كلمة حق
23 - 06 - 2005, 03:57
كشفت زينب المصرية أن مرحلة الشك لديها والإتجاه لإعتناق
المسيحية بدأت قبل 5 سنوات أثناء دراستها في كلية الأداب
بجامعة حلوان، وأن الشهور الخمسة التي تركت فيها بيت والدها
هي التي تحولت فيها إلى مسيحية وكانت خلالها تتردد على
الكنيسة.
وقالت في أول حديث لها لوسيلة إعلامية وخصت به "العربية.نت"
أنها كانت تقيم طوال تلك المدة في شقق مفروشة استأجرتها في
مناطق مختلفة، وأنها في بعض الأحيان كانت تقضي اليوم كاملا
على نصف رغيف من الخبز فقط حتى تكفيها النقود التي كانت
معها عندما تركت بيت أسرتها.
وأوضحت أن الشوق لوالدها وأسباب التردد التي بدأت تعتمل في
نفسها نتيجة لبعض العوامل دفعها إلى التفكير في العودة
لأسرتها، وعندما عادت كانت لا تزال مسيحية.
وأضافت أن أسرتها وفي المقدمة والدها وأقاربها استقبلوها استقبالا
جيدا بمجرد العودة، وعاملوها معاملة طيبة، وأن أباها ترك لها حرية
إختيار عقيدتها وإتخاذ القرار الذي تريده، طالبا منها أن تجلس قبل
ذلك في جلسات استتابة مع بعض الشيوخ والدعاة الإسلاميين.
واستطردت أنها بعد أسبوعين فقط كانت قد بدأت في العودة إلى
الإسلام، وقامت بازالة الصليب من يدها، وانها وصلت الآن إلى
مرحلة الاقتناع الكامل بالإسلام وأصبحت مسلمة كاملة تؤدي
فروض الصلاة وتقرأ القرآن الكريم وبعض كتب التوحيد
والسيرة النبوية والسنة الشريفة.
وقالت إنها ستؤدي العمرة في رمضان القادم، وأنها تشعر حاليا
براحة نفسية وطمأنينة كاملة وتجد كل معاملة طيبة من الذين
حولها..
وفيما يلي نص الحوار..
- ما هي أوضاعك حاليا؟
- بعد أن عدت إلى البيت، قام أهلى بعمل جلسات دينية لي وأشكر الله سبحانه وتعالى أنني بفضله أصبحت في وضع أحسن بكثير مما كنت فيه.
- يعني هل تمت العودة تماما للاسلام؟
- الحمد لله.
- الفترة التي غبت فيها عن البيت، تزامنت مع قضية وفاء قسطنطين، مما جعل الصحف تثير موضوعك في ذلك الوقت.. هل كنت تتابعين ذلك؟
- لم أكن متابعة تماما، لكن كنت أعرف بعض الأخبار.
- أين كنت وقتها؟
- كنت أقيم في شقة استأجرتها في منطقة "15 مايو" المتاخمة لحلوان جنوب القاهرة.
- هل كان أحد يعرف مكانك؟
- لا
- الكلام الذي أثير أنك اقمت في هذه الشقة لمدة شهر ثم انتقلت للإقامة في الكنيسة؟
- هذا غير حقيقي، فطول الفترة التي ابتعدت فيها عن بيت أسرتي، كنت أما ضيفة عند بعض صديقاتي أسبوعا ليس أكثر، أو في شقق أستأجرتها في أماكن مختلفة، بالإضافة إلى أن الكنيسة مكان للعبادة فقط وليس للسكن أو شيء من هذا.
- هل كنت تذهبين إلى الكنيسة في هذه الفترة؟
- نعم كنت أذهب إلى الكنيسة للصلاة العادية.
- هل تم تعميدك في أول الفترة التي غبت فيها عن البيت؟
- أنا لم يتم تعميدي أصلا.
- يعني ليس حقيقيا أنه تم دق صليب على يدك؟
- أنا قمت بدق الصليب من غير معمودية "تعميد". المعمودية شئ، ودق الصليب شئ آخر مختلف تماما.
- هل تعنين أن المعمودية تتم بواسطة الكنيسة فقط؟
- نعم، المعمودية تتم داخل الكنيسة بواسطة القسيس أو الأب الكاهن.
