المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الملاك المتانق



مرهفة
28 - 02 - 2007, 19:28
الملاك المتانق ....



كانت هادئه الطباع رقيقة بكل تصرفاتها المتأنية لم تكن متوترة حين جلست إلى أحد
طاولات المقهى أسدلت رمشها المرسوم بقلم كحل اسود عيناها لامعتين جميلتين طالما
امتدحهما الجميع .. وجهها المتعب خلى من كل تعابير الحياة المعتادة على قسماته رغم
أنها لا تضحك كثيرا إلا أنها دائمة الابتسام .. عندما احتضنت يدها كوب القهوة الدافئ أخذت
تفكر في ترقق القهوة في فنجانها تقارن سوادها بسوداوية الحياة .. مرارتها بالواقع المرير ..
ارتشفت بكل أناقة قهوتها حينما بادرتها أفكار لم تكن تود استعادتها .. بدأت برنات الهاتف
وصوت منه يطلب حضورها لقسم الحوادث والطوارئ على جناح السرعة .. لم تسرع ليس
من طبعها بل توجهت بخطواتها المتأنية كأنها تسير على قوارير تخشى كسرها...

لطالما علقت مسئولتها بالقسم الذي تعمل به عن مدى حرسها على خطواتها...
...بدت متأنقة في احتشام وكأن قميصها الأبيض الذي يعلو ركبتها بقليل قد لف
جسدها المتناسق بكل أناقة واضفي عليها احترام وقد ظهر على وسق واحد مع
الحجاب الذي أعطى شكلا ناعما لوجهها الممتلئ في حين أن بنطالها والذي هو
على احدث طراز تناسق مع حذاؤها الذي كان يجعل خطواتها ساحرة وهي تتحرك بحرية وثقة.....
كانت سيدة صغيرة متسلحة بأحدث خطوط الموضة وكل صفات المسلمة المحتشمة
..كانت تردي أسوار رقيق تحاول إخفاءه وهي ترتدي قفازيها المطاطيين وتمرر
أصابعها خلالهما بكل احتراف وتوجهت إليه كان على سرير اشبه بالنعش.. ما إن
وصلت إلا وأخرى تتلو عليها بيان لم تغفل شي منه رددت بعض أجزاءه للتأكيد
وبنمط متعارف عليه بينهم ..فإذا بها أصبحت جزء من فريق ذو حركة متناغمة..
. شخص يلقي الأوامر وبدون الالتفات إليه أخذت تطيع كل أمر وجه إليها وقد تناست
كل شئ وهي تنظر إليه بجسده الغض يصارع روحه لتبقى كان شاب وسيم بعمر السابعة
عشر وجهه الطفولي اختفى وراء وحشية الموت الوشيك قطعة من ذقنه مفقودة
كأنما وحش كاسر نهشها أحد أصابعه مفقودة عندها شغل بالها ترى أين إصبعه هل
أحضروه؟؟؟؟ ترى كيف كانت ملابسات الحادث الذي أصيب فيه ؟؟؟ ....نبهتها زميله أن
لفي مكان الإصبع لوقف النزيف وقد كان .. لفته بعناية وسرعة ولكنه ومع كل ما تلقاه من
الحقن التي صارت بكل بديهية تعرف من اسم الدواء الذي تحقنه تعرف كل شي
عنه.... أثره على الجسد ..آثاره الجانبية و....
..........رغم سيل ألا دويه انتفض المحتضر وتثاقلت يداه ألقاها
أطلق أصابعه كأنه تخلى عن كل شيء كأنه استسلم للموت ولعله مات ....

ساكمل غدا فهل لي بانتظار

فقد اثقلتني الاحداث

ودمعتي صارت على الاثر تجري

فانتظروني

مرهفه

عاشق السمراء
28 - 02 - 2007, 23:14
مساااااااااااء جميل!!

يخال لي ان اراها امامي ..
ايتها المرهفة ..
بلون كلماتك وطريقتها ..
وكأني ارسم تلك الملاك !!

وننتظرك ............. رغم قرب النهاية المؤلمة!!

