المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كلام العرب وشواهده من القرآن الكريم



ضيف المهاجر
29 - 01 - 2006, 22:35
كلام العرب وشواهده من القرآن الكريم
هذه استراحة ادبية اتمنى ان تستمتعوا بها

تسمية الشيء بغير اسمه :
- العرب تسمي الشيء باسم غيره ، إذا كان مجاورا له أو كان منه بسبب ، كتسميتهم المطر بالسماء لأنه منها ينزل ، وفي القرآن : ( يرسل السماء عليكم مدراراً ) ، أي المطر وكما قال جل اسمه : ( إني أراني أعصر خمراً ) أي عنبا ، ولا خفاء بمناسبتها .
- ومن سنن العرب وصف الشيء بما يقع فيه أو يكون منه كما قال تعالى : ( في يومٍ عاصفٍ ) أي يوم عاصف الريح .


الجمع بين شيئين اثنين ثم ذكر أحدهما في الكناية دون الآخر والمراد به كلامهما معا :
من سنن العرب أن تقول : رأيت عمراً وزيداً وسلمت عليه ، أي عليهما قال الله عز وجل : ( والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله ) وتقدير الكلام : ولا ينفقونهما في سبيل الله
وقال تعالى : ( وإذا رأوا تجارةً أو لهواً انفضوا إليها ) وتقديره : انفضوا إليهما
وقال جل جلاله : ( والله ورسوله أحق أن يرضوه ) والمراد : أن يرضوهما .


إقامة الواحد مقام الجمع
هي من سنن العرب إذ تقول : قررنا به عيناً ، أي أعيننا
وفي القرآن : ( فإن طبن لكم عن شيءٍ منه نفساً )
وقال جل ذكره : ( ثم يخرجكم طفلا ) أي أطفالا
وقال تعالى : ( وكم من ملكٍ في السموات لا تغني شفاعتهم شيئاً ) وتقديره : وكم من ملائكة في السموات
وقال عز من قائل : ( فإنهم عدوٌ لي إلا رب العالمين )
وقال : ( هؤلاء ضيفي ) ولم يقل : أعدائي ولا أضيافي
وقال جل جلاله : ( لا نفرق بين أحدٍ منهم ) والتفريق لا يكون إلا بين اثنين والتقدير : لا نفرق بينهم
وقال : ( يا أيها النبي إذا طلقتم النساء )
وقال : ( وإن كنتم جنباً فاطهروا )
وقال : ( والملائكة بعد ذلك ظهير )


فعل يأتي بلفظ الماضي وهو مستقبل وبلفظ المستقبل وهو ماض :
قال الله تعالى : ( أتى أمر الله ) أي يأتي
وقال جل ذكره : ( فلا صد ق ولا صلى ) أي لم يصدق ولم يصل
وقال عز من قائل في ذكر الماضي بلفظ المستقبل : ( فلم تقتلون أنبياء الله من قبل ) أي لم قتلتم ؟
وقال تعالى : ( واتبعوا ما تتلوا الشياطين ) أي ما تلت
- وقد تأتي كان بلفظ الماضي ومعنى المستقبل وفي القرآن : ( وكان الله غفوراً رحيماً ) أي كان ويكون وهو كائن الآن جل ثناؤه

في حفظ التوازن :
العرب تزيد وتحذف حفظا للتوازن وإيثاراً له ..
- فأما الزيادة فكما قال تعالى : ( وتظنون بالله الظنونا ) ، وكما قال : ( فأضلونا السبيلا ) .
- وأما الحذف فكما قال جل إسمه : ( والليل إذا يسر ) وقال : ( الكبير المتعال ) ، وقال : ( يوم التناد ) و ( يوم التلاق )


مخاطبة اثنين ثم النص على أحدهما دون الآخر :
العرب تقول : ما فعلتما يا فلان
وفي القرآن : ( فمن ربكما يا موسى )
ومنه قوله تعالى : ( فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى ) خاطب آدم وحواء ، ثم نص في إتمام الخطاب على آدم وأغفل حواء .