- إذن أين قمت بدق الصليب على يدك؟
- هناك أناس يشتغلون في ذلك، مثلما عند المسلمين في الموالد، ففي يوم شم النسيم أنا كنت في رحلة مع أصدقائي لدير مار جرجس في منطقة الخطاطبة بالأسكندرية، ووجدت شخصا لا علاقة له بالدير أو الكهنة، وإنما يقوم فقط بدق الصليب على يد من يريد، أو أن يرسم مثلا صورة للعذراء لمن يطلب ذلك، فطلبت منه أن يدق لي الصليب.
- في ذلك الحين هل كانت تمارس عليك ضغوط من أحد؟
- إطلاقا.
- يعني لم تدخلي على البال توك في الانترنت وتأثرت به؟
- أنا بالفعل دخلت على البال توك، وكنت أسمع الغرف الخاصة بهم، وكنت أعرف أناسا كثيرين منهم، معظمهم مسيحيون.
- هل تلك هي بداية تنصيرك؟
- لا البداية لم تكن على البال توك. بداية التنصير كانت في الجامعة وأنا طالبة.
- كم سنة مرت على ذلك؟
- من حوالي 4 سنوات ونصف أو 5 سنوات.
- كنت في كلية الأداب في جامعة حلوان، في أي سنة كنت؟
- كنت في السنة الثانية.
- متى تخرجت؟
- أنا لم أكمل دراستي الجامعية. ما أريد قوله أن البال توك والنت ليس لهما علاقة أساسية بموضوع تنصيري الذي بدأ من جامعة حلوان وانتهى بقناعة شخصية مني نتيجة لما كنت أسمعه منهم وممن هم على البال توك، وعلى الجانب الآخر لم يتح لي أن أسمع من المشايخ.
- ألم تسألي أي شيخ عن ما سمعته من أشياء وأقتنعت بها؟
- في البداية كنت أحاول أن أسأل ولكن عدم الاهتمام من بعض المشايخ أو الشريحة التي كنت أتجه لها، جعلني اقتنع أكثر. القسيس أو الشاب المسيحي أو البنت المتنصرة يدعون لدينهم بكل قوة.
- المنصرة أم المتنصرة؟
- المتنصرة.
- تقصدين كانت مسلمة وتنصرت؟
- نعم.
- هؤلاء كانوا معك في الجامعة؟
- نعم.
- هل هناك تنصير في الجامعة؟
- أنا تعرفت في الجامعة على 6 بنات و3 شبان متنصرين.
- هل أعلنوا ذلك أم سرا؟
- في البداية كان سرا، وبعد ذلك أعلنوه، فمن سافر للخارج منهم قال إنه تنصر، ومن تركت أهلها، أخبرتهم بأنها مسيحية، وبقيت فترة بعد ذلك في مصر إلى أن سافرت.. مثل تلك النماذج يعني.
- كلهم سافروا للخارج؟
- منهم من لا يزال في مصر.
- هل يعيشون حياة عادية؟
- نعم ويعيشون في بيوت أهاليهم وكلهم تنصروا معهم.
- تقصدين أن عددا منهم نجحوا في تنصيرهم أهاليهم؟
- نعم.
- لم يسمع أحد عن ذلك من قبل، أنا أسمعه منك الآن لأول مرة؟
- ليس الموضوع إنني أنا الذي أقول ذلك لأول مرة، هو موضوع شائك بالنسبة للكثيرين ولا أحد يتكلم فيه، لكن هذه أول مرة واحدة تذهب للمسيحية وتعود، فمن ذهبت وعادت هي أقدر واحدة تستطيع أن تتكلم عن المتنصرين وما يحصل بينهم.
- هل المجموعة التي قامت بتنصيرك في الجامعة هي ظاهرة موجودة في معظم الجامعات المصرية؟
- من المجموعة التي عرفتها، وبعد ذلك الناس الذين استطعت أن أقابلهم في الكنائس، أرى أن الموضوع منتشر جدا.
- هل نجحوا في تنصير عدد كبير؟
- نعم.
- ما الأسباب في رأيك؟
- غياب الوعي الديني الإسلامي سبب الأعداد الكبيرة من المتنصرين، بالإضافة إلى أن أغلب المشايخ يخافون أن يتكلموا في ذلك حتى لا يتهموا بإثارة الفتنة الطائفية، وبالتالي يفضلون الإبتعاد عن ذلك الموضوع.
