العاشق المجنون
26 - 05 - 2008, 16:42
رثاء ..
رثاء .. أبي الذي مات قتيلا في أحد المستشفيات .. وبعد أعوام اكتشف قد مات قتيلا أن الأطباء قد زادت نسبة التخدير فمات ..ولم سئل إحد الأطباء ما سبب وصول حالته لهذه المرحلة .. قال لا أعلم .. كتبتها لأنني كنت في خضم الحدث .. وأعلم ما كتبته في أخطاء جمه .. ولكن الفكرة احتوتني فنسجتها .. " أهداء إلى صديق العزيز البرنس .. وعدت ذات يوم أن أنسجها فنسجتها .." .." في ذكرى وفاة أبي .. "
" إلى روح أبي الطاهرة الراحل في يوم السبت الموافق 10/05/2003م
مَعمل ِالنزقَ
أبي قد ماتَ قتيلا بمَعمل ِالنزقَ..
بزوبعةٍ من نار ٍملتهبةٍ حرقَ
كان يلتحفُ بالسماءِ بدراً خالداً..
ماتَ رافعًا رأسهُ فخراً كله ثِقَ
تَرذمت أوصاله شظايا جرم ٍ ..
فَمُدتْ مداً بليغاً وأُطرِقتْ طرقَ
هل له حقُ الإغاثةِ يومًا جرمهم ..
أما سينصبُ له شعارُ نصب حقَ
مَذمذوا علينا أعطوهُ يتقذمُ سكونْ ..
من حباتِ العنبِ لتزيحُ الأرقَ
فأمسى في غيابهِ شهرين ِ صمتْ..
فقد قتلهُ أولئكَ الجحافل المرتزقَ
لم يرأفوا عليهِ شَرحوهُ دون رحمه..
ثمان ِطلقاتِ بجسدهِ قفارُ الطلقَ
أبي سقطَ َفشُقت ساقهُ ذات يوما ٍ..
وفي حفرةٍ وجرةٍ يومها ساقهُ دُقَ
خاطبهُ الحدادُ بِلا دِرايةٍ في ألمه..
شقٌ ضئيلٌ طفيفٌ لم يبلغ السَمق َ
ألمٌ بسيطٌ لا ضيرَفي ألمهِ صبراً..
خُذ من بلسَمَكَ وتقذم حباتِ فستقَ
بليلهِ أْمسى يُعَانِي ألماً مريراً به..
رَاجَع الحدادُ ألتهابً بساقهِ أخترقَ
جَهزوا رَتبوا المَعملَ سريعاً له..
تلزمُ جِرَاحه ٍعَاجِلة ٍبمعمل ِالنزقَ
مناشيرٌ جُددِ وحدَادوا ومَّبردَ وطقم ٍ..
أعتلثَ ظل الصخبَ والألمَ والأرقَ
بَداءت نُقطةُ الَتلاَعُبِ والغثيانُ به..
مَلاءَ الهمُ فظلَ ليلاً طويلاً بلا غسقَ
قد مزقت ساقهُُ بعد سطوا الحدادين.ُ.
فأُرصِدَ بالجلدِ إسأطلهِ المنشارِ العُمقَ
تلكَ كانت أولُ جُرم ِالطلقَ أما ثانيها..
قَطَعوا بقايا أولها بلا رحمة ورِفقَ
بَعد أسابيعُ سقيم حُولا بطول ِهمٌ ..
لم يَجدُ سوى جَزارينَ مَعمل ِالنزقَ
صرخَ الخبلاءُ جَمِيعهم لجرح ِساقهُ ..
ما هذا الهراءُ بالمعمل ما هذا الفتقَ
أخوانكمُ أحرقوهُ فمزقوهُ فتركوهُ..
بقاياهُ جلداً ورقعاً ولحماً بات ممزقَ
جهزوا المَعمل ِجهزوا الحدادونَ ..
وأبتي دمٌ وصراخٌ وألمٌ وشَدُّ عِرقَ
انتهت ثالثها ووحدوا أسرارهمُ ..
