المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لعبة الموت المعلن : مروحين



فاطمة عزالدين
10 - 09 - 2006, 22:03
[][http://www.aoraq.com/vb/uploaded/1597_37097_555.gif]

الحلقة الاولى

15 تموز 2006
استيقظ والمطر يشتد في هذا الصباح
وقع ضرباته تزدحم تلاحقا على زجاج النوافذ المغلقة
وعلى التول المعدني لسطح البيت
تتخابط بأصوات عالية مزعجة
ضجيج لا يحتمل ....
صخبه لمتساقط حدة يصرع يوتر شرايين الأعصاب لا يهدأ ولا يرحم
ولكن لا بد منه أيضا ...كأنه القدر المحتم
لا مهرب ابدا من صوته حتى لو وضعت الوسادة كتما وخنقا على الآذان علها تخرس صوت ما يتناهى إليها بأزيز مرتفع ينهال على جميع ما يحيط في البيت خارجا وكأنه ينقر في أن واحد على وجع آخر له الرأس في موقع صرير مؤلم وحاد
يجعلني في منتصفي انزعاج وغضب هادر
يتبع

فاطمة عزالدين
10 - 09 - 2006, 22:07
[http://www.aoraq.com/vb/uploaded/1597_37097_555.gifsize=5]

الحلقة الثانية

صباح ...وقلق
لا اعلم كيف تسنى لي النوم وسط صراخ هذه الريح
لا عرف كيف استسلمت للنوم العميق .. ودون قصد مني
لا شك
كان فيه الكثير من الرحمة هذا النعاس المداهم امسا والذي لج بي في غفوة اشتهيها منذ يومين ولا احصل عليها لا ابتغي فيه الا صمتا قليلا في الأعماق المشتعلة في غضبها وحزن بكائها
أحيانا أتمناه كثيرا هذ النوم ولكنه لا يأتي ....

اتمنى له استسلاما أبديا فهو الوحيد الذي ينقذني من حوارات الوجع اليومي في الخاطر لأنه وحده ما يستطيع إسكات ضجيج القلب والروح في عناء ما تلقاه من عذاب وظلمة وتمزق وحيرة متعبة
نعم لا اعلم كيف نمت وسط هذه العاصفة المزعجة العالية وبيت مشرع من جميع الجهات وسط هذه الريح لا يرحم عني أي تخفيف لوطأة هديرها وانزعاجي الكبير بأصواتها
لا ... قلّ ما أتضايق منها هذه الامطار بل نادرا ايضا . فانا أحيانا اعشقها واتقصدها في مشاهد غيثها الغزير و جنونها العاصف في لحظة هوجاء .... أحبها بلحنها الصاخب المتشرد بين الشجر وكل ما يتيقظ في صراخها المائي تغتسل الأماكن بها وتتراقص الإنحاء كغجريات متمردة تحت المطر
كم كانت تحمل لي من جمال حياة حياة أراها سمفونية عطاء متجددة هادرة من خلف حنان وعطاء
نعم أحبها هذه الأمطار وهي تعلو بهذا الصراخ العاصف العشقي الهوجائي وسط الاغصان المشلعة في الريح تهتز جنبات فروعها في تمرد وجنون
وسط هذا الملعب الفسيح قبالة بيتي
وانتظرها واقفة على النافذة اغتسل بصراخها صراخ آخر قد يعلو في القلب الصغير اتركه يرتفع ويكتسح طاغيا صوت كل الم في داخلي
وكان ينفع
وكان ...يحدث ان يسكت الالم
هذه المرة ليست هي الحالة
الوجع هو وجع اخر لا يخرسه أي صوت آخر....

يتبع

فاطمة عزالدين
10 - 09 - 2006, 22:08
[http://www.aoraq.com/vb/uploaded/1597_37097_555.gifsize=5]
]
الحلقة الثالثة

وجع اخر هو وجع بلدي ......



وجع بلدي وجنوب ارضي وهي تضرب من قبل اسرائيل
لا حد احد يصمته , لا صوت عاصفة ,ولا صوت رياح او طبول ....
تجعلني على نار تغلي ....
تجدني أتلاطم دون هوادة على موج غاضب نائح متكسر في هيجانه وجعا يهذي دون رحمة
بلدي الان هو كل مدينة حزني وقلقي وخوفي وآخر حدود إيلامي في الأعماق

بلدي وهو تحت هذه العاصفة البشرية الشمطاء العابية والغاشمة
الدموع تنهمر من العين ساخنة في سيلها الى خارج وداخل العين
طبيعي كان.. ان أنام وأغفو وبعد فترة تجاوزت الثماني والأربعين ساعة سهرا وصحوا متلاحقا دون نوم او راحة فيها هدوء او أمان

ليس للجسد الا ان يستسلم لفراشه اليومي اللا ارادي في عجز مطلق
وليس للروح الا أن تتآوى تحت غطاء سكن للرحمة في استسلامها لبيتها الآخر في الغيب وفي الأعماق المتدثرة عالما آخر هربا من كل ما يعتريها من جزع ورعب ومخاض عسير اثقل عليها ضربات الوجع الأليم
وموت هادر في هذه الأحزان اليومية
منذ ان سمعت ببدء ضربة اسرائيل على لبنان
وانا انسى كيف ادخل الحمام لاغتسل وجهي او لأنظف اسناني
انسى ان اتناول المشط كي اسرح ولو قليلا ترتيب شعري
انسى كيف انتزع الثوب عني الذي بدأ يعاني من ثقل اقامته على الجسد المرهق
لا هم لي الا ان اعرف ما ذا يحدث هناك ....

يتبع

فاطمة عزالدين
10 - 09 - 2006, 22:12
[http://www.aoraq.com/vb/uploaded/1597_37097_555.gifsize=5]
]


الحلقة الرابعة

بانتظار صديقتي
اتجه مباشرة الى الصالون وارتمي على اريكة واسعة قبال التلفزيون
وانظر الى الطاولة الخشبية حيث قصة ماركيز قصة موت معلن .
كنت قد بدأت قراءتها او محاولة إعادة جديدة لهذه القراءة
لكن ما يحدث في لبنان قد غير لي اهتماماتي كلها.
لم اعد استطيع ان اركز واهتم و اقرا ما اشتهي
ما اقراه واطالعه ينحصر في كل ما يختص بالصراع في المنطقة في لبنان
انقلاب غريب لم اعهده
كم كنت اكره كل ما يتكلم او يشير الى السياسة .....
بعد قليل ستأتي لزيارتي صاحبتي ميريام انها حضرت من فرنسا

كانت في طريقها الى لبنان لكنها ارادت زيارة نيجريا قليلا قبل توجها الى البلد الأم
وقضاء بعض الوقت في زيارة أهلها وأصحابها هنا حيث نقيم نحن اللبنانيون هنا بكثرة
ولا بد للحنين أن يعود بإقدامنا إليها بعد مغادرتها ولو في زيارة سريعة
كانت قد قررت البقاء هنا لمدة أسبوع
ولم تستقل الطائرة مباشرة الى لبنان
ربما
أنقذتها الصدفة من الذهاب الى البلد الام لو كانت هناك لكانت الآن دون شك محاصرة تحت الخطر والضرب والنيران المتساقطة

