جعفر الخابوري
27 - 08 - 2005, 10:23
بعيداً* عن سياستنا قريباً* من بناتنا
حكاية هذه الفتاة تؤكد اننا بحاجة لتمكين بناتنا لدخول معترك الحياة مزودات بالثقة بالنفس ومهارات مواجهة المواقف،* اين ما سيكون موقعهن داخل او خارج المنزل*.
فهذه فتاة عشرينية محجبة متدينة تعرضت لتحرش دنيء من احد اقاربها وهو في* سن والدها،* بمعنى لم* يكن في* ملابسها او تصرفاتها ولا وجودها في* مكان مختلط حافز لحدوث هذا الموقف،* ولا شكل وجودها في* منزلها مانعا لحدوث مثل هذه الامور،* فقد حدث وهي* كما وصفت،* ودون الدخول في* التفاصيل الا انها قصة تتكرر للبنات في* مختلف المواقع وبدرجات،* اذ قد* يقتصر التحرش باللفظ او بالاحتكاك الجسدي* كالاصطدام المتعمد،* او قد* يصل الى اعتداء جنسي* كامل،* انما في* النهاية كل درجات التحرش تعد اعتداء على انسانية وكرامة الفتاة*.
ما دعاني* لفتح هذا الموضوع هو شيوعه وتجنب الاهل فتح الحديث فيه مالم* يضطروا اليه،* لذا فانه* غالبا ما* يكون رد فعل البنت فيما لو تعرضت له هو الصمت خوفا من سوء الفهم او خوفا* -وهذه هي* المصيبة*- من ان* ينتهي* الامر بادانتها*!! لذا بودي* ان اوجه كلمة لبناتي* اولا اللاتي* على وشك الدخول في* معترك* »الانوثة*« ولذويهن ثانية*.
في* هذا السن تختار* غالبية كبيرة من بناتنا الانزواء والهدوء والابتعاد عن التجمعات حتى في* مكان دراساتها او عملها،* ظنا منها ان في* ذلك حماية لها،* فكما* يروج لها ان الاختلاط شر فاحمي* نفسك بالجدران الاسمنتية،* والصحيح ان الشر موجود حتى داخل المنزل وان شئت حماية نفسك فبتقوية جدرانها الذاتية،* لا عازلا بينك وبين الناس،* بل حائط صد منيع امام من* يريد استغلالك،* وبالنسبة لي* افضل الف مرة ان اعد البنت نفسيا كي* تواجه مواقف الحياة الزاخرة بالتحدي* من الرجل او من امرأة اخرى في* اي* موقع واي* موقف،* على ان احبسها في* البيت حصانة لها،* فالحياة كلها اختلاط حتى بما فيها اخوتها ومحارمها،* فهذا الزمن وغيره من الازمان لم* ينم الذئب فيه* يوما ولم تغمض له عين حتى وان لبس ثوب الحرمة*! اعرف كم منكن تعرضن لمواقف اربكتهن سواء من اقارب او من زملاء وفضلن السكوت خوفا من لفت الانظار واساءة الفهم،* انما هذا اول الخطأ،* فموقفك عزيزتي* من المحاولة الاولى سيحدد على اثره صاحبها ان كان سيمضي* قدما تجاهك تحفزا او سيمضي* بعيدا عنك احتراما وحسابا لثقتك بنفسك،* هناك فرق كبير بين الحياء الطبيعي* المطلوب والتردد والخوف وعدم الثقة،* يلمسه الرجل في* صوتك وفي* حديثك وفي* نظراتك،* فان كان قد قرر ان* يبدأ التحرك الاول ستكون اولى محاولاته واحدة تحتمل التأويلات،* بمعنى انه سيقوم اما بتحرش لفظي* او تحرش جسدي* بسيط،* حاميا نفسه بازدواجية التأويل حتى* يقول بانك فهمتيه* غلط*! ولكل فتاة تتعرض لهذا الموقف اقول انتهزي* فرصة كهذه لتوصيل رسالة واضحة وصريحة وعلنية وفورية لا تؤجل ليس له فحسب،* بل لكل الموجودين،* سواء كان التحرش مقصودا او* غير مقصود لكن الفرصة هي* التي* تنتظرينها،* بسؤاله بصوت مرتفع* »ماذا قلت*« او ما الذي* تقصد*« ان نبرة الصوت وجهره ونظرتك المباشرة له كافية لتوصيل الرسالة المطلوبة للجميع،* وستقطع محاولته الثانية او مجرد تفكير الاخرين بمجرد المحاولة*.
