المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : .0+ العبر .. في بعض قصار السور +0.



ربيـ العمر ـع
11 - 07 - 2007, 01:44
http://www.arabsys.net/pic/zkarf/58.gif



http://mzayan.com/alsubaie/ebarat5.gif




العبر .. في بعض قصار السور




الحمد لله الذي جعل العلم ضياء والقرآن نورا ، ورفع الذين أوتوا العلم درجات عليّة ، وجعل


العلماء ورثة الأنبياء، نحمده تعالى حمدا كثيرا ونشكره عز وجل .. وصلى اللهم على سيدنا


محمد البعوث رحمة للعالمين بخير كتاب ، وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين لهم بإحسان


في التعلم والتعليم .. أما بعد :


فهذا موضوع أقدمه بين يديكم .. من كتاب ( العبر .. في قصار السور ) للدكتور/ عائض القرني


يتناول فيه بعضا من سور الجزء الثلاثين ، جزء "عم" تناولا أدبيا موافقا لما عليه


المفسرون من أهل السنة والجماعة ،، أسأل الله لي ولكم الفائدة .. وجزا صاحب الكتاب خير


جزاء وجعله في ميزان حسناته .. وتقبله منه قبولا حسنا وهو سبحانه أكرم مسؤول وأجل مأمول .


بسم الله الرحمن الرحيم .. نبدأ


~{ سورة الضحى }~


~*( والضحى )*~


هذا قسم من الله تعالى بالضحى وصفاته ، وحسنه وبهائه ، وروعته في سمائه ، وجماله واستوائه .



~*( والّيل إذا سجى )*~


إذا أرخى سدوله ، وأستاره ، واخفى نوامه وسماره ، إذا أطبق جناحيه على العالم ، وغطى


بجلبابه كل يقظان ونائم ، إذا زحف بظلامه الكثيف ، وأقبل بشخصه المنيف .




~*( ما ودعك ربك وما قلى )*~


ما أبعدك بعد ما أدناك ، وما كرهك بعد ما احبك واصطفاك ، وما هجرك بعد ما اختارك


واجتباك ، فأنت إلينا حبيب ونحن منك قريب ، خصصناك بالخلة ، وغفرنا لك الذله ، ونصرناك


بعد الهزيمة ، وأغنيناك بعد العيلة والقلة .




~*( ولسوف يعطيك ربك فترضى )*~




والله ، لنكر من مثواك ، وتالله ، لنرفعن في الجنة مأواك ، نخصك بالوسيلة ، ونتحفك بالدرجة


العالية الجليلة ، ونحبوك بكل فضيلة ، أنت الخاتم والشفيع ، وذو الذكر الرفيع والجاه


الوسيع .




~*( ألم يجدك يتيما فآوى )*~




أما فقدت الأبوة والأمومة ، ولم تجد الخؤولة والعمومة ، فآويناك في كنف الحنان ، وأدخلناك


في ولاية الرحمن ، لا حظناك بالرعاية وحميناك بالولاية ، حتى صرت للعالمين آية ، وآويناك


إلى ركن لا يرام ، وإلى كنف لا يضام .




~*( ووجدك ضالا فهدى )*~




كنت في الحيرة العمياء ، لا سنة ولا كتاب ، ولا هدى ولا صواب ، فهديناك صراطا مستقيما ،


وألهمناك دينا قويما ، وأوحينا إليك ذكرا حكيما ، وجعلناك للعالمين إماما كريما .


فالهدى ما جئت به ، والحق ما أنت عليه والصواب ما قصدت إليه ، الخير فيك ، واليمن معك


، والبركة لك .




~*( ووجدك عائلا فأغنى )*~




كنت من المال فقيرا ، وعشت للجوع أسيرا ، وولدت مع اليتم كسيرا ، فرزقناك وحبوناك ،


حتى صرت تعطي عطاء من لا يخشى الفقر ، وتوزع الغنائم على البدو والحضر ، فصرت


أجود بالخير من الريح المرسلة ، وأصبحت من الغيوث المنزلة .




