رائحة الصمت
19 - 09 - 2005, 14:45
في بيت العم سام
لم يكن الجو في ذلك اليوم حارا فقط، ولكنه كان لاهبا بفضل تأثير أشعة الشمس التي تحولت الى سياط من نار، اكتوت بها اجساد المارة في الشارع.
كان كل المارة يبدو عليهم التجهم والتذمر من شدة الحر.. وكم خناقة نشبت وكم من مضاربة احتدمت على اتفه لاسباب احيانا, وبدون أي سبب معظم ألاحيان. لقد كان الحر هو السبب الوحيد في أعراض النرفزة والعدوانية التي ظهرت على الناس في ذلك اليوم.
وحده الحمار الذي كان يمشي دون أن تبدو عليه أية علامة من علامات الضيق او الضجر. كان المسكين ينوء بالاحمال الكبيرة التي وضعت فوق ظهره, ومع ذلك فانه كان يمشي بجلد ليس بعده جلد رغم كل المضيقات التي صادفته في الطريق, من قبل بني البشر المشحونين بطاقة عدوانية عجيبة, فجرتها فيهم أجواء ذلك اليوم الصيفي اللاهب.
كان الحمار يستمع في كل لحضة الى منبهات السيارات وهي تخترق أذنيه بفظاظة ليوسع لهذا وليبعد عن ذلك . وكانت المنبهات التي يستخدمها قادة السيارات الاعتراض, كثيرا ما تختلط بسيل عارم أقذع الشتائم, وقد كانت كلها بالطبع, موجهة للحمار الذي كان عليه أن يدفع ضريبة الحر مرتين, مرة باحتماله هو, ومره باحتمال الناس الذين وجدا في الحمار فرصه للتنفيس عن مشاعرهم المتهيجه بفعل الحر.
وبعد اكثر من نصف ساعة من المشي المتواصل، توقف الحمار ورفع قدمه النحيلة لينظر الى القروح التي امتلأت بها نتيجة الحر، وما كانت الا لحظات حتى تعرض الحمار لعلقة ساخنة من شرطي المرور الذي صب جام غضبه على جسد الحمار الغلبان، بحجة انه تسبب في اعاقة حركة السير. اما المارة وقادة السيارات فقد تباروا في اظهار شماتتهم وسخريتهم من الحمار المسكين......................
- اضربه
- اقتله
- اكسر عظمه
- ها..ها.. يستاهل
- حمار غبي صحيح
- حمار ابن كلب فعلا.
وطبعا لم يظهر صاحبنا اي اعتراض يذكر ...........
لكن الحمار انتفض فجأة وبحركة في منتهى الرشاقة القى ما على ظهره من احمال وحرى بسرعة نحو سور عال.........
وعلى الفور حدث هرج ومرج داخل الحديقه الكبيره, ولم يهدأ الضجيج الا عندما توجه ثلاثه رجال مسلحين الى الحمار, واحاطوا به من الجانبين.
رئيس الحرس: فتشه جيدا .
الحارس الاول: حاضر سيدي.
استمر التفتيش الذاتي عده دقائق رغم ان الحمار لم يكن يحمل شيئا على ظهره .
الحارس الثاني: انه لا يحمل أي شيئ سيدي .
رئيس الحرس: هل انتم متأكدون؟
الحارس الثاني: نعم, حتى عندما لمسنا أعضاءه لاحظنا انها طبعيه جدا.
الحارس الاول : لا اعتقد ان هناك حاجه لذلك سيدي .
رئيس الحرس: لكن ما الذي اتى بهذا الحمار الى هنا ؟
الحارس الاول: ربما ضل الطريق سيدي.
رئيس الحرس: ضل الطريق...؟ لقد قفز من فوق السور وتقول انه ضل الطريق!
وهنا توجه رئيس الحرس بالحديث الى الحمار مباشرة:
رئيس الحرس: كيف استطعت ان تقفز من هذا العلو الشاهق؟
الحمار: الغلب والقهر.
رئيس الحرس: ولماذا تعرض حياتك للخطر...؟ هل تود الانتحار؟
الحمار: بالعكس انا احب الحياه.
رئيس الحرس: انا لا يعنيني ان كنت تحب الحياه أم تكرهها, انني اريد ان اعرف ما الذي رماك علينا؟
الحمار: اسف لا استطيع التحدث اليك.
