المشهد السادس عشر
وفي الصباح دبت الحركة في أرجاء القصر .. وتناقل الجنود أخبار المتسلل للقصر في الليلة الماضية .. وعلم رئيس الجنود ( العاشق ) والوزير ( رحال ) بالقصة أيضا من الجنود الذين كانوا في مناوبة الحراسة حينها ..
كان الملك ( ضيف المهاجر ) قد تأخر قليلا عن موعده للقاء الوزير ورئيس الجنود في مجلس المملكة .. طبعا بسبب السهر بالليلة الماضية .. لذا فضل الوزير ان يعرف قصة هذا الرجل الذي تسلل للقصر ومعه خنجره كأنه ينوي قتل أحدهم ..
فتحت الزنزانة ودخلها جنديان وقف ( الإمبراطور ) على اثر دخولها مثقلا بما كبلت به يديه ورجليه وأخذ يناظرهما بحذر .. وهنا دخل الوزير ( رحال ) مع رئيس الجنود ( العاشق ) .. أخذا يناظرانه في محاولة لمعرفة هويته أو رسم ظن معين لها .. ولكنهما لم يفلحا ..
فتقدم منه الوزير قائلا : إذا أنت فارس زمانك لتتجرأ على فعلة لا ندري مغزاها الى الان , ولكنها لا تغتفر ..
صمت قليلا ثم أردف قائلا : من تكون ؟ ومن أي الممالك أنت ؟ فلا أظنك من مملكتنا !.
الإمبراطور : أدعى ( الإمبراطور ) و لست من مملكتكم .
الوزير : إذا ؟!
الإمبراطور : أنا جندي من جنود الملك ( العاشق المجنون ) ملك مملكة ( شمس النهار ) ..
رئيس الجنود ( العاشق ) : أها .. هذا يفسر بعض الأشياء ..
ورد الوزير على رئيس الجنود قائلا : صحيح .. ولكن أحب أن أسمع منه ..
ثم وجه نظره الى ( الإمبراطور ) وقال : هيا قص علي قصتك التي أتت بك الى هنا .
الإمبراطور : أنا رجل فقير من مملكة ( شمس النهار ) كنت أعمل في اسطبل الملك ( العاشق المجنون ) .. ولكن لسوء حالي وقلت ما أجني من عملي هذا .. ارغمت على العمل كجندي من جنود الملك منذ فترة .. ثم كلفت بمهمة قتل الملك ( ضيف المهاجر ) مقابل جائزة مالية .. تعيشني في حال افضل لبقية عمري .. فلم استطع أن أرفض .. وخصوصا بعد أن هددت بالقتل شنقا إن رفضت المهمة .. لذا جئت بالأمس لأنفذها .. وقد جرى ما جرى .. فأرجو الرحمة يا سيدي ..
العاشق : ترجو الرحمة .. يالك من غبي .. لا رحمة لك بعد عملك الشنيع .. واعترافك على نفسك .
فطأطأ ( الإمبراطور ) رأسه علامة على الخزي ..
الوزير رحال : ألم تعرف سبب طلبك الملك ( العاشق المجنون ) القيام بهذه المهمة ؟!
الإمبراطور : بلا يا سيدي .. قيل لي انه يريد الانتقام لمقتل ولديه الذين قتلا في حربه مع الملك ( ضيف المهاجر ) .
صمت الوزير رحال قليلا ثم قال : دعوه مكبلا هكذا إلى أن نرى بشأنه .
ثم غادر الوزير الزنزانة ..
وتبعه رئيس الحرس وهو يقول : وامنعوا عنه الطعام والشراب أيضا .
وخرج الجنديان بعدهما وأغلقا باب الزنزانة .. فابتسم ( الإمبراطور ) ابتسامته الماكرة ولكن كان يشوبها شيء من الخوف وكأنه لم يأمن العاقبة في هذه المغامرة التي قام بها هذه المرة .يطل الملك ( ضيف المهاجر ) كعادته بوجهه البشوش على جنوده ويأخذ مكانه المعتاد على كرسي الملك الفاخر .. ومثل كل يوم يكون الوزير ( رحال ) ورئيس الجنود ( العاشق ) جاهزين لتقديم أخر ما استجد من أمور المملكة بين يديه .. ويبدوا انهما اليوم يحملان شيء مهما .. فقد لاحظ ذلك من إسراعهما بالدخول وتقديم عبارات الطاعة واذن لهما بالجلوس ..
