المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وجع في خاصره الليل



اسير الدموع A
02 - 06 - 2007, 19:38
وجع في خاصرة الليل




.. كنت جالسآ في غرفتي الصغيرة وحيدآ كعادتي ,أتصفح بقايا ليل دامس وشتاء قارس ,وبجانبي شمعه مضيئة تنير درب وصالي الذي نسجته في لحظه وداع لغروب شمس ,وهى تختفي بقرصها الذهبي خلف تلك الجبال الشامخة فتلونها بمسحه قرمزية ناعمة ,وأرضية بيضاء ,لامعة تمتد بلا نهاية ,فينتهي الضوء ويمتد الظل الغائص في جوف أوراقي الملقاة ,وتتحول إلى ممر طويل لذاكره مليئة بألوان الحزن والأسى لتلك الليالي التي عشتها وعايشتها لبرهة من زمن عاثر ,حكمتها رحى الأيام بحلول الظلام .. أتذكر الذكرى حينها لماضي هزه اليتم بحالي ,وكأني بصحراء قاحلة يكاد جفافها أن يبيد بكل ما تحتويه ,أمسكت الناطق بدون لسان والمتحدث من القلوب فأصبحت ريشه في مهب الريح تكتم أمالي بيأسي ....

هي فاجعة إفتجعت بها تألمت فأبكاني حسها ,صرخت فأمطرت عيون أيامى لوداعها .. مشيت رويدآ رويدآ بين غرفتي الصغيرة ساعة أجلس على كرسي العلم وساعة أتتصفح أوراقي الملقاة ,أزيل عنها غبار الزمن ,أشاطر بينها وبين نفسي لماضي نديم ملؤه جوهر الإحساس بمنطق الأنفاس ,تحدثت لتك الأوراق كحديثي مع الناس ,فوجدت أن الشمس لا تزال مشرقه وتكويني بحنانها كحنان الأم لأطفالها ,وبينما كنت أراقص تلك الأوتار المتواضعة إذ شعرت بسنه في نفسي وكأني بعالم مختلف ألوانه ,فأبحرت عيناي بحلم جميل تقودها أشرعة السعادة إلى مرسى الأحلام ,وبمجاديف الأمل لبزوغ حياه جديدة مليئة بالعطاء .. وأصبحت مخيلة أحلامي تدق نواقيس الشوق تعزف وتلحن أوتار السعادة بين خلجات نفسها تسطر وتبروز عنوان مقصدها وجوهر وصالها ,,,
وفجأة خيم الصمت على وجهي وضللت متوجسآ في صمت مباغت تمددت على إثرها ضلال حروفي قبل أن تذوب في عتمة مساء غامض ....!!
فهاج البحر وهاجت أمواجه .. غاب القمر فختفت نجومه ,شعرت بأمواج عاتية تلوح بي يمينآ يسارآ ,وبشي يجتث بأعماقي ويحرك شعورى وكأنها عدوى في أوج مراحلها تحاول عرقله رحلتي ,الأمر الذي أرعبني بشدة وأنا بذالك الخيال الجامع الذي استوطن كتابي ,وكأنه إعصار الاحتضار يسحبني بشده نحو الهاوية فيحتضنني ويعيق حركه أنفاسي محاولآ حبسي بقارورة مليئة بكوابيس مظلمة شبيه بغيوم سوداء رعدية مخيفة تجتث الأخضر باليابس ,وكأن في الأمر شي ..
استعذت بالله ورجعت أتلذذ لذلك الحلم الجميل , ولكن الكوابيس رجعت إلي وكأنها تحاول أخباري بشي ما .. حاولت استعاده توازني وأسلك طرقاتي ولكن دون جدوى ,,,
وفجأة أيقظتني دمعتي وسط صراخ أطفال يتامى على ضفة نهر من الدموع وبجانبه أعلام سوداء تنتحب على فقدانها ..
استيقظت لأرى الحقيقة وإذا بموكب عزاء أمامي ...... نساء نائحات وشباب يعزون .. وصراخ أطفال حيارى هزت سكون الليل .. وعليل من جور الزمن يصرخ يا إلهي ساعدني على حالي .. وعويل نهار وسط دموع صامته تنتحب على فقدانها .. وهى في ربوع شبابها .. وطفل يصرخ أمامي حائرآ بدموعه التي انهمرت كالسيل العرم ويقول بصوت مرتجف ,,,,
أخي لم يبكون ؟ لم ينتحبون ؟ من ذاك الشخص المغطى بالبياض ؟ ولم يلبسون السواد ؟ هو يقول وعيني تجهش بالبكاء لتلك اللحظات المؤلمة من فرط الزمن .. وكأني وحيد بعالم غريب فأحسست أن رماد الزمن أنحسر عني فجأة .. وأصبح جسدي غارق في صمت أبدي لما يجري لي .... فهل أنا وحيد بهذه الألام التي تتساقط علي كالنيازك ..إذ أصبحت دموعي كحمم البراكين في انفعالاتها ,لم أستطع تحمل ذلك وكأن الجدران هي نفسها تحيط بي وتواسيني على فقدانها ..دخلت غرفة طفولتي التي ضمتني بها ,شعرت بروعة وحنان طفولتي معها ولكن بشعار آخر وبعالم مختلف ,تذكرت حنانها وجوهر منطقها وعذب خطابها ونصائحها بيني وبين إخوتي ,بكيت حزنآ على ذالك الوقت ,فلقد كانت كالشجرة الحانية القوية التي أستند إليها دومآ وأتفيأ بظلها ,لم أكن أتصور أنها سترحل عنا فجأة .. يا رب ساعدني فلقد فقدت عزيزة .. لقد رحلت عن الدنيا سعيدة ونالت شهادة مديدة .. رحلت وتركت أشبالآ يتامى وسط بحيرة من الدموع .. يا إلهي لقد تدفقت مياه البحر عبر النافذة لشدة صراخ أطفالها .. فلقد رأيت الحزن الذي أحنى القامة الشامخة على وجه أطفالها .. حتى القمر رأيته ينفلت من هالاته الملونة وضاع في فضاء مظلم ......