~*( فأما اليتيم فلا تقهر )*~




كما كنت يتيما فارحم الأيتام ، فأنت نبي الرحمة من الملك العلام ، لا تكسر قلب اليتيم ، وكن في


مكان أبيه الرحيم ، أمسح رأسه حنانا ، وامسح دمعته إحسانا ، أشبع جوعته امتنانا ، أقِل


عثرته لطفا وعرفانا ، أنت أبو الكل ، يتيم لأنك بعثت بالعدل والسلام ، وجئت لرفع الظلم وجبر


القلوب المنكسرة ، ونصرة المستضعفين في الأرض ، وإغاثة المنكوبين في العالم ، وإسعاد


المحرومين في الدنيا .




~*( وأما السائل فلا تنهر )*~




لا ترد سؤال الفقير ولا تكسر خاطر الضعيف الكسير ، ولا تخيب المحتاج إذا قصدك ، ولا


ترفع صوتك على المسكين إذا استنجدك ، أحمد ربك على أنك لست مكانه ؛ لأن ربك منحك


إحسانه .




~*( وأما بنعمة ربك فحدث )*~




اعترف بالفضل لمن أسداه ، وانسب الجميل لمن هداه ، أذع المعروف ولا تكن جحودا ،


وأعلن البر ولا تكن كنودا ، حدث الخليقة بفعل الخالق ، وأخبر البرية برزق الرازق ، ولا تكتم


فتحرم ، ولا تنكر فتُظلم ، انشر الثناء للمستحق جل في علاه ، وأكثر الحمد لمن هو أهله لا


إله إلا إياه ، إذا ذكرتنا بالجميل فقد شكرتنا ، وإذا مدحتنا بالفضل فقد عرفتنا .




//
\\
//
\\
//


يتبع بإذن الله .. مع سورة الشرح





http://www.arabsys.net/pic/zkarf/58.gif

كويتى رومانسى
11 - 07 - 2007, 03:08
سبحان الله علم الانسان مالا يعلم

مشكور اخوى وجزااك الله خيراا

ربيـ العمر ـع
13 - 07 - 2007, 15:26
http://www.arabsys.net/pic/zkarf/58.gif





http://mzayan.com/alsubaie/ebarat5.gif





~{ سورة الشرح }~



~*( ألم نشرح لك صدرك )*~




أما شرحنا صدرك بالنور ، ووسعناه بالرضا والسرور ، وعمرناه بالهدى


و الحبور ؟ أما أزلنا منه الحزن والهموم ، وأذهبنا منه الضيق والغموم


، وملأناه بالسكينة والأمن والعلوم ، فامتلأ بحب الحي القيوم ، ورضيت


بالمقسوم ؟





~*( ووضعنا عنك وزرك )*~





غسلناك من الخطايا ، ومحونا عنك السيئات ، وغفرنا لك الذنوب ،


وطهرناك تطهيرا ، وغفرنا لك ذنبك ، ما تقدم وما تأخر ، فعمدك وخطؤك


مغفور ، وعيبك مستور ، وسعيك مبرور ، وعملك مشكور ، وكدك


مأجور .





~*( الذي أنقض ظهرك )*~





أهمك حتى كاد يقصم ظهرك ، وأغماك حتى أوشك أن يوهن جسمك ، فلما


أزلنا عنك وزرك ، استرحت وسررت ، وفرحت ، فعشت قرير العين ،


هادئ البال ، مطمئن النفس ، ساكن الفؤاد ، منشرح الصدر ، مشرق


الوجه عامر الروح .





~*( ورفعنا لك ذكرك )*~





تذكر على المنابر ، وتمدح معنا على المنابر ، وتسطر معنا بالمحابر في


الدفاتر ، صيرنا ذكرك في المشرقين والمغربين ، ونشرنا الثناء عليك في


الخافقين ، وبثثنا حبك في الثقلين .



