هـــــــــــتلر
12 - 07 - 2008, 21:25
التعطّش للمعرفة!
http://pulse.ayna.com/get_img?NrImage=1&NrArticle=134
إنّه الفضول ما يدفع بالأفراد إلى اكتناز المعرفة و البحث عنها في كلّ مكان، ولكن يبدو اليوم أنّ الفضول بات يخضع كحال معظم الأشياء لأفضلية التقنيّة. فلماذا نتعب أيدينا وأعيننا و نهدر ساعات وساعات في القراءة بحثاً عن قول أو عبارة ما بينما يفتح لنا مفتاح واحد أبواب المعطيات كلّها؟
من هنا، يقسم البحث عن المعرفة إلى أسلوبين: قراءة الكتب و الاستشارة المعلوماتيّة. وبشكل متواز، تطرح أشكالية التنافس بين الكتاب والحاسوب...
ظهرت القراءة بصفتها فعل تعلّم و تثقيف قبل اختراع المطبعة مع الخطّاطين و النسّاخ الذين أخذوا على عاتقهم مهمة نقل الآيات الدينيّة للأجيال القادمة. ومن ثمّ، ما لبث الكتاب أن اتّخذ هويّة وشكلاً مميّزين. ولم يكن الكتاب قديماً كما حاله اليوم تشكيلة مجتمعة من الأوراق ولا أداة بسيطة لنقل المعلومات. كان الكتاب قبل كل شيء عصارة الروح التي تسيل على حافة الأحرف كما الكلمات. فهو نشيد يتلو مسيرة أمل ومعاناة وحب وهزيمة أو حتّى قصّة حياة!
أمّا اليوم، فلنلق التحيّة على الخصم المتفوّق والأوّل للكتاب بإمتياز ألا وهو الحاسوب أو كما يعرف عنه مجتمعنا على أنّه تجهيز معلوماتي يسمح بمعالجة المعلومات وفقاً لمشهديات تعليم أو برامج. وقد يعتبر البعض أن الحاسوب صورة متطوّرة للمعرفة المكتوبة، ومن البديهي أنّ مميزات هذه الآلة السحرّية إن جاز القول تأسر الألباب و تضاعف اجتذاب مستخدميها عبر تأمين محتوى كاف بفضل سعة الذاكرة التي تستوعب مكتبة بأكملها، وبفضل مراعاة راحة المستهلك... فالحاسوب المحمول خفيف يزن أقلّ من ثلاث إلى خمس كتب.
فإن صحّ أنّ التكنولوجيا تقدّم لنا تشكيلة من الأساليب التي تسهّل الوصول إلى المعرفة، نجد أنها تخدعنا إلى حدّ ما. فكم من المعلومات نخفق في اكتشافها في خضمّ بحثنا على الحاسوب؟ معلومات كان لا بدّ من مصادفتها عند تقليب صفحات كتابنا؟ فلا يسعنا اجتياز صفحات الكتاب دون تصفّحها كما الحاسوب. من ثم، أليس للشكل أهمّية كبيرة؟ فالكتاب نتاج الطبيعة تقابله آلة باردة!
في وثبة شعريّة بعض الشيء، يتراءى لنا تحوّل شاشة الحاسوب إلى حاجز اصطناعيّ مهما ازداد صفاؤه ؟؟
أمّا الكتاب...فهو صندوق كنوز...لك الحق بلمس كلماته التي ترن في أعماقك و بأن تمزج دموعك بفواصله دون أن تخشى تعطيل لوحة المفاتيح... ويسعك حبس يدك بين أوراقه والإحساس بروح كتابه و كشف أسراره الدفينة...
ختاماً، سواء تمثّلت الوسيلة بالكتاب أو الحاسوب.. تبقى المعلومات محور البحث الأوّل و لكن لمتعة التعليم دور في استيعاب المعطيات، و هنا يتفوّق الكتاب و يبدو الحاسوب أقرب ما يكون إلى مفكّرة حديثة مبهر تنظيمها واستخدامها بسيط مدّعم بالوصول المباشر إلى المعلومات المطلوبة.
