Shams
01 - 03 - 2006, 17:34
من مقالات الكاتبة المتميزة دوما
** شهـرزاد**
ايها البحر .. هل تسمعني ؟..
هل تجيد ان تحدثت اليك لغة قلبي؟..
هل سيصلك ان بكيت سوى المي؟..
يا صديقي القديم.. هل تذكرني؟..
انا هي..
تلك الطفلة الصغيرة التي كانت هنا
تركض فوق رمالك ذات سنوات جميلة
انا هي..
تلك الطفلة التي كانت تجري تجاهك
في محاولة بريئة لاحتضان امواجك
والوصول الى منتهاك..
وكان معي رفيقي الصغير..
نلعب لعبة المستقبل فوق رمالك
فنبني ايامنا المقبلة..
ونضع لبنه الحلم الاولى..
وننادي الغد بصوت البراءة ان ياتي
كي نحلم معا.. ونمضي معا.. ونكبر معا..
لكني كبرت وحدي..
فرفيقي الصغير رحل صغيرا..
لم يكبر..
ولم يكن في استقبال الغد حين جاء..
ولم يتناول ثمار الحلم حين نضجت..
فذات ليلة مخيفة قالوا انه رحل ولن يعود..
وشرحوا لطفولتي يومها مفهوم الرحيل..
والفراق.. والموت..
ومفاهيم اخرى ارعبت طفولتي المطمئنة..
وبكاه الجميع ايها البحر..
ولم ابك..
ففي ضجة نحيبهم كنت اتساءل ببراءة:
متى سيعود؟..
لنعود اليك معا..
ولنكمل بناء المستقبل فوق رمالك معا؟..
لكن سلسلة الايام تتابعت..
ومرت ليالي العمر..
لااعلم كيف مرت..
لكنني وقفت ذات ليلة امام المرآة..
فاكتشفت اني كبرت..
واني لم اعد تلك الطفلة الصغيرة..
واني كبرت قبل اواني..
واصبحت امراة ناضجة..
وانا ما زلت خلف اسوار طفولتي..
هكذا ايها البحر..
مرت مراحل عمري..
وانا اتتبع خيوط ودروب ذلك الرفيق الصغير..
علني التقيه يوما..
فاعود طفلة سعيدة كما كنت معه..
وكلما انقضت سنة..
جددت انتظاري..
وقلت حتما سيعود في السنة المقبلة..
واغلقت كل ابواب قلبي
ونوافذ احساسي..
في وجوه كل الفرسان
الذين جاءت بهم الاقدار الى طريقي..
ليقيني ان لكل قلب فارسا..
اذا ما جاء يوما..
فتح له القلب ابوابه بلا استئذان..
وها قد وصلت معك ايها البحر..
الى المحطة التي يقف هو عليها
ذلك الفارس..
الذي لا اعلم كيف تسلل الى احساسي وانفاسي..
فوجدت نفسي متلبسة بعاطفة مجنونة
تدفعني في اتجاهه..
لأسالك بالم: ماذا افعل؟
فقوة مخيفة تدفعني نحوه..
تاخذني في اتجاه عالمه..
تعيدني الى مراهقتي التي لم اعشها..
فينبض قلبي بقوة حين اسمعه..
ويغمرني الفرح حين ياتي..
ويكسرني الحزن حين يغيب..
فاحيانا.. احبه بجنون..
واحيانا ارفضه بالجنون ذاته..
لاحساسي بان شعوري الجميل نحوه خيانة..
خيانة لمبادئي..
خيانة لعقلي..
خيانة لاحلامي..
خيانة لامراة لا اعرفها..
ولا اريد ان اعرفها
واعلم ياصديقي البحر..
ان لا شئ يبرر الخيانة..
ولا شئ يغير لونها..
اوطعمها..
او رائحتها..
فلماذا هو الان دون سواه ياتي..
يقف امامي متضخما بكل احلامي..
يزلزل عقلي..
يهز قلبي برياح الحب..
فيتفجر في داخلي..
ما لم اكن اعرفه من احاسيس الغيرة
والشوق والانتظار المر؟..
لا اعلم ايها البحر
ان كنت احبه بمفهوم الحب الحقيقي..
ام انه مجرد احساس جميل..
حلم عابر سينتهي كما بدا سريعا..
فربما هي المرة الالف التي يحب هو فيها..
وربما يكون قد اعتاد على حكايات الحب..
واعتاد ان يعيش طقوس وتفاصيل
الشوق لامراة ما..
والم افتقادها حين تغيب
ياصديقي البحر..
ترى كم من الالم يجب ان احتمل
كي اتخذ قرار الاقتراب منه..
واكمال الحلم الجميل معه؟
وكم من الحزن والحنين يجب ان احتسي
لاتخاذ قرار الابتعاد عنه..
