جعفر الخابوري
28 - 04 - 2007, 00:06
الموت عطشا!!
هالة كمال الدين
هي ليست ككل الحروب التي مررنا بها، وقاسينا من آثارها، وعانينا من مرارتها.. ولا نزل.. فالحرب هذه المرة سوف تكون من اجل رشفة ماء!!
إن حرب المياه قادمة..فانتظروها! منذ اكثر من عقدين تنبأ خبراء وسياسيون أن الحروب القادمة في العالم ستكون بسبب المياه، ومؤخرا أكدت الأمم المتحدة بحسب تقرير نشر بمناسبة اليوم العالمي للمياه أن هناك بؤر عديدة في العالم تشهد صراعا حادا على مصادر المياه، أهمها الشرق الأوسط، ودول أفريقيا، ودول حوض نهر النيل، وأكدت أيضا أن ما لا يقل عن مليار ومائتي مليون شخص يعيشون حاليا في مناطق لا تصل إليها المياه النظيفة، إلا أن الأسوأ هو ما تنبأت به المنظمة الدولية بدق ناقوس الخطر، مشيرة إلى أن شخصين من بين كل ثلاثة مهددان بنقص المياه بحلول عام 2025! مدير عام منظمة الفاو أكد أن قلق المنظمة كبير من كون مليار ومائتي مليون نسمة في العالم يعيشون في مناطق لا تصل إليها المياه، وكون 500 مليون شخص مهددين من نقص في المياه على المدى القصير! الكاتب الكبير أنيس منصور ذكرنا بأسطورة إعلانية نشأ الملايين من المصريين على نغماتها وكلماتها المضحكة والممتعة حتى باتوا يرددنوها كالببغاوات من دون حتى أن يعي البعض الهدف الاستراتيجي من ورائها، هذه الأسطورة تمثلت في إعلان (الست سنية والحنفية) الذي كان يظهر على الشاشة المصرية منذ اكثر من أربعين عاما بهدف نشر (الوعي المائي) وترشيد استهلاك المياه. ودعا منصور العالم إلى أن يتذكر في يوم الماء العالمي أن من الماء كل شيء حي، و أن الماء إذا ظل يتناقص فسوف نموت، وراح يضرب المثل بالهند في تقديسها للأنهار، والصلاة لها، وشكرها على أنها مصدر الحياة، وأنه في إمارة لنشتين تحتفل المدارس بيوم الماء فيشرب كل تلميذ نصف كوب من الماء اقتصادا وتضامنا مع هؤلاء الذين لا يجدون نصف الكوب من الماء الصالح للشرب!! في مصر استمرت حملة (الست سنية) أربعين عاما.. فماذا حققت؟ الأجيال توالت وتفاقمت أزمة المياه بمرور الوقت والسنين، و لا زالت هناك وسيلة الري بالغمر في الريف المصري التي تستنزف هذه الثروة، والجميع كبارا وصغارا ومتعلمين وأميين لازالوا يعبثون بهذه الثروة ويهدرونها وكأنها نعمة أبدية غير قابلة للزوال !! في مقال سابق كنت قد تطرقت إلى تقرير منظمة البيئة الذي أشار إلى أن البيئة الطبيعية في الأرض أخذت تتدهور بوتائر لم يشهد تاريخ الإنسان لها مثيلا، وان البشرية ستستخدم ما يعادل الموارد الطبيعية لكوكبين من الآن وحتى عام 2050! فهل من حملة بكل لغات العالم تحي مشروع (الست سنية) قبل أن نموت جميعا عطشا؟!!
هالة كمال الدين
هي ليست ككل الحروب التي مررنا بها، وقاسينا من آثارها، وعانينا من مرارتها.. ولا نزل.. فالحرب هذه المرة سوف تكون من اجل رشفة ماء!!
إن حرب المياه قادمة..فانتظروها! منذ اكثر من عقدين تنبأ خبراء وسياسيون أن الحروب القادمة في العالم ستكون بسبب المياه، ومؤخرا أكدت الأمم المتحدة بحسب تقرير نشر بمناسبة اليوم العالمي للمياه أن هناك بؤر عديدة في العالم تشهد صراعا حادا على مصادر المياه، أهمها الشرق الأوسط، ودول أفريقيا، ودول حوض نهر النيل، وأكدت أيضا أن ما لا يقل عن مليار ومائتي مليون شخص يعيشون حاليا في مناطق لا تصل إليها المياه النظيفة، إلا أن الأسوأ هو ما تنبأت به المنظمة الدولية بدق ناقوس الخطر، مشيرة إلى أن شخصين من بين كل ثلاثة مهددان بنقص المياه بحلول عام 2025! مدير عام منظمة الفاو أكد أن قلق المنظمة كبير من كون مليار ومائتي مليون نسمة في العالم يعيشون في مناطق لا تصل إليها المياه، وكون 500 مليون شخص مهددين من نقص في المياه على المدى القصير! الكاتب الكبير أنيس منصور ذكرنا بأسطورة إعلانية نشأ الملايين من المصريين على نغماتها وكلماتها المضحكة والممتعة حتى باتوا يرددنوها كالببغاوات من دون حتى أن يعي البعض الهدف الاستراتيجي من ورائها، هذه الأسطورة تمثلت في إعلان (الست سنية والحنفية) الذي كان يظهر على الشاشة المصرية منذ اكثر من أربعين عاما بهدف نشر (الوعي المائي) وترشيد استهلاك المياه. ودعا منصور العالم إلى أن يتذكر في يوم الماء العالمي أن من الماء كل شيء حي، و أن الماء إذا ظل يتناقص فسوف نموت، وراح يضرب المثل بالهند في تقديسها للأنهار، والصلاة لها، وشكرها على أنها مصدر الحياة، وأنه في إمارة لنشتين تحتفل المدارس بيوم الماء فيشرب كل تلميذ نصف كوب من الماء اقتصادا وتضامنا مع هؤلاء الذين لا يجدون نصف الكوب من الماء الصالح للشرب!! في مصر استمرت حملة (الست سنية) أربعين عاما.. فماذا حققت؟ الأجيال توالت وتفاقمت أزمة المياه بمرور الوقت والسنين، و لا زالت هناك وسيلة الري بالغمر في الريف المصري التي تستنزف هذه الثروة، والجميع كبارا وصغارا ومتعلمين وأميين لازالوا يعبثون بهذه الثروة ويهدرونها وكأنها نعمة أبدية غير قابلة للزوال !! في مقال سابق كنت قد تطرقت إلى تقرير منظمة البيئة الذي أشار إلى أن البيئة الطبيعية في الأرض أخذت تتدهور بوتائر لم يشهد تاريخ الإنسان لها مثيلا، وان البشرية ستستخدم ما يعادل الموارد الطبيعية لكوكبين من الآن وحتى عام 2050! فهل من حملة بكل لغات العالم تحي مشروع (الست سنية) قبل أن نموت جميعا عطشا؟!!