باختصار... يستحقّ الحاسوب بفضل تفوّقه التقني الامتياز في مادة العمل في حين يستحقّ الكتاب كنز الخلود الذي لا يمحّى صفة الصديق بحقّ.
http://pulse.ayna.com/get_img?NrImage=1&NrArticle=134
إنّه الفضول ما يدفع بالأفراد إلى اكتناز المعرفة و البحث عنها في كلّ مكان، ولكن يبدو اليوم أنّ الفضول بات يخضع كحال معظم الأشياء لأفضلية التقنيّة. فلماذا نتعب أيدينا وأعيننا و نهدر ساعات وساعات في القراءة بحثاً عن قول أو عبارة ما بينما يفتح لنا مفتاح واحد أبواب المعطيات كلّها؟
من هنا، يقسم البحث عن المعرفة إلى أسلوبين: قراءة الكتب و الاستشارة المعلوماتيّة. وبشكل متواز، تطرح أشكالية التنافس بين الكتاب والحاسوب...
ظهرت القراءة بصفتها فعل تعلّم و تثقيف قبل اختراع المطبعة مع الخطّاطين و النسّاخ الذين أخذوا على عاتقهم مهمة نقل الآيات الدينيّة للأجيال القادمة. ومن ثمّ، ما لبث الكتاب أن اتّخذ هويّة وشكلاً مميّزين. ولم يكن الكتاب قديماً كما حاله اليوم تشكيلة مجتمعة من الأوراق ولا أداة بسيطة لنقل المعلومات. كان الكتاب قبل كل شيء عصارة الروح التي تسيل على حافة الأحرف كما الكلمات. فهو نشيد يتلو مسيرة أمل ومعاناة وحب وهزيمة أو حتّى قصّة حياة!
أمّا اليوم، فلنلق التحيّة على الخصم المتفوّق والأوّل للكتاب بإمتياز ألا وهو الحاسوب أو كما يعرف عنه مجتمعنا على أنّه تجهيز معلوماتي يسمح بمعالجة المعلومات وفقاً لمشهديات تعليم أو برامج. وقد يعتبر البعض أن الحاسوب صورة متطوّرة للمعرفة المكتوبة، ومن البديهي أنّ مميزات هذه الآلة السحرّية إن جاز القول تأسر الألباب و تضاعف اجتذاب مستخدميها عبر تأمين محتوى كاف بفضل سعة الذاكرة التي تستوعب مكتبة بأكملها، وبفضل مراعاة راحة المستهلك... فالحاسوب المحمول خفيف يزن أقلّ من ثلاث إلى خمس كتب.
فإن صحّ أنّ التكنولوجيا تقدّم لنا تشكيلة من الأساليب التي تسهّل الوصول إلى المعرفة، نجد أنها تخدعنا إلى حدّ ما. فكم من المعلومات نخفق في اكتشافها في خضمّ بحثنا على الحاسوب؟ معلومات كان لا بدّ من مصادفتها عند تقليب صفحات كتابنا؟ فلا يسعنا اجتياز صفحات الكتاب دون تصفّحها كما الحاسوب. من ثم، أليس للشكل أهمّية كبيرة؟ فالكتاب نتاج الطبيعة تقابله آلة باردة!
في وثبة شعريّة بعض الشيء، يتراءى لنا تحوّل شاشة الحاسوب إلى حاجز اصطناعيّ مهما ازداد صفاؤه ؟؟
أمّا الكتاب...فهو صندوق كنوز...لك الحق بلمس كلماته التي ترن في أعماقك و بأن تمزج دموعك بفواصله دون أن تخشى تعطيل لوحة المفاتيح... ويسعك حبس يدك بين أوراقه والإحساس بروح كتابه و كشف أسراره الدفينة...
ختاماً، سواء تمثّلت الوسيلة بالكتاب أو الحاسوب.. تبقى المعلومات محور البحث الأوّل و لكن لمتعة التعليم دور في استيعاب المعطيات، و هنا يتفوّق الكتاب و يبدو الحاسوب أقرب ما يكون إلى مفكّرة حديثة مبهر تنظيمها واستخدامها بسيط مدّعم بالوصول المباشر إلى المعلومات المطلوبة.
باختصار... يستحقّ الحاسوب بفضل تفوّقه التقني الامتياز في مادة العمل في حين يستحقّ الكتاب كنز الخلود الذي لا يمحّى صفة الصديق بحقّ.