مرهفة
02 - 03 - 2007, 01:21
الله بالخير

عاشق السمراء

مرورك ... له الق

سيدي... النهايات محتومه اكيد

وانما نحن نعاني آلام بدايات

النهايات ...

اسمح لي .... ان اكمل ...

وانتظر مرورك ها هنا لان

مرورك ساحر ...


ولأول مرة تلتقي نظرتها مع من يحسب نفسه الآمر الناهي .. نظرت إليه كأنها
تتوسل به أن يصدر أمر لابد منه لربما تمنت أن يستحضر بعض من القدرة التي
منحها الله للعلم ليكون سبب الحياة لهذا المحتضر الوسيم وفجاءة... ازدادت حدة
الأوامر وازدادت وتيرة عمل الفريق الطبي.... أعلن مؤشر القلب انه أخيراً
استقام صراطه وبلون هادئ رائق.... وصفير حاد !!! وهنا فقط اختل توازن الفريق
المنسجم والمتوافق بدون اتفاق ...اتفقت مشاعرهم وقلوبهم تدعوا الرب ..
ملاكنا اضطرب لم تستعيد تناسق فكرها إلا عندما سمعت كلمه لم يترجمها ذهنها
بل نفذتها بكل انسجام مع الحضور ... جميعهم اتخذ نفس الخطوة لثواني عندما أمسك
محترف بألواحه المعدنية وبكل قناعه أطاعه الجميع ومال على جسد من روح الله
يكاد يخلو!!! فرت تحوم بسماء تلك الحجرة التي خيم عليها الموت ... جسد طالما دللته يدا
أمه المثكول قلبها على باب الحجرة المشؤمه صرخ الطبيب العربي (........) ابتعد الكل
... ابتعد الجميع خطوة للخلف وامتنعوا عن ملامسة جسدهم وهو ينخاهم أن لا تتركوني ..
انتفض تحت وطأة التيار الكهربائي .. رشح جبين الميت كأنه استقبل الروح
وكأنه ناجاها بحميمة .. وعاد ذلك الاضطراب المحبب على خط القلب ..
أتعلمون كيف يضطرب القلب عند التحام الحبيبين في نشوة اللقاء ..... هكذا اضطرب
قلبه عندما التحمت به الروح تعانقه .... لم يهتم لاحد.... ظل في غشوه الحب لم ينهض
رغم كل ما تلقاه من أياديهم من طعنات الحقن .. استل رجل آخر أنبوب وصار
يغرسه ليعطل مهمة لسان الموت ويهب بعض النسيم للروح العائدة للحياة.. وتدفق هواء
من أنبوبة حديدية القوام .. أخذت يد الملاك تنبسط وتنقبض بهدوء وتأني ..
عندما أفلتت تلك الضاخة للهواء ( الأكسجين ) .. وهي تتلو نص لم يفهمه سوى من
هم بتلك الملائكية .. وتسارعت الخطوات تهرب بالشاب إلى قسم العناية المركزة
عدد منهم اختفى خلفه .. هي انتصبت اعتدت في خطوتها تلملم شتات أفكارها التي سارت
مباشرة تدور حول أمه .... وإذا بها وجها لوجه مع حبيبة قلب كانت تثابر مع آخرين
لإنقاذه .. تجاهلتها ... لم تشاء أن تكون هي المبلغ لأخبار معركة منتصرهم فيها
لابد انه فقد شيء من جسده وان كان إصبع !!! ولكن لا مفر .. نظرت إليها ..
كانت سيدة وقور التفت بالسواد فأهملت أذيال رداءها تجرها خلفها كأنها أذيال
الخيبة وجهها كان شديد الحمرة يحاكي دماء طفلها الشاب عيناها كأنهما انكمشتا
ولا تزال الام قادرة على قراءة وجها قد يبشرها أو يفجعها .. توسلت الام بنظراتها
وفردت من أسميتها بالملاك ووجها لا يفصح عن حزن ولا يعبر عن أسف !!!
حقيقةً كان وجهها جامد.... هل تدربت على ذلك فأتقنته؟؟ .. أجابت سيكون بخير
وشرحت تفاصيل قطعت قلب الام ... وقالت ...لقد فقد الشاب إصبعه ..
ولكن الحمد لله قضاء أخف من قضاء.... فقدت الام توازنها وكأنها همت
لاحتضان الملاك ولكن شيء غريب منعها .. الملاك ربما كانت مهيبة .. فاستندت
على الجدار فقد كان اكثر صلابة من رقيقة القوام تلك .. أغمضت عيناها
تعتصرهما بقوة .. انسحبت بجسدها إلى الأرض تفترشها ألما احتضنت قبضتيها
بين صدرها المثقل وركبتيها وشهقت... آآآآآآآآه لم تميز وهي ترجوها التصبر
ما معنى تلك الشهقة .. جاء أحدهم بدا شديد الشبه بالشاب فعلمت انه ربما كان أخاً له
.. هذا جلس يحاكي الام في جلستها وقلبه مفطور ... وقال كلمات افجعت قلب
الملاك وهزت أركانه ..... فأسرعت وهي
تردد في قلبها ترى أي ملاك متأنق يخبر أمي بخبر وفاتي ...



