المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مكتبة الشاعر : احمد رامى



almahsi
05 - 05 - 2008, 02:22
ما جال في خاطري أنّي سأرثيها
بعد الذي صُغتُ من أشجى أغانيها
قد كنتُ أسمعها تشدو فتُطربني
واليومَ أسمعني أبكي وأبكيها
صحبتُها من ضحى عمري وعشتُ لها
أدفُّ شهدَ المعاني ثمّ أهديها
سُلافةً من جنى فكري وعاطفتي
تُديرها حول أرواحٍ تُناجيها
لحناً يدبُّ إلى الأسماع يَبْهَرُها
بما حوى من جمالٍ في تغنيّها
ومنطقاً ساحراً تسري هواتفُهُ
إلى قلوب مُحبّيها فتَسبيها
وبي من الشَّجْوِ.. من تغريد ملهمتي
ما قد نسيتُ بهِ الدنيا وما فيها
وما ظننْتُ وأحلامي تُسامرني
أنّي سأسهر في ذكرى لياليها
يا دُرّةَ الفنِّ.. يا أبهى لآلئهِ
سبحان ربّي بديعِ الكونِ باريها
مهما أراد بياني أنْ يُصوّرها
لا يستطيع لها وصفاً وتشبيها
فريدةٌ من عطاياهُ يجود بها
على براياه ترويحاً وترفيها
وآيةٌ من لُدُنْهُ لا يمنُّ بها
إلا على نادرٍ منْ مُستحقّيها
صوتٌ بعيدُ المدى.. ريَّا مناهلهُ
به من النبرات الغرِّ صافيها
وآهةٌ من صميم القلبِ تُرسلها
إلى جراحِ ذوي الشكوى فتشفيها
وفطنةٌ لمعاني ما تردّدهُ
تجلو بترنيمها أسرارَ خافيها
تشدو فتَسمع نجوى روحِ قائلها
وتستبينُ جمالَ اللحنِ من فِيها
كأنما جَمعتْ إبداعَ ناظمها
شِعراً وواضعِها لحناً لشاديها
****
يا بنتَ مصرٍ ويا رمزَ الوفاء لها
قدّمتِ أغلى الذي يُهدَى لواديها
كنتِ الأنيسَ لها.. أيّامَ بهجتها
وكنتِ أصدقَ باكٍ.. في مآسيها
أخذتِ منذ الصِّبا تطوينَ شقَّتَها
وتبعثين الشَّجا في روح أهليها
حتى رفعتِ على أرجائها عَلَماً
يرفُّ باسمكِ في أعلى روابيها
وحين أَحدَقَ بالأرضِ التي نَشَرتْ
عليكِ أفياءها شرٌّ يُعنّيها
أهبتِ بالشعبِ أنْ يسعى لنجدتها
بالمال والجهد.. إحياءً لماضيها
وطُفْتِ بالعُرْبِ تبغين النصيرَ لها
والمستعانَ على إقصاء عاديها
حتى إذا صدقتْ في العون همّتُهم
وجاءها النصرُ وانجابتْ غواشيها
عاد الصفاء لها وارتاح خاطرها
بعد القضاءِ على ما كان يُضنيها
وأقبل الغربُ يسعى في مودّتها
لما رأى من طموحٍ في أمانيها
****
يا من أسِيتُم عليها بعد غيبتها
لا تجزعوا فلها ذِكرٌ سيُبقيها
وكيف تُنسى؟ وهذا صوتُها غَرِدٌ
يرنُّ في مسمع الدنيا ويُشجيها
أضفى إلهي عليها ظِلَّ رحمتهِ
وظَلَّ من منهل الرضوانِ يسقيها
تبلى العظامُ وتبقى الروحُ خالدةً
حتى تُردَّ إليها يومَ يُحييها

almahsi
05 - 05 - 2008, 02:23
كيف مرّتْ على هواكَ القلوبُ
فتحيّرتَ من يكون الحبيبُ
كلّما شاق ناظريكَ جمالٌ
أو هفا في سماكَ روحٌ غريب
سكنتْ نفسُكَ الحزينةُ وارتا
حتْ، ومَيْلُ النفوسِ حيث تطيب
فتودّدتَ بالحنوّ وبالعطـ
ـفِ، وفجر الغرام نورٌ رطيب
فإذا شمسُهُ تبدّتْ أصاب الـ
ـقلبَ من حرّها جوىً ولهيب
وهوى الغانياتِ مثل هوى الدنـ
ـيا، تلقّاه تارةً وتخيب
منظرٌ تظَمْأُ النفوسُ إليهِ
ومتاعٌ يقلُّ فيه النصيب
وشقاءٌ تلذُّ فيه الأماني
وأمانٍ تحقيقُها تعذيب

almahsi
05 - 05 - 2008, 02:23
http://www.alnsri.com/upload/uploads/hgiiiggfff.JPG

almahsi
05 - 05 - 2008, 02:24
بناتَ الشعرِ ما ألهاكِ عني = وماذا نَفَّرَ الأشعارَ منّي
لقد عَزَّتْ على نفسي القوافي = وكنتُ بهنَّ مُطَّرِدَ التغنّي
وكم في العينِ من دمعٍ سخينٍ = إذا أرسلته رَفَّهْتُ عنّي
وكيف تطيبُ في سمعي الأغاني = وألحان الأسى يملأنَ أُذني
دعيني يا بناتَ الشِّعْرِ أبكي = على ما نَالَتِ الأيامُ مِنّي
أَمَانٍ متْنَ في قلبي صغاراً = كما ذَوَتِ الكمائمُ فوق غُصْنِ
وزرْعٍ طابَ لم أقطف جناه = وكم بَذَرَت يداي ولستُ أجني
فكوني يا بناتَ الشِّعْرِ أهلي = وأشياعي لَدَى البلوى وركني
وغَنِّي من أساكِ وألهميني = فبينك في الهوى عَهْدٌ وبيني
أَرَاكِ بخاطري وأودُّ أني = أراكِ بناظريَّ وأن تَرَيْني
إِذَنْ أشفقتِ من سقمي ووجدي = وَشَفَّكِ لاعجي وشحوبُ لوني
لقد تَرَكَتْنِيَ الأيامُ نِضْوَاً = أود من الزمان دُنُوّ حَيْني
فبكِّيني إذا همدتْ عظامي = ونوحي حول مقبرتي بلحني
عشقتكِ يا بناتَ الشِّعْرِ حيَّاً = فلا تنسي عهودي بعد بَيْني