المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العزف بأشلاء الطفولة .. هذه مرثية الأطفال المحقونين بفيرس الإيدز



علي عمر الفسي
21 - 10 - 2007, 22:56
العزف ُ بأشلاء الطفولة



بكت أمه



و أجهش الأبُ الحزين



من رآهُ ..آخرَ مره ..



يشتهي قبلةً على الجـبين



وذلك المسكـين ..



عقّـهُ..أبواهُ .. فـعقَّ السنين



كل روضٍ من رياضِ الدّوحِ ..يحنو



وينحني .. الصفصافُ ..والنخيل



رغم الصباحاتِ ..الكريهة



مغتبطـاً ..كان ومبتهجــاً



وجــههُ .. لا يعرف التجهّم



وأبوهُ ..صـار سقيــماً وعقيماً ..



ومسجَّى في ثنايات..الألــم



وأمــهُ .. الثكـلى ..



والنطفةُ البيضاءُ في الرَّحم



بـدأ العـزف بأشـلاءِ الطفـولة



و خــيم السكونُ ..على الضِّياع



القبورُ وحدها مأهولة



وثغـاءُ النعجة العجفــاء ..



يثـيـر ..لـعبة الضباع



لكن صانع الجريمة حرباء



حربـاءُهم هـذه شوهـاء



حرباءهم ..ذات الخمـار الأبيض



تستوطن الشـقوق



في عنقهـا صـليب



دخـلت عـليه السراديب



((فأيـدزتـهُ)) بالـمجان ..



.. زفوه عاريـاً إلـى التراب



و الموت يأخذ شكـل طبـيب



مترف أنيق بين المـترفين ..



يحمـل الأكـفان ..و الطيـوب



والمترف الأنيـق ..



يعقر الضرع الحـلوب



لكنهم ..سيبُعثـون ..



في أنـامل المسيح ..يـُبعثون



من حـزننـا الجمـيل..ينبـتون



لكنهم ..ذاهبـون ..



إلى(( السبع المثـانِ )) ..



و (( التـين والزيتـون )) ..



ومثل المـنِّ والسلـوى ..



من السمــاءِ ..يُمطـرون



وأصواتهم تصيـح في مـقابر المدينـة



أصـداؤها تقول : ــ أُمــي ..



ضعي حقيبتي على خـزانتي ..



و أقفـلي عليها البـاب



و أحضري كتابـي الزهري ..



وكراسة الحســاب



ودمــيتي ولعبتي..



فإنني لهـا أشتـاق ــ



ســيُبعثون ..



في أنامـلِ المسيح .. يُبعثون



من حزننـا الجمـيل .. ينبتون



فأخبروا ..من عــاثَ في رُباكم



أخبروا دُماكم ..



بأنهم ..شهـود



هل سمعتـم عن دمـىً تغـشى المحاكم



هل سمعتم عن دمىً تمنطق الجرائم



هل سمعتم عن دمىً



بزيفها تُغسِّلُ المــوؤد



أو تبكيه ..



قبل أن تبكيهِ أمه



ويجهش الأب الحزين



يشتهي قبلةً على الجبين



من ذلك المسكين ..



من ذلك المسكين .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أريقوا حبركم مع حبري .. لنغسـِّـل معـــاً هؤلاء الأشلاء ....

وميض
22 - 10 - 2007, 01:16
العزف ُ بأشلاء الطفولة





بكت أمه



و أجهش الأبُ الحزين



من رآهُ ..آخرَ مره ..



يشتهي قبلةً على الجـبين



وذلك المسكـين ..



عقّـهُ..أبواهُ .. فـعقَّ السنين



كل روضٍ من رياضِ الدّوحِ ..يحنو



وينحني .. الصفصافُ ..والنخيل



رغم الصباحاتِ ..الكريهة



مغتبطـاً ..كان ومبتهجــاً



وجــههُ .. لا يعرف التجهّم



وأبوهُ ..صـار سقيــماً وعقيماً ..



ومسجَّى في ثنايات..الألــم



وأمــهُ .. الثكـلى ..



والنطفةُ البيضاءُ في الرَّحم



بـدأ العـزف بأشـلاءِ الطفـولة



و خــيم السكونُ ..على الضِّياع



القبورُ وحدها مأهولة



وثغـاءُ النعجة العجفــاء ..



يثـيـر ..لـعبة الضباع



لكن صانع الجريمة حرباء



حربـاءُهم هـذه شوهـاء



حرباءهم ..ذات الخمـار الأبيض



تستوطن الشـقوق



في عنقهـا صـليب



دخـلت عـليه السراديب



((فأيـدزتـهُ)) بالـمجان ..