- هل أسرهم من أوساط إجتماعية عادية أم مرتفعة؟
- هناك من ينتمي لوسط إجتماعي عال وهناك من ينتمي لعائلات متوسطة المستوى، أو عائلات فقيرة من الأرياف. وهناك رجال تنصروا وأعرفهم يمتلكون شركات، أي أن مستواهم المادي مرتفع جدا.
- هل تقبل الكنائس مباشرة تنصرهم؟
- الطبيعي عندما أذهب وأقول اريد ان اتنصر يا جماعة وأريد أن تعمدوني، أن يسألوني عن معلوماتي عن الدين، ولماذا تريدين أن تتعمدي، وكيف تعرفت على الدين.. وعندما اقول أنا عندي معلومات كذا وكذا، يسألوني عن المصدر الذي عرفت منه ذلك، فإذا قلت إنني قرأت ذلك في كتاب معين، يسألونني من ساعدك في ذلك. إنهم يشترطون أن يعرفوا معلومات كاملة. هذه معظم الحالات التي عرفتها.
- هل هناك من تنصر ويعيش مع أسرته ولا يعرفون شيئا من أمره؟
- هناك كثيرون تنصروا ويعيشون مع أهلهم دون أن يعلموا عنهم شيئا. مثلا كان لي صديقات، كنا نتقابل في أي مكان ويرتدين غطاء رأس عاديا، وبمجرد أن ندخل الكنيسة يخلعن غطاء الرأس ويمارسن حياتهم الكنسية المسيحية بطريقة عادية جدا.
- هل هذه الأعداد كبيرة بمعنى أنها تعتبر ظاهرة في مصر؟
- أنا مثلا عندما أعرف 20 واحدة فهذا العدد يعتبر كبيرا، مثلا هناك واحدة غيري تعرف 20 أيضا بينهم 5 ممن أعرفهم، معنى ذلك أن العدد الإجمالي لمن أعرفه أنا وصديقتي من هؤلاء 35 متنصرة. أنا عن نفسي تعرفت على أعداد كثيرة جدا.
- كيف كان تأثير موضوع وفاء قسطنطين عليهن؟
- أنا لا استطيع أن أقول رأيا في هذا الموضوع، لأنه في الفترة التي تفجر فيها موضوع وفاء قسطنطين" زوجة القس التي أسلمت وتسببت في مظاهرات المسيحيين في مصر قبل عدة شهور"، لم أكن أتابع الأخبار جيدا ولم أكن مهتمة بها. أنا كنت حديثة الدخول في المسيحية، وكان السؤال الذي يهمني يتعلق بالذي سوف أعمله أنا شخصيا، فموضوع وفاء حصل بعد خروجي أنا تقريبا من البيت بيومين ثلاثة وليس أكثر، الموضوع لم يكن يشغلني كثيرا كما شغلني موضوعي الشخصي في ذلك الحين وما أنوي أن أفعله .
- هل كنت تخوضين معركة نفسية داخلك في الفترة الأولى لتنصرك، يعني شعرت بنوع من تأنيب الضمير، وتريدين أن تعودي للإسلام ولا تستطيعين؟
- عندما تركت البيت، كان قد مر على حالة الشك التي كنت فيها أكثر من أربع سنوات، الآن بالفترة التي غبتها عن البيت وهي 5 شهور، ثم الشهران اللذان مرا على عودتي للبيت، يصبح المجموع 5 سنوات تقريبا، فمرحلة ترك البيت لم تكن أول مرحلة في تنصيري.
- طوال هذه السنين ألم تجلسي مرة أمام التليفزيون وتستمعي للداعية عمرو خالد مثلا أو أي من الدعاة الجدد؟
- نعم كنت أجلس وأسمع، وكنت مشتركة في موقع الشيخ عمرو خالد على النت، وكان اسمي "الراجية لعفو الله" وكنت أسمع للرأي والرأي الآخر.
- هل كنت تسألين؟
- المشكلة أن ما كنت أسأله كان يتعلق بأشياء تؤرقني كشبهات في الدين الإسلامي أو عن أشياء كان الآخرون يحببونني فيها بشأن الدين المسيحي، وكان يرفضون أن أسأل في هذه الأشياء. المسموح فقط أن أسأل في أمور الصلاة والدين والمعاملات.
