اسير الليل
09 - 11 - 2002, 04:03
إن رمضان شهر كريم بالفعل ، والكرم البشري يزداد على جميع الأصعدة في هذا الشهر ، والكرم الإلهي لا حدود له في كل أوقات السنة . إلا أن الكرم البشري يتخبط ويتعثر ويخطئ في أحيان كثيرة ، وعلى وجه التحديد خلال الشهر الفضيل الكريم رمضان..
نعلم أن الأصل في رمضان هو الصوم ، الذي لا يحتاج الى شرح وتفصيل وأنه دعوة للتقليل من الأكل والشرب ، لحكم عديدة نعلم بعضها ونجهل أكثرها . والتي نعلمها على سبيل المثال ، حكمة إعطاء الفرصة للبدن على التخلص مما لحق به من أضرار وسموم، كنتائج طبيعية للأكل المتواصل من كل الأنواع ، وبكميات تفوق عادة عن الحاجة .
هذا لا يحصل في رمضان عند الغالبية العظمى منا . وإنني على يقين تام أن أغلبنا يلتهم من الطعام الحلو والمالح والحار والحامض ، ما لا يتعرف عليه أو يتذكره طوال شهور السنة . وعلى يقين أيضا أن النساء لا يتفنن في إعداد الأطعمة إلا في هذا الشهر ، والسخاء في هدر الأوقات بالمطابخ لا حدود له في رمضان ، رغم أن الظروف لا تتغير أبدا في هذا الشهر ، من ناحية العمل والالتزامات الأخرى المتعددة .
الكرم في الطعام والشراب والترويح عن النفس يزداد كما ذكرنا في هذا الشهر ، وكأن الشهور الباقية من السنة ، لا نأكل أو نشرب فيها ولا نروح عن نفوسنا . ليذهب أي واحد منا الى أي جمعية تعاونية هذه الأيام ، ليشاهد الناس وقد تحولوا الى أشبه ما يكونون بمن يشتري للتخزين ، تحسبا لكارثة ستقع أو مجاعة ستجتاح المنطقة! .. لماذا يحدث هذا ؟
ظني أن المسألة تتعلق بالوعي العام عند الناس ،وبالثقافة الاستهلاكية التي اجتاحت الجميع تقريبا ، بحيث لم يعد هناك فرق بين رمضان وغيره من شهور السنة. صحيح أن الناس تنشط في العبادة كقراءة القرآن والصلاة بالمسجد وإخراج الصدقات والزكوات ، ولكن للأسف أن هناك مظاهر أخرى تترافق مع تلك الصالحات من الأعمال ، وهي مسائل التبذير والإسراف في الأكل والشرب ، وإضاعة الأوقات في السهر على اللعب والفضائيات ومجالس الثرثرة.
لا نعترض ، بل لا نملك حق الاعتراض على التفنن في الأكل والشرب أو الذهاب الى المجالس ومشاهدة التلفزيون ، ولكن من باب النصح والتذكير ، نكتب ونقول بأننا نريد بعض التنظيم أن يسيطر على حياتنا ، بحيث نعطي لكل ذي حق حقه . ونريد كذلك أن نستفيد من الحكم الكثيرة في رمضان ، روحيا وجسديا. لا نريد الإفراط ولا التفريط ، وإنما التوسط بين هذا وذاك . والوسطية شعار لديننا ينبغي أن نجسده في حياتنا ، سواء في رمضان أو غيره من شهور السنة.
( مقال للكاتب/ عبدالله العمادي )
نعلم أن الأصل في رمضان هو الصوم ، الذي لا يحتاج الى شرح وتفصيل وأنه دعوة للتقليل من الأكل والشرب ، لحكم عديدة نعلم بعضها ونجهل أكثرها . والتي نعلمها على سبيل المثال ، حكمة إعطاء الفرصة للبدن على التخلص مما لحق به من أضرار وسموم، كنتائج طبيعية للأكل المتواصل من كل الأنواع ، وبكميات تفوق عادة عن الحاجة .
هذا لا يحصل في رمضان عند الغالبية العظمى منا . وإنني على يقين تام أن أغلبنا يلتهم من الطعام الحلو والمالح والحار والحامض ، ما لا يتعرف عليه أو يتذكره طوال شهور السنة . وعلى يقين أيضا أن النساء لا يتفنن في إعداد الأطعمة إلا في هذا الشهر ، والسخاء في هدر الأوقات بالمطابخ لا حدود له في رمضان ، رغم أن الظروف لا تتغير أبدا في هذا الشهر ، من ناحية العمل والالتزامات الأخرى المتعددة .
الكرم في الطعام والشراب والترويح عن النفس يزداد كما ذكرنا في هذا الشهر ، وكأن الشهور الباقية من السنة ، لا نأكل أو نشرب فيها ولا نروح عن نفوسنا . ليذهب أي واحد منا الى أي جمعية تعاونية هذه الأيام ، ليشاهد الناس وقد تحولوا الى أشبه ما يكونون بمن يشتري للتخزين ، تحسبا لكارثة ستقع أو مجاعة ستجتاح المنطقة! .. لماذا يحدث هذا ؟
ظني أن المسألة تتعلق بالوعي العام عند الناس ،وبالثقافة الاستهلاكية التي اجتاحت الجميع تقريبا ، بحيث لم يعد هناك فرق بين رمضان وغيره من شهور السنة. صحيح أن الناس تنشط في العبادة كقراءة القرآن والصلاة بالمسجد وإخراج الصدقات والزكوات ، ولكن للأسف أن هناك مظاهر أخرى تترافق مع تلك الصالحات من الأعمال ، وهي مسائل التبذير والإسراف في الأكل والشرب ، وإضاعة الأوقات في السهر على اللعب والفضائيات ومجالس الثرثرة.
لا نعترض ، بل لا نملك حق الاعتراض على التفنن في الأكل والشرب أو الذهاب الى المجالس ومشاهدة التلفزيون ، ولكن من باب النصح والتذكير ، نكتب ونقول بأننا نريد بعض التنظيم أن يسيطر على حياتنا ، بحيث نعطي لكل ذي حق حقه . ونريد كذلك أن نستفيد من الحكم الكثيرة في رمضان ، روحيا وجسديا. لا نريد الإفراط ولا التفريط ، وإنما التوسط بين هذا وذاك . والوسطية شعار لديننا ينبغي أن نجسده في حياتنا ، سواء في رمضان أو غيره من شهور السنة.
( مقال للكاتب/ عبدالله العمادي )