استميحكم العذر
مره اخرى
لاجمع شتات
الاسى


وانقشه
باسى


وحروف


مرهفه

أمير الوافي
04 - 03 - 2007, 16:00
شكرا لك على القصة بس نريد نكملها

طفلة العشق
06 - 03 - 2007, 05:59
قصة ؤثرة فعلا مرهفة

عبارات الم وحزن ولوعة .....
اكملي عزيزتي نحن بانتظارك
مون

مرهفة
08 - 03 - 2007, 20:08
الله بالخير

اعتذر لتاخري

ولكن هي الظروف

اشكر كل من

مووووووون
مرورك اسعدني .... تصوري !!!
وانا السعادة لا تمر بي الا احيانا

المنصور

على امرك

نكمل ......



هنا استند الرجل على ركبتيه على الأرض و اطرق ... بصوت
حزين يقول لقد وجدوها وربما كانت ميته .. لا ادري ما افعل
نظر مباشرة إلى وجه أمه بعيون تكاد تغرق في بحر دموعها
تناجيت عيناهما بالدموع .... صمت قاتل لم يكسره سوى صوت
السرير المتحرك المتجه إلى الغرفة التي دارت فيها معركة الموت
قبل قليل ... وقف ا لرجل مبهوت.. فقد فتح عينيه حتى ظهر بياضهما
ورفع حاجبيه إلى أعلى.. وتدلى فكه.. كأنه لا يصدق ما يرى كأنه
يحلم وكم تمنى أن يستيقظ الآن وفي هذه اللحظة ... عندما مرت بسرعة
وهي على سريرها على نعشها العاري .. لمحتها لوهلة فقد كانت فتاة
صغيره لا يتعدى عمرها الأربعة أعوام رائعة الجمال كان شعرها الأسود
مسّرحا كالعرائس شُدت خُصله الناعمة بأشرطة زرقاء لا معة كان
جبينها كالمرمر ما خلا بعض الخصلات التي فرت من قيد الشرائط واستقلت
على جبهتها ... وجهها كان هادئ فقد رقدت رموشها على تل خدها
الذي استبدل ورد الخزامى بأزهار الورس الصفراء.. عينها نصف مفتوحتان
فمها الرائع لا يزال مبتسم ولكن تدفق الدم منه عكر نظرة الملاك فأشاحت
بوجهها فقد اعتصر قلبها الألم ... أمرها أحدهم أن تنزع ملابس الطفلة
بدأت بفك أزرار فستانها الوردي الحريري فكانت أزراره تنزلق بكل
بهدؤ رغم رعشات يد الملاك أخالها تقول .....
أي ملاك أنت
يا رائعة أي ثوب
ألبسوك .. كان هو
ثوب الموت ...
تلمستها كانت باردة رطبه كانت ميته !!!!
لا جرح ولا كدمه لا اثر لأصابه .. مؤشر القلب رغم صفيره .. كان حزين ..
كان كسير رغم استقامته .. لونه الجنائزي أعلن العزاء ... قلبها المعجون بماء الفرح
توقف عن النبض .. دقاته التي تحاكي الحياة سكتت همساتها .. الله اكبر!!!
.... دخلت فتاة ترتدي ثوب لا يتلاءم والحدث فثوبها الأحمر وعباءتها المزخرفة
وتناقضت مع عيناها التي هي شلال من الدمع .. وسيوفها التي استلت
من غمدها وبللتها من فائض الدمع بدت حادة ....حاجبيها كانا مضطربين
