المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أشــــــواك



Omani princess
03 - 06 - 2008, 21:49
أشواك


تذكر بعض طرائف التراث أن امرأة كان لها ابن، وأرادت أن تبعثه إلى مجالس العلم ليتعلم ويكتسب المعرفة، حتى تقر به عينها ويهنأ بالها بالفتى الألمعي النجيب المثقف.
الفكرة أعجبت الابن فأخذ يتردد كل يوم على مجالس العلم. وكحال جميع الأمهات الطيبات حرصت الأم على مراجعة دروسه ومتابعة أحواله في الدراسة، فكانت كل يوم تسأله عن الأشياء الجديدة التي اكتسبها والدروس التي تعلمها. ولكن الوالدة بدأت تشعر بالخيبة والأسى لحال الصبي الذي كان كل يوم يأتيها بأخبار الخلاف بين العلماء، ويسهب في ذكر الهفوات التي وقع فيها الآخرون، فما كان من الأم إلا أن أمرت الصبي بالجلوس في البيت بدلا من تضييع وقته فيما لا يفيد، وضربت له مثلا لبيان حاله أنه مثل من تبع قوما يحتطبون، وفي آخر النهار يعود الناس بالحطب فيما يعد هو بالشوك.
حال هذا الفتي ينطبق على الكثير من المتعلمين والمتابعين للحراك الثقافي، الذين يبحثون عن المثالب والهفوات والأخطاء والخلافات للأدباء وكبار الكتاب والمثقفين البارزين، وكما قيل ( من طلب عيبا وجده).
البعض يحضر الأمسيات الشعرية والفعاليات الأدبية والمحاضرات الثقافية المختلفة، وما أن يخرج من الفعالية حتى يبدأ في سرد السقطات التي وقع فيها الشاعر أو الأديب.
البعض يقتني الإصدارات الأدبية ويقرأها فلا يخرج إلا بالمآخذ والأغلاط التي وردت في الكتاب، سواء كانت مطبعية أو أخطاء وقعت سهوا، وجل من لا يسهو.
إن طالب العلم والمعرفة ينبغي أن يقبل على العلم بأدب خالص، ويحدد لنفسه مسارا واضحا في تعامله مع المثقفين والأدباء بدلا عن الخوض في قضايا نفعها أكبر من ضررها.
يقول الإمام الغزالي في الإحياء موضحا جوانب من أدب طالب العلم:(أن يحترز الخائض في العلم في مبدأ الأمر عن الإصغاء إلى اختلاف الناس، سواء كان ما خاض فيه من علوم الدنيا أو من علوم الآخرة: فإن ذلك يدهش عقله ويحير ذهنه ويفتر رأيه ويؤيسه عن الإدراك والاطلاع).
ويقول أيضا في معرض الحديث عن احترام طالب العلم لمعلمه ومن سبقه في مضمار الثقافة. (فليكن المتعلم لمعلمه كأرض دمثة نالت مطراً غزيراً فتشربت جميع أجزائها وأذعنت بالكلية لقبوله).
إن الذي يتصيد الأخطاء ويجري وراء الهفوات سيجد نفسه يوما فارغ اليدين إلا من هذه الأخطاء التي جمعها طيلة مشوار حياته البائسة، فعندها يشعر بمدى جهله وفداحة خسارته، وقد يدرك أن ما كان يظنه خطأ هو الصواب بعينه بعد أن اتسعت مداركه وعرف حجة الآخر الذي أفنى حياته في سبيل البحث عن المعرفة، وهنا يصدق عليه قول أبي فراس:( علمت شيئا وغابت عنك أشياء).





بقلم : حسن المطروشي

أخت عاشق السمراء
10 - 06 - 2008, 02:32
لايجب النظر الى اخطاء العلماء وتتبع عثراتهم ..

فالعالم ان أخطأ له أجر ...

والانسان الذكي يأخذ دائما من الشيء الجانب الايجابي ويترك الخلاف ان أراد الوصول لمبتغاه...


شكرا لك برنسيسة

Omani princess
28 - 06 - 2008, 12:26
وأنا أشكر كرم حضورك وبهاءة عزيزتي