صرخة في وجه الأصنام الخرساء

[علي عمر الفسي]

صرخـةٌ في وجـه الأصنام الخرســاء




رعاةٌ.. حفاةٌ وعراة


الحزنُ يرهقهم أول النهار


والحزنُ يرهقهم آخر النهار


ينحتُ فيهم أجيالاً


موطوءة الطموح


و أزماناً للـطـُّهرِ موبوءة


تستبشع قدراً


يتوشح ذعراً . . يتمطط


تتبايعُ فيهِ الآمالُ المطوية


يـُفضَحُ فيه سـر المفلسِ


ومن يتغابى أو يتصابى أو يتخبط


ماذا بعد مسيرٍ طويل


لشاعرٍ يتسلق أكتافَ الليل


إلى حانة خـمـَّـارٍ أحدب


يملأها الإثم


ماذا بعد آهٍ مختومة.. بالصمت ؟


غــير رحـــيل . . .!!


بعيري يحمل ألف دنٍ من دنان الخيبة


قتل الصبر الجاثم فيها الحب


وإذا كلُ الأشجارِ الممتدة . . . ســور


أسوار تحبس أنفاسي


مثقلةٌ بالأقفال والمزاليج . . .


خُتمت بالشمع . . .


وفي نهاية الطريق . .


سرابٌ . . أو . . سردابٌ


يتقيأُ . . فيه الشعراء


ويغزلون الأسلاك الشائكة


يصرخون في وجهِ الأصنام الخرساء


وصدى بوحهم . . .مكبوت ..


ضمـوا الجراح ..على الجراح


وليشرب الشُّـذاذ .. الدم القراح

[هُمى الروح]

وكان الخراب الجميل على أيديهم
وبعد انتحار حرفهم
البارد
المريض
السقيم بـ الضعفِ



لا أذن تنصت هنا
مجرد جوقة طبول مخرومة الجوانب



هيّام .. شوق .. عشق
كوكتيل من الأحاسيسِ
متوحدة في ملكةِ الشاعر



مسافر إلى فضاء اللاوجود


وهو أشعث .. أفطس ..
تطاير أوبئة التعب من تحتِ إبطه ..!



تعرى من حرفِ الطهر
لـ يكون الاسم الجميل



وكان الجمهور صامت
والديكور خربشات من عالمِ لم يأتي إلى الآن



مات .. وتحجّر في مكانه


وكان خرابه جميل لوحة جميلة
مبهمة كـ الموناليزا

وبعد الاندثار عرفنا من كان وكيف مات

و كان حرفه صرخة في وجه جمهور صامت
وأصبح صرخة في وجه جمهور باكي ..!

لعبة كان وأخواتها هو ..!


**



أخي علي مساؤك زهراً مني
وحرفك له طعم يروق لي كثيراً



دمت بودّ عاطر لـ ربيع حرفك