- هل هذا كان بالنسبة لعمرو خالد؟
- أنا لم أقابل عمرو خالد وإنما ذلك يتعلق بشيوخ آخربن وأئمة مساجد ومدرسين في معاهد إعداد دعاة.
- ألم تسألي من خلال موقعه؟
- كنت ابعث "ايميلات" كثيرة جدا عبارة عن أسئلة أحتاج الرد عليها، ولم يجبني أحد إطلاقا.
- أعلم أنك مثقفة وتحفظين بعض سور القرآن الكريم، ألم تحاولي البحث بنفسك في الكتب والمراجع الإسلامية؟
- حاولت، لكني لم استطع أن أصل بنفسي، ومع الشيوخ أيضا لم استطع أن أصل، فأحدهم اتهمني بالكفر وصرخ في وجهي لمجرد أن قلت أن هناك آية قرآنية وحديث نبوي على قدر فهمي لهما، يتعارضان مع بعضيهما.
- هل هذه الشبهات أثيرت في نفسك من المنصرين؟
- لا.. أثيرت قبل أن التقي بالمنصرين. هم استغلوا هذه النقطة، فعندما تكلمت مع بعض صديقاتي عن انني متضايقة بسبب أن الشيخ الفلاني صرخ في وجهي لأنني سألت سؤالا معينا، قلن لي إنهن أيضا معهن سؤال يردن إجابته ما دمت على إتصال بالشيوخ. طبعا لم يكن يردن أن يعرفن الإجابة، إنما ليزدن الشك عندي.. ثم آخذ الأسئلة وأحاول أن أحضر إجاباتها فلا أجد، فتزيد إتساعا الهوة التي بيني وبين الإسلام والشيوخ، وفي نفس الوقت المتنصرون يقربونني منهم بكلمات عقلية، بالإضافة إلى أن إحدى صديقاتي كانت تنصرت هي وأهلها كلهم، ذهبت مرة عندها لأذاكر...
- كنت تعرفين أنها تنصرت؟
- كنت أعرف، لكنني فوجئت بالقسيس عندهم في البيت، عندها أخبرتني بأن البيت كله متنصر. عرفت أن هذا القسيس يزورهم مرتين في الشهر، أي مرة واحدة كل 15 يوما، وعندما جلست معه وبدأت أتكلم، أخذت زياراته لبيت صديقتي تصل إلى 4 مرات في الأسبوع، مثل هذا يهتم بي جيدا ويعطيني كل وقته، بينما بعض مشايخ المسلمين لا يهتمون أبدا، وهناك من لا يفكر في أن يجيبني بمجرد أن عرف أنني أسأل في شبهات، وهناك شيخ قال لي " انت لا تستحقين أن أضيع وقتي من أجلك"..
بنت مسلمة تسأل في أشياء في دينها جعلتها تتشكك، هل لا تستحق أن تعطيها بعضا من وقتك، وشخص آخر يعرف أنني مسلمة " تقصد القسيس الذي قابلته في بيت صديقتها" وهو كاهن مسيحي، عنده استعداد أن يأتي ويجلس معي ساعتين أو ثلاث 4 مرات أسبوعيا, وعندما أقول له أنه غلطان في مسألة معينة، يتقبل رأيي بصدر رحب ويقول لي "إنه سيثبت لي ما إذا كان غلطانا أم لا، وأنت ابحثي وحاولي أن تثبتي لي ما إذا كنت على خطأ".
- ربما يكون هذا القسيس كان أكثر تأثيرا عليك في تحولك للمسيحية؟
- عدم إهتمام المسلمين والشيوخ وعلى العكس إهتمام القسيس والشباب المتنصر أو المسيحي كان أكثر الأشياء التي تأثرت بها.
- هل هناك أسر تنصرت وتركت القاهرة غير الذين سافروا للخارج؟
- هناك أسرتان تركتا القاهرة إلى خارجها.
- كم عدد أفراد الأسرتين؟
- أسرة زميلي، هو خارج مصر، وأمه وأبوه وثلاث شقيقات بنات وشقيق واحد يقيمون في منطقة في شمال القاهرة. والأسرة الثانية مكونة من أب وأم وبنت وهي صديقتي وعمها وثلاثة أبناء لعمها وبنتين وزوجة عمها.