كانت قد اتصلت بي أمسا باكية قلقة على الجميع في لبنان وما حيرني اكثر انها كانت نادمة لمجيئها الى هنا عكس ما كنت اتوقعه فبودها الان ان تكون على ارض وتراب الوطن في هذا القصف هو ارحم لها من عذاب بعدها
هي تخشى على امها كثيرا هناك وعلى ابنتها الصغيرة وأخبرتني انها ستحضر لعندي صباحا لنتابع الحدث بكت وبكيت وقالت انها مشتاقة لي
وافقلت الخط بانتظار لقائها وحضورها لعندي في اليوم التالي
لكنها لم تنسى قبل ان تقفل المكالمة
ان تجعلني ابتسم اخبرتني انها احضرت لي ثوبا رائعا وكثيرا من اقلام التلوين المميزة والتي طبتها منها وان تحضرها من فرنسا لعدم توفر وجودها هنا واشترطت علي رسم لوحة لها زيتية وربحتني جميلة انني فعلا اكثرت من طلباتي واني عذبتها كثيرا وارهقتها في الاغراض فيحتم علي علي ان احضر لها اشهى طبق طعام وقالب حلوى رائع مقابل خدمتها

وضحكت بعد بكاء وتبسمت معها قائلة
_ نحن الضيف يحضر معه طعامه لن استقبلك دون قالب كاتو ....يسبقك بالحضور ايضا
يتبع
....

فاطمة عزالدين
10 - 09 - 2006, 22:14
[http://www.aoraq.com/vb/uploaded/1597_37097_555.gifsize=5]

الحلقة الخامسة

عيوننا لا تتسمر الا امام الشاشة

بسرعة أولى خطواتي تكون إلى شاشة التلفزة ....
اقلب المحطات بسرعة في حذر وترقب وانتباه عساها تحمل اليوم الخبر الأوضح
او علها تقرب لي مسافة اطمئنان ...
تبا لهذه الأقمار الصناعية .... كيف تشوش نقاء الصورة في اللحظات الحرجة
ليس الا الخشيش في الصوت بالكاد تلتقط قصد ما يقال وينقل

لا هم ... يكفي ان اشكر الله إلى ان محطة الجزيرة لا تزال تصل بوضوح مميز ....
ايضا ابحث عن المحمول والنت . كي أتواصل مع بعض ما يحمله لي في تواصل إخباري
وخطب وحجة وبرهان ودليل وتعليق يشرح او يفسر
بحاجة لأي قشة اتخلص بها من غرق ....
اية معلومات تنتهي الي كي اطمئن ولو قليلا
انه عباس ناصر مراسل قناة الجزيرة على الشاشة الصغيرة الفضائية
هو من يغطي أحداث هذا الاعتداء في الجنوب اللبناني
ينتقل في المناطق المشتعلة من موقع قد ضرب لتوه مظهرا الدمار وشناعة القصف التدميري من قبل اسرائيل الى موقع اخر يضرب وما يزال تحت قصف رحمة النيران مشيرا الى مكان سقوط القذائف او إلى الغارات المتلاحقة في سماء الجو اللبناني
الخبر معه يصل مباشرا والمذيعة على الشاشة في الاستديو لا تفارقه الاهتمام في النقل والتعليق
ونحن مسلوبون لا نتحرك ولا نغادر من أمام هذه الشاشة
لا هم لنا سوى ملاحقة الخبر وتتبعه في احداق متسمرة عند قلوبها ناحية الضرب او الحدث وما يجري
خلفي
هي مادلين شغيلة البيت تقترب مني هادئة
يلبسها حزن شديد لرؤيتها حالتي. وجهها بيني وبين الشاشة ايضا يتنقل في اختلاس ما يحدث
احضرت لي كوبا من الحليب وفنجان قهوة مرة
تريد ان تلح علي بلطفها كي اشربه تريد ان تذكرني بضرورة تناول الدواء ..كما قال الطبيب

يتبع ....

فاطمة عزالدين
10 - 09 - 2006, 22:16
[http://www.aoraq.com/vb/uploaded/1597_37097_555.gifsize=5]


الحلقة السادسة
فعلا نسيت حتى إني كنت مريضة وان حرارتي يوم أمس قد ارتفعت كثيرا نسيت اني تقيأت وكدت أقع واهوى أرضا لولا تلطف الرحمن بي الله وتواجد مادلين بقربي واسراعها بالاقتراب لإسنادي قبل السقوط مساعدة اياي على التماسك ريثما انتقل الى السرير
سارت معي بهدوء
انها اكثر حنانا هذه الأيام من سابق عهدها دون شك
وحدها من يراني وبلل دموعي ابكي منذ اندلاع شرارة هذه الحرب والهجوم السافر على لبنان

وحدها تتنبه وتتلمس كيف انهار شيئا فشيئا تحت ضربات صاعقة ومؤلمة لرؤيتي هذا الهمجية اللعينة على الناس وعلى كل شيء في بلدي
غير مصدقة انه في هذا القرن الواحد و العشرين قد يحدث مثل هذا ويستطيع بعض الناس ان يحملوا كل الوحشية والقساوة العمياء يمارسونها ظلما وبهتانا وفي سكوت تام من صوت الضمير العالمي
قوم ينعدم فيهم منحى الضمير الإنساني دون شك قد تصل وحشيتهم الى هذه الدرجة وتلغيه محوا غير موجودا ويتشكل في داخل الجسد فقط الإنسان الحيوان المستعلي القادر على منهجية التدمير وإتباع سياسة الأرض المحروقة دون أي قوة مانعة او عائقة تحيل بينه وبين ما يريد إظهاره في تفوقه في حسم الأمور على كيفه فتوة تلجا الى التركيع معتمدة فقط على خطى من تفوقها المبالغ في الوحشية والقسوة
القذائف التي كانت تقصف نيرانها هناك فوق رؤوس البشر تدفنهم تحت المباني أحياء وجرحى وقتلى تحيل بينهم وبين أي فرص نجدة أو نجاة
كانت تقصف لها نيرانا أخرى في قلبي وفي أعماقي تشعلني تزلزلني تحرقني بنيراني تمزقني بغضب يشتعل كانت توجعني جدا وتبث في دمارها بي
فانهار دون ان ادري
وليس لي الا عجزي ودمعي اتابع الحدث دون رحمة بي او شفقة على حالي او هدنة تحول بيني وبين الانهيار في أعماق تنال من الوجع صفعات تهزها في كيانها فلا يسعفها توسل بكاء في معركة ليس لها فيها إلا دور المشاهدة والمتابعة من بعيد
ليس لي إلا هذا الغضب يقتاظ و يعلو والصلاة تلتهب بحرارة في الوجدان تهتف من الأعماق المشتعلة بالدعاء والتوسل مستعينة برحمة الإله الأعلى وصوت الشتيمة يردح غلو حقدها وغيها على هذه الاسرائيل الهوجاء المجرمة الظلماء الحاقدة تزرع كل بذورها السوداء في اللعنة الأبدية على كل ظالم وعلى كل جذور التواجد الصهيوني الأحمق في العالم
واشتم نفسي أيضا يوم آمنت بالسلام معهم ويوم أقنعت نفسي بضرورة التسامح لماضيها المجرم في المنطقة وقبول فكرة تواجدها قدر لا بد منه تحتمه مصلحة الإنسان والمكان و الزمان وسياسة الأمر الواقع ....
تبا لها سوء فعلها يرضعنا البغضاء لها
كم امقت ان اكره انسانا على وجه الارض
ولكن
كيف استطيع ان احب القاتل المجرم ايضا
ما تعودتها الا ظالمة الآن

وقبل الان
ما تعودتها الا مستبدة في الأراضي الفلسطينية تحكمت برقابها تجزها كما تشاء

يتبع ....

