عمار النقيب
27 - 08 - 2005, 10:56
--------------------------------------------------------------------------------
1403 - حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى بْن إبْرَاهِيم , قَالَ : ثنا إسْحَاق , قَالَ , ثنا ابْن أَبِي جَعْفَر , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ الرَّبِيع , قَالَ : لَمَّا وَقَعَ النَّاس مِنْ بَعْد آدَم فِيمَا وَقَعُوا فِيهِ مِنْ الْمَعَاصِي وَالْكُفْر بِاَللَّهِ , قَالَتْ الْمَلَائِكَة فِي السَّمَاء
: أَيْ رَبّ هَذَا الْعَالَم إنَّمَا خَلَقْتهمْ لِعِبَادَتِك وَطَاعَتك , وَقَدْ رَكِبُوا الْكُفْر وَقَتْل النَّفْس الْحَرَام وَأَكْل الْمَال الْحَرَام وَالسَّرِقَة وَالزِّنَا وَشُرْب الْخَمْر ! فَحَمَلُوا يَدْعُونَ عَلَيْهِمْ وَلَا يَعْذُرُونَهُمْ . فَقِيلَ لَهُمْ : إنَّهُمْ فِي غَيْب ! فَلَمْ يَعْذُرُوهُمْ , فَقِيلَ لَهُمْ : اخْتَارُوا مِنْكُمْ مَلَكَيْنِ آمُرهُمَا بِأَمْرِي , وَأَنْهَاهُمَا عَنْ مَعْصِيَتِي ! فَاخْتَارُوا هَارُوت وَمَارُوت , فَأُهْبِطَا إلَى الْأَرْض
, وَحَمَلَ بِهِمَا شَهَوَات بَنِي آدَم , وَأُمِرَا أَنْ يَعْبُدَا اللَّه وَلَا يُشْرِكَا بِهِ شَيْئًا , وَنُهِيَا عَنْ قَتْل النَّفْس الْحَرَام , وَأَكْل الْمَال الْحَرَام , وَالسَّرِقَة وَالزِّنَا وَشُرْب الْخَمْر . فَلَبِثَا عَلَى ذَلِكَ فِي الْأَرْض زَمَانًا يَحْكُمَانِ بَيْن النَّاس بِالْحَقِّ , وَذَلِك فِي زَمَان إدْرِيس , وَفِي ذَلِكَ الزَّمَان امْرَأَة من بلاد فارس حُسْنهَا فِي سَائِر النَّاس كَحُسْنِ الزَّهْرَة فِي سَائِر الْكَوْكَب . وَإِنَّهَا أَتَتْ عَلَيْهِمَا فَخَضَعَا لَهَا بِالْقَوْلِ , وَأَرَادَاهَا عَلَى نَفْسهَا , وَإِنَّهَا أَبَتْ إلَّا أَنْ يَكُونَا عَلَى أَمْرهَا وَدِينهَا , وَإِنَّهُمَا سَأَلَاهَا عَنْ دِينهَا الَّتِي هِيَ عَلَيْهِ , فَأَخْرَجَتْ لَهُمَا صَنَمًا وَقَالَتْ : هَذَا أَعْبُد . فَقَالَا : لَا حَاجَة لَنَا فِي عِبَادَة هَذَا . فَذَهَبَا فَصَبَرَا مَا شَاءَ اللَّه , ثُمَّ أَتَيَا عَلَيْهَا فَخَضَعَا لَهَا بِالْقَوْلِ وَأَرَادَاهَا عَلَى نَفْسهَا