المسيحية بدأت قبل 5 سنوات أثناء دراستها في كلية الأداب
بجامعة حلوان، وأن الشهور الخمسة التي تركت فيها بيت والدها
هي التي تحولت فيها إلى مسيحية وكانت خلالها تتردد على
الكنيسة.
وقالت في أول حديث لها لوسيلة إعلامية وخصت به "العربية.نت"
أنها كانت تقيم طوال تلك المدة في شقق مفروشة استأجرتها في
مناطق مختلفة، وأنها في بعض الأحيان كانت تقضي اليوم كاملا
على نصف رغيف من الخبز فقط حتى تكفيها النقود التي كانت
معها عندما تركت بيت أسرتها.
وأوضحت أن الشوق لوالدها وأسباب التردد التي بدأت تعتمل في
نفسها نتيجة لبعض العوامل دفعها إلى التفكير في العودة
لأسرتها، وعندما عادت كانت لا تزال مسيحية.
وأضافت أن أسرتها وفي المقدمة والدها وأقاربها استقبلوها استقبالا
جيدا بمجرد العودة، وعاملوها معاملة طيبة، وأن أباها ترك لها حرية
إختيار عقيدتها وإتخاذ القرار الذي تريده، طالبا منها أن تجلس قبل
ذلك في جلسات استتابة مع بعض الشيوخ والدعاة الإسلاميين.
واستطردت أنها بعد أسبوعين فقط كانت قد بدأت في العودة إلى
الإسلام، وقامت بازالة الصليب من يدها، وانها وصلت الآن إلى
مرحلة الاقتناع الكامل بالإسلام وأصبحت مسلمة كاملة تؤدي
فروض الصلاة وتقرأ القرآن الكريم وبعض كتب التوحيد
والسيرة النبوية والسنة الشريفة.
وقالت إنها ستؤدي العمرة في رمضان القادم، وأنها تشعر حاليا
براحة نفسية وطمأنينة كاملة وتجد كل معاملة طيبة من الذين
حولها..
وفيما يلي نص الحوار..
- ما هي أوضاعك حاليا؟
- بعد أن عدت إلى البيت، قام أهلى بعمل جلسات دينية لي وأشكر الله سبحانه وتعالى أنني بفضله أصبحت في وضع أحسن بكثير مما كنت فيه.
- يعني هل تمت العودة تماما للاسلام؟
- الحمد لله.
- الفترة التي غبت فيها عن البيت، تزامنت مع قضية وفاء قسطنطين، مما جعل الصحف تثير موضوعك في ذلك الوقت.. هل كنت تتابعين ذلك؟
- لم أكن متابعة تماما، لكن كنت أعرف بعض الأخبار.
- أين كنت وقتها؟
- كنت أقيم في شقة استأجرتها في منطقة "15 مايو" المتاخمة لحلوان جنوب القاهرة.
- هل كان أحد يعرف مكانك؟
- لا
- الكلام الذي أثير أنك اقمت في هذه الشقة لمدة شهر ثم انتقلت للإقامة في الكنيسة؟
- هذا غير حقيقي، فطول الفترة التي ابتعدت فيها عن بيت أسرتي، كنت أما ضيفة عند بعض صديقاتي أسبوعا ليس أكثر، أو في شقق أستأجرتها في أماكن مختلفة، بالإضافة إلى أن الكنيسة مكان للعبادة فقط وليس للسكن أو شيء من هذا.
- هل كنت تذهبين إلى الكنيسة في هذه الفترة؟
- نعم كنت أذهب إلى الكنيسة للصلاة العادية.
- هل تم تعميدك في أول الفترة التي غبت فيها عن البيت؟
- أنا لم يتم تعميدي أصلا.
- يعني ليس حقيقيا أنه تم دق صليب على يدك؟
- أنا قمت بدق الصليب من غير معمودية "تعميد". المعمودية شئ، ودق الصليب شئ آخر مختلف تماما.
- هل تعنين أن المعمودية تتم بواسطة الكنيسة فقط؟
- نعم، المعمودية تتم داخل الكنيسة بواسطة القسيس أو الأب الكاهن.