رئيس الحرس: لا تستطيع التحدث الي...؟! هل هل تعتقد انك شخص مهم الى هذا الحد؟
الحمار: لا, استغفر الله؟
رئيس الحرس: هل تحسب نفسك في زريبه؟
الحمار: لا.
رئيس الحرس: هل تعرف اذن اين انت ؟
الحمار: نعم, اعرف.
رئيس الحرس: يا لك من حمار كذاب.
الحمار: لو سمحت , حسن ألفاظك.
رئيس الحرس: احسن الفاظي؟!
الحمار: احترم نفسك.
رئيس الحرس: واذا لم احترم نفسي؟
الحمار: لا تستطيع.
رئيس الحرس: لماذا ان شاء الله؟
الحمار: لانك في مكان لايمكن ان تنتهك داخله حقوق الانسان او حتى حقوق الحيوان.
رئيس الحرس: كيف عرفت؟
الحمار: قلت لك انني اعرف كل شئ.
رئيس الحرس: اذا كنت تعرف كل شئ فقل لي اين نحن الان؟
الحمار: نحن داخل مبنى السفاره الاميركيه.
رئيس الحرس: ماذا؟!
الحمار: ومبنى السفاره يعتبر جزاءا من الاراضي الاميركيه..يعني انني الان داخل اراضي الولايات المتحده.
رئيس الحرس: وكيف عرفت كل ذلك؟
الحمار: قلت لك انني اعرف كل شئ.
رئيس الحرس: هذا يعني انك دخلت الى هنا وفي ذهنك هدف محدد.
الحمار: نعم .
رئيس الحرس: ما هو؟
الحمار: لن اقول لك.
رئيس الحرس: لماذا؟
الحمار: لانني لا اريد التحدث مع مجرد حارس.أنا اريد ان اكلم احد موظفي السفاره.
رئيس الحرس: من تظن نفسك..؟ تريدني ان استدعي أحدالدبلوماسيين الاميركيين ليتحدث معك انت؟!
الحمار: ستفعل ذلك.
رئيس الحرس: يا سلام!
الحمار: ورجلك فوق رقبتك.
لم يكن الجو في ذلك اليوم حارا فقط، ولكنه كان لاهبا بفضل تأثير أشعة الشمس التي تحولت الى سياط من نار، اكتوت بها اجساد المارة في الشارع.
كان كل المارة يبدو عليهم التجهم والتذمر من شدة الحر.. وكم خناقة نشبت وكم من مضاربة احتدمت على اتفه لاسباب احيانا, وبدون أي سبب معظم ألاحيان. لقد كان الحر هو السبب الوحيد في أعراض النرفزة والعدوانية التي ظهرت على الناس في ذلك اليوم.
وحده الحمار الذي كان يمشي دون أن تبدو عليه أية علامة من علامات الضيق او الضجر. كان المسكين ينوء بالاحمال الكبيرة التي وضعت فوق ظهره, ومع ذلك فانه كان يمشي بجلد ليس بعده جلد رغم كل المضيقات التي صادفته في الطريق, من قبل بني البشر المشحونين بطاقة عدوانية عجيبة, فجرتها فيهم أجواء ذلك اليوم الصيفي اللاهب.
كان الحمار يستمع في كل لحضة الى منبهات السيارات وهي تخترق أذنيه بفظاظة ليوسع لهذا وليبعد عن ذلك . وكانت المنبهات التي يستخدمها قادة السيارات الاعتراض, كثيرا ما تختلط بسيل عارم أقذع الشتائم, وقد كانت كلها بالطبع, موجهة للحمار الذي كان عليه أن يدفع ضريبة الحر مرتين, مرة باحتماله هو, ومره باحتمال الناس الذين وجدا في الحمار فرصه للتنفيس عن مشاعرهم المتهيجه بفعل الحر.
وبعد اكثر من نصف ساعة من المشي المتواصل، توقف الحمار ورفع قدمه النحيلة لينظر الى القروح التي امتلأت بها نتيجة الحر، وما كانت الا لحظات حتى تعرض الحمار لعلقة ساخنة من شرطي المرور الذي صب جام غضبه على جسد الحمار الغلبان، بحجة انه تسبب في اعاقة حركة السير. اما المارة وقادة السيارات فقد تباروا في اظهار شماتتهم وسخريتهم من الحمار المسكين......................