الملك : مالي اراكما على غير عادتكما اليوم ؟! هل استجد شيء من الأمور اليوم ؟
الوزير : هو ذاك يا مولاي .
الملك : وما هو ؟!
الوزير : الجندي الذي أمرت بسجنه في الليلة الماضية يا مولاي .
الملك : أه .. نعم .. لقد نسيت أمره .. ما قصته ؟
وحكى الوزير للملك القصة وعرفه من يكون ذلك الرجل وما هي المهمه التي أوكلها اليه ( العاشق المجنون .. وبعد انتهائه من ذلك .. قام الملك ( ضيف المهاجر ) الذي كان يستمع لحديث الوزير باهتمام كبير وتعجب من أمر ( الأمبراطور ) ..
الملك : إذا فـ ( العاشق المجنون ) لن يتركنا ننسى ما حدث .. ودائما يثير الأمر .. ويقلب المواجع القديمة وجراح الحرب ..
رئيس الجنود : يجب أن نضع حدا لهذه الأعمال التي يقوم بها يا مولاي .
الملك : صدقت أيها ( العاشق ) فقد زاد الأمر عن الحد .
الوزير : حان وقت القوة واختبار جنودنا في المعارك يا مولاي .
الملك : وبما اننا أقوى منه في الوقت الحالي فهذا انسب وقت لنعلنها حربا عليه .
رئيس الجنود : وقد علمت يا مولاي ان شعب مملكة ( شمس النهار ) قد طفح كيلهم مما يعانونه من فقر وظلم على يد ( العاشق المجنون ) .. حتى أن بعضهم يهاجر الى ممالك أخرى .. ومنهم من قدم إلى مملكتنا طالبا العيش .
أطرق الملك في تفكير قصير وقال لوزيره : بما ان هذا المدعو ( الامبراطور ) من جنود ( العاشق المجنون ) فهو يعرف مملكة ( شمس النهار ) جيدا .. أليس من الممكن أن يفيدنا في الحرب عليه .
الوزير : أعتقد ذلك يا مولاي .
رئيس الجنود : عفوا يا مولاي ولكنني لا أثق في مثل هذا الصنف من الرجال .. وخصوصا ان هناك احتمال ان يخوننا لأجل عائلته ومملكته .
الملك : فعلا .. لا نستطيع أن نأمن الغدر .. إذا فأبقوه في السجن حتى أنظر في أمره .
كان الملك ( ضيف المهاجر ) قد تأخر قليلا عن موعده للقاء الوزير ورئيس الجنود في مجلس المملكة .. طبعا بسبب السهر بالليلة الماضية .. لذا فضل الوزير ان يعرف قصة هذا الرجل الذي تسلل للقصر ومعه خنجره كأنه ينوي قتل أحدهم ..
فتحت الزنزانة ودخلها جنديان وقف ( الإمبراطور ) على اثر دخولها مثقلا بما كبلت به يديه ورجليه وأخذ يناظرهما بحذر .. وهنا دخل الوزير ( رحال ) مع رئيس الجنود ( العاشق ) .. أخذا يناظرانه في محاولة لمعرفة هويته أو رسم ظن معين لها .. ولكنهما لم يفلحا ..
فتقدم منه الوزير قائلا : إذا أنت فارس زمانك لتتجرأ على فعلة لا ندري مغزاها الى الان , ولكنها لا تغتفر ..
صمت قليلا ثم أردف قائلا : من تكون ؟ ومن أي الممالك أنت ؟ فلا أظنك من مملكتنا !.
الإمبراطور : أدعى ( الإمبراطور ) و لست من مملكتكم .
الوزير : إذا ؟!
الإمبراطور : أنا جندي من جنود الملك ( العاشق المجنون ) ملك مملكة ( شمس النهار ) ..
رئيس الجنود ( العاشق ) : أها .. هذا يفسر بعض الأشياء ..
ورد الوزير على رئيس الجنود قائلا : صحيح .. ولكن أحب أن أسمع منه ..
ثم وجه نظره الى ( الإمبراطور ) وقال : هيا قص علي قصتك التي أتت بك الى هنا .