- إذن أين قمت بدق الصليب على يدك؟
- هناك أناس يشتغلون في ذلك، مثلما عند المسلمين في الموالد، ففي يوم شم النسيم أنا كنت في رحلة مع أصدقائي لدير مار جرجس في منطقة الخطاطبة بالأسكندرية، ووجدت شخصا لا علاقة له بالدير أو الكهنة، وإنما يقوم فقط بدق الصليب على يد من يريد، أو أن يرسم مثلا صورة للعذراء لمن يطلب ذلك، فطلبت منه أن يدق لي الصليب.
- في ذلك الحين هل كانت تمارس عليك ضغوط من أحد؟
- إطلاقا.
- يعني لم تدخلي على البال توك في الانترنت وتأثرت به؟
- أنا بالفعل دخلت على البال توك، وكنت أسمع الغرف الخاصة بهم، وكنت أعرف أناسا كثيرين منهم، معظمهم مسيحيون.
- هل تلك هي بداية تنصيرك؟
- لا البداية لم تكن على البال توك. بداية التنصير كانت في الجامعة وأنا طالبة.
- كم سنة مرت على ذلك؟
- من حوالي 4 سنوات ونصف أو 5 سنوات.
- كنت في كلية الأداب في جامعة حلوان، في أي سنة كنت؟
- كنت في السنة الثانية.
- متى تخرجت؟
- أنا لم أكمل دراستي الجامعية. ما أريد قوله أن البال توك والنت ليس لهما علاقة أساسية بموضوع تنصيري الذي بدأ من جامعة حلوان وانتهى بقناعة شخصية مني نتيجة لما كنت أسمعه منهم وممن هم على البال توك، وعلى الجانب الآخر لم يتح لي أن أسمع من المشايخ.
- ألم تسألي أي شيخ عن ما سمعته من أشياء وأقتنعت بها؟
- في البداية كنت أحاول أن أسأل ولكن عدم الاهتمام من بعض المشايخ أو الشريحة التي كنت أتجه لها، جعلني اقتنع أكثر. القسيس أو الشاب المسيحي أو البنت المتنصرة يدعون لدينهم بكل قوة.
- المنصرة أم المتنصرة؟
- المتنصرة.
- تقصدين كانت مسلمة وتنصرت؟
- نعم.
- هؤلاء كانوا معك في الجامعة؟
- نعم.
- هل هناك تنصير في الجامعة؟
- أنا تعرفت في الجامعة على 6 بنات و3 شبان متنصرين.
- هل أعلنوا ذلك أم سرا؟
- في البداية كان سرا، وبعد ذلك أعلنوه، فمن سافر للخارج منهم قال إنه تنصر، ومن تركت أهلها، أخبرتهم بأنها مسيحية، وبقيت فترة بعد ذلك في مصر إلى أن سافرت.. مثل تلك النماذج يعني.
- كلهم سافروا للخارج؟
- منهم من لا يزال في مصر.
- هل يعيشون حياة عادية؟
- نعم ويعيشون في بيوت أهاليهم وكلهم تنصروا معهم.
- تقصدين أن عددا منهم نجحوا في تنصيرهم أهاليهم؟
- نعم.
- لم يسمع أحد عن ذلك من قبل، أنا أسمعه منك الآن لأول مرة؟
- ليس الموضوع إنني أنا الذي أقول ذلك لأول مرة، هو موضوع شائك بالنسبة للكثيرين ولا أحد يتكلم فيه، لكن هذه أول مرة واحدة تذهب للمسيحية وتعود، فمن ذهبت وعادت هي أقدر واحدة تستطيع أن تتكلم عن المتنصرين وما يحصل بينهم.
- هل المجموعة التي قامت بتنصيرك في الجامعة هي ظاهرة موجودة في معظم الجامعات المصرية؟
- من المجموعة التي عرفتها، وبعد ذلك الناس الذين استطعت أن أقابلهم في الكنائس، أرى أن الموضوع منتشر جدا.
- هل نجحوا في تنصير عدد كبير؟
- نعم.
- ما الأسباب في رأيك؟
- غياب الوعي الديني الإسلامي سبب الأعداد الكبيرة من المتنصرين، بالإضافة إلى أن أغلب المشايخ يخافون أن يتكلموا في ذلك حتى لا يتهموا بإثارة الفتنة الطائفية، وبالتالي يفضلون الإبتعاد عن ذلك الموضوع.