لم يُلحَمُ ألمَ المقطع ِيلتزمُ جلدَ لزقَ
ورابعها الجرحُ بليغٌ خضعَ للتعقيمِ ..
للمعمل ِ ولا زال حدما بزغ الفلقَ
ولا زالت النفوسُ جمَ وَجَلِها تنادي ..
وبقاياه تتلاطم ُالأوصالُ ِوَضْعٌ قَلقَ
أُخذَ للمعمل ِخُدرَ تخديراً مَوضَعِيا..
الأن جهزوه للحداد ِفقد حَان الحَلقَ
وتارة ٍيكونُ تَخدِيراً كُليًا موتاً بَطئ.ْ.
كالمحطة ِالأخيرةِ لأبانا قوي الحَذِقَ
لم يَدِركوا خُطوُرَتِ هَم معانته يومها..
فقد كان به سكرٌ وضغط ٌوقلبٌ شهِقَ
وخامساً أزدادَ مُعَدَل ِالسكر ِفيهِ فصرخاً..
فهدنهً وتأجيلاً لم يَحِنْ مَوضِعُ الطَلقَ
أم السَادِسَةُ فقد قَوىَ عُودَهُ وأزداد فرحاً..
فَحَركَ بَعضَ أوصَالهُ ومن الألم ِ زَعَقَ
وفي أَكثرُ أيامهُ يَثورُ غَاضِبَاً وصراخاً..
جَراء ألَم ٍوسهر ٍعِضَال ٍيُصَعقْ وٍيُصَعقَ
راءهُ الخُبَيرَ فَحَدَّدَ له السَابِعةُ بعد أياماً..
فليعدُ الحدادونِ للجراحة بمَعمل ِالنزقَ
أرتَفَع َالضَغطُ والسُكرُ وأضطرابٍ فنقلوهُ..
لغرفةِ الأكسجين َلزفيرٍ وتذبذبِ شَهقَ
رغم أنهُ كل ِمرةٍ يدخُل المَعمل للنقاههِ..
ومن مركزِ العنايةِ للنقاههِ يعافى ويُرقَ
فرحَ ذاتَ يومًا بقربِ خَروجه ليالي..
لاذَ بالشفاءِ لريفنا أطلاَلُ عُليِلهُ مستنشقَ
لم تكتملُ طيفهُ فبعدَ أسبوعين أَخرين..
حُددت الثامنة وقد بالغ من مبالغ ِالعتقَ
يومُ الحدادِ يومُ النهايةِ كان لنا ضيم ..
كان يوم القلبُ من القلبِ عنوة قد سُرقَ
قبلها بأيام ٍكان يلاطفني مسامرة فرحته..
وكان يرسمُ أمالٌ من لهفه الشوق صدقَ
قالَ لي بنياه ألزمُ الجوارُ هنا فلا ترحل..
فقلتُ سأضل مُرافِق وبكَ وسأضل مُرفِقَ
قال أنهمُ أَخذِيني غدا باكرَ وحيد صمت..
فلا ترحلُ عني قبلما أركَ مع أباكَ مرافقَ
أجَبتَهُ أبتاه أنا بالجُوارِي هنا فلن أرحل..
مَالي أرَ عينيكَ نَظِرَتين بريئاتين فَرقَ
أركَ دون الأمسُ صوتاً شاحبًا مبحوحاً..
سأتي سريعًا أستئذنُ وميض ِبَرق ِبَرقَ
أبتاه خُرج للمعمل ِسريعاً بدوني انتظراً..
لم أكتحلُ بعينيهِ وأنحَنِي قبل بالرأس ِرِقَ
كُنا نَرتَقِبُ أخرُ محطةٍ له بعد انتظراً..
وعودتهِ لدارهِ عرناساً جلموداً شاهقَ
فالقدرُ غيرَ مَآرَُِنا شهرين دون حراكٍ..