فاطمة عزالدين
10 - 09 - 2006, 22:19
[http://www.aoraq.com/vb/uploaded/1597_37097_555.gifsize=5]


الحلقة السابعة

رسالة من صديق عربي
أتذكر أفلاما كثيرة لمريل ستريب وغيرها في عالم هوليود
واتذكر العذاب الذي تلقاه اليهود في ألمانيا على يد النازية أيام الحرب العالمية
وأتذكر كيف كان القلب يبكي لأوجاعهم هناك
الهولوكست الذي وقع ظلمه على اليهود في العالم الغربي يتحول الى هولوكست جديد حضاري الوحشة ااظافره تتمرد
يرسم الموت المعلن في الجسد العربي يجعل مساحة الالم تتسع على افق وجع لا ينتهي
ا .. و أتذكر غير مصدقة ماذا يفعلونه في بلادنا وفي أهلنا ؟؟؟
لا يعقل
اراهم كيف يزدادون سوءا مع الايام وكيف يعلو فسادهم ولا أخلاقيتهم
الوجع والموت هدية للجميع
للصغير وللكبير معا وللناس أجمعين
كرههم لايميز بين الناس او الحجر عند توجيه الضربات اللعينة فستعر الغضب عليهم

ما زلت أتابع الشاشة الصغيرة
انظر الى النيران تندلع والخوف والرعب ينتشر هنا وهناك
القلب في شتات اخر يوزعني مع هؤلاء الناس الواقعون تحت شناعة المطرقة الهمجية
والضربات الاسرائيلية المتلاحقة
رسالة تصلني من صديق عربي على صفحات الايميل جزع علي وعلى تواجد اهلي في لبنان يود ان يطمئن اكثر
سعيدة بتواصله في حنان مطلق أجدني شاكرة في خفقة قلب وبسمة تتفتح له خجولة في صفحة الأمل
وكأن رسالته وصلت في وقت حاجة لتحمل لي صوت النبض العربي الغاضب والمتوجع في الشارع
يطمئن ويؤكد انه ما زال بخير هذا الصوت الصادق في الحب الاخوي بين ابناء الامة الواحدة في هذا الوطن العربي
صحيح انهم جزوا وصال اعضاءه ووزعوا الحلم فيه اوصالا متباعدة وجعلوه امصارا مرتقة ممزقة على ريح
ولكن يبدو ان سكين الحاكم راسم الخرائط للوطن لم تصل وتجز جسور الحب التي تجمعهم على خفق ونبض لحب واحد
نعم
لا زال في القلب وحدة عربية يجتمع شملها عند الالم
من كل الشارع العربي
نعم
احمد الله ان هذا الصوت غير مصاب بالعجز والخذلان لم تصله بنود الاستسلام
ولم يسلب منه القرار

يستيقظ عند صيحة الم ووجع وضمير لرؤية الأشقاء يضربون ويظلمون

يتبع
] ....

فاطمة عزالدين
10 - 09 - 2006, 22:21
[http://www.aoraq.com/vb/uploaded/1597_37097_555.gifsize=5]


الحلقة الثامنة
الرصاص لا يفرق .. الحب لا يفرق
بماذا أجيب الصديق ؟؟؟؟
لو يدري ان جزعي اليوم لا يتوقف عند حدود اقاربي واهلي في الوطن..
كل من في لبنان هم أهلي الان
كل امراة هي امي ... كل رجل هو ابي او اخي كل طفل هو طفلي
الآن كل ما يختلج على الأرض والتراب هناك هو عشقي زحفا نحو الروح والقلب

كل ما يتنفس ويحبو هو حنين فؤادي وزهوي
هو كياني انا هو رقصة هذا القلب في الفرح او الجرح او الأوجاع
كل ما هو هناك هو مرقد الشوق في الأحزان عند حانية نبضها
حتى الشجرة المصابة والجريحة في الجذع والطريق المقطع الأوصال والحائط الأخرس والحجر ا لجماد المتكتم والرصيف الصامد وموج الشطان الصاخب على الرمال الشاهد الابدي لسرمدية العطاء والجمال ومداس عابري الشجعان كلها تغزل الان حكايا حبها ومجدها وتجمعها برفق عشقي عند رحيق حنانها في الفؤاد لتهتف بحنين وشوق تائه لها

للّيل اكواخ فرحه المضاءة في ذاكرة الأزل العذبة تتناول عناقيد حبه خمر استغاثة وشوق يتلهف ليوم لقاء وعودة
آه جنوب قلبي في الحب والوجع والأحلام والصمود المخلد
إسرائيل لم تفرق بينهم جميعا كانوا كلهم وجهتها في هجمتها الاستفراسية الوقحة والضرب والإيلام والإيذاء وجذوة الحقد المتعمد
كلهم لها في الهدف واحد ...
فكيف سيستطيع قلبي أن يميز الآن بينهم في خفقة الشوق والنداء والتلاحم المصيري لم يكن باستطاعته الا ان يهتف بهم جميعا حبا واحدا صادقا لكل ما يسقط او يصاب او ينزف على هذه الارض
اولا وأخيرا هو حبا واحدا للوطن .....
ارض جنوبي كله في عرس للدم عامر
اغني دون قصد مني أجمل زغاريد وجع جنوبية وأعيشها على اه وحشرجة تتأوه في بكائيات حزنها والمها في البال
الدموع تتساقط بلا هوادة او تمهل على الأهداب والأجفان
تمنعني عن تمكني من الكتابة لا أرى شيئا وسط حبيبات الدمع المنهمرة من القلب
أتوقف كي استجمع هدوئي
القلب لا يتوقف لا يزال يتابع نوحه في البكاء المر
العين لا تزال ترتشف مر ما تراه وتحتسيه على الشاشة الصغيرة تشلني في هذيان مطلق و تائه ضائع بين دروب انثيالي فيهم وحزني معهم وخوف شديد يوجهني في الرعشة والحنان إليهم فقط
أدمن اتحادي مع الحدث وما يجري هناك وجعا أخيرا يسفرني إلى كلهم هناك فوق الأراضي الطاهرة
عند جبل البشارة



] ....

