المشهد الخامس عشر
أسدل الليل ستاره الأسود ودفنت الشمس الى مثواها اليومي والشفق الاحمر قد لوح بيده مبتعدا وقد وعد بالقدوم في الغد .. وهذه ليست بليلة ينيرها القمر على ما يبدوا فالغيوم تتدافع على احتضانه واحتضان النجوم التي تحاول التسلل من بين الغيوم لتطل على وجه الارض الحزين .. ولم يعد الجنديان قادران على راية ( الإمبراطور ) فاستسلما لذلك فأخذا يهتمان بنفسيهما ويرتبان مكان مبيتهما الى الصباح ..
– بقي القليل من الطعام دعنا ننهيه قبل ان نسلم اعيننا للنوم .
– كم انا متعب كثيرا .. ولكنني أحس بالجوع أكثر .
– سيأتي الصباح ونتلذذ بالطعام داخل المملكة .
ونام الاثنان بعد تلك الوجبة الصغيرة التي لم تشبعهما ولكنها تسكت الجوع .
أما ( الامبراطور ) فقد بدأ بالتحرك الى المملكة بعد أن تطمن أن العتمة أخذت راحتها في السيطرة على الوقت ..
– ما زلت أذكر طرقات هذه المملكة جيدا .. وأعرف أهلها .. هه .. يصفونهم أهالي الممالك الأخرى بالطيبين .. ولكن لا اعتقد انني مخطأ حين أصفهم بالسذج .. كيف ساصل الى قلعة الملك ( ضيف المهاجر ) ومخدعه لابد لي من الحذر الشديد .. فالملك ( ضيف المهاجر ) ليس .. كالملك الاحمق ( العاشق المجنون ) .
اتجه ( الإمبراطور ) الى البحيرة القريبة من قصر الملك وبكل هدوء .. وربط حصانه الى أحد الاشجار .. ثم بدأ بكل خفة بالمضي الى سور القصر من الجهة الجنوبية الغربية وكأنه يعلم أنها أصعب الجهات لللمراقبة بالسبة لجنود القصر .. وذلك لأن الاشجار تنتشر بكثافة فيها حتى تلامس السور .. كما ان حديقة القصر تصل ببعض اشجارها اليه .. تسلل ( الامبرطور ) خلالها حتى وصل للسور الذي كان مرتفعا جدا .. وبينما هو يحاول تسلقه سمع أحد الجنود يقول لأخر على ما يبدو ..
– هل كل شيء على ما يرام ؟
– أجل .. كالعادة .
– إنه دوري الان إذهب واسترح .
– حسنا .. اترك الامر لك .. ساعود لك بعد فترة .
كان هذا وقت تبادل الجنود للحراسة خلال طواف كل منهم على جزء من القصر .
استمر ( الإمبراطور ) في الصعود بمشقة واضحة جدا .. حتى وصل الى أعلى السور .
أمسك ( الامبراطور ) بطرف أسابعه السور من أعلى ودلى جسده وحاول النزول بهدوء .. ولكن لم يجد نفسه إلا وهو ينزلق بسرعة نحو الارض .. واحدث صوتا مرتفعا .. انتبه له الجندي الذي كان يمشي على مسافة ليست بالبعيدة الى حد ما.. فأسرع باتجاه الصوت .. كما اسرع ( الامبراطور ) باتجاه شجرة قريبة منه .. وهو يتألم من فعل السقطة .. ألقى الجندي نظرات التعجب والشك من حوله .. فلم ير ما يريبه .. ثم اقترب من الاشجار وكأنه شك بوجود شيء غريب خلف احداها .. فحس به ( الامبراطور ) فتناسى ألمه .. وعندما صار الجندي قريبا جدا منه .. تحرك ( الإمبراطور ) بسرعة وخفة وضرب براس الجندي في جذع الشجرة فسقط الجندي على الارض .. فضربه ( الامبراطور ) بقبضة خنجره ضربة في مأخرة الرأس أفقدته وعيه .. فسحبه الى خلف الشجرة .. ثم أخذ ( الامبراطور ) يتوجع من فعل السقطة واخذ نفسا عميقا لانه تخلص من الجندي .. ثم أخذ يمشي بسرعة وخفة خلف اشجار الحديقة حتى أخرها وبقي بينه وبين مدخل القصر الخلفي مسافة لا بأس بها .. أخذ يحبوها بروية وهو يرى احد الجنود على مسافة ليست بالبعيدة حتى وصل الى أحد الاعمدة فسمع بعض الجنود يتحدثون لبعضهم البعض .. فأخذ يلقي نظرة من مكانه على الجهة الخلفية من القصر ..
– كل النوافذ عالية كيف لا أمل في الدخول من أحدها .. ماذا سافعل الان ؟ لابد من الدخول من الجهة الامامية للقصر .
