المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : - سيدة فلسطين .. -



hedaya
11 - 10 - 2005, 09:29
سيدة فلسطين *
http://i17.photobucket.com/albums/b94/said_25/23.jpg

حارت عيناي وهي تراقب وجهكِ ... تتأمل تلك الابتسامة الساحرة التي رسمت على شفتيكِ ... وتلك العينان ترسلان بريقًا من الأمل ... يرنو إلى المستقبل الذي بدأت ترتسم خيوطه ... تنتظر الفجر المشرق بالحب والأمن والنصر.

تطرب أذني بسماع كلماتكِ ... صوتكِ الذي يصدح ويملأ المكان ... أي صوت هذا؟ من أين تأتي امرأةٌ بمثل هذه القوة! أمن عصرنا أنتِ أم من عصر الصحابيات؟ وأي إيمانٍ هذا الذي يملأ قلبكِ!

أطرقت بصري وبكيت ... فاض دمعي حين رأيت دمعكِ لأول مرة ... حين كنت تودعين فلذة كبدكِ ... قطعةً أخرى من قلبكِ تفقدينها ... يتقطع قلبي وقلبكِ ما زال صابرا ... وصوتكِ ما زال أقوى من أزيز رصاصهم ... أقوى من هدير طائراتهم ... ترفضين الانحناء أمام كل الشدائد ... تقفين في وسط الموت الذي يخطف فلذات أكبادكِ ... لكنك كاللبؤة التي كلما اشتدت جراحها زادت قوةً وعنفوانا.

أم النضال ... أيا "خنساء العصر" ... يا معلمة الرجال قبل النساء ... علمينا كيف يكون الصبر ... علمينا كيف يكون الفداء ... علمينا كيف نبيع أنفسنا لله ... ونفدي ديننا ووطننا بأغلى ما نملك ... قولي لأمهاتنا بأن الحياة رخيصة لله ... قولي لهن بأن الأرض أغلى من النفس ... قولي لنا كيف نشمخ في زمن الانكسار.

علمينا الآن كيف نحيا وكيف نموت ... أعطينا درسًا في معاني الوفاء ... سقطت من قاموسنا كل الكلمات إلا الخوف ... أسقطيها الآن وامنحينا بعضًا من صبرك ... أدركينا علَّ ما بقي من كرامتنا يكبر فينا.

لله دركِ! ثالث الفرسان يترجل الآن ... ولا زلت على عهدك مع الله ... تبيعين لله ... تتاجرين في صفقةٍ لا تخسر أبدا ... هي الجنة لا تليق إلا بمثلك ... يا أم الرجال ... آن أن ننحني ونقبل قدميكِ ... ونرحل في طريق العز الذي رسمته دماء الشهداء ... دماء أبنائك!



هل شابَ ليلُكَ أيها الصبرُ الطويلُ = بغزةٍ، أم هل أصابك داءُ
ما للفؤاد على فراقهمُ ينوحُ = وما طوتْه، من الأسى، أنواءُ
هل كان قاصمَ ظهرنا استشهادُه = أم أن الاستشهادَ ذاك دواءُ
أرضيت ربي؟ أم أزيد شفاعة؟ = روحي فدىً، والأهلُ والأبناء
أتبسّمَ الشهداء في جنّاتهم؟ = أم رحّبت بحبيبِنا الأنحاءُ؟
قدمتَ مهراً يا رواد مُطيّباً = مهرُ الجنان من الشهيد دماءُ
* * *
ها يا نضالُ، ويا محمدُ، جاءكم = هذا المساء رواد والأشلاءُ
فتفسحوا يا آل مريم، أجلِسوا = هذا الفتى بالخير يا جلساءُ
ابنُ الكريمة قد أتاكم راغباً = إذ حمّلته سلامَها الخنساءُ
إني أراكم قومَ خيرٍ في الظِلالِ = وشيخُكُم، وتحيطُكم خضراء
يحكي لكم عن وعدِ حقٍ قد أتى = ويصدّقُ الدكتورُ والشهداءُ


الشعر للشاعر ياسر عزام



* خنساءٌ فلسطينية من عصرنا هذا، هي مريم محمد فرحات (ام نضال) من سكان حي الشجاعية شرق غزة، قدمت أبناءها محمد و نضال ورواد شهداء في الأعوام 2002 و 2003 و2005، وابنها وسام معتقل منذ 11 عاما، وما زالت شامخةً في بندقية المقاومة وتطمح بأن تقدم المزيد ... للأرض السليبة؛ حماها المولى وتقبّل قربانها النفيس

الـعـمـيــــــــــــد
11 - 10 - 2005, 12:49
ما أروعها من أم
قدمت 3 أبناء تضيحة لفلسطين
مثل الخنساء اللي قدمت 4 من أبنائها في سبيل الله
في وقت واحد .

ما أجمل الكلمات التي كتبت في حق هذه الأم المناضله .

شكرا لك هداية , بارك الله فيك

hedaya
14 - 10 - 2005, 12:30
بارك الله فيكم اختي الفاضلة و جزاكم كل خير نسأل الله ان يفك اسر المأسورين و يرحم شهداء المسلمين

عاشق السمراء
14 - 10 - 2005, 15:08
مسااااااااااااااء جميل ...

في جنة الخلد ابنائها ..
فعلا مثال يحتذى به ..
تلك هي ........... سيدة فلسطين!!

كنوز
18 - 10 - 2005, 02:56
ربي يصبرها و لازم نهنيها
ام كبيره و رائعه
لها جزاء كبير و عظيم عند ربي سبحانه
يارب ترحم شهدائنا الابرار

hedaya
04 - 01 - 2006, 11:51
نعم إخوتي و أخواتي ..

هكذا نساء المسلمين في كل مكان عندما يلامس الإيمان شغاف القلب ليصنعوا من أبنائهم معجزات بل لتكون كل واحدة منهن معجزة بصبرها وقوتها و ثباتها.. فإن فارقت الأبناء فهي واثقة بأنها ستلقاهم في الجنة بإذن الله..

بارك الله في خنساوات الإسلام و جعل المسلمات جميعاً كهؤلاء.. فهن و الله قدوة جدير بنا أن نقتدي بهن

ضيف المهاجر
04 - 01 - 2006, 13:46
الحمد لله,,,

هذه هي المرأة المسلمة بحق ,,,,


تحياتي

ANGEL_TWIN
06 - 01 - 2006, 19:13
هداية

فاضت عبراتي كي تتحد مع عبراتك......................

لكن عقلي فجأة توقع عن أمر عيناي بالبكاء...........

و أمر قلبي و لساني بأن أسأل ربي...........

بأن اكون أنا مثل أبنائها الشهداء فداء لله و للإسلام و لوطني الحبيب الغالي..........

كلمات رائعة دخلت فؤادي فجأة و حكمت مشاعري.........

تحياتي لك.........

hedaya
16 - 02 - 2006, 09:45
حياكم الله و بارك فيكم و أعز الله بكم دينه