من تأليف:
عبد الله بن حسن العجمي
اسير الدموع A

عاشق السمراء
23 - 06 - 2007, 02:53
(( مساء جميل !! ))

اخي عبدالله
هو الحزن الممتد فينا
كدم يفيض بأوردتنا !!

ايها العزيز
ألمك كبير !!


تقديري !!

اسير الدموع A
09 - 07 - 2007, 00:01
الكلمات الحنونه تدخل إلى القلب وتجول فيه بلا إستئذان..

وانا بالفعل قصتي دائره باوجاع الالم




وردك اخي عاشق تفوح بعطرالمحبه ..


إعذرني فقلمي لايقوى على مجاراه كلماتك وتقبل مني كل الاحترام والشكر على مرورك الطيب



وتحياتي......... العجمي


اسير الدموع A

باريسية البراري
09 - 07 - 2007, 11:06
فِي زَحْمَةِ اْلفِرْدَوسِ اْلضَاْئِعْ مِنَاْ
لَاْ يَسَعُني إلَاْ /

" يَكْفي أنَنَاْ يَومَاً تَمَرَدْنَاْ عَلَى الأحْزَاْن , وَيَكْفي أنَنَاْ يومَاً تَلَاْقينَاْ بِلَاْ اسْتِئْذَاْن "


/



\



لِلوجَعِ مُدُنٌ يَاْ أسيرْ
مودَتي بِــ حَجْمِـ نَرْجسيتِكَ !!!

housam
09 - 07 - 2007, 13:31
الاحزان عندما تفكر فيها تاخذك الى عالم الاسى والالم وخاصتا في احلام اليقظة

والله ان الكلمات تعجز عن الرد اكتب حرف وامسحه واعيد كتابة غيره ولا اجيد لكن لايسعني

الا القول

تسلم ايديك
وماعلى قلبك شر

شموخ الياسمين
09 - 07 - 2007, 20:53
سيدي الكريم

عنوان وأسطر جميلة

شكراً لك

ياسمين

,’

اسير الدموع A
12 - 07 - 2007, 22:54
اسعدني مرور اقلامكم ايها الاخوه الاعزاء.... حسام .. باريسيه البراري .. شموخ اليالسمين ..


لقد ارتجفت اناملي وبدأ القلم يعزف اوتاره على ما خطت به اناملكم الرائعه وعذب بوحكم الطيب في صفحتي المتواضعه ......
اخواني لا اعلم كيف اصف لكم شعوري الجامح لزيارتكم صفحتي اقسم بأنه ليعجز قلمي كيفيه الرد على ما سطرت به قلوبكم الطاهره
اعذروني يا اصدقاء .. فاني لا اجد كلمات تضاهي جمال كلماتكم ... لقد جعلتموني ابحر بهذه القصه الى ماضي جميل اتذكر فيها اختي العزيزه التي افتقدتها اثر حادث سير ... لقد رحلت وبقيت وحيدا بدنيا غريبه وعالم غريب مزيجه بالالم والحزن والاسى والامل والسعادة اجمع بقاياي وانسج لنفسي قصص وحكايات..واسأل الله تعالى ان يمن علينا بوافر الصحه والعافيه ..... أسألكم الدعاء
تحياتي اخوكم ......... العجمي
اسير الدموع A