وبعد الشهرين ِ قهر وألمٍ عَاد بلا رَمَقَ
عَاش بغرفةِ العنايةِ شهرين بأكملهن..
جسدٌ نحيلٌ بأنابيبٍ وأسلاكٍ قد خُرِقَ
تقذمَ حباتُ العنب ِلخفض ِالهم ُ والمرِ..
فتحولَ الهمُ فينا أعتلاث غَربُنا شَرقَ
بسببِ قذمةٌ تخديرا زادوها في جَسَدَهُ..
فقدَ وعيه فأمسى بلا حراك ولا نُطقَ
شُلا شَللٌ كلياً وكل ما فيه ساكنٌ صمت..
روحنا بتضرع ٍتطلبُ روحه بها مموقَ
سألنا الحدادينَ ذات يوما لما ألاءَ إليه..
قال أحدهم لا نعلمُ كيف وما سبب الشَنقَ
فثار أبنُ أمي عليهما غَاضبًا بصراخيه..
مَن يَعَلمُ فيكمُ مَا حَلا بأْبي وسَبَب الخَنقَ
إذا أنتمُ بلا عِلمٌ بوضع ِالعِلمُ ولا دِرَاْية..
فمَن العَالمُ أَسبَابُ تَغيراته وكتمُ الوَدَقَ
دَائرُ المعمل ِوسيدهمُ القائدُ بات بلا فائدةٌ..
فكيف آيا أقومنا قد نحصد حصاد وسَبقَ
قتلوهُ دونَ دِرايتنا فتَجَاهَلونا كل الأسبابِ..
أخفوا الحَقائق ِولم يَعدوا أسبابٌ بلا شَفَقَ
بَعد أعوامٌ عِجافٍ حَصحَصَ الحق بيننا..
قيلَ بين السجلاتِ والمستندات ِكان نُطقَ
سفاحينَ هم بل حدادينَ بل جزارين حقاً..
لا نسطيعُ تسجيلَ ماض ٍمن أعوام ٍغَلقَ
كان يُحَاكينا بعينيهُ شهرين وباقيه صمت ..
كأنه يلاطفنا كاليرقات بل كالزهري ِعَلقَ
ورمشين يموجاني قهراً ومراً من جرم ٍ..
بعدها صمت ٌطويلٌ بلا أستأصل النُطقَ
في ليلتها نَظرتُُ إليه في عجلٍ طفيف بليل ِ..
لمستُ يداهُ فقبلته قبلةِ الموتِ فنظرَ فشهقَ
فأعلنتُ عنه الرحيل ِبعد همٌ من جرم ِقلب..
وبالليل ِقبل أن ينجلي خبرًا أنه مِنا قد سُرقَ
ستة أشهرٍ كان بالمعمل ِمتنقلا بين النقاهه
والعناية .. حدما قتلوهُ وحيداً بمعمل ِالنزقَ
قد قال لي ذاتَ يومًا مسامرًا عندما سنسافر..
خذ عني فرحه بين الثنايا بكل رحب وصدق َ
أي بُنياه عند خروج من هنا بقدر الموالى..
سنجمعُ الجمع ِونشدُ رَحلِنا لأداءِ الحجُ عتقَ
ونرحلا لعينيكَ لكي نرى ما بها من بريقٌ..
فما أحلى بُنياه عينايا لعنيكَ يتلاطفان بَرقَ
ونخرجوا من دوائري المعمل بطيب خاطر..
نحمل الفرح ونفارق ليالي ذمُ همنا قد فُرِقَ
وسأختار لكَ غيدُ غصن ُالندى من هي أجملُ..
تتمحورُ فيها في سكون الليالي بموضع ِالشَّبقَ
سَأُغَيَرُ مَعَالمُ العَرندس بِقَبضَتي جرى ما رأيته..
وأرسمُ فرح جامح سأغدوا ألقُ العِرناسُ الشاهقَ
فالنفس تتربى على خلق طيب المعاني والصفات..
ولكن تجد من يمزق الأوصالي بلا دعوة ولا حق
23/03/2005م
تحياتي الجنونية ..