هذه تفاصيل صغيرة تحتاج البنت ان تتحدث فيها لا مع امها فحسب بل مع ابيها ايضا،* وهنا بودي* ان اوجه كلمة للاهل،* البنت تحتاج لحصانة ذاتية تزرع وتسقى ويعنى بها،* ومن الاب بالتحديد لمواجهة هكذا مواقف،* فالرجل ادرى بمداخل الرجال وبأساليبهم،* وليست الحصانة الخارجية بالتي* تكفيها فلن نكون معها طوال الوقت،* ستتعرض لامتحانات حتى وان قبعت في* البيت واغلقنا عليها نوافذه وابوابه،* ان الحماية درع داخلي* وهي* مسألة تدريب وتعزيز وثقة،* لا تعني* ان اعطيها الحرية في* الخروج والدخول متى شاءت تحت مسمى الثقة،* الثقة التي* تحتاجها هي* شعورها انها قادرة على توضيح نفسها امام الناس،* قادرة على السؤال قادرة على التحرك قادرة على اللجوء لابيها وامها وقتما تشاء،* فلا فائدة من تجنب فتح هذا الموضوع،* او تناوله بطريقة التهديد،* بناتنا بحاجة لآباء* يحتضنوهن رفقا ويمنحوهن القوة والحماية،* ان اهم مداخل الاستغلال هي* العلاقة الضعيفة بين البنت وذويها،* والرجل* يعرف ان معظم فتياتنا في* هذا السن وحيدات،* ويعرف ان معظم اولياء الامور عادة ما* يثوروا في* وجه البنات لو اشتكين من مواقف كهذه،* بل والادهى انهم دائما ما* يضعون اللوم عليها،* وهذا ما* يجعل الفتاة تتردد في* اللجوء لابيها،* ويجعل الام تتردد في* اقحام زوجها في* الموضوع لو لجأت البنت لها،* والنتيجة شعور بالظلم* يعزز عدم الثقة في* نفس الفتاة*. ما احوجنا* »لتمكين*« نفسية بناتنا لمواجهة الحياة العملية وبعدها ستعرف طريقها زوجة كانت ام نائبة في* سلطة تشريعية*.
* ملاحظة*:
لا* يعني* هذا ان نصور الرجال على انهم ذئاب ناطقة،* بل نحن نحذر من مواقف* يتواجد فيها امثال هؤلاء*.
حكاية هذه الفتاة تؤكد اننا بحاجة لتمكين بناتنا لدخول معترك الحياة مزودات بالثقة بالنفس ومهارات مواجهة المواقف،* اين ما سيكون موقعهن داخل او خارج المنزل*.
فهذه فتاة عشرينية محجبة متدينة تعرضت لتحرش دنيء من احد اقاربها وهو في* سن والدها،* بمعنى لم* يكن في* ملابسها او تصرفاتها ولا وجودها في* مكان مختلط حافز لحدوث هذا الموقف،* ولا شكل وجودها في* منزلها مانعا لحدوث مثل هذه الامور،* فقد حدث وهي* كما وصفت،* ودون الدخول في* التفاصيل الا انها قصة تتكرر للبنات في* مختلف المواقع وبدرجات،* اذ قد* يقتصر التحرش باللفظ او بالاحتكاك الجسدي* كالاصطدام المتعمد،* او قد* يصل الى اعتداء جنسي* كامل،* انما في* النهاية كل درجات التحرش تعد اعتداء على انسانية وكرامة الفتاة*.
ما دعاني* لفتح هذا الموضوع هو شيوعه وتجنب الاهل فتح الحديث فيه مالم* يضطروا اليه،* لذا فانه* غالبا ما* يكون رد فعل البنت فيما لو تعرضت له هو الصمت خوفا من سوء الفهم او خوفا* -وهذه هي* المصيبة*- من ان* ينتهي* الامر بادانتها*!! لذا بودي* ان اوجه كلمة لبناتي* اولا اللاتي* على وشك الدخول في* معترك* »الانوثة*« ولذويهن ثانية*.