تلك الفراشة الملكية أخذت تذود بالفتاة كالنحلة تبحث عن موضع تلثمها منه
كانت ثكلى ... صابرة المحيا ... موهنة الجسد .. آلت روحها للافاظة ..
تتوسل أن يا موت دعها أو خذني معها ..
لم يكن هناك اثر للحياة بالطفلة ..... صار البكاء والعويل حوار بين الام والأب
يضمها إليه في حوار ترفع عن الكلمات ... ترى ما يقول الجسد للجسد في هكذا
لحظه .. لحظة موت من هي نطفة الحب.... وخليط الروح.... ومزج الصفات ..
والصورة الحقيقية للحبيبين ... موت أول طفلة أول شعور حب أول
كلمة ماما أول روح تنفصل من جسدين .. أول كل شيء .......
قال لها وبصوت سمعه الجميع رغم همسه الدافئ الحاني .... ماتت ملاك
!!!!
أجابته بأنين يفطر القلب وآهات تؤلم الروح .... أجابته بأنفاس محشرجه
بكي وكم هو قاسٍ بكاء الآباء .... بكى ... بعد قليل لفت الغالية بكفنٍ ابيض
انتهت الاجراءت خرجت الام مثقلة الجراح آنة حتى النواح .. خرجت ابنتها
ميتة تذكرت يوم خرجت تحملها من نفس الباب وكانت آنذاك وليدة تأمل
أن تراها عروس.......
خيم الحزن على المبنى الأبيض حتى كأن أضواؤه بهتت ....
استيقظت الملاك النتانقة من أفكارها .. رشفت جرعة أخيرة من قهوتها المرة
وعادت هادئة تمن على الأرض خطواتها ... متئدة ......
عادت إلى قسمها الهادئ فتحت اكثر من باب قبل ان تلقي بنفسها على الكرسي
سمعت صوت زميلتها ... كيف كانت الطوارئ الليلة ؟؟
أجابت باتسامه .. كالعادة !!!!!
*سألتها... هل تريدين شاي ؟؟
- أجابت .. لا لقد شربت قهوة .
*لكنك لا تحبي القهوة ...؟
- نعم لكني اشربها في الماتم !
*اها...





سيمر وقت طويل قبل ان تتمكن من تناسي الملاك الميتة
ربما لن تنساها
وكذلك انا لن انساها
ولن انساكم

قصتي هذه
كتبتها انا ... احداثها حققية ...
اعتذر ان اغفلت بعض القوانين الطبيه او لم اصل الى حقيقة المشاعر
لكني عشتها لحظه لحظه وانا اكتبها ...
دمتم سالمين



مرهفه

احلاهن
02 - 04 - 2007, 14:04
عنوان مشوق

واسلوب راقي في كتابة النص

وتسلسل متوالي

اسلوب وصفك يقول انك ما شاء الله سريعة البديهة

يعني وصف الممرضه صدق كاننا نشوفها امامنا

وصف الشاب وكل التعاملات الطبيه يمكن يعني ما نعرف

في هذه الحالات ماذا يحدث ولكن كاني اتابع مسلسل Er

وكانك طبيبة يعني ما شاء الله

ومفرداتك مشوقه ...............بس القصه طويله

البعض ما يحب يقراء القصص الطويلة
سلمت الايادي

اتمنى لك الحب

mariam_maryouma
22 - 04 - 2007, 00:18
ان الجمال عندما يتسع الخيال الواقعي