الاصايل انثى
15 - 12 - 2007, 23:20
......هناك حيث دهاليز المرضى
وحيث الآسرة البيضاء تحوم أشبح الموت على محيا
أغلبهم وأن كان بعضهم أشبه ببندول
ساعة خرف يقدم حينا ويؤخر أحيانا ...
المرض واحد ، لكنه يغير ثوبه في كل مرة ،
ومهما تغيرت الأردية ، يبقى الجسد هو الجسد .
كنت أجلس بالقرب من هولاء المرضى حائرة معظم الوقت ...
ومحاولة التملص من ذاتي لأفق على أحوالهم فجأة ...
عشت في صمت مريع ، لا شي يتكلم داخل هذه المحطات الواسعة ،
ولو جئتها مبكرا ، لأصبت بالبكم ...
ما أصعب أن تتعود على اختصار الكلمات ،
لم يكن هناك باب أدلف منه للثرثرة ،
فالمرض الذي يعاني منه المرضى صك
أبوابه في وجهي كخزانة فقدت مفاتيحها ...
لم يمضِ على قدومي كمرافقة لأمي سوى يومين ...
قدمت إلينا نتائج لفحوصات كجثة ميت ، حكم عليها تعزيزا بالقصاص ...
كانت صدمة قوية جعلت خطواتي المتعثرة ، تقترب كثيرا إليهم ،
طعم الحب وثمرة المساندة ،
هما الطعمان اللذان يسيلان عسلا في بلعومي ،
ويطفأن نار الألم من أحشائي ...
.......أمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــي.........
.......فاكهة هذا البيت ، بقربها أحضن أول رعشة تخترق صدري
وتحيلني إلى موجة في عمق البحر ، تتراقص بحثا عن نهاية لخفقانها ... ثمرة الدعاء هي الصنارة التي علقت بقلبي ... وأبقتني معلقة بألمي
وذهولي بين ماء لا أصله ، وهواء يتقطع في رئتي ...
هناك حيث
الألم
الصمت
دهاليز المرض
كانت الدموع
الدعاء
والذكرى
كانت تعبرني كحائط قديم ، نسيت أنها كتبت على وجوههم قصة سفر طويلة مع المرض ...
والانتظار والصبر ...
وكسفينة سحبتها دوامة هوجاء ، لم يجدوا سوى إطلاق نفير استغاثة ،
هوى قطار زاخم للانتظار داخل قلوب المتمللين واعتلى نحيبه ، بعد أن أصيبت عنابر المرضى بالتخمة ،
فهو المكان الوحيد الممتلئ على الدوام ...
الذاهبون إلى هذا الطريق بحاجة إلى المساندة ...
إلى اجترار الذكريات ...
بحاجة إلى حزم حقائبهم وإغلاقها بأقفال الصبر والحلم والأناة ...
كي لا يتحولوا إلى لعبة الزمن ...
الذي يجعل مسوغ موتهم يمكن صياغته بالكيفية التي تبقيهم
على أسرتهم البيضاء ، ليبحثوا عند دود يأكل
عظامهم ...بدلا من الانتظار الذي لا ينتهي ...
ون يسمعهم ...
من يفهم لغتهم ...
من يمد لهم يد العون ...
أنهم فئة منسية ...
كتب على أرواحهم الموت وهم أحياء ...
نعم هي الحياة قائمة على الاجتثاث ، الأخذ والتبديل ، الزيادة والنقص ...
ما أقسى حياتنا ونحن نعلم أنها استهلاكية ....
أنها تجتثنا ،
وتترك فجوات اجتثاثنا فاغرة أفواهها ، فلا نعود لنقصاننا ولا نطمئن لإنتقالنا .........
وحيث الآسرة البيضاء تحوم أشبح الموت على محيا
أغلبهم وأن كان بعضهم أشبه ببندول
ساعة خرف يقدم حينا ويؤخر أحيانا ...
المرض واحد ، لكنه يغير ثوبه في كل مرة ،
ومهما تغيرت الأردية ، يبقى الجسد هو الجسد .
كنت أجلس بالقرب من هولاء المرضى حائرة معظم الوقت ...
ومحاولة التملص من ذاتي لأفق على أحوالهم فجأة ...
عشت في صمت مريع ، لا شي يتكلم داخل هذه المحطات الواسعة ،
ولو جئتها مبكرا ، لأصبت بالبكم ...
ما أصعب أن تتعود على اختصار الكلمات ،
لم يكن هناك باب أدلف منه للثرثرة ،
فالمرض الذي يعاني منه المرضى صك
أبوابه في وجهي كخزانة فقدت مفاتيحها ...
لم يمضِ على قدومي كمرافقة لأمي سوى يومين ...
قدمت إلينا نتائج لفحوصات كجثة ميت ، حكم عليها تعزيزا بالقصاص ...
كانت صدمة قوية جعلت خطواتي المتعثرة ، تقترب كثيرا إليهم ،
طعم الحب وثمرة المساندة ،
هما الطعمان اللذان يسيلان عسلا في بلعومي ،
ويطفأن نار الألم من أحشائي ...
.......أمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــي.........
.......فاكهة هذا البيت ، بقربها أحضن أول رعشة تخترق صدري
وتحيلني إلى موجة في عمق البحر ، تتراقص بحثا عن نهاية لخفقانها ... ثمرة الدعاء هي الصنارة التي علقت بقلبي ... وأبقتني معلقة بألمي
وذهولي بين ماء لا أصله ، وهواء يتقطع في رئتي ...
هناك حيث
الألم
الصمت
دهاليز المرض
كانت الدموع
الدعاء
والذكرى
كانت تعبرني كحائط قديم ، نسيت أنها كتبت على وجوههم قصة سفر طويلة مع المرض ...
والانتظار والصبر ...
وكسفينة سحبتها دوامة هوجاء ، لم يجدوا سوى إطلاق نفير استغاثة ،
هوى قطار زاخم للانتظار داخل قلوب المتمللين واعتلى نحيبه ، بعد أن أصيبت عنابر المرضى بالتخمة ،
فهو المكان الوحيد الممتلئ على الدوام ...
الذاهبون إلى هذا الطريق بحاجة إلى المساندة ...
إلى اجترار الذكريات ...
بحاجة إلى حزم حقائبهم وإغلاقها بأقفال الصبر والحلم والأناة ...
كي لا يتحولوا إلى لعبة الزمن ...
الذي يجعل مسوغ موتهم يمكن صياغته بالكيفية التي تبقيهم
على أسرتهم البيضاء ، ليبحثوا عند دود يأكل
عظامهم ...بدلا من الانتظار الذي لا ينتهي ...
ون يسمعهم ...
من يفهم لغتهم ...
من يمد لهم يد العون ...
أنهم فئة منسية ...
كتب على أرواحهم الموت وهم أحياء ...
نعم هي الحياة قائمة على الاجتثاث ، الأخذ والتبديل ، الزيادة والنقص ...
ما أقسى حياتنا ونحن نعلم أنها استهلاكية ....
أنها تجتثنا ،
وتترك فجوات اجتثاثنا فاغرة أفواهها ، فلا نعود لنقصاننا ولا نطمئن لإنتقالنا .........