والتراجع؟..
مع تحياتي
** شمــــس**
** شهـرزاد**
ايها البحر .. هل تسمعني ؟..
هل تجيد ان تحدثت اليك لغة قلبي؟..
هل سيصلك ان بكيت سوى المي؟..
يا صديقي القديم.. هل تذكرني؟..
انا هي..
تلك الطفلة الصغيرة التي كانت هنا
تركض فوق رمالك ذات سنوات جميلة
انا هي..
تلك الطفلة التي كانت تجري تجاهك
في محاولة بريئة لاحتضان امواجك
والوصول الى منتهاك..
وكان معي رفيقي الصغير..
نلعب لعبة المستقبل فوق رمالك
فنبني ايامنا المقبلة..
ونضع لبنه الحلم الاولى..
وننادي الغد بصوت البراءة ان ياتي
كي نحلم معا.. ونمضي معا.. ونكبر معا..
لكني كبرت وحدي..
فرفيقي الصغير رحل صغيرا..
لم يكبر..
ولم يكن في استقبال الغد حين جاء..
ولم يتناول ثمار الحلم حين نضجت..
فذات ليلة مخيفة قالوا انه رحل ولن يعود..
وشرحوا لطفولتي يومها مفهوم الرحيل..
والفراق.. والموت..
ومفاهيم اخرى ارعبت طفولتي المطمئنة..
وبكاه الجميع ايها البحر..
ولم ابك..
ففي ضجة نحيبهم كنت اتساءل ببراءة:
متى سيعود؟..
لنعود اليك معا..
ولنكمل بناء المستقبل فوق رمالك معا؟..
لكن سلسلة الايام تتابعت..
ومرت ليالي العمر..
لااعلم كيف مرت..
لكنني وقفت ذات ليلة امام المرآة..
فاكتشفت اني كبرت..
واني لم اعد تلك الطفلة الصغيرة..
واني كبرت قبل اواني..
واصبحت امراة ناضجة..
وانا ما زلت خلف اسوار طفولتي..
هكذا ايها البحر..
مرت مراحل عمري..
وانا اتتبع خيوط ودروب ذلك الرفيق الصغير..
علني التقيه يوما..
فاعود طفلة سعيدة كما كنت معه..
وكلما انقضت سنة..
جددت انتظاري..
وقلت حتما سيعود في السنة المقبلة..
واغلقت كل ابواب قلبي
ونوافذ احساسي..
في وجوه كل الفرسان
الذين جاءت بهم الاقدار الى طريقي..
ليقيني ان لكل قلب فارسا..
اذا ما جاء يوما..
فتح له القلب ابوابه بلا استئذان..
وها قد وصلت معك ايها البحر..
الى المحطة التي يقف هو عليها
ذلك الفارس..
الذي لا اعلم كيف تسلل الى احساسي وانفاسي..
فوجدت نفسي متلبسة بعاطفة مجنونة
تدفعني في اتجاهه..
لأسالك بالم: ماذا افعل؟
فقوة مخيفة تدفعني نحوه..
تاخذني في اتجاه عالمه..
تعيدني الى مراهقتي التي لم اعشها..
فينبض قلبي بقوة حين اسمعه..
ويغمرني الفرح حين ياتي..
ويكسرني الحزن حين يغيب..
فاحيانا.. احبه بجنون..
واحيانا ارفضه بالجنون ذاته..
لاحساسي بان شعوري الجميل نحوه خيانة..
خيانة لمبادئي..
خيانة لعقلي..
خيانة لاحلامي..
خيانة لامراة لا اعرفها..
ولا اريد ان اعرفها
واعلم ياصديقي البحر..
ان لا شئ يبرر الخيانة..
ولا شئ يغير لونها..
اوطعمها..
او رائحتها..
فلماذا هو الان دون سواه ياتي..
يقف امامي متضخما بكل احلامي..
يزلزل عقلي..
يهز قلبي برياح الحب..
فيتفجر في داخلي..
ما لم اكن اعرفه من احاسيس الغيرة
والشوق والانتظار المر؟..
لا اعلم ايها البحر
ان كنت احبه بمفهوم الحب الحقيقي..
ام انه مجرد احساس جميل..
حلم عابر سينتهي كما بدا سريعا..
فربما هي المرة الالف التي يحب هو فيها..
وربما يكون قد اعتاد على حكايات الحب..
واعتاد ان يعيش طقوس وتفاصيل
الشوق لامراة ما..
والم افتقادها حين تغيب
ياصديقي البحر..
ترى كم من الالم يجب ان احتمل
كي اتخذ قرار الاقتراب منه..
واكمال الحلم الجميل معه؟
وكم من الحزن والحنين يجب ان احتسي
لاتخاذ قرار الابتعاد عنه..
والتراجع؟..
مع تحياتي
** شمــــس**