. فَقَالَتْ : لَا إلَّا أَنْ تَكُونَا عَلَى مَا أَنَا عَلَيْهِ . فَقَالَا : لَا حَاجَة لَنَا فِي عِبَادَة هَذَا . فَلَمَّا رَأَتْ أَنَّهُمَا أَبَيَا أَنْ يَعْبُدَا الصَّنَم , قَالَتْ لَهُمَا : اخْتَارَا إحْدَى الْخِلَال الثَّلَاث : إمَّا أَنْ تَعْبُدَا الصَّنَم , أَوْ تَقْتُلَا النَّفْس , أَوْ تَشْرَبَا الْخَمْر . فَقَالَا : كُلّ هَذَا لَا يَنْبَغِي , وَأَهْوَن الثَّلَاثَة شُرْب الْخَمْر . فَسَقَتْهُمَا الْخَمْر , حَتَّى إذَا أَخَذَتْ الْخَمْر فِيهِمَا وَقَعَا بِهَا , فَمَرَّ بِهِمَا إنْسَان وَهُمَا فِي ذَلِكَ , فَخَشِيَا أَنْ يُفْشِي عَلَيْهِمَا فَقَتَلَاهُ
. فَلَمَّا أَنْ ذَهَبَ عَنْهُمَا السُّكْر عَرَفَا مَا وَقَعَا فِيهِ مِنْ الْخَطِيئَة وَأَرَادَا أَنْ يَصْعَدَا إلَى السَّمَاء فَلَمْ يَسْتَطِيعَا , فَحِيلَ بَيْنهمَا وَبَيْن ذَلِكَ , وَكُشِفَ الْغِطَاء بَيْنهمَا وَبَيْن أَهْل السَّمَاء . فَنَظَرَتْ الْمَلَائِكَة إلَى مَا وَقَعَا فِيهِ مِنْ الذَّنْب , فَعَجِبُوا كُلّ الْعَجَب , وَعَلِمُوا أَنَّ مَنْ كَانَ فِي غَيْب فَهُوَ أَقَلّ غَشْيَة , فَجَعَلُوا بَعْد ذَلِكَ يَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْض . وَإِنَّهُمَا لَمَّا وَقَعَا فِيمَا وَقَعَا فِيهِ مِنْ الْخَطِيئَة , قِيلَ لَهُمَا : اخْتَارَا عَذَاب الدُّنْيَا أَوْ عَذَاب الْآخِرَة ! فَقَالَا : أَمَّا عَذَاب الدُّنْيَا فَإِنَّهُ يَنْقَطِع وَأَمَّا عَذَاب الْآخِرَة فَلَا انْقِطَاع لَهُ . فَاخْتَارَا عَذَاب الدُّنْيَا , فَجُعِلَا بِبَابِل , فَهُمَا يُعَذَّبَانِ
1403 - حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى بْن إبْرَاهِيم , قَالَ : ثنا إسْحَاق , قَالَ , ثنا ابْن أَبِي جَعْفَر , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ الرَّبِيع , قَالَ : لَمَّا وَقَعَ النَّاس مِنْ بَعْد آدَم فِيمَا وَقَعُوا فِيهِ مِنْ الْمَعَاصِي وَالْكُفْر بِاَللَّهِ , قَالَتْ الْمَلَائِكَة فِي السَّمَاء
: أَيْ رَبّ هَذَا الْعَالَم إنَّمَا خَلَقْتهمْ لِعِبَادَتِك وَطَاعَتك , وَقَدْ رَكِبُوا الْكُفْر وَقَتْل النَّفْس الْحَرَام وَأَكْل الْمَال الْحَرَام وَالسَّرِقَة وَالزِّنَا وَشُرْب الْخَمْر ! فَحَمَلُوا يَدْعُونَ عَلَيْهِمْ وَلَا يَعْذُرُونَهُمْ . فَقِيلَ لَهُمْ : إنَّهُمْ فِي غَيْب ! فَلَمْ يَعْذُرُوهُمْ , فَقِيلَ لَهُمْ : اخْتَارُوا مِنْكُمْ مَلَكَيْنِ آمُرهُمَا بِأَمْرِي , وَأَنْهَاهُمَا عَنْ مَعْصِيَتِي ! فَاخْتَارُوا هَارُوت وَمَارُوت , فَأُهْبِطَا إلَى الْأَرْض