يتبع

فاطمة عزالدين
10 - 09 - 2006, 22:24
[http://www.aoraq.com/vb/uploaded/1597_37097_555.gifsize=5]

الحلقة التاسعة
لا انتظر الا خبرا يرحم

تأخرت صديقتي ميريام متى ستصل الم تعد انها ستأتي احتار في تأخرها هي كعادتها تعد ثم تتأخر لا بد انها غيرت وجهة زيارتها الى احدى الصديقات الاخريات دون شك
اتوقف ايضا عن كتابة الرسالة للصديق
ربما بعد قليل استطيع ان أتابعها بعد هدوء

_ مدام أحضرت الدواء
تناولني إياه بهدوء ولطف
_ مدام أرجوك عودي الى النوم أطفئي الشاشة ... الطبيب
حذرك من الإرهاق المبالغ اوصاك أن تخففي من الأخبار والحزن والتعب ....
لم اسمعها قلت نعم دون ان دري بماذا تفوهت تناولت الماء من يدها وحبة الدواء والنيفاكين.

اسفها في الفم بسرعة دون تيقظ او تروي بآلية الحركة الصماء .. ما ينبهني اليها ويباغتني فجأة هو مرارتها الشدية علقم في المذاق و علقم عند اللسان أكاد أتقيأها. ينكرها بي اشمئزاز غريب لهذا الطعم المر الحاد
أسرع بشرب الماء علني اخفف سوء مر لا يخفف حدته في الحلق ماء ولا سكر
ومن ثم لا أبالي ولا آبه
ليس المر الآن هو ما يشغلني اطلب من مادو ان تشتري لي بسرعة علبة سجائر وان تسعفني بسرعة في احضار قهوة من جديد
تسألني _ الطباخ يريد ان يعرف ماذا سنحضر من طعام لفترة الظهر وانا لم اشر بعد بما يجب ان نطهوه ونحضره للغداء

نعم معها حق .. أنا لا أتنبه لسير الوقت في عجلات الزمن الجاري لا اعرف كم هي الساعة الآن. اجهل اسم اليوم الذي نحن فيه
بلى
هو تموز فقط والحرب اندلعت منذ الثاني عشر يوم الاربعاء ربما .. وأنا كان لي هذا الانفصال الغريب عن المكان والزمان ليس لي إلا تجاه واحد يقودني انا وكل حواسي الى الشاشة الصغيرة ....
التلفزيون وحده هو موقع الحد ث ومحور الاهتمام الكلي والعيون الباكية
حتى المال نسيت اين أضعه وكم صرفت ..وكم بقي منه
اقول لها اذهبي فتشي في جارور الغرفة أعطيه عشرة آلاف فليحضر وليشتر ما يريده هذا اليوم لا يهم
نعم هناك أيضا الهاتف المحمول الخليوي والذي لا يتفلت من يدي فانا لا اكف عن الاتصال المتكرر في محاولات كلها فاشلة عقيمة .. لا مجال ان تعلق ولو نمرة واحدة للاطمئنان عن الوالدة والأخوة و عن كل من احمل له نمرة واعرفه
فقط هو النت أحيانا يرحم وهناك بعضهم يفتح المسنجر ليطمئن
كان ابن عمي الصغير من فتح ايماله هذه المرة وخرج الضوء الأخضر قرب اسمه أتلهف إليه اسأله عن الوضع وعن العائلة
- محمد حبيبي طمئني كيفك ؟؟؟؟
- منيح
- كيف الاهل
- مناح
- اخبرني اكثر
- ولا شي كلون منيح
- اخبرني ماذا يحدث؟؟؟ بالله عليك حبيبي
اين اامك واخوتك واين اميو اخوتي و اهلي هل اسرائيل تقصف عندكم هل انتم بامان

- كلون منا ح ... ما بعرف يمكن ...كلون بخير ... ولا شي عم يضربوا ؟....
- اخبرني اكثر
- ولا شي
كل ما اسأله عنه واياه يحمل فيه اجابة واحدة متشابهة بخيلة في نقل الحدث وما انشده من اطمئنان
فكلامه لا يزيد عن بضعة كلمات تقتصر على
عال... ولا شي... عال... ولاشي او يسكت ويغيب قبل ان يقول ولا شي ...
افهم اثقل عليهم بأسئلتي هم الان في رعب حقيقي وتوتر حاد .. ما أسخفني وانا ألومه...
لا اعتب عليه
ولكن لا استطيع الا ان أتمزق من جهتي لعدم التوضيح او الحصول على قليل من الإجابة التي تشفي احتراقي
نعم هو قلقي ما يمزقني في حرقة وتلهف وسؤال لا يتأنى او يهدأ
هي ابنة اختي من تطل الان على الشاشة
الصغيرة فطوم ذات العشر سنوات
- خالتو ... خالتو ...خالتو
- نعم حبيبتي
- نحن خائفين خالتو ... الحرب قوية عم يضربوا... ..اسرائيل عم تضر ب وين ما كان ...
- حبيبتي لا تخافي هناك الله معك
تتابع الكتابة هي وابنة عمها سارة وقربهما غدير الاخت الصغرى من خلف الشاشة وراء النت هناك
كلهن يحدثنني ويتكلم معي في آن واحد... كنت بدأت اسمع صوتهم في الكام...
- خالتو ادعيلنا ... ادعيلنا... خالتو الله يخليك ادعيلنا ...
- رح نموت خالتو

وينطفىء الضوء الاخضر في المسنجر . وينقطع الصوت .
كنت قد سمعت في المسنجر صوتا عال طغى على الحديث
لا اعلم
ولكن اصرخ متابعة وكانهم امامي
- والله انني أدعو لكم حماكم الله ...حماكم الله ....حياتي حماكم الله ...
قلبي يصرخ بأعلى ما يستطيعه صرخه ....
الدموع جدا تنهمر ساخنة و غزيرة تنهال وكأنها هي أيضا اسخنت بما سمعته واحترقت فيما احترقت فينه
هي ايضا تريد ان تصرخ بأعلى ما يمكنها ...
حرارة جسدي ايضا ترتفع و تعلو وكأنها تشارك الكل هذا المهرجان الصاخب من الغضب والوجع المميت
نعم كلني في هذا الصراخ والهذيان القاتل المحموم
لم اعد أميز الحروف بين تكاثف الدموع المتساقطة
لم اعد أميز ما يتحرك على الشاشة
دائما هو مراسل الجزيرة ويتحرك في المناطق المشتعلة
خبر عاجل على الشاشة
اسرائيل تسقط مناشير على القرى الجنوبية تطلب من الاهالي مغادرة البلدات الجنوبية
يتبع

] ....

