هُمى الروح
16 - 03 - 2007, 23:13
عاصفة الضحك قادمة لا محالة ..!
يحكى أنه في سابق العصر والآوان
أنه كنتُ أنا أعيش في حيٍ معدماً فقير يستجدي كسرة خبز
كان لديّ زوج يقال أسمه سلمان بن عدنان الأزدي ..!
وكحال نساء قومي الولودات كان لديّ أبناء هم /
عدنان ومياسة وسعاد وسيف وحسن وأحمد وعمران
هم سبعة بعين العدو غير السبعة الذي ماتوا من جراء المرض والجوع ،
الحمد لله على كل حال
وزوجي المسكين كان كبيراً بالسن
فزاد عدد أبنائي به فعاد طفلاً وقد أسميتهُ بأخر العنقود
وكان عليِّ تأمين كل شيء لأبنائي الثمانية
كل ليلة يبكون ويرثون الطعام
ولأني ذكية وسارقة حتى الأفكار..!!
تذكرتُ تلك المرأة التي كانت تضع قدّراً
به ماء وكمية من الحجارة على لهب هادئ ..!
وكانت تقول لأبنائها قريباً سوف يجهز الطعام
هكذا إلى أن يغلب النعاس عليهم
كانت تخدعهم .. يآلها من ذكية ..!
ظلت هكذا إلى أن مرَّ عمر بن الخطاب كعادتهُ
يتجول لرؤية أحوال الرعية وهم نيام دون الشعور به ..!
سمعها عمر بن الخطاب وأدرك حاجتهم للأكل
وفي صباح اليوم التالي أرسل لهم صدقة من بيت المسلمين
إذن سأفعل مثلها لعلَّ عمر بن الخطاب يمرُّ ويرسل لي
ولأبنائي صدقة تقينا شر الجوع والمرض القادمان
ها أنا ذا أضع القدّر ولأني أهول من الأشياء أحضرتُ
قدّر كبير جداً وملأتهُ بالماء والحجارة
ووضعتهُ على اللهب ...!
وكان أبنائي فرحيين بهكذا وجبة والكل بدأ يجهز
معدتهُ فسأل لُعاب كلاب المنطقة ..!
وطال الوقت والأفواه تهذي ما بال الطعام تأخر؟
أجيبُ بسخرية هذا اللحم عنيد جداً خائف من بطوننا
عندها تمتم آخر عنقودي :
( أنا لا أثتطيع مضغ اللحم فأثناني ثافرت عني)!
أليس ثكراً هذا الابن قصدي أليس سكراً
أصبح السين ثاءاً في فمهِ الخالي من الأسنان!
قلتُ له يا فلذة روحي سأطحنهُ لك وبهذا سوف
نتغلب على غياب أسنانكَ ..!
وكل أبنائي يفكر بأنه سوف يأكل أكثر من الآخرين
وتغنج اللحم كـعذراء يحترق الشباب لهضمها وأكلها
بغياب العقل وتوحد شهوة الجوع لا غير ..!
ولامس النعاس الأجفان فكان النوم ..!
وأنا أهدهد عنقودي ..!
ليصرخ الديك بامتعاض يا فقراء القوم
أنهضوا فحجارة لهبكم قد نضجت تحت جمر انتظاركم للشبع!
ويضحك باستهزاء .. يآل مكره إنه يرمي
بكلامهِ لي ولأبنائي الثمانية
لم أجد إلا تلك الحجارة لأرميه بها فيخرس للأبد
كم كان ديكاً فظّاً وثرثاراً
وعاد صياح فلذات روحي
لم أجد إلا يدي تسرق من حقل جارنا البخيل
بعض الحنطة ..!
أسرق وأستغفر ..!
يا ربَّ سامحني هي حنطة أسكت بها جوع أبنائي
وأعتبرها زكاة من أرض البخيل اللئيم جاري!
سامحني يا ربَّ ..!
هكذا عشتُ حياتي في النهار أسرق وأستغفر
وبالليل أكذب بقدّراً جائع ..!
وفي كل ليلة أنتظر عمر بن الخطاب ..!
ولم يأتي .. ليموت أبنائي جوعاً ومرضاً دواليك
ليودعني آخر عنقودي لأكون أرملة رسمياً ..!
