننا بها ..
اتمنى ان تنال القسط المرضي من تقييم الاسلوب اولا ..
ومن حيث مناقشة سبب كتابتها وهو السؤال الذي ختمتها به ..
علما انها واقعية
(( قتيل العين ))
مساء مقمر بارد بنسمات هوائه لأحد الايام من الشهور الشتوية بعام 1975 علا بكاء مولودين لنفس العائلة ولكن في بيتين مختلفيـن .
وبعد ذلك المساء بشهرين ..
- ألف مبروك يا ( سعيد ) . ماذا تنوي أن تسمي المولود الجديد ؟
- سأسميه ( محمد ) على اسم النبي - صلى الله عليه وسلم – كما انه اسم والدي رحمه الله ..
دار هذا الحوار بين الجـارين ( راشد ) و ( سعيد ) .. وهما يتنـاولان القهـوة العمانيـة ..
- كم هو لذيذ رطب ( الخلاص ) .. إنه أحب انواع الرطب الى قلبي .
وبرزت ابتسامة عريضة على وجه ( سعيد ) ..
ثم قال :
اذا انت سمعت الشاعر العماني حين قال في ( الميدان ) :
" رطب ( الخنيزي ) لو حمر ما لذلي …… ويلذلي في الماكلة رطب ( الخلاص )
لو كان رطبه سمين ويهضع سلي …… ساعور طبعة يلبق في قلوب الناس "
- هاهاهاها …. مازلت مغرما بحفظ شعر ( الميدان ) كما عهدتك يا ( سعيد ) ..
- طبعا .. وأنا احب جميع انواع الشعر ..
- أعرفك .. وقد تبعك بهذا ابن عمك ( صالح ) .. فهو ايضا يحب الشعر ..
لكن قلي على ذكر ( صالح ) .. ألم يرزق بولد في نفس يوم ولادة ولدك ( محمد ) ..
- بلى هو البكر بالنسبة له أيضا .. ولكنها بنت وليست ولد .
- آه .. نعم .. صحيح سمعت هذا من زوجتي .
ويرتشف ( راشد ) رشفة سريعة من فنجان القهوة الساخنة ..
ثم يقول :
- ولكن ماذا اسماها ؟!
- اعتقد أنه اسماها ( صفية ) .
في هذه الاثناء .. كانت ( سعاد ) زوجة ( سعيد ) تزور .. ( أم صفية ) في البيت ..
وبعد ان رفع أذان العشاء بدقائق .. قامت كلاهما للصـلاة .. وتركتـا الطفلين في رعايـة .. ( ام صالح ) العجوز ..
- ما اخف وزنكِ ؟! .. وما اهزلكِ ؟! كأنكِ عود الخيزران .. ولكن يجب ان تكوني هكذا بفعل هذا البكاء الدائم بسبب او بدونه !!
هكذا كانت العجوز تقول في نفسها .. وهي تحمل حفيدتها ( صفية ) ..
وبعد ان دندنت لها ببضع كلمات .. من الكلمات التراثية الملحنة .. التي نسمعها من كبار السن .. وضعتها على الفراش الأسفنجي الصغير .. لان ( محمد ) بدأ بالبكاء .
- ما أثقلك ؟! كأنك ابن سنة .. وليس شهرين !! لم اسمعك تبكي منذ احظرتك امك ؟! ولم أسمع أنك شكوت من أي مرض الى الان ؟! هكذا الصحة بالاطفال .. وإلا فلا ..
تقول العجوز تلك الكلمات .. وهي تحمل ( محمد ) بين يديها .. وكأنها لم ترى طفلا معافا بحياتا أبدا ..
وبعد يومين من عودة ( سعاد ) للبيت من تلك الزيارة ..
لم يكف ( محمد ) عن البكاء قرابة النصف ساعة .. ولا يرى بؤبؤ عينيه الا بين لحظة وأخرى .. وبما انها التجربة الاولى لـ ( سعاد ) كأم فهي خائفة جدا ولا تدري كيف تتصرف .. حتى عندما أعطت الولد لـجدته ( أم سعيد ) كانت ترتجف ودموعها على خديها ..
- اذهبي ونادي ( سعيد ) ..
هكذا طلبت الجدة من ( سعاد ) .. فانطلقت الاخيرة من فورها لتنادي زوجها .. بعد ان كف ولدها عن البكاء .. ورأته نائما بين يدي جدته .. فاطمأن قلبها قليلا .
تبكي بألم وبحرقة كبيرين .. ولا تدري ما هو المرض الذي اصابه حتى يبكي الى الموت ؟!! .. كان صحيحا معافا قبل يومين !! .. هل فقدته الى الابد ؟! ..
تلك ( سعاد ) تحدث نفسهـا وهي قابعـة بغرفتهـا بعـد اسـبوع من احتضـان الموت لطفلهــا .. وانتزاع روحه وهو بين يدي جدته .
وفكرت من جديد .. هل يعقل ان تكون عين واصابته في صحته ؟!
وهل تصل درجة تأثير الحسد وعدم ذكر الله عند رأية النعم .. الى أن تقتل طفلا ؟!!
مع تحياتي
6 / 10 / 2002م
اطرح هذه المحاولة في كتابة قصة قصيرة بين ايديكم كاستفتاح للقصص التي ستثروننا بها ..
