ربيـ العمر ـع
11 - 04 - 2008, 14:55
http://www.arabsys.net/pic/bsm/9.gif
عن عائشة رضي الله عنها قالت : " سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم -
وهو مستند إليَّ يقول " : ( اللهم اغفر لي وارحمني ، وألحفني بالرفيق الأعلى ) . متفق عليه
اليأس من الحياة لا يعلم إلا إذا حضر الموت ، أما قبل ذلك فإنه مهما اشتد المرض
فإن الإنسان لا ييأس ، وكم من إنسان اشتد به المرض حتى جمع أهله ماء تغسيله
وحنوطه وكفنه ثم شفاه الله وعافاه ، وكم من إنسان أشرف على الموت في أرض
مفازة ليس عنده ماء ولا طعام فأنجاه الله عز وجل.
قال تعالى : ( فلولا إذا بلغت الحلقوم * وأنتم حينئذ تنظرون ) الواقعة ( 83 - 84 )
بلغت يعني : الروح ، الحلقوم يعني : الحلق ، وأنتم حينئذ تنظرون ونحن أقرب إليه
منكم ولكن لا تبصرون ، الملائكة أقرب إلى الإنسان من حلقومه عن احتضاره ،
وقال : ( فلولا إن كنتم غير مدينين * ترجعونها إن كنتم صادقين ) الواقعة ( 86 - 87 )
من يستطيع ؟! هل أحد يمكن أن يرد روحه بعد أن بلغت الحلقوم ؟! أبدا لا يمكن
أبدا ، إذا ييأس الإنسان من حياته إذا عاين الموت فماذا يقول ؟! تقول عائشة
رضي الله عنها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول : ( اللهم اغفر لي
وارحمتي وألحقني بالرفيق الأعلى ) هكذا يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -
عند موته وهو الذي قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر !! ، يقول :
( اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق الأعلى ) من هم الرفيق الأعلى ؟ هم
النبيون والصديقون والشهداء والصالحون وحسن أولئك رفيقا ، هكذا كان الرسول
يقول عند موته ، وكان عنده - صلى الله عليه وسلم - إناء فيه ماء ، وقد أتى
من شدة الموت وسكراته ما لم يؤت أحد ؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - يمرض
مرض رجلين ، شدد عليه المرض ، شدد عليه النزع ، لماذا ؟ من أجل أن ينال
أعلى درجات الصبر ، لأن الصبر يحتاج إلى شئ يصبر عليه ، فكأن الله قد اختار
لنبيه - صلى الله عليه وسلم - أن يكون مرضه شديدا ، ونزعه شديدا حتى ينال
أعلى درجات الصابرين - صلى الله عليه وسلم . فكان -صلى الله عليه وسلم
- يضع يده في الإناء الذي فيه الماء ، ويمسح بذلك وجهه ويقول : " اللهم أعني
على غمرات الموت ، أو قال على سكرات الموت " أي : أعني عليها حتى
احتمل وأصبر وأتروى ، ولا يزيغ عقلي ، وحتى يختم لي بشهادة أن لا إله إلا الله
وأن محمدا رسول الله ؛ لأن المقام مقام عظيم ، مقام هول وشدة إذا لم يعنك الله
عز وجل ويصبرك فأنت على خطر ، ولهذا كان يقول : " اللهم أعني على
غمرات الموت " وفي رواية أخرى يقول : " لا إله إلا الله ، إن للموت سكرات
" وصدق النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وقال تعالى : ( وجاءت سكرت
الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد ) ق ( 19 ) .
نسأل الله أن يعيننا وإياكم على غمرات الموت ، وأن يحسن لنا ولكم الخاتمة ويتوفانا
على الإيمان والتوحيد ، وأن يتوفانا وهو راض عنا ، إنه على كل شيء قدير .
رياص الصالحين .. شرح فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الجزء الثالث / ص 71
عن عائشة رضي الله عنها قالت : " سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم -
وهو مستند إليَّ يقول " : ( اللهم اغفر لي وارحمني ، وألحفني بالرفيق الأعلى ) . متفق عليه
اليأس من الحياة لا يعلم إلا إذا حضر الموت ، أما قبل ذلك فإنه مهما اشتد المرض
فإن الإنسان لا ييأس ، وكم من إنسان اشتد به المرض حتى جمع أهله ماء تغسيله
وحنوطه وكفنه ثم شفاه الله وعافاه ، وكم من إنسان أشرف على الموت في أرض
مفازة ليس عنده ماء ولا طعام فأنجاه الله عز وجل.
قال تعالى : ( فلولا إذا بلغت الحلقوم * وأنتم حينئذ تنظرون ) الواقعة ( 83 - 84 )
بلغت يعني : الروح ، الحلقوم يعني : الحلق ، وأنتم حينئذ تنظرون ونحن أقرب إليه
منكم ولكن لا تبصرون ، الملائكة أقرب إلى الإنسان من حلقومه عن احتضاره ،
وقال : ( فلولا إن كنتم غير مدينين * ترجعونها إن كنتم صادقين ) الواقعة ( 86 - 87 )
من يستطيع ؟! هل أحد يمكن أن يرد روحه بعد أن بلغت الحلقوم ؟! أبدا لا يمكن
أبدا ، إذا ييأس الإنسان من حياته إذا عاين الموت فماذا يقول ؟! تقول عائشة
رضي الله عنها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول : ( اللهم اغفر لي
وارحمتي وألحقني بالرفيق الأعلى ) هكذا يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -
عند موته وهو الذي قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر !! ، يقول :
( اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق الأعلى ) من هم الرفيق الأعلى ؟ هم
النبيون والصديقون والشهداء والصالحون وحسن أولئك رفيقا ، هكذا كان الرسول
يقول عند موته ، وكان عنده - صلى الله عليه وسلم - إناء فيه ماء ، وقد أتى
من شدة الموت وسكراته ما لم يؤت أحد ؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - يمرض
مرض رجلين ، شدد عليه المرض ، شدد عليه النزع ، لماذا ؟ من أجل أن ينال
أعلى درجات الصبر ، لأن الصبر يحتاج إلى شئ يصبر عليه ، فكأن الله قد اختار
لنبيه - صلى الله عليه وسلم - أن يكون مرضه شديدا ، ونزعه شديدا حتى ينال
أعلى درجات الصابرين - صلى الله عليه وسلم . فكان -صلى الله عليه وسلم
- يضع يده في الإناء الذي فيه الماء ، ويمسح بذلك وجهه ويقول : " اللهم أعني
على غمرات الموت ، أو قال على سكرات الموت " أي : أعني عليها حتى
احتمل وأصبر وأتروى ، ولا يزيغ عقلي ، وحتى يختم لي بشهادة أن لا إله إلا الله
وأن محمدا رسول الله ؛ لأن المقام مقام عظيم ، مقام هول وشدة إذا لم يعنك الله
عز وجل ويصبرك فأنت على خطر ، ولهذا كان يقول : " اللهم أعني على
غمرات الموت " وفي رواية أخرى يقول : " لا إله إلا الله ، إن للموت سكرات
" وصدق النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وقال تعالى : ( وجاءت سكرت
الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد ) ق ( 19 ) .
نسأل الله أن يعيننا وإياكم على غمرات الموت ، وأن يحسن لنا ولكم الخاتمة ويتوفانا
على الإيمان والتوحيد ، وأن يتوفانا وهو راض عنا ، إنه على كل شيء قدير .
رياص الصالحين .. شرح فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الجزء الثالث / ص 71