رثاء .. أبي الذي مات قتيلا في أحد المستشفيات .. وبعد أعوام اكتشف قد مات قتيلا أن الأطباء قد زادت نسبة التخدير فمات ..ولم سئل إحد الأطباء ما سبب وصول حالته لهذه المرحلة .. قال لا أعلم .. كتبتها لأنني كنت في خضم الحدث .. وأعلم ما كتبته في أخطاء جمه .. ولكن الفكرة احتوتني فنسجتها .. " أهداء إلى صديق العزيز البرنس .. وعدت ذات يوم أن أنسجها فنسجتها .." .." في ذكرى وفاة أبي .. "
" إلى روح أبي الطاهرة الراحل في يوم السبت الموافق 10/05/2003م
مَعمل ِالنزقَ
أبي قد ماتَ قتيلا بمَعمل ِالنزقَ..
بزوبعةٍ من نار ٍملتهبةٍ حرقَ
كان يلتحفُ بالسماءِ بدراً خالداً..
ماتَ رافعًا رأسهُ فخراً كله ثِقَ
تَرذمت أوصاله شظايا جرم ٍ ..
فَمُدتْ مداً بليغاً وأُطرِقتْ طرقَ
هل له حقُ الإغاثةِ يومًا جرمهم ..
أما سينصبُ له شعارُ نصب حقَ
مَذمذوا علينا أعطوهُ يتقذمُ سكونْ ..
من حباتِ العنبِ لتزيحُ الأرقَ
فأمسى في غيابهِ شهرين ِ صمتْ..
فقد قتلهُ أولئكَ الجحافل المرتزقَ
لم يرأفوا عليهِ شَرحوهُ دون رحمه..
ثمان ِطلقاتِ بجسدهِ قفارُ الطلقَ
أبي سقطَ َفشُقت ساقهُ ذات يوما ٍ..
وفي حفرةٍ وجرةٍ يومها ساقهُ دُقَ
خاطبهُ الحدادُ بِلا دِرايةٍ في ألمه..
شقٌ ضئيلٌ طفيفٌ لم يبلغ السَمق َ
ألمٌ بسيطٌ لا ضيرَفي ألمهِ صبراً..
خُذ من بلسَمَكَ وتقذم حباتِ فستقَ
بليلهِ أْمسى يُعَانِي ألماً مريراً به..
رَاجَع الحدادُ ألتهابً بساقهِ أخترقَ
جَهزوا رَتبوا المَعملَ سريعاً له..
تلزمُ جِرَاحه ٍعَاجِلة ٍبمعمل ِالنزقَ
مناشيرٌ جُددِ وحدَادوا ومَّبردَ وطقم ٍ..
أعتلثَ ظل الصخبَ والألمَ والأرقَ
بَداءت نُقطةُ الَتلاَعُبِ والغثيانُ به..
مَلاءَ الهمُ فظلَ ليلاً طويلاً بلا غسقَ
قد مزقت ساقهُُ بعد سطوا الحدادين.ُ.
فأُرصِدَ بالجلدِ إسأطلهِ المنشارِ العُمقَ
تلكَ كانت أولُ جُرم ِالطلقَ أما ثانيها..
قَطَعوا بقايا أولها بلا رحمة ورِفقَ
بَعد أسابيعُ سقيم حُولا بطول ِهمٌ ..
لم يَجدُ سوى جَزارينَ مَعمل ِالنزقَ
صرخَ الخبلاءُ جَمِيعهم لجرح ِساقهُ ..
ما هذا الهراءُ بالمعمل ما هذا الفتقَ
أخوانكمُ أحرقوهُ فمزقوهُ فتركوهُ..
بقاياهُ جلداً ورقعاً ولحماً بات ممزقَ
جهزوا المَعمل ِجهزوا الحدادونَ ..
وأبتي دمٌ وصراخٌ وألمٌ وشَدُّ عِرقَ
انتهت ثالثها ووحدوا أسرارهمُ ..