يذكرك معنا من دخل الإسلام ، ومن صلى وصام ، وطاف بالبيت الحرام .


اسمك في لسان كل موحد ، وفي فم كل متشهد ن وفي كل روضة مسجد ،


يبدأ بالصلاة والسلام عليك في أول الكلام ، وفي بداية كل طاعة ،


والختام من صلى عليك عشرا كتبنا له أجرا ، ومحونا عنه وزرا .





~*( فإن مع العسر يسرا )*~





بعد كل كرب فرج ، مع الدمعة بسمة ، ومع الحزن سرور ، ومع الجوع


شبع ، ومع الظمأ ري ، ومع المرض عافية ، ومع الفقر غنى .


الليل يعقبه نهار ، فجر اليأس يخلفه روح ، الشدة يتلوها رخاء ، إذا اشتد


الحبل انقطع ، وإذا ضاق الأمر اتسع ، وإذا وقع المكروه ارتفع .


اشتد أزمة تنفرجي *** قد آذن ليلك بالبلج


العسر عسر واحد واليسر يسران ، والمغيث الملك الديان ، وولي التيسير


الرحمن ، الذي هو كل يوم في شأن ، فسبحان الحنان المنان .





~*( إن مع العسر يسرا )*~



لا تيأس من الروح ، لا تقنط من الفتوح ، فإن بابه مفتوح ، وعطاء


ممنوح ،وخيره يغدو ويروح ، لا تسيء بنا الظن عند الكرب ، ونادِ : يا


رب يا رب ،فإنا منك على قرب ن لا تنقطع بك الآمال ، وأكثر من السؤال


، فقد دعوناك النوال ، وتبدل الحال ، وكشف الكرب الثقال ؛ لأنك تعامل


ذا الجلال .


سيهتدي الضال ، ويعافى المبتلى ، ويشفى المريض ، ويشبع الجائع ،


ويروي الظمآن ، ويفك الأسير ، ويرتاح المهموم ، لأن مع العسر يسرا .


وهذه بشرى لمن عاش الضيق والضنك ، ولابس الكرب ، وعصفت به


المصائب ، وزلزلته النكبات ، وأقضت مضجعه الحوادث ، ودهمته


الخطوب ، فليذكر الجميع أن مع العسر يسرا .




~*( فإذا فرغت فانصب )*~



إذا أنهيت أعمالك ، وقضيت أشغالك ، فادأب في عبادة مولاك ، واجتهد


في طاعة خالقك ، ومنتهى نجواك ، فالعبادة طريق السعادة ، والطاعة


باب الرضا والأمن والقناعة .


فيا لها من خدمة توجب الرضوان ، وياله من عمل يستنزل رضى الرحمن


، وتنال به مرتبة الإحسان .




~*( وإلى ربك فارغب )*~





وحد المقصود إليه ، حقق التوكل عليه ، أفرده بالسؤال ، أعظم الرغبة


إليه في النوال ، إذا سألت فلا تسأل غيره ، إذا رجوت فلا ترجو سواه .


انطرح على عتبات ربوبيته ، ألقِ نفسك على أبواب ألوهيته ، مد يديك


إليه ، أشك حالك إليه ، عفِّر له جنبيك ، أخلص له دينك .


إليك وإلا لا تشد الركائب *** ومنك وإلا فالمؤمل خائب


وفيك وإلا فالغرام مضيع *** وعنك وإلا فالمحدث كاذب




//
\\
//
\\
//


يتبع بإذن الله .. مع سورة التين




http://www.arabsys.net/pic/zkarf/58.gif

عاشق السمراء
13 - 07 - 2007, 15:29
(( مساء جميل !! ))

ونحن نتابع بكل خشوع !!

ربيع العمر ........ بوركتِ !!

تقديري!!

