المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تحية لعمان ... وصانع نهضتها



ضيف المهاجر
18 - 11 - 2008, 09:03
لعمان رونقها وبهاؤها الذي لا يقاوم ، ولا يترك للذي تطأ قدماه ارضها للمرة الاولى فرصة للحيرة ، او السؤال عن سر حبه للمكان وناسه ، فهي تسكنك قبل ان تسكنها ، لتنشأ علاقة حميمة قل نظيرها بين الانسان والمكان .
تحتضن القادم اليها بفيض من الحب ، ولا يستطيع الا ان يبادلها هذا الشعور الانساني النبيل ، الذي خلقه رب العالمين لينعم به البشر ، ويعينهم على تحمل الصعاب.
فهي كما وصفها جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ ارض طيبة لا تنبت الا طيبا.
ومنذ ان خلق الله البسيطة لم تبخل عمان بالطيب على من عرفها عن قرب واحب ناسها.
حين قدمت اليها سفيرا لبلادي الكويت بهرتني فتوة السلطنة الحاملة لعبق حضارات راكمتها منطقة الخليج .
تلك المزاوجة بين تاريخ موغل في القدم وحيوية التجديد والبناء ، تحرض على اعادة اكتشاف الاشياء ، لمعرفة ما تخفيه من اسرار ، وتفاصيل العلاقة بين جمالية الروح واسر الطبيعة.
وخلال سنوات من التأمل والاكتشاف اشفقت على الرحالة الذين جاءوا من وراء البحار ، وتركوا وراءهم بعد سنوات من البحث والتقصي المخطوطات والكتب عن هذه البلاد ، وخانتهم بلاغتهم حين عجزت عن نقل بعض سحرها.
لكي تعرف عمان وتكتب عنها ، لا بد ان تنظر لها بعين المحب ، وتتلمس تفاصيل حياة اهلها بود ، الامر الذي لم يتوفر في المستشرقين الذين قدموا الى المكان ، وكتبوا نصوصا وصفية لا ترتقي الى واقع اهله وتاريخهم.
فالتاريخ العماني ، قديمه وحديثه حلقات متصلة من التأثير والتأثر ، والتفاعل المتبادل لصناعة الاحداث ، فلم تكتف عمان يوما ما بدور المتلقي ، او المتفرج على الاحداث.
كانت بوصلة للفاتحين الذين استفادوا من تقدمها في الملاحة ، وعاملا حيويا في نشر الاسلام ، ومؤشرا لتحولات عاصفة شهدتها المنطقة .
ومع تولي حضرة صاحب الجلالة قابوس بن سعيد المعظم الحكم كانت السلطنة على موعد مع ولادة جديدة ، وانطلاقة ماراثون لم يتوقف من الانجازات الداخلية ، والاستقرار الذي يشكل حجر الزاوية في بناء حياة عصرية ، ودولة حديثة.
وضع جلالته معمارا سياسيا قوامه الاعتدال ، والتوازن ، والمشاركة الايجابية في ايجاد عالم خال من الحروب والنزاعات ، وتوفير بيئة ملائمة لتهدئة بؤر التوتر في المنطقة.
وفي علاقته مع ابناء شعبه لم يكتف جلالة السلطان بمجلس شورى يساهم في صناعة السياسات ، فقد حرص على اللقاء المباشر مع العمانيين ، والتواصل معهم ، للتعرف على متطلبات حياتهم اليومية ، وابقاء علاقة المودة بين القائد وشعبه ، تلك العلاقة التي وجدت تلخيصا بليغا في قول جلالته " لو استطيع ان اكسو هذا الشعب ذهبا لكسوته " .
لم يفارقني خلال السنوات الاربع التي قضيتها في عمان شعور بانني في بلدي وبين اهلي ، وحين غادرتها كنت اودع اخوة واحباء ، وبعد مغادرتي لها لم تغادرني ، فانا مسكون بحب السلطنة ، ولا يسعني في عيدها الثامن والثلاثين الا ان اشارك اهلها فرحتهم متمنيا لهم مزيدا من تقدم وازدهار يستحقونه بجدارة ....


فيصل الحمود المالك الصباح
سفير دولة الكويت السابق لدى السطنة

طفلة العشق
18 - 12 - 2008, 11:30
(( ارض طيبة لا تنبت الا طيبا ))


تقديري للطرح الجميل

دانة الرستاق
09 - 06 - 2009, 13:36
لكي تعرف عمان وتكتب عنها ، لا بد ان تنظر لها بعين المحب ، وتتلمس تفاصيل حياة اهلها بود