- هل أسرهم من أوساط إجتماعية عادية أم مرتفعة؟
- هناك من ينتمي لوسط إجتماعي عال وهناك من ينتمي لعائلات متوسطة المستوى، أو عائلات فقيرة من الأرياف. وهناك رجال تنصروا وأعرفهم يمتلكون شركات، أي أن مستواهم المادي مرتفع جدا.
- هل تقبل الكنائس مباشرة تنصرهم؟
- الطبيعي عندما أذهب وأقول اريد ان اتنصر يا جماعة وأريد أن تعمدوني، أن يسألوني عن معلوماتي عن الدين، ولماذا تريدين أن تتعمدي، وكيف تعرفت على الدين.. وعندما اقول أنا عندي معلومات كذا وكذا، يسألوني عن المصدر الذي عرفت منه ذلك، فإذا قلت إنني قرأت ذلك في كتاب معين، يسألونني من ساعدك في ذلك. إنهم يشترطون أن يعرفوا معلومات كاملة. هذه معظم الحالات التي عرفتها.
- هل هناك من تنصر ويعيش مع أسرته ولا يعرفون شيئا من أمره؟
- هناك كثيرون تنصروا ويعيشون مع أهلهم دون أن يعلموا عنهم شيئا. مثلا كان لي صديقات، كنا نتقابل في أي مكان ويرتدين غطاء رأس عاديا، وبمجرد أن ندخل الكنيسة يخلعن غطاء الرأس ويمارسن حياتهم الكنسية المسيحية بطريقة عادية جدا.
- هل هذه الأعداد كبيرة بمعنى أنها تعتبر ظاهرة في مصر؟
- أنا مثلا عندما أعرف 20 واحدة فهذا العدد يعتبر كبيرا، مثلا هناك واحدة غيري تعرف 20 أيضا بينهم 5 ممن أعرفهم، معنى ذلك أن العدد الإجمالي لمن أعرفه أنا وصديقتي من هؤلاء 35 متنصرة. أنا عن نفسي تعرفت على أعداد كثيرة جدا.
- كيف كان تأثير موضوع وفاء قسطنطين عليهن؟
- أنا لا استطيع أن أقول رأيا في هذا الموضوع، لأنه في الفترة التي تفجر فيها موضوع وفاء قسطنطين" زوجة القس التي أسلمت وتسببت في مظاهرات المسيحيين في مصر قبل عدة شهور"، لم أكن أتابع الأخبار جيدا ولم أكن مهتمة بها. أنا كنت حديثة الدخول في المسيحية، وكان السؤال الذي يهمني يتعلق بالذي سوف أعمله أنا شخصيا، فموضوع وفاء حصل بعد خروجي أنا تقريبا من البيت بيومين ثلاثة وليس أكثر، الموضوع لم يكن يشغلني كثيرا كما شغلني موضوعي الشخصي في ذلك الحين وما أنوي أن أفعله .
- هل كنت تخوضين معركة نفسية داخلك في الفترة الأولى لتنصرك، يعني شعرت بنوع من تأنيب الضمير، وتريدين أن تعودي للإسلام ولا تستطيعين؟
- عندما تركت البيت، كان قد مر على حالة الشك التي كنت فيها أكثر من أربع سنوات، الآن بالفترة التي غبتها عن البيت وهي 5 شهور، ثم الشهران اللذان مرا على عودتي للبيت، يصبح المجموع 5 سنوات تقريبا، فمرحلة ترك البيت لم تكن أول مرحلة في تنصيري.
- طوال هذه السنين ألم تجلسي مرة أمام التليفزيون وتستمعي للداعية عمرو خالد مثلا أو أي من الدعاة الجدد؟
- نعم كنت أجلس وأسمع، وكنت مشتركة في موقع الشيخ عمرو خالد على النت، وكان اسمي "الراجية لعفو الله" وكنت أسمع للرأي والرأي الآخر.
- هل كنت تسألين؟
- المشكلة أن ما كنت أسأله كان يتعلق بأشياء تؤرقني كشبهات في الدين الإسلامي أو عن أشياء كان الآخرون يحببونني فيها بشأن الدين المسيحي، وكان يرفضون أن أسأل في هذه الأشياء. المسموح فقط أن أسأل في أمور الصلاة والدين والمعاملات.