- اضربه
- اقتله
- اكسر عظمه
- ها..ها.. يستاهل
- حمار غبي صحيح
- حمار ابن كلب فعلا.
وطبعا لم يظهر صاحبنا اي اعتراض يذكر ...........
لكن الحمار انتفض فجأة وبحركة في منتهى الرشاقة القى ما على ظهره من احمال وحرى بسرعة نحو سور عال.........
وعلى الفور حدث هرج ومرج داخل الحديقه الكبيره, ولم يهدأ الضجيج الا عندما توجه ثلاثه رجال مسلحين الى الحمار, واحاطوا به من الجانبين.
رئيس الحرس: فتشه جيدا .
الحارس الاول: حاضر سيدي.
استمر التفتيش الذاتي عده دقائق رغم ان الحمار لم يكن يحمل شيئا على ظهره .
الحارس الثاني: انه لا يحمل أي شيئ سيدي .
رئيس الحرس: هل انتم متأكدون؟
الحارس الثاني: نعم, حتى عندما لمسنا أعضاءه لاحظنا انها طبعيه جدا.
الحارس الاول : لا اعتقد ان هناك حاجه لذلك سيدي .
رئيس الحرس: لكن ما الذي اتى بهذا الحمار الى هنا ؟
الحارس الاول: ربما ضل الطريق سيدي.
رئيس الحرس: ضل الطريق...؟ لقد قفز من فوق السور وتقول انه ضل الطريق!
وهنا توجه رئيس الحرس بالحديث الى الحمار مباشرة:
رئيس الحرس: كيف استطعت ان تقفز من هذا العلو الشاهق؟
الحمار: الغلب والقهر.
رئيس الحرس: ولماذا تعرض حياتك للخطر...؟ هل تود الانتحار؟
الحمار: بالعكس انا احب الحياه.
رئيس الحرس: انا لا يعنيني ان كنت تحب الحياه أم تكرهها, انني اريد ان اعرف ما الذي رماك علينا؟
الحمار: اسف لا استطيع التحدث اليك.
رئيس الحرس: لا تستطيع التحدث الي...؟! هل هل تعتقد انك شخص مهم الى هذا الحد؟
الحمار: لا, استغفر الله؟
رئيس الحرس: هل تحسب نفسك في زريبه؟
الحمار: لا.
رئيس الحرس: هل تعرف اذن اين انت ؟
الحمار: نعم, اعرف.
رئيس الحرس: يا لك من حمار كذاب.
الحمار: لو سمحت , حسن ألفاظك.
رئيس الحرس: احسن الفاظي؟!
الحمار: احترم نفسك.
رئيس الحرس: واذا لم احترم نفسي؟
الحمار: لا تستطيع.
رئيس الحرس: لماذا ان شاء الله؟
الحمار: لانك في مكان لايمكن ان تنتهك داخله حقوق الانسان او حتى حقوق الحيوان.
رئيس الحرس: كيف عرفت؟
الحمار: قلت لك انني اعرف كل شئ.
رئيس الحرس: اذا كنت تعرف كل شئ فقل لي اين نحن الان؟
الحمار: نحن داخل مبنى السفاره الاميركيه.
رئيس الحرس: ماذا؟!
الحمار: ومبنى السفاره يعتبر جزاءا من الاراضي الاميركيه..يعني انني الان داخل اراضي الولايات المتحده.
رئيس الحرس: وكيف عرفت كل ذلك؟
الحمار: قلت لك انني اعرف كل شئ.
رئيس الحرس: هذا يعني انك دخلت الى هنا وفي ذهنك هدف محدد.
الحمار: نعم .
رئيس الحرس: ما هو؟
الحمار: لن اقول لك.
رئيس الحرس: لماذا؟
الحمار: لانني لا اريد التحدث مع مجرد حارس.أنا اريد ان اكلم احد موظفي السفاره.
رئيس الحرس: من تظن نفسك..؟ تريدني ان استدعي أحدالدبلوماسيين الاميركيين ليتحدث معك انت؟!
الحمار: ستفعل ذلك.
رئيس الحرس: يا سلام!
الحمار: ورجلك فوق رقبتك.