العنبوري
13 - 07 - 2007, 15:55
بارك الله فيك وجعله من ميزان حسناتك
وان شا ء الله نحن نتابع مواضعيك وعن شرح الايات
لك مني احلى تحية واحلى سلام

ربيـ العمر ـع
15 - 07 - 2007, 00:08
http://www.arabsys.net/pic/zkarf/58.gif






http://mzayan.com/alsubaie/ebarat5.gif





~{ سورة التين }~




~*( والتين والزيتون )*~





قسم بشجرتين عظيمتين عجيبتين ، جمعت الغذاء والدواء ، يحفظ ثمرها


من الصيف إلى الشتاء ، وهاتان الشجرتان تدلان على عظمة من خلق ،


وحكمة من أبدع وقدرة من أنشأ ، فتبارك الله رب العالمين ، وما أجمل


اسم الشجرتين في فاصلة الآية المنونة ، وعلى جرس المقطع .





~*( وطور سنين )*~



جبل في سيناء شرفه الله بكلامه لموسى – عليه السلام – فصار للجبل


منزلة ؛ لعظمة ما جرى عليه فأصبح المحل كريما لكرم أهله ، والمنزل


شريفا لشرف نازله .





~*( وهذا البلد الأمين )*~



هو مكة البلد المحرم ، حيث فيه الأمن على النفس من القتل ، وعلى الدم


من السفك ، وعلى المرض من الانتهاك ، وعلى المال من السلب ، وعلى


الروح من الهم والغم (( ومن دخله كان ءامنا )) فهذا البلد في أمن الله ،


وفي حفظه وصونه ورعايته ، يرد عنه كل باغ ، ويصد عنه كل معتد .





~*( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم )*~





أنشأناه في أحسن صورة ، وأبدعناه في أجمل هيكل ، جسم متناسب ،


وأعضاء متناسقة ، وتركيب حسن ، وصنع جميل ، مع عقل مميز ،


وقامة بهية ، ومنظر زاهي ، كل جارحة في موضع لائق ، وكل عضو في


محل مناسب (( صنع الله الذي اتقن كل شيء )).





~*( ثم رددناه أسفل سافلين )*~





أبدلنا شبابه بالشيخوخة ، وقوته بالضعف ، وصحته بالسقم ، وفتوته


بالهرم ، بعد شرخ الشباب ، وبهاء الفتوة ، وعنفوان الصبا ، يعود أحنى


الظهر ، أبيض الشعر ، مجعد الوجه ، مرتعش الأعضاء ، مهتز القامة ،


ضئيل البنية ، ضعيف الذاكرة ، تتعاوده الأسقام ، وتتعاوره الأمراض ،


حتى يمل الحياة ، ويسأم العيش .






~*( إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون )*~






فهم الصفوة المختارة ، والنخبة المجتباة ، أحسن الناس عملا ، وأصدقهم


قولا ، وأقومهم طريقا ، وأخلصهم نية ، وأجملهم سيرة ، وآمنوا ثم


قرنوا القول بالعمل ، وأصلحوا الظاهر والباطن ، وعمروا بالعبادة الليل


والنهار ، وراقبوا الله في السر والعلن ، ونصحوا لله في كل شأن .



هؤلاء لهم أجر عظيم ، وثواب كريم ، وفضل عميم ، لا يمن هذا الأج


ر عليهم ، ولا يلحقهم بهذا النعيم تبعة ، ولا يدركهم منه أذى ، ولا


يصاحبه معه غصة ، تكفل الله بثوابهم ، ضمن أجرهم ، وأحسن عاقبتهم


، ورفع منزلتهم ، وغفر ذنوبهم .