إلغاء خبر ( لو ) اكتفاء بما يدل عليه الكلام وثقة بفهم المخاطب :
وفي القرآن حكاية لوط ، قال : ( لو أن لي بكم قوةً أو آوي إلى ركنٍ شديدٍ ) وفي ضمنه : لكنت أكف أذاكم عني
ومثله : ( ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى * بل لله الأمر جميعاً ) والخبر عنه مضمر كأنه قال : لكان هذا القرآن

فيما يذكر ويؤنث :
من ذلك السبيل قال الله تعالى : ( وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلاً )
وقال جل ذكره : ( هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرةٍ )
ومن ذلك الطاغوت قال تعالى في تذكيره : ( يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ) ، وفي تأنيثها : ( والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها )


الخطاب الشامل للذكران والإناث وما يفرق بينهم :
قال الله عزوجل : ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله )
وقال : ( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ) فعم بهذا الخطاب الرجال والنساء وغلب الرجال ، وتغليبهم من سنن العرب .
والعرب تقول : امرؤٌ وامرأان وقوم ، وامرأةٌ وامرأتان ونسوة ، ولا يقال للنساء قوم ، وإنما سمي الرجال دون النساء قوماً لأنهم يقومون في الأمور ، كما قال عز ذكره : ( الرجال قوامون على النساء ) ، ومما يدل على أن القوم رجال دون النساء قول الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قومٌ من قومٍ عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساءٌ من نساءٍ عسى أن يكن خيراً منهن )


في الإضمار :
من سنن العرب الإضمار ، إيثارا للتخفيف وثقة بفهم المخاطب :
- فمن ذلك إضمار أن وحذفها من مكانها ، ومن ذلك قوله تعالى ( ومن آياته يريكم البرق خوفاً وطمعاً ) أي أن يريكم البرق
- ومن ذلك إضمار مَن كقوله عز وجل : ( وما منا إلا له مقامٌ معلوم ) أي إلا من له
- ومن ذلك إضمار مِن كما قال تعالى : ( واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا ) أي من قومه
- ومن ذلك إضمار إلى كما قال جل جلاله : ( سنعيدها سيرتها الأولى ) أي إلى سيرتها الأولى
- ومن ذلك إضمار الفعل كما قال الله عز وجل : ( فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى ) وتقديره : فضرب فيحيي ، كذلك يحيي الله الموتى ، ومثله : ( وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عيناً ) وتقديره : فضرب فانفجرت ومثله : ( فمن كان مريضاً أو به أذىً من رأسه ففديةٌ من صيامٍ أو صدقةٍ أو نسكٍ ) وتقديره فحلق ففدية
- ومن ذلك إضمار القول كما قال سبحانه : ( وأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم ) في ضمنه فيقال لهم : أكفرتم ، لأن أما لا بد لها في الخبر من فاء ، فلما أضمر القول أضمر الفاء ومثله : ( وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم ) أي يقولون : هذا يومكم .

في الأثنين ينسب الفعل إليهما وهو لأحدهما :
قال الله تعالى : ( فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما ) وكان النسيان من أحدهما لأنه قال : ( فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان )
وقال تعالى : ( مرج البحرين يلتقيان ) أي كلاهما يجتمعان وأحدهما عذب والآخر ملح : ( وبينهما برزخٌ ) أي حاجز ، ثم قال : ( يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان ) وإنما يخرج من الملح لا من العذب .

الإمبراطور
06 - 02 - 2006, 02:10
استراحة أدبية تستحق التقدير

دمت بود

الـعـمـيــــــــــــد
25 - 02 - 2006, 12:06
عجبتني هذي الاستراحه
مشكور ضيف بانتظار المزيد
من كلام العرب وشواهد القرآن

بارك الله فيك