فاطمة عزالدين
12 - 09 - 2006, 15:38
[http://www.aoraq.com/vb/uploaded/1597_37097_555.gifsize=5]
الحلقة العاشرة
خبر عاجل
خبر عاجل على الشاشة
اسرائيل تسقط مناشير على القرى الجنوبية تطلب من الاهالي مغادرة البلدات الجنوبية
اتعجب كيف سيخرجون؟؟؟
الخبروما نقل قبلا وأكد بالمشاهد الحية ان اسرائيل اول ما فعلته هو ضرب الجسور وتقطيع طرق الاتصال والطرقات فمن اين يخرجون ؟؟؟؟ وكيف والى اين ؟؟؟؟
حرام ... قلقي يكبر على هؤلاء الإحياء هناك ....
اذن إسرائيل تقرر ان تضرب بالناس أينما كانوا بعدما حاصرتهم ....
عيني ما تزال مع مراسل الجزيرة وهو يحمل قضية جديدة

ينقل الينا او الى جميع من يشاهد مطلبا فيه استنجاد واستغاثة شديدة وخطيرة للغاية عن لسان احد القرى الجنوبية المحاصرين في مروحين
هو يتكلم بلسان الجمع الذي معه من الأهالي صوته في رجاء عال هؤلاء النسوة والأطفال معه كثيرون حائرون ماذا يفعلون والى اين يهربون ولمن يتوجهون لم يبق امامهم أي وسيلة ممكنة الا قصد مراسل الجزيرة حضروا اليه رغم الخطر عله يكون منقذا او منفذا يطلون منه على العالم الآخر والخارجي من داخل هذا الحصار المقفل والمحاصر بالنار والقذائف والقصف العشوائي .

المذيع هلع لا يخفي ارتباكه وقلقه وعجزه وحيرته فيما ينقله وفيما يفعله لكنه يصر على إيصال هذا النداء
يشرح اكثر بنقله هذا الصوت الذي يلجأ اليه رغم عجزه

يذكر الجميع بان الطرقات مقطوعة وان إسرائيل منحت السكان مدة ساعتين لمغادرة البلدة هنا في يوحين
يستمع ويشرح في آن واحد .

هو يؤكد مستطردا ان الساعتين قد مروا فعلا وهو
او المتكلم ومن معه حائرون لا يدرون ماذا يفعلون


يحاول تأكيد النداء مرة أخرى ويتساءل متابعا
هم فعلا لا يعلمون ماذا يفعلون لا يدرون اين يذهبون ....

يتبع

....

فاطمة عزالدين
12 - 09 - 2006, 15:42
http://www.ro-7-up.com/up-pic/uploads/e75d4aa548.jpg

الحلقة 11
هربا من الموت ..بحثا عن مهرب
لقد ذهبوا واتجهوا قبلا الى قوات الطوارئ الدولية الفيشية تحديدا و المتواجدة هناك في المنطقة علها تنقذهم وتؤويهم وتحميهم من الضرب والموت المعلن القادم .. لكن هذه القوات رفضت بشكل قاطع طلبهم ولم تفتح الأبواب المقفلة واعتذرت عن إمكانية استقبالهم ولو لساعات وذاك وفقا للتعليمات المأمورين بها من رؤسائهم وقالوا انهم ليس بوسعهم فعل أي شيء

عباس ناصر ما زال على الشاشة الصغيرة هو ناقل الخبر في كلام يكاد يتقطع او يتباطأ او يحتار فيما يقوله او يجب ان يعلق عليه
الخبر غير عادي ينقله في الحيرة الاستغراب معا ....
يعود للتأكيد ما زال طلبهم قائما وملحا يبحث عن امل او وسلة لا نقاذ خائفون في هلع شديد الرعب تملكهم هو في كل مكان غالبتهم من النساء والأطفال تركوا البيوت كي لا تقع عليهم الصواريخ والقذائف كي لا يموتوا تحت سقف بيوتهم حاولوا الهرب والتفلت من نيران ما تهددهم به اسرائيل .. الطرقات غير آمنة و لم تعد سالكة أصلا وسيارات النقل غير متوفرة او متاحة لهم ولا تتيسر بسهولة ممكنة ...
فعلا هم في قلق وجزع لا يهدأ
لا يعرفون حتى كيف يعودون الى منازلهم او بيوتهم من هذا العراء الكاشف لهم تحت النيران والقصف العشوائي او كيف يتابعون محاولة الخروج من البلدة تلبية للتعليمات او التهديدات والإنذارات الاسرائيلة بوجوب المغادرة فورا دون تلكأ
اين المخرج من هذا المأزق الذي ليس لهم فيه حيلة او أي وسيلة لإنقاذ يتساءلون أمام الجميع إلى أين يتوجهون ويغادرون ؟؟؟؟
نعم
اين لا يكون هناك موت معلن ومنتظر ؟؟؟؟
ما هو باب النجاة او الخروج من هذه الحلقة المقفلة
التي استدارت حول الحلبة حيث تواجدوا في لعبة صيد واقتناص موجه اليهم دون اعلام مسبق او منذر
ترى هل هذه الشاشة تصل إلى كل الأماكن في هذه اللحظة أيعقل ان الجميع يشاهدون ما أشاهده... ويسمعون ما اسمعه ..او يشعرون بما أشعره أنا ؟؟
أهي مجرد لعبة بلاي ستيشن بين هذه الطائرات المغيرة والقاصفة نيرانها من الجو
وهؤلاء الناس الهدف الأول للإصابات المباشرة والسهلة مشتتون في أنحاء العراء تحت سماء مكشوفة لا يملكون مظلة احتماء . مثلهم مثل الكثير من الآخرين الذي تشتتوا وتشابهوا الوضع في هذا المأزق و الخطر المحدق والزاحف إليهم قطفا من جميع الجهات
مساندة من البوارج البحرية العسكرية التي حاصرت الشاطىء اللبناني على امتداده القريب قائمة على قصف المدن مكبة على المواصلة في تلاحق وتراشق قذائفها من هناك فتصل الى أي مكان محتمل لتزرع نيرانها والموت والفجيعة
وبين ما تدمر سابقا وعمدا بالقصف من الجسور والمنافذ الممكنة والتي ايضا ما زالت مهددة وخطرة للخروج على دربها و للوصول الى عالم اخر حيث لا تكون لعبة الموت هذه
لا اعلم لكني أتابع الخبر متريثة لاي انفعال مسبق مني
صار جسدي الة نقل لمعلومات تتابع ريها ووتتانى على استفزازاته في الحدث
لا هم لي الا معرفة
ما قد يحصل بعد ذلك وتباعا .....[/SIZE]

انقر هنا
http://www.al-jabr.net
يتبع

فاطمة عزالدين
12 - 09 - 2006, 15:45
http://www.ro-7-up.com/up-pic/uploads/a2fbef53f2.jpg

الحلقة 12
نداء يتوجه الى ضمير من يستمع

ربما الآن وتحت إضاءة الإعلام الخارجي والفاضح وايصال ونقل ما يحدث بجرأة كاملة سيتغير الامر
نعم دون شك
معه حق هذا ا الرجل والذي جاء قاصدا مراسل الجزيرة الاعلامي تحت خطر الموت المحدق
معه حق ان ياتي الى هنا ا ومناداة الراي العام
نعم
هذا النقل
مع كيفية حدوثه على ارض الواقع قد تحمل لهؤلاء القوم في تلك البقعة المحاصرة أملا ما او إنقاذ ما .. من مجهول لا اعرفه والا اعلم كيف يتواجد ؟؟؟؟
او ربما إسرائيل ستخجل وترتدع الآن قليلا من الضرب هناك خشية النقد العالمي الذي قد يوجه اليها لاحقا
وتحاشيا للتبعات التي تليها بعد ذلك وستتحملها دون شك نعم ابدا لن تجرؤ على ضربهم بهذا العلن السافر الوقح
..
لا اقلق كثيرا اتابع ما استمع اليه بترو وانصات وتمهل ...