~*( فما يكذبك بعد بالدين )*~





ما هو الذي يحملك أيها الكافر على التكذيب بيوم القيامة ، وما أخبر به


نبي الرحمة من وعد ووعيد ، وثواب وعقاب ، وجنة ونار ؟؟


أما قامت على ذلك البينات ، اما دلت على صدقه الدلالات ، أما صحت


بوقوعه النبوءات ، وأتت بما يثبت ذلك الرسالات ، فهل بعد هذا البيان


من زيادة ؟ وهل أبقى هذا البرهان من شك ؟





~*( أليس الله بأحكم الحاكمين )*~





أحكم من قضى ، وأعدل من فصل ، وأصدق من قال ، وأرحم من ملك ،


وأتقن من صنع ، وأحسن من خلق ، يقضي فلا ظلم ولا هضم ، يمضي


فلا معقب ولا مستدرك ، ويقدر فلا راد ولا دافع ، ويدبر فلا أحسن ولا


أجمل ، ويبدع فلا أتقن ولا أكمل ، بلى هو الحكم العدل البر الرحيم ،


يقضي بالحق ، ويحكم بالعدل ، ويقول بالصدق ، ويأمر بالبر .



//
\\
//
\\
//


يتبع بإذن الله .. مع سورة العلق





http://www.arabsys.net/pic/zkarf/58.gif

نهر العطاء
15 - 07 - 2007, 18:08
:love::love::love:


مشكووووووووووووور أخوووووووووووووووووووووووووووووي
على هذه المعلومات القيمة
وجعلة الله في ميزان حسناااااااااااااااااااااااااتك

خلود
24 - 07 - 2007, 23:53
بارك الله في جهودك

مشكور

ربيـ العمر ـع
04 - 08 - 2007, 03:14
http://www.arabsys.net/pic/zkarf/58.gif





http://mzayan.com/alsubaie/ebarat5.gif





~{ سورة العلق }~


~*( اقرأ باسم ربك الذي خلق )*~



ابتدئ قراءتك باسم ربك ؛ ليبارك الله في عملك ، ويثيبك على


عملك ، فربك هو الخالق الذي تفرد بالخلق وحده ، فهو المستحق


للعبادة وحده ، وهذا يتضمن توحيد الربوبية والألوهية ، وفيه


إشارة لفضل العلم ، وشرف منزلته ، وفضل طلبه ، والحث على


تعلمه ، وأخذه من أهله القائمين عليه.


وأفضل البدء : بسم الله في كل طاعة ، وأمر شريف .



~*( خلق الإنسان من علق )*~



هذا الخالق العظيم أوجد الإنسان السميع البصير من قطعة حقيرة


من دم غليظ ، هذا هو أصل الإنسان فلا يتكبر ، هذا أوله فلا


يتجبر ، لأنه لم يكن شيئا يذكر ، فسبحان الذي قدر ودبر وصور .





~*( اقرأ وربك الأكرم )*~




حث وتأكيد على قراءة العلم الرشيد مع الاستعانة والتوكل ،


والبدء باسم الله الذي لا يوازيه في الكرم كريم ، فكل جُود جواد


إنما هو من جوده ، وكل بذل باذل فما هو إلا ذرة من جوده ،


فسبحان من جمع المكارم في صفاته ، وجلَّ عن الشبيه والمثيل


والنديد والشريك والكفؤ من مخلوقاته.




~*( الذي علم بالقلم )*~




كل من خط حرفا بالقلم فالله علَّمه ، وكل من رسم باليراع لفظا


فالله ألهمه ، وكل من سطر بكفيه سطرا فالله فهَّمه ، فهو الذي


علم كل كاتب أن يكتب بآله القلم الصامت كلاما يقرأ ويفهم ،


وفيه فضل الخط بالقلم ، والسادات خدم للقلم ، فهو يقضي بخطه


على السيوف ويحرك الجيوش ، ويفصل الركاب ، وتقع به


الولاية والعزل ، والعطاء والمنع ، وبه تدار الدول ، وتحكم


الملوك ، وتؤلف العلماء .