في* هذا السن تختار* غالبية كبيرة من بناتنا الانزواء والهدوء والابتعاد عن التجمعات حتى في* مكان دراساتها او عملها،* ظنا منها ان في* ذلك حماية لها،* فكما* يروج لها ان الاختلاط شر فاحمي* نفسك بالجدران الاسمنتية،* والصحيح ان الشر موجود حتى داخل المنزل وان شئت حماية نفسك فبتقوية جدرانها الذاتية،* لا عازلا بينك وبين الناس،* بل حائط صد منيع امام من* يريد استغلالك،* وبالنسبة لي* افضل الف مرة ان اعد البنت نفسيا كي* تواجه مواقف الحياة الزاخرة بالتحدي* من الرجل او من امرأة اخرى في* اي* موقع واي* موقف،* على ان احبسها في* البيت حصانة لها،* فالحياة كلها اختلاط حتى بما فيها اخوتها ومحارمها،* فهذا الزمن وغيره من الازمان لم* ينم الذئب فيه* يوما ولم تغمض له عين حتى وان لبس ثوب الحرمة*! اعرف كم منكن تعرضن لمواقف اربكتهن سواء من اقارب او من زملاء وفضلن السكوت خوفا من لفت الانظار واساءة الفهم،* انما هذا اول الخطأ،* فموقفك عزيزتي* من المحاولة الاولى سيحدد على اثره صاحبها ان كان سيمضي* قدما تجاهك تحفزا او سيمضي* بعيدا عنك احتراما وحسابا لثقتك بنفسك،* هناك فرق كبير بين الحياء الطبيعي* المطلوب والتردد والخوف وعدم الثقة،* يلمسه الرجل في* صوتك وفي* حديثك وفي* نظراتك،* فان كان قد قرر ان* يبدأ التحرك الاول ستكون اولى محاولاته واحدة تحتمل التأويلات،* بمعنى انه سيقوم اما بتحرش لفظي* او تحرش جسدي* بسيط،* حاميا نفسه بازدواجية التأويل حتى* يقول بانك فهمتيه* غلط*! ولكل فتاة تتعرض لهذا الموقف اقول انتهزي* فرصة كهذه لتوصيل رسالة واضحة وصريحة وعلنية وفورية لا تؤجل ليس له فحسب،* بل لكل الموجودين،* سواء كان التحرش مقصودا او* غير مقصود لكن الفرصة هي* التي* تنتظرينها،* بسؤاله بصوت مرتفع* »ماذا قلت*« او ما الذي* تقصد*« ان نبرة الصوت وجهره ونظرتك المباشرة له كافية لتوصيل الرسالة المطلوبة للجميع،* وستقطع محاولته الثانية او مجرد تفكير الاخرين بمجرد المحاولة*.
هذه تفاصيل صغيرة تحتاج البنت ان تتحدث فيها لا مع امها فحسب بل مع ابيها ايضا،* وهنا بودي* ان اوجه كلمة للاهل،* البنت تحتاج لحصانة ذاتية تزرع وتسقى ويعنى بها،* ومن الاب بالتحديد لمواجهة هكذا مواقف،* فالرجل ادرى بمداخل الرجال وبأساليبهم،* وليست الحصانة الخارجية بالتي* تكفيها فلن نكون معها طوال الوقت،* ستتعرض لامتحانات حتى وان قبعت في* البيت واغلقنا عليها نوافذه وابوابه،* ان الحماية درع داخلي* وهي* مسألة تدريب وتعزيز وثقة،* لا تعني* ان اعطيها الحرية في* الخروج والدخول متى شاءت تحت مسمى الثقة،* الثقة التي* تحتاجها هي* شعورها انها قادرة على توضيح نفسها امام الناس،* قادرة على السؤال قادرة على التحرك قادرة على اللجوء لابيها وامها وقتما تشاء،* فلا فائدة من تجنب فتح هذا الموضوع،* او تناوله بطريقة التهديد،* بناتنا بحاجة لآباء* يحتضنوهن رفقا ويمنحوهن القوة والحماية،* ان اهم مداخل الاستغلال هي* العلاقة الضعيفة بين البنت وذويها،* والرجل* يعرف ان معظم فتياتنا في* هذا السن وحيدات،* ويعرف ان معظم اولياء الامور عادة ما* يثوروا في* وجه البنات لو اشتكين من مواقف كهذه،* بل والادهى انهم دائما ما* يضعون اللوم عليها،* وهذا ما* يجعل الفتاة تتردد في* اللجوء لابيها،* ويجعل الام تتردد في* اقحام زوجها في* الموضوع لو لجأت البنت لها،* والنتيجة شعور بالظلم* يعزز عدم الثقة في* نفس الفتاة*. ما احوجنا* »لتمكين*« نفسية بناتنا لمواجهة الحياة العملية وبعدها ستعرف طريقها زوجة كانت ام نائبة في* سلطة تشريعية*.
* ملاحظة*:
لا* يعني* هذا ان نصور الرجال على انهم ذئاب ناطقة،* بل نحن نحذر من مواقف* يتواجد فيها امثال هؤلاء*.