الإمبراطور : أنا رجل فقير من مملكة ( شمس النهار ) كنت أعمل في اسطبل الملك ( العاشق المجنون ) .. ولكن لسوء حالي وقلت ما أجني من عملي هذا .. ارغمت على العمل كجندي من جنود الملك منذ فترة .. ثم كلفت بمهمة قتل الملك ( ضيف المهاجر ) مقابل جائزة مالية .. تعيشني في حال افضل لبقية عمري .. فلم استطع أن أرفض .. وخصوصا بعد أن هددت بالقتل شنقا إن رفضت المهمة .. لذا جئت بالأمس لأنفذها .. وقد جرى ما جرى .. فأرجو الرحمة يا سيدي ..
العاشق : ترجو الرحمة .. يالك من غبي .. لا رحمة لك بعد عملك الشنيع .. واعترافك على نفسك .
فطأطأ ( الإمبراطور ) رأسه علامة على الخزي ..
الوزير رحال : ألم تعرف سبب طلبك الملك ( العاشق المجنون ) القيام بهذه المهمة ؟!
الإمبراطور : بلا يا سيدي .. قيل لي انه يريد الانتقام لمقتل ولديه الذين قتلا في حربه مع الملك ( ضيف المهاجر ) .
صمت الوزير رحال قليلا ثم قال : دعوه مكبلا هكذا إلى أن نرى بشأنه .
ثم غادر الوزير الزنزانة ..
وتبعه رئيس الحرس وهو يقول : وامنعوا عنه الطعام والشراب أيضا .
وخرج الجنديان بعدهما وأغلقا باب الزنزانة .. فابتسم ( الإمبراطور ) ابتسامته الماكرة ولكن كان يشوبها شيء من الخوف وكأنه لم يأمن العاقبة في هذه المغامرة التي قام بها هذه المرة .يطل الملك ( ضيف المهاجر ) كعادته بوجهه البشوش على جنوده ويأخذ مكانه المعتاد على كرسي الملك الفاخر .. ومثل كل يوم يكون الوزير ( رحال ) ورئيس الجنود ( العاشق ) جاهزين لتقديم أخر ما استجد من أمور المملكة بين يديه .. ويبدوا انهما اليوم يحملان شيء مهما .. فقد لاحظ ذلك من إسراعهما بالدخول وتقديم عبارات الطاعة واذن لهما بالجلوس ..
الملك : مالي اراكما على غير عادتكما اليوم ؟! هل استجد شيء من الأمور اليوم ؟
الوزير : هو ذاك يا مولاي .
الملك : وما هو ؟!
الوزير : الجندي الذي أمرت بسجنه في الليلة الماضية يا مولاي .
الملك : أه .. نعم .. لقد نسيت أمره .. ما قصته ؟
وحكى الوزير للملك القصة وعرفه من يكون ذلك الرجل وما هي المهمه التي أوكلها اليه ( العاشق المجنون .. وبعد انتهائه من ذلك .. قام الملك ( ضيف المهاجر ) الذي كان يستمع لحديث الوزير باهتمام كبير وتعجب من أمر ( الأمبراطور ) ..
الملك : إذا فـ ( العاشق المجنون ) لن يتركنا ننسى ما حدث .. ودائما يثير الأمر .. ويقلب المواجع القديمة وجراح الحرب ..
رئيس الجنود : يجب أن نضع حدا لهذه الأعمال التي يقوم بها يا مولاي .
الملك : صدقت أيها ( العاشق ) فقد زاد الأمر عن الحد .
الوزير : حان وقت القوة واختبار جنودنا في المعارك يا مولاي .
الملك : وبما اننا أقوى منه في الوقت الحالي فهذا انسب وقت لنعلنها حربا عليه .
رئيس الجنود : وقد علمت يا مولاي ان شعب مملكة ( شمس النهار ) قد طفح كيلهم مما يعانونه من فقر وظلم على يد ( العاشق المجنون ) .. حتى أن بعضهم يهاجر الى ممالك أخرى .. ومنهم من قدم إلى مملكتنا طالبا العيش .
أطرق الملك في تفكير قصير وقال لوزيره : بما ان هذا المدعو ( الامبراطور ) من جنود ( العاشق المجنون ) فهو يعرف مملكة ( شمس النهار ) جيدا .. أليس من الممكن أن يفيدنا في الحرب عليه .
الوزير : أعتقد ذلك يا مولاي .
رئيس الجنود : عفوا يا مولاي ولكنني لا أثق في مثل هذا الصنف من الرجال .. وخصوصا ان هناك احتمال ان يخوننا لأجل عائلته ومملكته .
الملك : فعلا .. لا نستطيع أن نأمن الغدر .. إذا فأبقوه في السجن حتى أنظر في أمره .