المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طوبى للغرباء (مَرْثِيّة أَخِيرَة لِوَفَاء إِدْرِيس)



فارس العشق
20 - 04 - 2005, 01:05
طوبى للغرباء
مَرْثِيّة أَخِيرَة لِوَفَاء إِدْرِيس



اخْتَارَتْ كَيْفَ تَمُوتْ
طَرَقَتْ بَابَ الْجَنَّةِ
فَانْتَثَرَتْ أَجْزَاءً صُغْرَى
فِي أَطْهَرِ مَلَكُوتْ
اخْتَارَتْ كَيْفَ تَمُوتْ
لِتَعِيشَ بِلاَدٌ كَانَتْ فَوْقَ سَفِينَةْ
اِسْتَهَمُوا...
ألقَوْهَا... فِي بَطْنِ الْحُوتْ
مَاتَتْ
كَسَرَتْ سِنّاً مِنْ أَسْنَانِ الْحُوتْ
كَيْ تَتَّسِعَ الفُرْجَةُ
أَمَلاً أَنْ تَنْبُذَهَا كَفُّ الْقُدْرَةِ
لِعَرَاءٍ أَلْبَسَهُ الإِيمَانُ ثِيَابَ الْيَقْطِينْ
اخْتَارَتْ حِينَ اقْتَنَعَتْ أَنَّ "جِنِينْ"
لَيْسَتْ "مَكَّةْ"
"شَارُوناً"
لَيْسَ رَسُولَ اللهْ
فَالآنْ...
مَنْ دَخَلَ الْمَسْجِدَ لَيْسَ بِآمِنْ
مَنْ أَغْلَقَ بَابَ الدَّارِ عَلَيْهِ
لَيْسَ بِآمِنْ
مَنْ يَدْخُلْ دَارَ أَبِي سُفْيَانٍ
لاَ يَأْمَنُ أَلاَّ يَرْجِعَهُ
خَوْفاً مِنْ سَادَةِ دَارِ النَّدْوَةْ!!

اخْتَارَتْ...
فِي وَقْتٍ لَمْ يَمْلِكْ بَعْضُ السَّاسَةِ
مِنْ أَمْرِهِمُ الْخِيَرَةْ
وَقَفُوا مَكْتُوفِي الأَيْدِي
وَفُلُولُ اللَّيْلِ أَمَامَ الأَقْصَى
تَتَرَبَّصُ بِالنُّورِ الْخَارِجِ لِلدُّنْيَا وَالْفَجْرْ
كُلٌّ أَشْهَرَ سَيْفََهْ
عَزَمُوا أَنْ يُضْرَبَ ضَرْبَةَ رَجُلٍ وَاحِدْ
حَتَّى يَتَفَرَّقَ دَمُهُ
بَيْنَ قَبَائِلِ أُورُوبَّا وَالأَمْرِيكَانْ...
صَوْتُ أَبِي لَهَبٍ يَأْتِي مِنْ مَوْضِعِ زَعْمِ الْهَيْكَلِ:
"تبّاً لِلنُّورِ...
سَيُظْهِرُ زَيْفَ مَزَاعِمِنَا"
كَانَ أَبُو جَهْلٍ يُرْسِلُ أَخْبَارَ الْخَزْرَجِ وَالأوْسْ
وخِلاَفِهِمُ
عَبْرَ الأَجْهِزَةِ اللاّسِلْكِيَّةِ "لِلدَّجَّالْ"
و"ابْنُ أُبَيٍّ" بِبُرُودٍ
كَانَ يُتَابِعُ حَجْمَ الْمَوْقِفِ عَبْرَ "الإِنْتَرْنِتْ"
أَمَّا الْعَرَبُ... فَقَالَ صَدِيقِي "أَحْمَدُ":
"كَانُوا يَسْتَمِعُونَ لإِحْدَى أُغْنِيَّاتِ "السِّتّ"
(طُولْ عُمْرِي بَاخَافْ مِ الْحُبّ...)
"الْحُبّ؟!!!"
مِنْ أَيّ الأَشْيَاءِ إِذَنْ لاَ يَخْشَى الْعُرْبْ؟!!!
أَصْحَابُ التَّنْدِيدِ وَأَرْبَابُ الشَّجْبْ!!
وَقَفُوا مَشْلُولِينَ...
وَيُوسُفُ مُلْقَىً ثَانِيَةً فِي بَطْنِ الْجُبّ!

فِي وَقْتِ اخْتَارَ الْعُرْبُ السِّلْمَ
بِشَرِّ سُكُوتْ
نَطَقَتْ أَجْزَاءٌ صُغْرَى
تَتَطَايَرُ فِي أَطْهَرِ مَلَكُوتْ
فِي وَقْتِ أَحَسَّتْ بِالْغُرْبَةْ
اخْتَارَتْ كَيْفَ تَمُوتْ

طُوبَى لِلْغُرَبَاءْ...
طُوبَى لِلْغُرَبَاءْ...
عَادَ الإِسْلاَمُ غَرِيباً
... فَامْتَلِئِي يَا أَرْضَ الأَقْصَى
... بِالشُّهَدَاء

فارس العشق

عاشق السمراء
20 - 04 - 2005, 01:15
مساااااااااااء جميل ...

،،،

هو رثاء في حضور العروبة ..

سطور مثقلة ..

ومعاني مذهلة ..

مرثية ............ تسرد حقيقتنا !!



(( فارس العشق ))


ابحار منهزم ..
لعروبة مهزومة ..
يبقى الحرف مميز .......!!

Mirna
20 - 04 - 2005, 16:55
عزيزي فارس العشق .

سلمت يداك ما خطت من إبداع .

كل حرف من حروفك ينطق بالحقيقة المرة للأسف .

تحية احترام لك ولإبداعك .