المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رائحة المسك



عمر الهباش
20 - 02 - 2007, 15:54
رائحة المسك


تتهادى أمواج البحر خجلة، تتباطأ وتتسارع، تقذف ما بداخلها جفاءً على الشاطئ الرملي الممتد شمالا وجنوبا وتستمر في حركتها الدؤوبة الأزلية ، تداعب قمم الأمواج نسمات الصباح، وتأخذ بعضا من مائها تقذفه في الهواء وكأنها طفلا يلهو لا يمل من تكرار ما يفعله ولا يعرف للهدوء طريقا ، رقائق من الغيوم الشفيفة تنتشر في الفضاء وبعضا من العصافير تتطاير هنا وهناك تملأ الكون بشدوها ، زهور الحنون وشقائق النعمان تتفتح وتستعد لاستقبال بداية يوم كباقي أيام الحياة لا فرق بين يوم وآخر سوى تلك النسمات التي بدأت تنشط تداعبها ويزداد عنف المداعبة كلما ازدادت سرعة الرياح .
إنها الرياح الشرقية التي تهب على طول ساحل فلسطين تحمل الغبار في فصل الربيع و تلقي بحمولتها في جوف البحر ...
هناك على الشاطئ كان أحدهم يجهز شباكه وينقلها لمركبه الصغير ( حسكة ) ويستعد لرحلة صيد ربما تكون ذات قيمة هذا اليوم.
بدأ مجداف المركب يصعد في الهواء ويهبط للماء والقارب الصغير يندفع بخفة ورشاقة نحو الغرب في عرض البحر ، تزداد سرعة الهواء ويبتعد المركب عن الشاطئ دون الحاجة للمجداف، بدأ المركب يفقد توازنه وتتلاطم الأمواج حوله ..وفجأة كان المركب في جهة والصياد في جهة أخرى يتباعدان عن بعضهما بسرعة .
عبثا يحاول الصياد اللحاق سباحة بمركبه لاستعادته لكن سرعة الرياح كانت في أوجها والغبار يملأ الجو لا أحد من على الشاطئ يستطيع متابعة المشهد الدرامي ويتنبأ بما يحدث هناك....... محاولات يائسة للحاق بالمركب أو بالمجداف، تنتهي كلها ويبتعد الصياد عن الشاطئ ..
لم يستمر جهد الصياد في السباحة طويلا فقد بدأ يقترب من المكان زورق حرس السواحل الإسرائيلية المعد لكل شيء ما عدا الإنقاذ ... فقد أراح الزورق الصياد من عناء مصارعة البحر وموجه معا وانتهى كل شيء بسرعة ..واقتلعت الرياح شقائق النعمان من جذورها وتخضب الماء بلونها الأحمر القاني...وكان ما كان .
ثلاثة أيام مرت والبحث جار عن الصياد دون جدوى...
تستمر الحياة بزخمها المعتاد، ينصب الصيادون شباكهم في البحر ويخرجونها وهكذا هم منذ آلاف السنين ... هذا اليوم لم يكن عاديا في حياة مجموعة من الصيادين فبينما يتم سحب الشبكة من الماء شعروا أن هناك ثقلا داخل شباكهم فاستبشروا خيرا لعله صيدا وفيرا أو سمكة بحجم كبير .. ربما ، لكن الحلم لم يكتمل لا بالصيد الوفير ولا بسمكة كبيرة ، بل كان بداخل الشبكة جثة الصياد ممزقةً ِِومتفسخة ...
ِقصص كثيرة رويت أثناء الجنازة ..البعض قال: كانت تنبعث من النعش رائحة كرائحة المسك والعنبر وآخرون قالوا لم يكن هناك شيء غير عادي لقد كانت الرائحة كرائحة أي جثة متفسخة ومتحللة والبعض الآخر شاهد طيورا بيضاء تسير فوق الجنازة في السماء ...روايات كثيرة قيلت وما زالت تروى ، لكن الشيء المؤكد أن الصياد ذهب ولن يعد...ذهب إلى عالم الشهادة .

عاشق السمراء
20 - 02 - 2007, 23:58
مسااااااااااء جميل!!

عالم الشهادة .. هو الامنية التي اتمناها !!

شكرا لك عمر العزيز !!

عمر الهباش
21 - 02 - 2007, 01:11
مسااااااااااء جميل!!

عالم الشهادة .. هو الامنية التي اتمناها !!

شكرا لك عمر العزيز !!

أيها الغالي عاشق السمراء

أسعد الله مسائكم بالخير

لكلا منّا أمانيه ونرجو من الله أن يحقق

أمانينا ..............

تقبل كل مودتي

عمر

العنبوري
23 - 02 - 2007, 16:11
من منا لا يتمنى الشهادة اشكرك اخي عمر على ما كتبت

عمر الهباش
27 - 02 - 2007, 12:02
من منا لا يتمنى الشهادة اشكرك اخي عمر على ما كتبت


سلمت من كل سوء وحقق الله أمنياتك

تحية ومودة صادقة
عمر