كلمة حق
15 - 04 - 2005, 04:27
أنوار العبادة تتلألأ من بين وجنتيه ومخافة الله تسكن جنبيه!!...
طيب الأخلاق , ونبل الكرم من صفة سمته , وعنوان روحه!!...
عالما معلما في حديثه , غير خائف إلا من الله معبود ه وخالقه !!!..
عظيم المهابة في هيئته , ويصدع بالحق من لسان صدق قوله !!!..
إنه رجلا من رجال الأمة الإسلامية!!..
رجال يحملون كتاب الله بين جنبات صدورهم ليهتدون به ,
ويقتدون بسنة النبي الأميّ عليه أفضل الصلاة والسلام وصحبه !!..
إنه مفتي السلطان سليم – تاسع ملوك آل عثمان –الذي خنق أخوته وقتل
سبعة عشر من أهل بيته خوفا على أن يزاحموه في سلطان ملكه ..
الوزراء وأهل الديوان وجلون وخائفون من هيبة وبطش السلطان ,
وإذ بالمفتي الشيخ الجليل الجريء يدخل دار السلاطين ويطلب منهم إذنا
ليدخل على بلاط الحكم ويكلم السلطان ملكهم ,ويناديه بقوة الإيمان
وثبات العقيدة دون أن يخشى سطوته وجبروته ,وقد حفظ حديث
الرسول صلى الله عليه وسلم بين جنبات صدره :
عن عبد الله بن عمرو سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
(إذا رأيتم أمتي تهاب الظالم أن تقول له : إنك أنت ظالم ، فقد تودّع منهم)... مسند أحمد ..
بكل جرأة وقوة يقول المفتي الشيخ للسلطان :
( وظيفة أرباب الفتوى أن يحافظوا على آخرة السلطان , وقد أمرت بقتل
مائة وخمسين من العمال لا يجوز قتلهم شرعا فعليك بالعفو عنهم )
كيف يقول قولته , وليس هناك من أحد يجرؤ على أن يكلمه ؟؟....
السلطان يجيبه وهو يتميز غيظا وحنقا من جرأته
(تتعرض لأمر السلطنة وليس ذلك من وظيفتك ؟؟...)
يجيبه الشيخ الجليل وهو يعلم أن العدل والإصلاح ,
والنصح والتناصح هو بيت وأساس الملك ...
( بل أتعرض لأمر آخرتك وإنه من وظيفتي , ومهما عشت فإنك ميت ,
ومعروض على الله , وواقف بين يديه للحساب , فإن عفوت فلك النجاة ,
وإلا فأمامك جهنم , لا يعصمك منها ملكك , ولا ينجيك سلطانك ) ..
فاروق الأمة وأميرها العادل عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – يقول :
(من رأى منكم فيّ اعوجاجا فليقومه )
فقام رجل فقال:
( لو رأينا فيك اعوجاجا لقومناه بسيوفنا )
فيرد عليه فاروق الأمة ويقول :
( الحمد لله الذي جعل في المسلمين من يقوم اعوجاج عمر بسيفه)
ترى ما يفعل السلطان سليم مع هذا المفتي الدمشقي الذي اقتحم عليه
خلوته ولم يخشى على نفسه من سطوته وجبروته ؟؟..
هل يأمر أن يزجّوه في غيابات السجن ؟؟..
أم سيأمر بجلده أمام العيان ؟؟..
وإذا بالسلطان المتجبر يجد نفسه ذليلا متواضعا أمام قول المفتي
الذي لا يصدع إلا بقول الحق , وكلمة الصدق , ومن ثم يلتزم بما أمره به
المفتي الشيخ ,ويصدر أمرا بالعفو عن العمال الذي أمر بقتلهم !!...
إنه المفتي الدمشقي :
علاء الدين بن أحمد الجمالي
المفتي الذي كان قد تولى التدريس والتعليم ستا وعشرين سنة على
عهد السلطان بيازيد ,والسلطان سليم, وابنه السلطان سليمان القانوني ...