~*( علم الإنسان ما لم يعلم )*~





هذا الإنسان لم يكن يعلم شيئا فعلمه الله كل علم وفن وصناعة ،


ألهمه كيف يفكر ويعمل وينتج ، بصَّره بمصالحه ، كشف له


أسرار حياته ، أوضح له ما خفي عليه ، بين له ما غاب عنه ،


فتح له أبواب المعرفة ، ووفقه لأسباب التعلم ، وقرب له ما بعد ،


وسهَّل له ما صعب ، ويسر له ما عسر .




~*( كلا إن الإنسان ليطغى )*~




إذا تجرد من التقوى طغى وبغى ، وتمرد وعتى ، فهو بلا دين مارد


مهين ، وهو بلا استقامة فاجر خوَّان ، تجمح به نفسه ، ويغلبه


هواه ، يقوده طمعه ، يرديه جشعه ، يسوقه شيطانه ، تتلفه نفسه


الأمَّارة .




~*( أن رآه استغنى )*~




إذا رأى نفسه استغنى بالمال بطر وأشر ، وأصر واستكبر ، فتجده


يختال بما أنعم الله عليه ، فيجحد النعمة ، وينسى الفضل ،


وينسب الخير لنفسه ، ويمنع حق المال ، ويتيه على العباد ،


ويُعرض عن الطاعة ، ويصد عن الهوى ، إلا من رحمه الله


بتقوى .





~*( إن إلى ربك الرجعى )*~




المصير إلى العلي القدير ، النهاية إلى الله ، الغاية والعاقبة عند


من لا يعذب عذابه أحد ، ولا يوثق وثاقه أحد ، هنالك يجازى من


بغى وطغى ، ومن تكبر وتجبر ، هنالك يبعثر ما في القبور ،


ويحصل ما في الصدور ، ويظهر المستور ، ويبين أهل التقوى


وأهل الفجور .





~*( أرأيت الذي ينهى )*~




انظر بعجب واستغراب إلى هذا المارد الكذاب ، الذي يصد عن هدى


الله ، بعدما أعرض عن دين الله .


يا له من سيء حقير ، ومن نذل شرير ، أما كفاه أن يكفر حتى


وقف لعباد الله ينهى ويأمر .




~*( عبدا إذا صلى )*~




هو محمد - صلى الله عليه وسلم - وذُكر بالعبودية ؛ لأنها أشرف


المنازل ، وأجل الصفات ، وأحسن المناقب ، وأجمل المدائح ،


وواجب هذا العبد ، وكل عبد أن يصلي لله الملك الحق ، فمن نهاه


عن هذه الصلاة ، فهو عدو لله لدود ، وهو حسود كنود جحود .






~*( أرأيت إن كان على الهدى )*~




أرأيت إن كان - صلى الله عليه وسلم – على الهدى من ربه ، وهذا


هو الحق ، فإنه ومن اتَّبعه على دين قويم ، وصراط مستقيم ، فلا


هدى إلا ما جاء به ، ولا حق إلا ما كان عليه ولا صواب إلا في


شريعته ، ولا نور إلا في رسالته ، ولا حياة إلا في دينه ، ولا


نجاة إلا بسنَّته ، ولا سعادة إلا في موكبه .




~*( أو أمر بالتقوى )*~




كل أوامره – صلى الله عليه وسلم – تقوى ، كل نصائحه هدى ،


كل وصاياه حكم وفوائد ، لا يأمر إلا بخير ، ولا ينهى إلا عن شر


، ولا يقول إلا صدق ، ولا يحكم إلا بحق ، ولا يرد إلا باطل .





~*( أرأيت إن كذب وتولى )*~




أرأيت هذا الناهي إن كان كاذبا مكذبا بالحق ، قد تولى عن الرشد،


أمثله يأمر بخير ؟؟ أمثله ينهى عن شر ؟؟ هل هو أهل أن ينصح


غيره ؟؟ هل هو في مكان التوجيه والنصح والإرشاد ؟؟ إنه متَّهم


في دينه ، زائغ في رشده ، ضال في سعيه ، مأفون في عقله ،


مظلم في نهجه ، مريض في رأيه .