رجاء

انقر هنا http://www.al-jabr.net/

يبتع
.....

فاطمة عزالدين
12 - 09 - 2006, 15:48
http://www.azoaj.org/uploads/e17186b77f.jpg
الحلقة 13

اشتاق لوصول صديقتي

من ناحيتي أعاود التساؤل عن تأخير صديقتي ميريام ما الذي اعاق وصولها وقدومها حتى الان .. لماذا لم تحضر بعد ..
ليتها تصل ...مشتاقة الى ضمها.... ليتها تأتي باسرع وقت ممكن لنتشارك معا اللحظات في متابعة الحدث
قد تخفف في وقع بعض هذا الألم عني
حضورها ا لان يعني لي الكثير
لابد انه سيحمل في طياته أي رحيق من بلادي اشتم فيه عطر لبنان واتنفس به حنان الأهل الغائيبين والمحاصرين لا اعلم ان كانوا ما زالوا في بيوتهم .. الهاتف لا يعلق على أي مخابرة قد تعطلت واسطة الاتصالات بهم
لا اعلم تحديدا اين هم الان... احاول ان لا اركز في تفكيري على شدة قلقي عليهم اتكل على الله في حمايتهم وحماية كل من لبنان لا احب ان افرق بين حمايتهم وحماية الاخرين وحماية من يقاوم ويصمد هناك على الارض دعائي للجميع هناك
دعائي ان تصل صديقتي وتحمل لي رائحة لبنان في عطر من ثيابها
وتحمل الود الشرقي سارى فيها كل اشجار الزيتون والعنب والتين هناك
سأشم الزعفران والزعتر والليمون والرمان من نفسها البحري
ساشم الزهر الطاهر في عطر ما في ضمة يديها
نعم اشتهي وجودها لارتمي على صدرها باكية او العكس قد اقدم لها صدري وبعض المؤاساة واتركها هي من تبكي
انها من صور من حي الميناء ....
مشاركتنا ستكون رائعة في هذا الانفعال المتحد على الحب والشوق والحنان فنحن هنا لا نحسب للطائفية مكانا يفرق هي مسيحية جنوبية وانا مسلمة ايضا جنوبية ولكن كم لا ننتبه لهذا كلانا لبنانيتان نحمل رحيقا واحدا في الهوية والانتما ء لبنانيا عربي الشوق والقسمات والملامح والتواصل

يتبع
رجاء
انقر هنا
http://www.al-jabr.net/

فاطمة عزالدين
12 - 09 - 2006, 15:52
http://www.azoaj.org/uploads/6cc51f83ce.jpg
الحلقة 14
اتصال وصديقة اخرى ....
هو جرس الهاتف اه ربما هي ميريام .... واخيرا اتصلت
لا انها
اوليفيا ..
صديقة اخرى
فرنسية الجنسية وتقيم هنا تدعوني للذهاب معها الى المسبح مؤكدة ان هذه الدعوة ستكون على حسابها تريدني مشاركتها الغداء وترجوني القبول و مرافقتها ظهرا
تعلمني انها ستحضر لاصطحابي ....
ههه ...اوف
اصمت
وما الذي يستطيع مرافقتها مني الان الى هناك وفي هذه اللحظات العصيبة ؟؟؟
لا القلب يسمح ... ولا العقل يرضى ... ولا الجسد يستطيع
دون شك
حتى لو كانت كما تقول هي بحاجتي ..لست بحالة تسمح لي بان اسرع كعادتي الى مساعدها والوقوف جنبها

نعم هي بحاجتي اعرف
انها في خصام مع زوجها بول الذي تركها ورحل مع فتاة أخرى افريقية صغيرة في الثامنة عشر من عمرها فقط تقريبا
لقد ترك لها ورقة على السرير بأنه لن يعود.. ورحل
كانت منهارة وتريد من تشكو له أمرها
تعودت ان اقف الى جانبها وان لا اتأخر فيما استطيعه على الاقل حتى انتهاء الازمة ...

انها تطلب المساعدة الملحة ....
حيرتي كبيرة ولكن هل اقدر فعلا ان اساعدها الان واوافق اصطحابها
لا ...
ابدا ....
لهذا اعتذاري جاء موجزا هذه المرة دون شرح مسهب بل مختصرا قدر الامكان مكتفية بدعوتها هي الى الغداء عندي
اعلمها بقدوم احدى صديقاتي والح عليها بالقبول كي لا تبقى لوحدها
شارحة مؤكدة لها "
- عندي صديقة طيبة ستحضر للغداء وهي مرحة لو تحضرين وتشاركيننا عندي سمك طيب تعالي
وارجوها ان تهدأ
فعلا أحبها هذه الاوليفيا هي في منتهى الطيبة والحنان ولكن لا افهمها في كثير من عاداتها الأجنبية .....
ورغم صداقتنا فكل واحدة منا تقدم نفسها للأخرى كما هي وكما تربت واعتادت العيش والتكيف
هي لا تفهم كيف اعيش لوحدي دون صديق او رجل يشاركني مر الحياة او حلوها خصوصا يكمن تفكيرها وكل حديثها عن ضرورة الرجل في حياة المرأة وعن اهميته في الفراش ....
لا تفهم كيف ارفض دائما وقطعا ان اخرج مع فلان او اخر فلان وابقي بلا رفيق يؤنس
كادت تحسبني وتظنني مجنونة او غبية حين ألح فرناندو ذاك الوسيم على ملاحقتي للخروج معه ؟؟؟ واستقتل ايضا كما نقولها على الطريقة اللبنانية ....
ولكني لم أبه له ولا لسيارته الحمراء ولا لتسريحة شعره المميزة ولا لعطره ورددت الهدية وتحاشيت اللقاء به ...
وابتعدت عن كل الاماكن التي يتواجد بها متعمدة عدم رؤيته
كم كانت تستغرب مثل هذا ....
نعم هي لا تفهم معنى ان ارفض مثل هذه الفرصة الرائعة
وشاب يصغرني كله عضلات وفتوة ...
ولن تستطيع ان تفهم معنى ان اعيش وحيدة رغم ما امتلكه من حرية

الجنس لديها طريق يفتح باب القلب للحب و للسعاة يطل منه فقط جمال الحياة
تتعجب مني
منذ ان توفي زوجي وانا اكتفي بالعيش مع اولادي رافضة دخول أي شخص غريب الى دائرة حياتي

علاقتي معها لا تنتهي تتوثق هادئة منذ عدة سنوات ..لا تقوى ولا تضعف لها لون الحب فقط اللطيف
تشكلت علاقتنا مع بعض بعفوية من اللقاء والمعايشة اليومية في المدرسة حيث نتشارك معا العمل في مدرسة واحدة وفي مهنة التعليم هي مدرسة لغة فرنسية وانا مدرسة لغة عربية
تأثرت كثيرا يوم عرفت ان زوجها تركها وابنها الوحيد مارك ليقع في عشق امرأة سوداء صغيرة جدا في السن ...
فصديقتي من الجميلات جدا وقد حافظت على أناقتها الباريسية وعلى رشاقة كل ما في جسدها ..ومظرها الحسن وبالغت في تصرفات سلوكها البرجوازي الفرنسي الذي يتأنى كثيرا على الحركة واشتمام العطر ويعتني بمخارج الألفاظ ورقتها ومعرفة طريقة التكلم المثلى والتحدث بلباقة الى الاخرين ....

