المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ان هذه القبور مملوءة ظلمة على اهلها ؟؟



الاصايل انثى
03 - 08 - 2008, 20:45
لا تظلمن إذا كنت مقتدراً * * * فالظلم ترجع عقباه إلى الندم
تنام عينك والمظلون منتبهٌ * * * يدعو عليك وعين الله لم تنم

الداخل إلى مسجد رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يرى في ناحيته حجرة صغيرة، متقاربة الجدر، متطامنة السقف، بُنيت لتسع شخصاً واحداً، ولا تتسع معه لأحد. وكان هذا الحفش سكناً لامرأة سوداء ليس لها مأوى غيره، وكانت هذه المرأة تكثر الذهاب إلى بيت النبي –صلى الله عليه وسلم- لتستأنس بالحديث مع عائشة –رضي الله عنها- فإذا فرغت من حديثها أنشدت بيتاً من الشعر تشدو به في كل مجلس من مجالسها:
ويوم الوشاح من تعاجيب ربنا **** ألا إنه من بلدة الكفر أنجاني
فعجبت عائشة من كثرة إنشاد هذا البيت، فما يوم الوشاح؟ وما تلك الأعجوبة الربانية التي أثرت في نفس السوداء حتى لا تنفك من تَذكُّرها في كل مجلس تجلسه؟! فقالت لها: ما شأنك؟ لا تقعدين معي مقعداً إلا قلتِ هذا؟ فقصت المرأة قصتها وحكت خبر يومها، فإذا عجبٌ عاجِب.
فقد كانت المرأة أمَة لحي من أحياء العرب في مكة، فأعتقوها فبقيت معهم بعد عتقها، شأن كثير من المماليك الذين لا يستطيعون بعد العتق حيلة ولا يهتدون سبيلاً، وفي يوم من أيامها عندهم خرجت صبية لهم كانت عروساً تجلى قد اتشحت بوشاح أحمر من جلد، فدخلت إلى مغتسلها لتغتسل ووضعت وشاحها عند المغتسل، فمرت به حدياة، وهو ملقى فحسبته لحماً، فانحطت عليه فخطفته، فلما خرجت الصبية لم تجد وشاحها فصاحت بأهلها، فبحثوا عنه فلم يجدوه، فاتهموا به أمتهم السوداء هذه فعذبوها وطفقوا يفتشونها حتى بلغ من أمرهم أن فتشوا قُبُلها! وكانت ساعة كرب وشدة أحست فيها بالمهانة والظلم، وضاقت بها الحيل، فليست ذات نسب تعتزي بنسبها، ولا ذات قرابة تستنصر قرابتها، وليس بها قوة فتدفع عن نفسها.
فلم تجد نصيراً تستنصره، ومغيثاً تستغيث به إلا ربها الذي خلقها، ونسيت آلهة قومها وأصنامهم، وتوجهت إلى الله تعالى بأشد ما يكون الاضطرار تدعوه أن يظهر براءتها ويخلصها من كربها. فأجابها الذي يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، جاء الفرح أسرع مما أملت وألطف مما قدرت.
فإذا الحدياة التي خطفت الوشاح قد أقبلت به وهم لا يزالون قيامًا حولها، وهي في كربها معهم حتى وازت برؤوسهم وهم ينظرون إليها ثم ألقت به بينهم، فأخذوه فإذا هو وشاح ابنتهم، فنُفس الكرب وظهرت البراءة، وقالت لهم بمقال صاحب الحق – وإن لصاحب الحق مقالاً-: هذا الذي اتهمتموني به زعمتم وأنا منه بريئة وهو ذا هو، ثم هاجرت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأسلمت، وكانت عنده، سكنها في مسجده، وحديثها وأنسها في بيته، وهناك وجدت نفسها سكينتها بالهداية، وكرامتها في أخوة المؤمنين والمؤمنات لها، حتى إن بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان مأواها ومستراح نفسها.
وأحسبُ أنها هي التي نذرت نفسها لخدمة المسجد النبوي فكانت تقمّ المسجد وتلتقط منه الخرق والعيدان والقذى، ثم فقدها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسأل عنها، قالوا: ماتت يا رسول الله، فقال: أفلا كنتم آذنتموني؟ قالوا: يا رسول الله، ماتت من الليل فكرهنا أن نوقظك! فقال صلى الله عليه وسلم: دلوني على قبرها، فأتى قبرها، فصلى عليها، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها، وإن الله ينورها لهم بصلاتي عليهم.

زنبقةُ الحرف
04 - 08 - 2008, 22:23
سبحان الله ..
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين ..
قصة وعبرة ..
شكرا لك الأصايل ..
تحيتي

عاشق السمراء
04 - 08 - 2008, 23:54
(( مساء جميل !! ))

بوركتِ !!
وجزاك الله خيرا !!

تقديري !!

خلود
05 - 08 - 2008, 19:12
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها، وإن الله ينوّرها بصلاتي عليهم" (5).
سببه: أن امرأة سوداء كانت تَقُمُّ المسجد - أو شاباً - ففقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأل عنها - أو عنه - فقالوا: مات، قال: "أفلا كنتم آذنتموني؟" فكأنهم صغروا أمرها - أو أمره ـ، فقال: "دلوني على قبره" فدلوه، فصلوا عليها، ثم قال: "إن هذه القبور...".

شموخ
06 - 08 - 2008, 20:07
بارك الله فيك

^^

الاصايل انثى
07 - 08 - 2008, 16:04
سبحان الله ..

وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين ..
قصة وعبرة ..
شكرا لك الأصايل ..

تحيتي




تحياتي لك غاليتي
شاكرة لك هذا الحضور

الجوهرة النادرة
07 - 08 - 2008, 16:40
يسلمووووو الاصايل ع القصة
جزاكِ الله كل خير

الاصايل انثى
08 - 08 - 2008, 04:16
(( مساء جميل !! ))



بوركتِ !!
وجزاك الله خيرا !!



تقديري !!



ولك خالص تقديري ولتواجدك الكريم