ربيـ العمر ـع
22 - 02 - 2008, 16:19
بسم الله الرحمن الرحيم
عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
" إن الله يحب العطاس ، ويكره التثاؤب ، فإذا عطس أحدكم وحمد الله تعالى
كان حقا على كل مسلم سمعه أن يقول يرحمك الله ، وأما التثاؤب فإنما هو
من الشيطان ، فإن تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع ، فإن أحدكم إذا تثاءب
ضحك منه الشيطان " رواه البخاري
الشــرح
قال المؤلف النووي - رحمه الله - في كتاب رياض الصالحين : باب استحباب تشميت العاطس
إذا حمد الله تعالى وبيان آداب العطاس والتثاؤب .
العطاس :من الله عز وجل ، يحبه الله كما في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - السابق .
( إن الله يحب العطاس ) والسبب في ذلك أن العطاس يدل على النشاط ، والخفة
ولهذا تجد الإنسان إذا عطس نشط ، والله سبحانه وتعالى يحب الإنسان النشيط الجاد ،
وفي الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " المؤمن القوي أحب إلى
الله من المؤمن الضعيف ، وفي كل خير " والعطاس يدل على الخفة والنشاط ، فلهذا كان
وحبوبا إلى الله ، وكان مشروعا للإنسان إذا عطس أن يقول ( الحمد لله ) ؛ لأنها
نعمة أعطيها فليحمد الله عليها سواء أكان في الصلاة أو خارج الصلاة في أي مكان كان،
إلا أن العلماء -رحمهم الله - يقولون إذا عطس وهو في الخلاء فلا يقول ( الحمد لله )
ولكن يحمده بقلبه أما لسانه فلا ، لأن الإنسان لا يذكر الله في الخلاء .
وإذا عطس الإنسان وحمد الله يجوز لمن سمعه أن يقول له : ( يرحمك الله ) فيدعو له
بالرحمه جزاء له على حمد لله عز وجل فإنه لما حمد الله كان من جزائه أن يدعون له بالرحمة
وذهب بعض العلماء أن تشميت العاطس فرض كفاية ، إذا قال واحد من الجماعة
يرحمك الله ، كفى ، ولكن الاحتياط أن يشمته أي يدعون له بالحمة كل من سمعه
كما جاء في الحديث .
أما التثاؤب : فإنه من الشيطان ؛ ولهذا كان الله يكرهه لكاذا ؛ لأن التثاؤب يدل على الكسل
ولهذا يكثر التثاؤب فيمن كان فيه نوم ، ولأجل أنه يدل على الكسل كان الله يكرهه
ولكن إذا تثاءب الإنسان فالأولى له أن يرده _ أي يرد التثاؤب _ يكظمه ويتصبر .
قال العلماء : وإذا أرت أن تكظمه فعض على شفتك السفلى ، ولكن لا عضا شديدا
فتقطع ، ولكن لأجل أن تضمها حتى لا يفتح الفم ، فالمهم أن تكظم سواء بهذه الطريقة أو غيرها ،
فإن عجزت عن الكظم فضع يدك على فمك ، وما ذكره العلماء أنك تضع ظهرها
على الفم فلا أصل له ، وإنما تضع بطنها فهكذا تسد الفم ، والسبب في ذلك أن
الإنسان إذا تثاءب ضحك الشيطان منه ، لأنه _أي الشيطان_ يعرف أن هذا يدل على كسله
وعلى فتوره ، والشيطان يحب من بني آدم أن يكون كسولا فتورا - أعاذنا الله وإياكم منه -
ويكره الإنسان النشيط الجاد الذي يكون دائما في حزم وقوة ونشاط ، فإذا جاءك التثاؤب
فإن استطعت أن تكظمه وتمنعه فهذا هو السنة وهذا هو الأفضل ، وإن لم تقدر فضع يدك على فمك .
وللحديث بقية ..