وجعلت بيتها مملكة من الاناقة تشع عطرا وهمسا لأنوار ساحرة توزعت في الانحاء عن تمام معرفة ودراية ادراك ودراسة وذوق مميز يلفت النظر بجمال تنسيقه
واغنت المكان بمساحات واسعة من اللوحات والتحف مغرقة سحر البيت في جماليات الفن التشكيلي والابداعي
ورغم ذلك
فضل تلك فتاة الصغيرة والتي ليس لها من العلم ادنى ادراك او شيئ يذكر من المعرفة قد يتوقف المرء عنده ...ليفهم تحوله
ار
ربما فقط اجادت ثقافة الجسد والتعري وبشكل ممتاز
حتى انها تجهل القراءة والكتابة

تحديداهي اصغر من ابنته ماري لور من زوجته الاولى في فرنسا
ولكن من اجل حفنة من المال قد يتاح للرجل هنا اصغر الفتيات سنا المستعدات لفعل أي شيء يعمل وينجح في اجتذاب الرجل واصطياده فريسة سهلة في مخالبهن عن قصد متعمد غير آبهات لوضعهم العائلي المرتبط بزواج او الحر العاذب ..

لا يتورعن عن أي مانع يشد ويجذب و يتيح لهن نجاحا او وصولا ...
يلجأن الى كل الوسائل والمغريا ت او والمتطلبات اتي تستدعيها الحاجة
الفقر المزمع في البلاد وايجاد اسهل وسيلة للعيش تمكنهن من راحة واستغناء عن عمل متعب او مرهق
بالنسبة لهن اصطياد الرجل ليس عملا مرهقا بل يحمل اللذة والمال معا
دائما هن في محاولة تقليد للعيش الا وروبي
اي ما يرونه في نمط عصري جميل يواكب الموضة العالمية وما توفره لهن الشاشات الكبيرة والصغيرة والاعلام الموجه نحو ثقافة الجسد والامتاع
كل الاعلام موجه الى ثقافة المظهر يساعد الجميع في مثل هذا التقليد واتباع خطواته
نعم
هن كعارضات السينما يركزن على كل ما هو مغري وملفت للنظر
ليس للحشمة مدخل الى حياتهن
هن خلف الرجال للايقاع به
سواء باللجوء الى ارتداء اكثر الملابس فتنة
او باللجوء الى كل الاكسسوارات التي قد تزيد في عرض مفاتنهن او فتنتهن بشكل أفضل وجذاب
راضيات باي رجل يقدم لهن مالا يكفي
هن مستعدات لتقديم كل ما يريده الرجل خصوصا في السرير ملبيات في كل الأوضاع التي قد يتطلبها منها الموقف في محاولة جذبه باقصى حدود تحاول إتقانها لايصاله الى اقصى حدود المتعة الجسدية والحسية بحيث يتعلق بها ولا يستطيع بعد ذلك الامتناع عنها او الابتعاد و التراجع
يدمنها جسديا غريزيا ويبيع من اجلها عائلته واولاده
وقد يخسر كل ماله وكرامته بعد ذلك
انها مشكلة اكثر البيوت هنا
تؤكد لي بعضهن ان هؤلاء الفتيات كي ينجحن في مسعاهن يلجأن الى السحر والشعوذة وكتب ما يربط الرجل بهن الى الابد ودس الكتب والمواد المسحورة في أماكن حساسة قد يصل احيانا زجه في الرحم
اخرى تقول انها قد تسقيه من اثرها في الطعام
الاحاديث تكثر عن ذلك وعن وصفات ليس لها حصرا او حدود منطق تفهم
فهي مشكلة اجتماعية مستفحلة هنا يتوسع خطرها مستفحشا في قلب هذا المجتمع
وهدم البيوت والطلاق صار عادة معروفة وغير مستغربة على الاطلاق
فالارضية خصبة هنا لكل شيء
اهل البلاد هنا لا يعرفون من العادات الاجتماعية ما يحاذر بينهم وبين ان يكون الجنس متاحا ومشاعا للجميع حتى لصغيرات السن
احيانا قد يفهمونه مصدر عيش ورزق ووسيلة لتحصيل المال

فلا عيب في هذا ولا اساءة اخلاقية تجلب العار للفتاة

اكثرهن قد ينجبن من علاقات خارج الزواج دون حرج ويودعن ابنائهن لاهلهن لتربيتهم

حتى ان بعض الاهل هم من يطلبون من البنات ان لا تتاخر بالانجاب وتامين طفل لها لا يهم ان تتزوج باكرا بل المهم ان تحضر طفلا وباسرع وقت
فلا وساخة يفقهون لها معنى في مفاهيم الجنس وبجميع طرق وسائله
لا اعلم الكثير عن حياتهم
ولكن اعرف الكثير ممن تهدم بيته معهن او ممن ترك زوجته واولاده وتزوج بافريقية ولم يعد باستطاعته ان يعاشر أي امرأة بيضاء مهما علا حسنها اوثقافتها

قالت لي اوليفيا مرة
انهن يقبلن بكل الاشياء القذرة ويرضين الانصياع الكامل في كل الأوضاع
اكدت لي ان هذه النساء لا يهمها الا ما ستحصل عليه من مال ومستعدات لكل لذة يتطلبها الرجل وينفذن دون تراجع
فمن اجل ماله ترضى الواحدة بكل الشروط التي تذل المراة
وتكون فقط عند طلباته مستعدة .... تسمح له بكل ما يشتهيه ويرغبه

كم حاولت ان اخفف عن اوليفيا مصابها وانهيارها لدى ضياع زوجها منه ورحيله
لكن دون سدى
فهي شه ضائعة فرغت حياتها يوم خرج منها وفقدت كل اتجاه يحمل توازن
حاولت ان اقدم لها النصح اللازم دائما
طلبت منها ان لا تجعل طريق الانتقام منه غايتها
قد يهدم لها مصيرها كله بعد ان هدم بيتها هنا
اصريت عليها ان لا تترك الانهيار يسيطر عليها فيؤدي بها الى التهلكة
لكن من الصعب جدا ان تستمع الي او انجح في مسعاي سريعا لاخراجها من حالة هذا الانهيار الدامي الذي اصابها في عرين قلبها وحياتها
وانا حاليا مشغولة في امرر أخرى
كنت قد نصحتها بالعودة الى فرنسا مع ابنها
لكن بعدما اختبرتني ان امها لا تستطيع استقبالها وانها اعتذرت عن تقديم اي مساعدة لها وطلبت منها ان تدبر امورها بنفسها

وليس لها احد هناك حاليا قد تلجأ اليه
فهمت الامر اكثر

ابوها لم يعترف بها صغيرة ولا تدري من هو وامها دائما اخفت عنها قصة الوالد
ولكن ما شاني افكر بها الان
لست ادري
هي من احضرت نفسها الى ذهني وربما صوت حزن في صوتها
احاول ان ابتعد بفكري قليلا
بل اعود الى الشاشة الصغيرة ارنو اليها واوسع التحديق
احمل قصة موت معلن لماركيز بين يدي كي اتصفحها
لا ...لا اقدر .... لا استطيع التركيز كل ما بي يدعوني الى الشاشة
لمتابعة الحدث هناك
عيناي لا تتوانى عن متابعة كل حركة هناك وكل طائرة وكل نار ترتفع

صديقتي ميريام لم تتصل بعد ولم تصل .....