اتمنى ان تنال القسط المرضي من تقييم الاسلوب اولا ..
ومن حيث مناقشة سبب كتابتها وهو السؤال الذي ختمتها به ..
علما انها واقعية
(( قتيل العين ))
مساء مقمر بارد بنسمات هوائه لأحد الايام من الشهور الشتوية بعام 1975 علا بكاء مولودين لنفس العائلة ولكن في بيتين مختلفيـن .
وبعد ذلك المساء بشهرين ..
- ألف مبروك يا ( سعيد ) . ماذا تنوي أن تسمي المولود الجديد ؟
- سأسميه ( محمد ) على اسم النبي - صلى الله عليه وسلم – كما انه اسم والدي رحمه الله ..
دار هذا الحوار بين الجـارين ( راشد ) و ( سعيد ) .. وهما يتنـاولان القهـوة العمانيـة ..
- كم هو لذيذ رطب ( الخلاص ) .. إنه أحب انواع الرطب الى قلبي .
وبرزت ابتسامة عريضة على وجه ( سعيد ) ..
ثم قال :
اذا انت سمعت الشاعر العماني حين قال في ( الميدان ) :
" رطب ( الخنيزي ) لو حمر ما لذلي …… ويلذلي في الماكلة رطب ( الخلاص )
لو كان رطبه سمين ويهضع سلي …… ساعور طبعة يلبق في قلوب الناس "
- هاهاهاها …. مازلت مغرما بحفظ شعر ( الميدان ) كما عهدتك يا ( سعيد ) ..
- طبعا .. وأنا احب جميع انواع الشعر ..
- أعرفك .. وقد تبعك بهذا ابن عمك ( صالح ) .. فهو ايضا يحب الشعر ..
لكن قلي على ذكر ( صالح ) .. ألم يرزق بولد في نفس يوم ولادة ولدك ( محمد ) ..
- بلى هو البكر بالنسبة له أيضا .. ولكنها بنت وليست ولد .
- آه .. نعم .. صحيح سمعت هذا من زوجتي .
ويرتشف ( راشد ) رشفة سريعة من فنجان القهوة الساخنة ..
ثم يقول :
- ولكن ماذا اسماها ؟!
- اعتقد أنه اسماها ( صفية ) .
في هذه الاثناء .. كانت ( سعاد ) زوجة ( سعيد ) تزور .. ( أم صفية ) في البيت ..
وبعد ان رفع أذان العشاء بدقائق .. قامت كلاهما للصـلاة .. وتركتـا الطفلين في رعايـة .. ( ام صالح ) العجوز ..
- ما اخف وزنكِ ؟! .. وما اهزلكِ ؟! كأنكِ عود الخيزران .. ولكن يجب ان تكوني هكذا بفعل هذا البكاء الدائم بسبب او بدونه !!
هكذا كانت العجوز تقول في نفسها .. وهي تحمل حفيدتها ( صفية ) ..
وبعد ان دندنت لها ببضع كلمات .. من الكلمات التراثية الملحنة .. التي نسمعها من كبار السن .. وضعتها على الفراش الأسفنجي الصغير .. لان ( محمد ) بدأ بالبكاء .
- ما أثقلك ؟! كأنك ابن سنة .. وليس شهرين !! لم اسمعك تبكي منذ احظرتك امك ؟! ولم أسمع أنك شكوت من أي مرض الى الان ؟! هكذا الصحة بالاطفال .. وإلا فلا ..
تقول العجوز تلك الكلمات .. وهي تحمل ( محمد ) بين يديها .. وكأنها لم ترى طفلا معافا بحياتا أبدا ..
وبعد يومين من عودة ( سعاد ) للبيت من تلك الزيارة ..
لم يكف ( محمد ) عن البكاء قرابة النصف ساعة .. ولا يرى بؤبؤ عينيه الا بين لحظة وأخرى .. وبما انها التجربة الاولى لـ ( سعاد ) كأم فهي خائفة جدا ولا تدري كيف تتصرف .. حتى عندما أعطت الولد لـجدته ( أم سعيد ) كانت ترتجف ودموعها على خديها ..
- اذهبي ونادي ( سعيد ) ..
هكذا طلبت الجدة من ( سعاد ) .. فانطلقت الاخيرة من فورها لتنادي زوجها .. بعد ان كف ولدها عن البكاء .. ورأته نائما بين يدي جدته .. فاطمأن قلبها قليلا .
تبكي بألم وبحرقة كبيرين .. ولا تدري ما هو المرض الذي اصابه حتى يبكي الى الموت ؟!! .. كان صحيحا معافا قبل يومين !! .. هل فقدته الى الابد ؟! ..
تلك ( سعاد ) تحدث نفسهـا وهي قابعـة بغرفتهـا بعـد اسـبوع من احتضـان الموت لطفلهــا .. وانتزاع روحه وهو بين يدي جدته .
وفكرت من جديد .. هل يعقل ان تكون عين واصابته في صحته ؟!
وهل تصل درجة تأثير الحسد وعدم ذكر الله عند رأية النعم .. الى أن تقتل طفلا ؟!!
مع تحياتي
6 / 10 / 2002م