رياض الصالحين .. شرح فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين
رحمه الله تعالى
المجلد الثالث
عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
" إن الله يحب العطاس ، ويكره التثاؤب ، فإذا عطس أحدكم وحمد الله تعالى
كان حقا على كل مسلم سمعه أن يقول يرحمك الله ، وأما التثاؤب فإنما هو
من الشيطان ، فإن تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع ، فإن أحدكم إذا تثاءب
ضحك منه الشيطان " رواه البخاري
الشــرح
قال المؤلف النووي - رحمه الله - في كتاب رياض الصالحين : باب استحباب تشميت العاطس
إذا حمد الله تعالى وبيان آداب العطاس والتثاؤب .
العطاس :من الله عز وجل ، يحبه الله كما في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - السابق .
( إن الله يحب العطاس ) والسبب في ذلك أن العطاس يدل على النشاط ، والخفة
ولهذا تجد الإنسان إذا عطس نشط ، والله سبحانه وتعالى يحب الإنسان النشيط الجاد ،
وفي الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " المؤمن القوي أحب إلى
الله من المؤمن الضعيف ، وفي كل خير " والعطاس يدل على الخفة والنشاط ، فلهذا كان
وحبوبا إلى الله ، وكان مشروعا للإنسان إذا عطس أن يقول ( الحمد لله ) ؛ لأنها
نعمة أعطيها فليحمد الله عليها سواء أكان في الصلاة أو خارج الصلاة في أي مكان كان،
إلا أن العلماء -رحمهم الله - يقولون إذا عطس وهو في الخلاء فلا يقول ( الحمد لله )
ولكن يحمده بقلبه أما لسانه فلا ، لأن الإنسان لا يذكر الله في الخلاء .
وإذا عطس الإنسان وحمد الله يجوز لمن سمعه أن يقول له : ( يرحمك الله ) فيدعو له
بالرحمه جزاء له على حمد لله عز وجل فإنه لما حمد الله كان من جزائه أن يدعون له بالرحمة
وذهب بعض العلماء أن تشميت العاطس فرض كفاية ، إذا قال واحد من الجماعة
يرحمك الله ، كفى ، ولكن الاحتياط أن يشمته أي يدعون له بالحمة كل من سمعه
كما جاء في الحديث .
أما التثاؤب : فإنه من الشيطان ؛ ولهذا كان الله يكرهه لكاذا ؛ لأن التثاؤب يدل على الكسل
ولهذا يكثر التثاؤب فيمن كان فيه نوم ، ولأجل أنه يدل على الكسل كان الله يكرهه
ولكن إذا تثاءب الإنسان فالأولى له أن يرده _ أي يرد التثاؤب _ يكظمه ويتصبر .
قال العلماء : وإذا أرت أن تكظمه فعض على شفتك السفلى ، ولكن لا عضا شديدا
فتقطع ، ولكن لأجل أن تضمها حتى لا يفتح الفم ، فالمهم أن تكظم سواء بهذه الطريقة أو غيرها ،
فإن عجزت عن الكظم فضع يدك على فمك ، وما ذكره العلماء أنك تضع ظهرها
على الفم فلا أصل له ، وإنما تضع بطنها فهكذا تسد الفم ، والسبب في ذلك أن
الإنسان إذا تثاءب ضحك الشيطان منه ، لأنه _أي الشيطان_ يعرف أن هذا يدل على كسله
وعلى فتوره ، والشيطان يحب من بني آدم أن يكون كسولا فتورا - أعاذنا الله وإياكم منه -
ويكره الإنسان النشيط الجاد الذي يكون دائما في حزم وقوة ونشاط ، فإذا جاءك التثاؤب
فإن استطعت أن تكظمه وتمنعه فهذا هو السنة وهذا هو الأفضل ، وإن لم تقدر فضع يدك على فمك .
وللحديث بقية ..
رياض الصالحين .. شرح فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين
رحمه الله تعالى
المجلد الثالث