يتبع
يتبع
رجاء
انقر هنا
http://www.al-jabr.net/

فاطمة عزالدين
12 - 09 - 2006, 15:55
http://www.azoaj.org/uploads/d57d9d94dc.jpg

الحلقة 15
مادلين تريد ان تعرف ماذا سنحضر الغداء

مادلين مساعدتي في عمل البيت هي خلفي مجددا
تقف متسائلة
_ مدام الطباخ محتار يقول انه لا يدري ماذا سيحضر من طعام هذا اليوم ..... هو لا يعرف
تتابع
_ مدام ماذا تريدين كي يطهو اليوم ؟؟
_ قلت لك تدبروا الامر كالعادة ...
_ لا نعرف مدام
_ بلى تعرفون مادلين ....
أي شيء يسهل ويمكن تحضيره
- لا ندري
- اعتبروا اني لست موجودة هنا..... تدبروا الامر بنفسكم على الاقل هذا اليوم اني متعبة رجاء لا اقدر على اتفكير
لكنها تبقى واقفة متسمرة تنتظر اجابة
اكاد اشتم واقول لها تبا لك وللطعام لا شان لي به هذا اليوم تصرفوا
لكن اتراجع استغفر الله بسرعة
أضع يدي على رأسي أحاول التركيز قليلا كي انهي الحوار افكر على الأقل بوجبة الغداء
_ ليشتر السمك وليحضره مشويا مع البطاطا المقلية ومع سوس بندورة
ومع قليل من الأرز الأبيض
_ هل نشتري خسا وبندورة لتحضير السلطة ؟؟؟؟
_ نعم
هل نشتري أتشاكي ؟؟؟
_ نعم
_هل نشتري كوكا ؟؟
_ لا بأس
_ أي نوع من السمك نشتري؟؟
- ما يتواجد في السوق كالعادة
-وان وجدنا اكثر من نوع ؟؟ ايها نشتري ؟؟؟
- اشتروا سمك ميرو
_ كم كيلو؟؟
- كالعادة ثلاثة .....
هل نشتري خبزا عربيا ام افرنجي ؟؟
- الاثنين
- هل نضيف الحر الى السمك ؟؟
- كلا ....
- الموقد للشواء منزوع مدام ....ايجب ان نشتري غيره ؟؟
- اشتروا ما تريدونه خذي عشرة آلاف أخرى من الجارور...
- ان لم اجد في السوق ماذا افعل ؟؟؟
- اقلوا السمك في الزيت ولا تشووه على الفحم لا باس
- وان لم نجد سمكا؟؟
- اشتروا دجاجا...
- ونشتري اتشاكي ؟؟؟
انظر اليها بغضب قد تلبسني وعيون تحدق بشررها
الى اسئلتها التي لا تنتهي ....
ارد باللغة العربية والتي تجهلها حتما وتماما و لا تفهم منها حتى كلمة واحدة

_ اف لك .... ولكل طعام فقط لو ارتاح من صوتك خلفي ....
لو تذهبي من هنا ومن امامي الامر يكون أفضل لو سأل احدهم ماذا سنطبخ او أي سؤال ساطرده حالا من العمل
لم تفهم كلامي ولكنها فهمت غضبي دون شك وأسرعت بالدخول الى المطبخ
عند شدة انفعالي هي دون ادنى شك ستعرف جيدا مع الطباخ كيف سيتصرفون كالعادة
لن يعوذهم معرفة في أي تصرف او سؤال
وسيجيدون عملهم ولكن لماذا يكثرون احيانا من الأسئلة ولا يرحمون لست ادري
فهم من سنوات في بيتي وهم من يتصرفون باستقلالية القرار لوحدهم
في غيابي واثناء سفر ي او في فترات عملي دون العودة الي لاستفهام بسؤال.. قد عودتهم هذا
واليوم انا اطلب منهم وارجوهم ان يتصرفوا لوحدهم
لكن
هي عادتهم
وكأنهم لا يدرون شيئا

هو الغضب الطريق الوحيد والوسلة التي تجعلني اتحاشى كثرة الحاحاتهم في الاسئلة ...


يتبع
رجاء
انقر هنا
http://www.al-jabr.net/

فاطمة عزالدين
16 - 09 - 2006, 00:39
ا
http://www.azoaj.org/uploads/034680453c.jpg
الحلقة 16
لاجديد يطمئن
ما زلت ارى الطائرات تغير بسرعة هائلة تشن هجومها الصاعق على الاراضي اللبنانية

وارى مدافع ونيرانا غزيرة تسقط اينما كان ودخان يعلو
يتكاثف
المناظر تختلف و تنتقل بين من هربوا ووصلوا الى بيروت يفترشون الحدائق العامة او يدخلون المدارس يلجؤون اليها مع أطفالهم ونسائهم
وبين باك هنا وشاك هناك و قتيل ممدد على الطرقات او جريح ومصاب يستغيث
كثير من السيارات المحترقة في داخلها جثث تفحمت
وأصوات غاضبة تعلو بالاحتجاج والكثير يبكي او يصلي ويدعو الله ...والمجيب
بيدي جهاز التحكم بالاقنية أسرع التقليب بين محطات الفضائيات علني ابحث عن جديد اخر
على محطة ثانية
يفاجئني
د كتور عدنان زوج صديقتي محلل سياسي بارز
هو على الشاشة يتكلم ويشرح
اكثر ما يعنيني من وجوده هو انه بخير فلا بد ان صديقتي ايضا بخير واولادها كذلك ابتسم صدفة حملت لي بعض ما يطمئن قلقي
يتبع
رجاء
انقر هنا http://www.al-jabr.net/

فاطمة عزالدين
08 - 11 - 2006, 04:57
http://www.azoaj.org/uploads/b73da40ac6.gif

لعبة الموت المعلن

eiad_a22
12 - 11 - 2006, 19:19
مشكووورين كلام حلو والله

وشكرالكم

فاطمة عزالدين
06 - 05 - 2007, 15:49
مشكووورين كلام حلو والله

وشكرالكم


الشكر لك

ساعود واتابع



\
\