انتقال العرب إلى عمان بعد فتحها
جاءت إلى عمان قبائل كثيرة من الأزد ؛ فأول من لحق بمالك من الأزد عمرو بن عامر ماء السماء وولداه الحجر والأسود , وتفرعت من الحجر والأسود بعمان قبائل كثيرة .
ثم جاء ربيعة بن الحارث بن عبدالله بن عامر الغطريف وأخوته ؛ ثم جاء ملارس بن عمرو بن عدي بن حارثة فدخل في هداد ؛ ثم جاء عمران بن عمرو ابن الأزد ؛ ثم جاء اليحمد بن حمي ؛ ثم جاءت بنو غنم بن غالب , ثم جاءت الحدان وأخوها زيد وهو الندب الأصغر ؛ ثم معولة وهم بنو شمس ؛ ثم جاءت الندب الأكبر وجاءت الصيق وجاء ناس من بني يشكر وجاء ناس بن بني عامد وجاءت ناس من خوالة .
جاءت هذه القبائل كلها على راياتها لا يمرون بأحد إلا أكلوه حتى وصلوا عمان فملئوها وأقاموا في بلد ريف وخير واتساع , وسمت الأزد عمان عمانا لأن منازلها كانت على واد لهم بمأرب يقال له عمان فشبهوها به ؛ والعجم تسميها مزونا .
إن كسرى سمي عمان مزونا = ومزون يا صاح خير بلاد
بلدة ذات مزرع ونخيــــــــل = ومراع ومشرب غير صاد
فلم تزل الأزد تنتقل إلى عمان حتى كثروا بها وقويت يدهم واشتدت شوكتهم ملئوها حتى انتشروا إلى البحرين وهجر .
ثم نزل عمان من غير الأزد سامة بن لؤي بن غالب فنزل بتوام في جوار الأزد وزوج ابنته هند بنت سامة بالأسد بن عمران بن عمرو بن عامر فولدت له العتيك بن الأسد ؛ قال العوتبي : وبنو سامة اليوم بتوام ؛ قال وفيها ناس من بني سعد وناس من بني عبد القيس ؛ ونزل بعمان ناس من بني تميم منهم آل جزيمة ابن خازم وغيرهم .
ونزلها أيضا قوم من بني النبيت من الأنصار في الجاهلية ومنزلهم في قرية يقال لها ضنك من عمل السر ؛ ونزلها بنو قطن من الأنصار ومنازلهم عبري والسليف وتنعم من أرض السر . ونزلها ناس من بني الحارث ابن كعب ومنازلهم بضنك . ونزلها قوم من قضاعة من بني المقين بن جسر نحو مائة رجل منازلهم بضنك . ونزلها ناس من بني رواحة ابن قطيعة بن عبس منهم أبو الهشم العبيسي الرواحي .