, وَحَمَلَ بِهِمَا شَهَوَات بَنِي آدَم , وَأُمِرَا أَنْ يَعْبُدَا اللَّه وَلَا يُشْرِكَا بِهِ شَيْئًا , وَنُهِيَا عَنْ قَتْل النَّفْس الْحَرَام , وَأَكْل الْمَال الْحَرَام , وَالسَّرِقَة وَالزِّنَا وَشُرْب الْخَمْر . فَلَبِثَا عَلَى ذَلِكَ فِي الْأَرْض زَمَانًا يَحْكُمَانِ بَيْن النَّاس بِالْحَقِّ , وَذَلِك فِي زَمَان إدْرِيس , وَفِي ذَلِكَ الزَّمَان امْرَأَة من بلاد فارس حُسْنهَا فِي سَائِر النَّاس كَحُسْنِ الزَّهْرَة فِي سَائِر الْكَوْكَب . وَإِنَّهَا أَتَتْ عَلَيْهِمَا فَخَضَعَا لَهَا بِالْقَوْلِ , وَأَرَادَاهَا عَلَى نَفْسهَا , وَإِنَّهَا أَبَتْ إلَّا أَنْ يَكُونَا عَلَى أَمْرهَا وَدِينهَا , وَإِنَّهُمَا سَأَلَاهَا عَنْ دِينهَا الَّتِي هِيَ عَلَيْهِ , فَأَخْرَجَتْ لَهُمَا صَنَمًا وَقَالَتْ : هَذَا أَعْبُد . فَقَالَا : لَا حَاجَة لَنَا فِي عِبَادَة هَذَا . فَذَهَبَا فَصَبَرَا مَا شَاءَ اللَّه , ثُمَّ أَتَيَا عَلَيْهَا فَخَضَعَا لَهَا بِالْقَوْلِ وَأَرَادَاهَا عَلَى نَفْسهَا
. فَقَالَتْ : لَا إلَّا أَنْ تَكُونَا عَلَى مَا أَنَا عَلَيْهِ . فَقَالَا : لَا حَاجَة لَنَا فِي عِبَادَة هَذَا . فَلَمَّا رَأَتْ أَنَّهُمَا أَبَيَا أَنْ يَعْبُدَا الصَّنَم , قَالَتْ لَهُمَا : اخْتَارَا إحْدَى الْخِلَال الثَّلَاث : إمَّا أَنْ تَعْبُدَا الصَّنَم , أَوْ تَقْتُلَا النَّفْس , أَوْ تَشْرَبَا الْخَمْر . فَقَالَا : كُلّ هَذَا لَا يَنْبَغِي , وَأَهْوَن الثَّلَاثَة شُرْب الْخَمْر . فَسَقَتْهُمَا الْخَمْر , حَتَّى إذَا أَخَذَتْ الْخَمْر فِيهِمَا وَقَعَا بِهَا , فَمَرَّ بِهِمَا إنْسَان وَهُمَا فِي ذَلِكَ , فَخَشِيَا أَنْ يُفْشِي عَلَيْهِمَا فَقَتَلَاهُ
. فَلَمَّا أَنْ ذَهَبَ عَنْهُمَا السُّكْر عَرَفَا مَا وَقَعَا فِيهِ مِنْ الْخَطِيئَة وَأَرَادَا أَنْ يَصْعَدَا إلَى السَّمَاء فَلَمْ يَسْتَطِيعَا , فَحِيلَ بَيْنهمَا وَبَيْن ذَلِكَ , وَكُشِفَ الْغِطَاء بَيْنهمَا وَبَيْن أَهْل السَّمَاء . فَنَظَرَتْ الْمَلَائِكَة إلَى مَا وَقَعَا فِيهِ مِنْ الذَّنْب , فَعَجِبُوا كُلّ الْعَجَب , وَعَلِمُوا أَنَّ مَنْ كَانَ فِي غَيْب فَهُوَ أَقَلّ غَشْيَة , فَجَعَلُوا بَعْد ذَلِكَ يَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْض . وَإِنَّهُمَا لَمَّا وَقَعَا فِيمَا وَقَعَا فِيهِ مِنْ الْخَطِيئَة , قِيلَ لَهُمَا : اخْتَارَا عَذَاب الدُّنْيَا أَوْ عَذَاب الْآخِرَة ! فَقَالَا : أَمَّا عَذَاب الدُّنْيَا فَإِنَّهُ يَنْقَطِع وَأَمَّا عَذَاب الْآخِرَة فَلَا انْقِطَاع لَهُ . فَاخْتَارَا عَذَاب الدُّنْيَا , فَجُعِلَا بِبَابِل , فَهُمَا يُعَذَّبَانِ