صاحب بناء ( التكية الكبرى في دمشق )
كأن الله أراد أن يلقي هيبته ووقاره في قلب السلطان
ويمتثل لكل أوامره ويجيب على كل مطالبه ..
لأنه لم يكن يرغب إلا النصح والرشد والهدي والصلاح لولاة أمره ...
و لم يكن يهمه عطايا السلطان ولا الملوك .. بل كان يريد أن يجعل
الله له لسان صدق في الآخرين دون خوف ولا وجل إلا من الله رب العالمين ..
إنه كان يلبس عظمة العلماء في هيبته ,
وحلة الوقار والتقى الهدي والإيمان في قوله ..
لم يهدأ له بال ولم تنم له عين إذا ما رأى من السلطان اعوجاجا حتى يقومه !!..
في الطريق وهو يودع السلطان رأى أربعمائة رجل مشدودين
في الحبال يسوقهم جند السلطان ..
يسأل من حوله عن حال هؤلاء ..فيقولون له :
إنهم خالفوا أمر السلطان ويجب علينا قتلهم ..
وقف على الملأ وهو ينادي بأعلى صوته ليصدح بالحق
أمام الجموع المحتشدة أيها السلطان :
( هؤلاء لا يحل قتلهم )!!!!........
ويأتيه الجواب من السلطان :
إلى متى وأنت تتدخل بأمور السلطنة , الزم حدك , واشتغل بوظيفتك !!..
أما لك وظيفة تقتصر عليها ؟؟.. أما لك عمل تعمل به ؟؟..
يرد عليه بقوة الإيمان وثبات العقيدة :
(تلك هي وظيفتي وعملي أيها السلطان , فإن سمعت نَجوت ,
وإلا لقيت ملكاً هو أقدر عليك , منك عليهم )..
وأدار ظهره ومشى بعد أن علم أنه قد بلغت كلمته
مسامع السلطان وقد عفى عنهم ..
ألوف مؤلفة من الرجال الأبرار الكرام سبقونا يا أمة الإسلام ..
رجال كانت شهادتهم سراجا مضيئا وعلامات هادية
لمن كان يرجو الصلاح والهدي والرشد والإيمان !!...
منقول
طيب الأخلاق , ونبل الكرم من صفة سمته , وعنوان روحه!!...
عالما معلما في حديثه , غير خائف إلا من الله معبود ه وخالقه !!!..
عظيم المهابة في هيئته , ويصدع بالحق من لسان صدق قوله !!!..
إنه رجلا من رجال الأمة الإسلامية!!..
رجال يحملون كتاب الله بين جنبات صدورهم ليهتدون به ,
ويقتدون بسنة النبي الأميّ عليه أفضل الصلاة والسلام وصحبه !!..
إنه مفتي السلطان سليم – تاسع ملوك آل عثمان –الذي خنق أخوته وقتل
سبعة عشر من أهل بيته خوفا على أن يزاحموه في سلطان ملكه ..
الوزراء وأهل الديوان وجلون وخائفون من هيبة وبطش السلطان ,
وإذ بالمفتي الشيخ الجليل الجريء يدخل دار السلاطين ويطلب منهم إذنا
ليدخل على بلاط الحكم ويكلم السلطان ملكهم ,ويناديه بقوة الإيمان
وثبات العقيدة دون أن يخشى سطوته وجبروته ,وقد حفظ حديث
الرسول صلى الله عليه وسلم بين جنبات صدره :
عن عبد الله بن عمرو سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
(إذا رأيتم أمتي تهاب الظالم أن تقول له : إنك أنت ظالم ، فقد تودّع منهم)... مسند أحمد ..
بكل جرأة وقوة يقول المفتي الشيخ للسلطان :
( وظيفة أرباب الفتوى أن يحافظوا على آخرة السلطان , وقد أمرت بقتل
مائة وخمسين من العمال لا يجوز قتلهم شرعا فعليك بالعفو عنهم )
كيف يقول قولته , وليس هناك من أحد يجرؤ على أن يكلمه ؟؟....
السلطان يجيبه وهو يتميز غيظا وحنقا من جرأته
(تتعرض لأمر السلطنة وليس ذلك من وظيفتك ؟؟...)