- هل هذا كان بالنسبة لعمرو خالد؟
- أنا لم أقابل عمرو خالد وإنما ذلك يتعلق بشيوخ آخربن وأئمة مساجد ومدرسين في معاهد إعداد دعاة.
- ألم تسألي من خلال موقعه؟
- كنت ابعث "ايميلات" كثيرة جدا عبارة عن أسئلة أحتاج الرد عليها، ولم يجبني أحد إطلاقا.
- أعلم أنك مثقفة وتحفظين بعض سور القرآن الكريم، ألم تحاولي البحث بنفسك في الكتب والمراجع الإسلامية؟
- حاولت، لكني لم استطع أن أصل بنفسي، ومع الشيوخ أيضا لم استطع أن أصل، فأحدهم اتهمني بالكفر وصرخ في وجهي لمجرد أن قلت أن هناك آية قرآنية وحديث نبوي على قدر فهمي لهما، يتعارضان مع بعضيهما.
- هل هذه الشبهات أثيرت في نفسك من المنصرين؟
- لا.. أثيرت قبل أن التقي بالمنصرين. هم استغلوا هذه النقطة، فعندما تكلمت مع بعض صديقاتي عن انني متضايقة بسبب أن الشيخ الفلاني صرخ في وجهي لأنني سألت سؤالا معينا، قلن لي إنهن أيضا معهن سؤال يردن إجابته ما دمت على إتصال بالشيوخ. طبعا لم يكن يردن أن يعرفن الإجابة، إنما ليزدن الشك عندي.. ثم آخذ الأسئلة وأحاول أن أحضر إجاباتها فلا أجد، فتزيد إتساعا الهوة التي بيني وبين الإسلام والشيوخ، وفي نفس الوقت المتنصرون يقربونني منهم بكلمات عقلية، بالإضافة إلى أن إحدى صديقاتي كانت تنصرت هي وأهلها كلهم، ذهبت مرة عندها لأذاكر...
- كنت تعرفين أنها تنصرت؟
- كنت أعرف، لكنني فوجئت بالقسيس عندهم في البيت، عندها أخبرتني بأن البيت كله متنصر. عرفت أن هذا القسيس يزورهم مرتين في الشهر، أي مرة واحدة كل 15 يوما، وعندما جلست معه وبدأت أتكلم، أخذت زياراته لبيت صديقتي تصل إلى 4 مرات في الأسبوع، مثل هذا يهتم بي جيدا ويعطيني كل وقته، بينما بعض مشايخ المسلمين لا يهتمون أبدا، وهناك من لا يفكر في أن يجيبني بمجرد أن عرف أنني أسأل في شبهات، وهناك شيخ قال لي " انت لا تستحقين أن أضيع وقتي من أجلك"..
بنت مسلمة تسأل في أشياء في دينها جعلتها تتشكك، هل لا تستحق أن تعطيها بعضا من وقتك، وشخص آخر يعرف أنني مسلمة " تقصد القسيس الذي قابلته في بيت صديقتها" وهو كاهن مسيحي، عنده استعداد أن يأتي ويجلس معي ساعتين أو ثلاث 4 مرات أسبوعيا, وعندما أقول له أنه غلطان في مسألة معينة، يتقبل رأيي بصدر رحب ويقول لي "إنه سيثبت لي ما إذا كان غلطانا أم لا، وأنت ابحثي وحاولي أن تثبتي لي ما إذا كنت على خطأ".
- ربما يكون هذا القسيس كان أكثر تأثيرا عليك في تحولك للمسيحية؟
- عدم إهتمام المسلمين والشيوخ وعلى العكس إهتمام القسيس والشباب المتنصر أو المسيحي كان أكثر الأشياء التي تأثرت بها.
- هل هناك أسر تنصرت وتركت القاهرة غير الذين سافروا للخارج؟
- هناك أسرتان تركتا القاهرة إلى خارجها.
- كم عدد أفراد الأسرتين؟
- أسرة زميلي، هو خارج مصر، وأمه وأبوه وثلاث شقيقات بنات وشقيق واحد يقيمون في منطقة في شمال القاهرة. والأسرة الثانية مكونة من أب وأم وبنت وهي صديقتي وعمها وثلاثة أبناء لعمها وبنتين وزوجة عمها.