لم يُلحَمُ ألمَ المقطع ِيلتزمُ جلدَ لزقَ
ورابعها الجرحُ بليغٌ خضعَ للتعقيمِ ..
للمعمل ِ ولا زال حدما بزغ الفلقَ
ولا زالت النفوسُ جمَ وَجَلِها تنادي ..
وبقاياه تتلاطم ُالأوصالُ ِوَضْعٌ قَلقَ
أُخذَ للمعمل ِخُدرَ تخديراً مَوضَعِيا..
الأن جهزوه للحداد ِفقد حَان الحَلقَ
وتارة ٍيكونُ تَخدِيراً كُليًا موتاً بَطئ.ْ.
كالمحطة ِالأخيرةِ لأبانا قوي الحَذِقَ
لم يَدِركوا خُطوُرَتِ هَم معانته يومها..
فقد كان به سكرٌ وضغط ٌوقلبٌ شهِقَ
وخامساً أزدادَ مُعَدَل ِالسكر ِفيهِ فصرخاً..
فهدنهً وتأجيلاً لم يَحِنْ مَوضِعُ الطَلقَ
أم السَادِسَةُ فقد قَوىَ عُودَهُ وأزداد فرحاً..
فَحَركَ بَعضَ أوصَالهُ ومن الألم ِ زَعَقَ
وفي أَكثرُ أيامهُ يَثورُ غَاضِبَاً وصراخاً..
جَراء ألَم ٍوسهر ٍعِضَال ٍيُصَعقْ وٍيُصَعقَ
راءهُ الخُبَيرَ فَحَدَّدَ له السَابِعةُ بعد أياماً..
فليعدُ الحدادونِ للجراحة بمَعمل ِالنزقَ
أرتَفَع َالضَغطُ والسُكرُ وأضطرابٍ فنقلوهُ..
لغرفةِ الأكسجين َلزفيرٍ وتذبذبِ شَهقَ
رغم أنهُ كل ِمرةٍ يدخُل المَعمل للنقاههِ..
ومن مركزِ العنايةِ للنقاههِ يعافى ويُرقَ
فرحَ ذاتَ يومًا بقربِ خَروجه ليالي..
لاذَ بالشفاءِ لريفنا أطلاَلُ عُليِلهُ مستنشقَ
لم تكتملُ طيفهُ فبعدَ أسبوعين أَخرين..
حُددت الثامنة وقد بالغ من مبالغ ِالعتقَ
يومُ الحدادِ يومُ النهايةِ كان لنا ضيم ..
كان يوم القلبُ من القلبِ عنوة قد سُرقَ
قبلها بأيام ٍكان يلاطفني مسامرة فرحته..
وكان يرسمُ أمالٌ من لهفه الشوق صدقَ
قالَ لي بنياه ألزمُ الجوارُ هنا فلا ترحل..
فقلتُ سأضل مُرافِق وبكَ وسأضل مُرفِقَ
قال أنهمُ أَخذِيني غدا باكرَ وحيد صمت..
فلا ترحلُ عني قبلما أركَ مع أباكَ مرافقَ
أجَبتَهُ أبتاه أنا بالجُوارِي هنا فلن أرحل..
مَالي أرَ عينيكَ نَظِرَتين بريئاتين فَرقَ
أركَ دون الأمسُ صوتاً شاحبًا مبحوحاً..
سأتي سريعًا أستئذنُ وميض ِبَرق ِبَرقَ
أبتاه خُرج للمعمل ِسريعاً بدوني انتظراً..
لم أكتحلُ بعينيهِ وأنحَنِي قبل بالرأس ِرِقَ
كُنا نَرتَقِبُ أخرُ محطةٍ له بعد انتظراً..
وعودتهِ لدارهِ عرناساً جلموداً شاهقَ
فالقدرُ غيرَ مَآرَُِنا شهرين دون حراكٍ..
وبعد الشهرين ِ قهر وألمٍ عَاد بلا رَمَقَ
عَاش بغرفةِ العنايةِ شهرين بأكملهن..