~*( ألم يعلم بأن الله يرى )*~




يكفي أنه يرى فيحاسب ، ويطلع فيعاقب ، وهذا أعظم تهديد ،


وأشد وعيد ، إذا كان يرى ذو البطش الشديد ، والعذاب الأكيد ،


يرى وكفى ، يرى عمل الصالح فيثيبه ، وكيد الكائد فيخزيه ،


وظلم الظالم فيجازيه ، فحسبك به ناصراً وولياً ، أنه يرى جل في


علاه .



~*( كلا لئن لم ينته لنسفعاً بالناصية )*~





قسما ؛ لو لم يترك هذا الفاجر الكافر أفعاله السيئة ، وأعماله


القبيحة لنجرَّنَّ بناصيته جرا ، وهذا نهاية الإذلال ، وغاية الإهانة


، لأنه متكبر متجبر مناسب أن يصغر هكذا ، ويذل علانية ، فيجر


كما تجر الدابة بناصيته ، وهو موضع عتوه وجبروته ، وكبره


وغروره .



~*( ناصية كاذبة خاطئة )*~




ناصية لا تحمل إلا الكذب والزور ، والبهتان والفجور ، ناصيته


كلها معاص وذنوب ، وخطايا وعيوب ، ناصيته هي رمز الخسة


والنذالة ، ومحل الوقاحة والعدوان ، ناصيته ما سجدت لله ، ولا


تشرفت بالخضوع له ، ولا حملت دينه ، ولا عرفت كتابه ، ولا


استوعبت هداه .



~*( فليدع ناديه )*~




إذا حل به العذاب ، ووقع به النكال ، فليدع أعوانه وأنصاره ، وإن


كان صادقا أن له ناديا به أنصار ، ومحبوه وهذا تحدٍ لهذا الذليل،


فأي قوة مع قوة الله ؟ وأي حول أو طول مع حوله أو طوله ؟ وأي


جنود مع جنود الله ؟ إن هذا الفاجر أذل وأقل وأحقر من أن ينصر


، فهو مغلوب مخذول مهزوم .




~*( سندع الزبانية )*~




إن دعا أعوانه في ناديه ، دعونا ملائكة غلاظا شداداً ، أهل قوة


وبطش ، وقدرة فتك ، ليرى من أضعف ناصرا وأقل عدداً ، هؤلاء


الزبانية مهيؤون له ولأمثاله ، منحهم الله القوة ، وأعطاهم


المنعة ، ورزقهم القدرة ، لا تطاق مقاومتهم ، ولا تستطاع


مصاولتهم ، لأنهم ملائكة وكفى ، وجند من جنود الله وحسب .






~*( كلا لا تطعه واسجد واقترب )*~




لا توافق هذا المخذول ، لا تلتفت إليه ، لا تسمع كلامه ، لا تنصت


لمقاله ، بل اسجد لنا ، واقترب منا ، واعبدنا .


سجودك لنا عز لك ، خضوعك لنا شرف لك ، ذلك لنا رفعة لك ،


اقترب منا بالطاعة لنقترب منك بالمحبة والرعاية ، والنصرة


والولاية .


أفضل طريق للقرب منا : السجود لنا .
وأجمل وسيلة لمحبتنا : عبادتنا .
اقترب لتكرم ، ذل لتعز ، اخضع لترفع .