.. زفوه عاريـاً إلـى التراب



و الموت يأخذ شكـل طبـيب



مترف أنيق بين المـترفين ..



يحمـل الأكـفان ..و الطيـوب



والمترف الأنيـق ..



يعقر الضرع الحـلوب



لكنهم ..سيبُعثـون ..



في أنـامل المسيح ..يـُبعثون



من حـزننـا الجمـيل..ينبـتون



لكنهم ..ذاهبـون ..



إلى(( السبع المثـانِ )) ..



و (( التـين والزيتـون )) ..



ومثل المـنِّ والسلـوى ..



من السمــاءِ ..يُمطـرون



وأصواتهم تصيـح في مـقابر المدينـة



أصـداؤها تقول : ــ أُمــي ..



ضعي حقيبتي على خـزانتي ..



و أقفـلي عليها البـاب



و أحضري كتابـي الزهري ..



وكراسة الحســاب



ودمــيتي ولعبتي..



فإنني لهـا أشتـاق ــ



ســيُبعثون ..



في أنامـلِ المسيح .. يُبعثون



من حزننـا الجمـيل .. ينبتون



فأخبروا ..من عــاثَ في رُباكم



أخبروا دُماكم ..



بأنهم ..شهـود



هل سمعتـم عن دمـىً تغـشى المحاكم



هل سمعتم عن دمىً تمنطق الجرائم



هل سمعتم عن دمىً



بزيفها تُغسِّلُ المــوؤد



أو تبكيه ..



قبل أن تبكيهِ أمه



ويجهش الأب الحزين



يشتهي قبلةً على الجبين



من ذلك المسكين ..



من ذلك المسكين .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



أريقوا حبركم مع حبري .. لنغسـِّـل معـــاً هؤلاء الأشلاء ....


ذاك المسكين قلب بات رماد..
و صبح مات يوم الميلاد ..
ذاك المسكين طفل ارهقته السبل ..
و تاه منه الحلم الرفيق..
سوف نحكي و نقول كلام..
و ماذا يفيد و قد اختصر الكلام..
و بات لغزا موصدا..
و مستحيلا من وحي الملام.
سوف نغسل الاشلاء..
لكنها لن تحيا و لن تعود من جديد ..
لتداعب الاشياء ..
ستبقى اشلاء..
لن يفيد النوم على سرير التفاؤل ..
و لا التمني و النواح..
لا..لا..لن نبكي على الاشلاء..
ولن نجعل الامهات ينتظرن..
و الاباء يحكون قصص الضياع..
لا بد ليوم النور ان ياتي ..
و يعيد من جديد وهج الحياة..
**********************
الى كل طفل تذوق جرعات العذاب و صار سجينا للمرض..
و الى كل اب تالم لالم طفله..
و الى كل ام تمنت لو تسكن الم طفلها ..و عرفت العجز
اقول ..لا تقنطو من رحمة الله


شكرا اخي على هذه الالتفاتة ..و الكلمات التي تمس الصميم لانها تتعلق بشيء غال ..
هو الطفل ..و لا ثمن في الدنيا كلها لقاء بسمة طفل في صحة جيدة..اختك وميض..

عاشق السمراء
22 - 10 - 2007, 09:32
(( صباحك جميل!! ))

نعم اخي .!!
هو حزن ليس له داء ..
حين تموت تلك الطفولة بصورة قبيحة !!

..................... اشكرك أيها الشاعر العزيز!!

.................................................. ................. تقديري !!

هُمى الروح
22 - 10 - 2007, 23:00
رأيته في سلةِ المهملات هذا المرض


وكانت صورة قبيحة الشكل





أغمضتُ المقل عن هكذا منظر




وجاءني يحدثني عن نفسه وعن تاريخه


وعن قوته


وكيف يضعف جهازنا المناعي


كان خبيث وهو يتحدث عن سلوكياته القبيحة




وجاء يتلثم بصورةٍ أكثر مكراً



جاء يتجسد جسده الطاهر




قطعة دم نيّة


أحتلها وشكّلها كيف شاء


خاض فيها وتمدد كأنه سكة حديد


وبدأ القطار بالعبورِ


وهو مكبل بالمرضِ





وجاءت الشحمة ملوثة تنفخ عرق القطار


تئنُّ بــ كل حزنِ الطفولة





بأي يد سوف أمسح على جبينها


ويداي مشلولتان عن حملها





وتعفرت تلك الطفولة على مرأى منا..!




صم بكم لا نسمع شئ


وكان غض النظر هنا





فحين أنه مات قبل أن تخلق تلك النطفة ..!