جسدٌ نحيلٌ بأنابيبٍ وأسلاكٍ قد خُرِقَ
تقذمَ حباتُ العنب ِلخفض ِالهم ُ والمرِ..
فتحولَ الهمُ فينا أعتلاث غَربُنا شَرقَ
بسببِ قذمةٌ تخديرا زادوها في جَسَدَهُ..
فقدَ وعيه فأمسى بلا حراك ولا نُطقَ
شُلا شَللٌ كلياً وكل ما فيه ساكنٌ صمت..
روحنا بتضرع ٍتطلبُ روحه بها مموقَ
سألنا الحدادينَ ذات يوما لما ألاءَ إليه..
قال أحدهم لا نعلمُ كيف وما سبب الشَنقَ
فثار أبنُ أمي عليهما غَاضبًا بصراخيه..
مَن يَعَلمُ فيكمُ مَا حَلا بأْبي وسَبَب الخَنقَ
إذا أنتمُ بلا عِلمٌ بوضع ِالعِلمُ ولا دِرَاْية..
فمَن العَالمُ أَسبَابُ تَغيراته وكتمُ الوَدَقَ
دَائرُ المعمل ِوسيدهمُ القائدُ بات بلا فائدةٌ..
فكيف آيا أقومنا قد نحصد حصاد وسَبقَ
قتلوهُ دونَ دِرايتنا فتَجَاهَلونا كل الأسبابِ..
أخفوا الحَقائق ِولم يَعدوا أسبابٌ بلا شَفَقَ
بَعد أعوامٌ عِجافٍ حَصحَصَ الحق بيننا..
قيلَ بين السجلاتِ والمستندات ِكان نُطقَ
سفاحينَ هم بل حدادينَ بل جزارين حقاً..
لا نسطيعُ تسجيلَ ماض ٍمن أعوام ٍغَلقَ
كان يُحَاكينا بعينيهُ شهرين وباقيه صمت ..
كأنه يلاطفنا كاليرقات بل كالزهري ِعَلقَ
ورمشين يموجاني قهراً ومراً من جرم ٍ..
بعدها صمت ٌطويلٌ بلا أستأصل النُطقَ
في ليلتها نَظرتُُ إليه في عجلٍ طفيف بليل ِ..
لمستُ يداهُ فقبلته قبلةِ الموتِ فنظرَ فشهقَ
فأعلنتُ عنه الرحيل ِبعد همٌ من جرم ِقلب..
وبالليل ِقبل أن ينجلي خبرًا أنه مِنا قد سُرقَ
ستة أشهرٍ كان بالمعمل ِمتنقلا بين النقاهه
والعناية .. حدما قتلوهُ وحيداً بمعمل ِالنزقَ
قد قال لي ذاتَ يومًا مسامرًا عندما سنسافر..
خذ عني فرحه بين الثنايا بكل رحب وصدق َ
أي بُنياه عند خروج من هنا بقدر الموالى..
سنجمعُ الجمع ِونشدُ رَحلِنا لأداءِ الحجُ عتقَ
ونرحلا لعينيكَ لكي نرى ما بها من بريقٌ..
فما أحلى بُنياه عينايا لعنيكَ يتلاطفان بَرقَ
ونخرجوا من دوائري المعمل بطيب خاطر..
نحمل الفرح ونفارق ليالي ذمُ همنا قد فُرِقَ
وسأختار لكَ غيدُ غصن ُالندى من هي أجملُ..
تتمحورُ فيها في سكون الليالي بموضع ِالشَّبقَ
سَأُغَيَرُ مَعَالمُ العَرندس بِقَبضَتي جرى ما رأيته..
وأرسمُ فرح جامح سأغدوا ألقُ العِرناسُ الشاهقَ
فالنفس تتربى على خلق طيب المعاني والصفات..
ولكن تجد من يمزق الأوصالي بلا دعوة ولا حق
23/03/2005م
تحياتي الجنونية ..