يجيبه الشيخ الجليل وهو يعلم أن العدل والإصلاح ,
والنصح والتناصح هو بيت وأساس الملك ...
( بل أتعرض لأمر آخرتك وإنه من وظيفتي , ومهما عشت فإنك ميت ,
ومعروض على الله , وواقف بين يديه للحساب , فإن عفوت فلك النجاة ,
وإلا فأمامك جهنم , لا يعصمك منها ملكك , ولا ينجيك سلطانك ) ..
فاروق الأمة وأميرها العادل عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – يقول :
(من رأى منكم فيّ اعوجاجا فليقومه )
فقام رجل فقال:
( لو رأينا فيك اعوجاجا لقومناه بسيوفنا )
فيرد عليه فاروق الأمة ويقول :
( الحمد لله الذي جعل في المسلمين من يقوم اعوجاج عمر بسيفه)
ترى ما يفعل السلطان سليم مع هذا المفتي الدمشقي الذي اقتحم عليه
خلوته ولم يخشى على نفسه من سطوته وجبروته ؟؟..
هل يأمر أن يزجّوه في غيابات السجن ؟؟..
أم سيأمر بجلده أمام العيان ؟؟..
وإذا بالسلطان المتجبر يجد نفسه ذليلا متواضعا أمام قول المفتي
الذي لا يصدع إلا بقول الحق , وكلمة الصدق , ومن ثم يلتزم بما أمره به
المفتي الشيخ ,ويصدر أمرا بالعفو عن العمال الذي أمر بقتلهم !!...
إنه المفتي الدمشقي :
علاء الدين بن أحمد الجمالي
المفتي الذي كان قد تولى التدريس والتعليم ستا وعشرين سنة على
عهد السلطان بيازيد ,والسلطان سليم, وابنه السلطان سليمان القانوني ...
صاحب بناء ( التكية الكبرى في دمشق )
كأن الله أراد أن يلقي هيبته ووقاره في قلب السلطان
ويمتثل لكل أوامره ويجيب على كل مطالبه ..
لأنه لم يكن يرغب إلا النصح والرشد والهدي والصلاح لولاة أمره ...
و لم يكن يهمه عطايا السلطان ولا الملوك .. بل كان يريد أن يجعل
الله له لسان صدق في الآخرين دون خوف ولا وجل إلا من الله رب العالمين ..
إنه كان يلبس عظمة العلماء في هيبته ,
وحلة الوقار والتقى الهدي والإيمان في قوله ..
لم يهدأ له بال ولم تنم له عين إذا ما رأى من السلطان اعوجاجا حتى يقومه !!..
في الطريق وهو يودع السلطان رأى أربعمائة رجل مشدودين
في الحبال يسوقهم جند السلطان ..
يسأل من حوله عن حال هؤلاء ..فيقولون له :
إنهم خالفوا أمر السلطان ويجب علينا قتلهم ..
وقف على الملأ وهو ينادي بأعلى صوته ليصدح بالحق
أمام الجموع المحتشدة أيها السلطان :
( هؤلاء لا يحل قتلهم )!!!!........
ويأتيه الجواب من السلطان :
إلى متى وأنت تتدخل بأمور السلطنة , الزم حدك , واشتغل بوظيفتك !!..
أما لك وظيفة تقتصر عليها ؟؟.. أما لك عمل تعمل به ؟؟..
يرد عليه بقوة الإيمان وثبات العقيدة :
(تلك هي وظيفتي وعملي أيها السلطان , فإن سمعت نَجوت ,
وإلا لقيت ملكاً هو أقدر عليك , منك عليهم )..
وأدار ظهره ومشى بعد أن علم أنه قد بلغت كلمته
مسامع السلطان وقد عفى عنهم ..
ألوف مؤلفة من الرجال الأبرار الكرام سبقونا يا أمة الإسلام ..
رجال كانت شهادتهم سراجا مضيئا وعلامات هادية
لمن كان يرجو الصلاح والهدي والرشد والإيمان !!...
منقول