//
\\
//
\\
//


يتبع بإذن الله .. مع سورة القدر




http://www.arabsys.net/pic/zkarf/58.gif

بنت الشرق
04 - 08 - 2007, 03:24
بارك الله فيك اختي والله يجعله في ميزان حسناتك

خلود
04 - 08 - 2007, 13:33
http://www.21za.com/pic/thankyou003_files/17.gif

هـــــــــــتلر
04 - 08 - 2007, 20:54
شكرا لك ماقصرتي

ربيـ العمر ـع
09 - 08 - 2007, 02:24
http://www.arabsys.net/pic/zkarf/58.gif


http://mzayan.com/alsubaie/ebarat5.gif





~{ سورة القدر }~


~*( إنا أنزلناه في ليلة القدر )*~



إنا أنزلنا القرآن العظيم في ليلة عظيمة ، من اللوح المحفوظ إلى سماء


الدنيا ، فشرفت هذه الليلة بما حصل فيها من تنزيل كريم ، وحدث عظيم ،


فهي ليلة ذات مجد منيف ، وقدر شريف ؛ لأن الوحي الذي هو حياة


القلوب ، وصلاح الشعوب ، وهداية الناس ، وعمار الأرض ، نزل في هذه


الليلة فحق لها أن تشرف على كل الليالي ، وتسمو على كل الأوقات .


~*( وما أدراك ما ليلة القدر )*~



ما أعظمها ، يا محمد ، من ليلة ، ما أجملها من مناسبة ، لقد حدث فيها


تنزيل غيَّر وجه العالم ، وبعث الناس من جديد ، وبذل من مسار التاريخ


، وقام بسببها سوق الجنة والنار ، وارتفع بها علم الجهاد ، وحصلت


بها المقامات الجليلة من العبادة ، والنصر والفتح ، والهدى والنور


والعناية .



~*( ليلة القدر خير من ألف شهر )*~



هي أفضل من ألف شهر من العبادة والعمل الصالح ، ليس في الألف ليلة قدر ، ليلة


واحدة ، لكنها ببركتها وخيرها وشرفها وقدرها أجل عند الله من ألف شهر ، وأعظم


في ميزان الحسنات من سعي ألف شهر ، وأبرك في العبادة والقبول من ألف شهر ،


والله يختار من الأوقات والمناسبات والأمكنة والملائكة والناس ، فيفضله على


جنسه ، ويشرفه على نوعه ، ويصطفيه على شكله (( والله يختص برحمته من يشاء ))



وإن تفق الأنام وأنت منهم *** فإن المسك بعض دم الغزال




~*( تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر )*~



هي ليلة يكثر فيها هبوط الملائكة ، يتنزَّلون بالرحمات والبركات ،


والنفحات والفتوحات من رب الأرض والسموات ، يحملون معهم أوامر


إلهية ، وأقدار ربانية من الهداية والرزق ، والفتح والتوبة والقبول ،


ففيها تصلح أحوال ، وترفع أعمال ، وتكتب آجال ، ويجاب سؤال ، فيها


أحداث عظام ، وقضايا جسام يهبط بها الملائكة الكرام من الملك العلام.


وجبريل مع هؤلاء الملائكة ، وخص بالتعريف لزيادة التشريف فهو روح


القدس ، وأمين وحي السماء إلى الصادق الأمين – صلى الله عليه وسلم


- ، فهو في هذه الليلة يتنزَّل لمهمات عظيمات ، شرَّفه الله بحملها


والقيام بها .


~*( سلام هي حتى مطلع الفجر )*~



هي ليلة سلام ، وأمن وأمان ن ورحمة ورضى وقبول ، وفوز وسعادة


وفلاح ، تسلم الملائكة فيها على العباد الصالحين ، والأولياء المفلحين ،


وهي سلام ، لا شر فيها ، ولا غضب ، ولا سخط ، بل هي موسم لعتق


الرقاب ، وقبول توبة من تاب ، ورد من أخطأ إلى الصواب ، وفيها قبول


الأعمال ، وإصلاح الأحوال ، ونزول البركة ، وعموم الرحمة ، وإتحاف


العاملين ، وثواب الصالحين ، والستر على المسيئين ، وكشف الكربات


، وتسهيل الصعوبات ، فيها عافية وشفاء ، ويسر وصفاء ، وطمأنينة


وسكينة .


//
\\
//
\\
//


يتبع بإذن الله .. مع سورة البينة




http://www.arabsys.net/pic/zkarf/58.gif