**



ومساء الصحة للجميع وعافانا الله من هكذا مرض


وطهّر قلوب من أصابهم بالصبرِ وحسن الخاتمة





أخي الكريم شكراً لمشاعرك النبيلة


أحسنت الحرف


تقديري الكبير لشخصك الكريم

أريج الروابي
24 - 10 - 2007, 02:16
عزفٌ هنا بضجيج البراكين


و تنهيداتٌ تزفرها أرواح المطعونين


~ و ترقص الشياطين.. ~


ترقص و النار تتلوَّن بوهجٍ مسموم


تداعب ما بقي من بريق الطفولة


في أعين المعدومين..


~ و لازالت هنا..ترقص الشياطين.. ~


و تنتشي برائحة الموت..


تتلذذ بآهات لا تنتهي


تجتثُ الأحلام من جسدٍ وهنٍ


و تعبث بأوراق العمر الحزين


~ و لا زالت هنا ..ترقص الشياطين ~


تمزق الجمال..و تنخر كالسوس في البذور الغضَّة


و تقطع رؤوس الزهور بالمهند المسلول


و اللُؤم يتطاير ..ليزرع الوريد النيىء..


بماء من مستنقع الذنوب المشؤوم


~ و لا زالت هنا ..ترقص الشياطين ~


يولد الرضيع و يصرخ معلناً..


وجود روح جديدة في هذا الوجود..


و ماذا يكون ..و قد قُتلت الروح بالأنين المبكر


و أصابتها العلة قبل شهق الأنفاس الأولى


~ و لازال الرقص ..مع الشياطين ~


و لا زالت أرواح العصافير ..


لم تتطهر من وجع البؤس


لازالت..تقبع في سجن المرض


لا زالت..تحفر أسماعَها..ضحكاتُ الغدر


لا زالت..لم تتعلم كيف تزقزق على الغصينات


و لازالت..لم تستشعر دفئ الشمس


لازالت تجهل طعم الحياة


و لم تعرف الحياة بعد


فكل حياتها كانت دمعا ..


رسم أخاديدهُ على الملامح


و كل الأمل ..


..ابتسامة قبل الموت..


*** ** *** ** *** ** ***


طعنة غادرة أصابت من لم يخرجوا من الشرنقة بعد


فحكمت جورا عليهم بالإعدام كل لحظة..و كل طرفة عين..


و لم تكن العصافير وحدها ضحية المشهد


فكل نبضٍ لكل قلبِ أمٍ و أبٍ


يضخ مع الدم ألماً لا ينضب


و وجعا يسكن ثنايا الروح و الجسد المكلوم


و لازالت العادة كما هي


فلا أرخص من دم المسلم أن يُراق و يُهدر


و لازالت القضية قيد النظر..!!


الأخ علي عمر الفسي


قضية تستحق أن نكتب عنها


و نخبرها للآتين كالقصص الشعبية


فلربما كانت حافزا لثورة شعبية تثأر لهذا الوهن الذي أصابنا بتقاعسنا


كل التقدير لقلمك الراقي و المبدع


تحيــــاتي


**أريج..

علي عمر الفسي
27 - 10 - 2007, 00:56
لن يفيد النوم على سرير التفاؤل ..
و لا التمني و النواح..
لا..لا..لن نبكي على الاشلاء..
ولن نجعل الامهات ينتظرن..
و الاباء يحكون قصص الضياع..
لا بد ليوم النور ان ياتي ..
و يعيد من جديد وهج الحياة..


الأدهى أن هؤلاء الأطفال تحولوا إلى فئران تجارب

ومازال النزف مستمراً ...

شكراً أختي العزيزة .. ودمت متواصلة

زنبقةُ الحرف
27 - 10 - 2007, 02:03
أخي المتألق ..
المتجدد بحرفك
علي عمر الفسي ..
مبادرة تستحق الثناء
كلماتك بغاية الروعة
تحياتي

علي عمر الفسي
02 - 11 - 2007, 03:56
نعم اخي .!!
هو حزن ليس له داء ..
حين تموت تلك الطفولة بصورة قبيحة !!

..................... اشكرك أيها الشاعر العزيز!!

.................................................. ................. تقديري !!



صديقي عاشق السمراء ..

هو بالأحرى حزن وداء معـــاً فهؤلاء المتشدقين بأبسط حقوق الإنسان ، أنظر كيف يعيثون فساداً في الأرض

أضنك سمعت عن 140 طفل خـُطفوا من دارفور أول أمس وخاطفيهم أوروبـيين يدّعون أنهم ناشطين في منظمة

إنسانية في حين أن التحقيقات تشك أن الخطف كان لغرض بيع أعضــاءهم .....!!!

نســأل الله السلامة من هؤلاء الوحوش .

شكراً أخي لمرورك