**
يتبع
يحكى أنه في سابق العصر والآوان
أنه كنتُ أنا أعيش في حيٍ معدماً فقير يستجدي كسرة خبز
كان لديّ زوج يقال أسمه سلمان بن عدنان الأزدي ..!
وكحال نساء قومي الولودات كان لديّ أبناء هم /
عدنان ومياسة وسعاد وسيف وحسن وأحمد وعمران
هم سبعة بعين العدو غير السبعة الذي ماتوا من جراء المرض والجوع ،
الحمد لله على كل حال
وزوجي المسكين كان كبيراً بالسن
فزاد عدد أبنائي به فعاد طفلاً وقد أسميتهُ بأخر العنقود
وكان عليِّ تأمين كل شيء لأبنائي الثمانية
كل ليلة يبكون ويرثون الطعام
ولأني ذكية وسارقة حتى الأفكار..!!
تذكرتُ تلك المرأة التي كانت تضع قدّراً
به ماء وكمية من الحجارة على لهب هادئ ..!
وكانت تقول لأبنائها قريباً سوف يجهز الطعام
هكذا إلى أن يغلب النعاس عليهم
كانت تخدعهم .. يآلها من ذكية ..!
ظلت هكذا إلى أن مرَّ عمر بن الخطاب كعادتهُ
يتجول لرؤية أحوال الرعية وهم نيام دون الشعور به ..!
سمعها عمر بن الخطاب وأدرك حاجتهم للأكل
وفي صباح اليوم التالي أرسل لهم صدقة من بيت المسلمين
إذن سأفعل مثلها لعلَّ عمر بن الخطاب يمرُّ ويرسل لي
ولأبنائي صدقة تقينا شر الجوع والمرض القادمان
ها أنا ذا أضع القدّر ولأني أهول من الأشياء أحضرتُ
قدّر كبير جداً وملأتهُ بالماء والحجارة
ووضعتهُ على اللهب ...!
وكان أبنائي فرحيين بهكذا وجبة والكل بدأ يجهز
معدتهُ فسأل لُعاب كلاب المنطقة ..!
وطال الوقت والأفواه تهذي ما بال الطعام تأخر؟
أجيبُ بسخرية هذا اللحم عنيد جداً خائف من بطوننا
عندها تمتم آخر عنقودي :
( أنا لا أثتطيع مضغ اللحم فأثناني ثافرت عني)!
أليس ثكراً هذا الابن قصدي أليس سكراً
أصبح السين ثاءاً في فمهِ الخالي من الأسنان!
قلتُ له يا فلذة روحي سأطحنهُ لك وبهذا سوف
نتغلب على غياب أسنانكَ ..!
وكل أبنائي يفكر بأنه سوف يأكل أكثر من الآخرين
وتغنج اللحم كـعذراء يحترق الشباب لهضمها وأكلها
بغياب العقل وتوحد شهوة الجوع لا غير ..!
ولامس النعاس الأجفان فكان النوم ..!
وأنا أهدهد عنقودي ..!
ليصرخ الديك بامتعاض يا فقراء القوم
أنهضوا فحجارة لهبكم قد نضجت تحت جمر انتظاركم للشبع!
ويضحك باستهزاء .. يآل مكره إنه يرمي
بكلامهِ لي ولأبنائي الثمانية
لم أجد إلا تلك الحجارة لأرميه بها فيخرس للأبد
كم كان ديكاً فظّاً وثرثاراً
وعاد صياح فلذات روحي
لم أجد إلا يدي تسرق من حقل جارنا البخيل
بعض الحنطة ..!
أسرق وأستغفر ..!
يا ربَّ سامحني هي حنطة أسكت بها جوع أبنائي
وأعتبرها زكاة من أرض البخيل اللئيم جاري!
سامحني يا ربَّ ..!
هكذا عشتُ حياتي في النهار أسرق وأستغفر
وبالليل أكذب بقدّراً جائع ..!
وفي كل ليلة أنتظر عمر بن الخطاب ..!
ولم يأتي .. ليموت أبنائي جوعاً ومرضاً دواليك
ليودعني آخر عنقودي لأكون أرملة رسمياً ..!
**
يتبع