فكر قليلا في نفسه ثم أخذ نضرة من حوله بجميع الجهات .. ثم بدأ يحبو من جديد عائدا الى مكان الجندي الذي خبأه فاقدا للوعي .. فلبس ملابسه ليتنكر بها مع انها كانت كبيرة المقاس عليه قليلا .. وربطه ساقيه ويديه وكمم فمه بملابسه التي لم يعد في حاجة اليها .. وخرج من خلف الاشجار ليقف أمامها .. وما هي إلا لحظات سمع فيها أحد الجنود يقول :
– هيا حان دوري اذهب واسترح .
لم يرد ( الإمبراطور ) بسرعة على هذا الكلام .. ولكنه فضل قول كلمة واحدة فقط : حسنا .
وأسرع بخطاه نحو القصر كان يحيي الجنود الذين مر عليهم عند المدخل بصوت منخفض وغير واضح .
يبدوا انه محظوظ فلم يقاطع ما يريد فعله أحد .. فقد سهل عليه زي الجنود الوصول الى حيث يريد .. مر ببعض المواقف الصعبة في محاولته للوصول الى اقرب مدى من الملك ( ضيف المهاجر ) .. ولكنه تخلص منها بذكائه وسرعة بديهته .. ولكنه حين وصل الى غرف النوم الملكية التي يبحث عنها صادفه الملك ( ضيف المهاجر ) الذي لم يستطع النوم بفعل الارق فخرج من غرفته للمشي قليلا .. حاول ( الإمبراطور ) تجاهله وهذا ما دعا الملك ان يبدأ الحديث معه ..
الملك : أيها الجندي .
ارتبك ( الامبراطور ) ولاحظ ان الرجل الذي امامه يلبس ملابس عادية مع انها ملابس النوم وقال في نفسه .. هل يمكن ان يكون هذا الرجل الكبير في السن .. الأبيض الشعر هو الملك ( ضيف المهاجر ) .. لا لا أعتقد انه هو فلا يمكن ان يطوف الملك هنا في هذا الوقت من الليل هكذا وبدون ان يكون هناك حرس حول هذا المكان بالذات فهذا من اهم الاماكن بالقصر ..
ووجد ( الإمبراطور ) نفسه مضطرا للإجابة : لبيك سيدي .
الملك: ماذا تفعل هنا ؟!
الإمبراطور : أنا احرس المكان سيدي .
وبعد إطراقة فكر بسيطة من الملك ( ضيف الهاجر ) قال : ومن كلفك بهذا ؟!
إرتبك ( الإمبراطور ) أكثر هذه المرة وقال : مولاي الملك ( ضيف المهاجر ) يا سيدي .
الملك : حقا ؟!
الإمبراطور : بالطبع يا سيدي .
أدرك ( ضيف المهاجر ) أن هذا الجندي يكذب فهو لم يأمر أيا من الجنود بهذا .. كما انه لا يأمر الجنود بصورة مباشرة في الغالب .. وإنما يدع أمر تنظيم حراستهم للقصر بيد وزيره ( رحال ) .. أو ولده الأمير ( الصراح ) اللذان بدورهما يصدران أوامرهما لرئيس الجنود .. لذا فكر في ارغام هذا الجندي على قول الحقيقة ..
الملك : حسنا إن غرفة الملك هي الأخيرة من هذا الممر يستحسن أن تحرسها هي .
الإمبراطور : صدقت يا سيدي .. كيف فاتني هذا .
ارتاح ( الإمبراطور ) عند سماعه هذه العبارة فقرر الابتعاد باسرع ما يمكن .. ولكن ما إن استدار ليتجه لأخر الممر حتى أمسكه الملك من يده اليمنى وطواها خلف ظهره بكل قوة بحيث شل( الإمبراطور ) عن الحركة تماما .. ثم نادى على الجنود .. الذين ما لبثوا ان سمعوا النداء حتى هرعوا ملبين النداء من كل صوب ..
أحد الجنود وهو يرى الملك و( الإمبراطور ) على تلك الحال : أمرك يا مولاي .
الملك : خذوا هذا الجندي وقيدوه حتى أعرف قصته .
الجندي : أمر مولاي .
وحاول ( الإمبراطور ) افتعال بعض الحركات للإفلات بلا جدوى .. فقد أوثق به الجنود من كل صوب .. وأخذوه باتجاه السلم المؤدي إلى السجن الذي بأسفل القصر .
أحد الجنود : لا أعتقد أني رأيته بيننا من قبل .!
فوافقه على ذلك الجنديان الذان كانا معه .. ثم أدخلوه الى إحدى الزنزانات وأخذوا منه الخنجر الذي كان يحمله .. ثم أغلقوا عليه الزنزانه وعينوا أحدهم حارسا عليه .. إلى أن تأتيهم الأوامر الأخرى بشأنه .- مازلت أمتلك قوتي التي عهدتها وظننتني قد فقدتها بفعل تقدم العمر .
هكذا يخاطب ( ضيف المهاجر ) نفسه بتفاخر الأقوياء .. ثم دخل غرفته لينام .. فقد أذهبت هذه الحادثة البسيطة في رأيه بالأرق الذي كان يحول دون ذلك .أفاق الجندي الذي أفقده ( الإمبراطور ) وعيه بفعل ضربة مقبض الخنجر .. وبدأ بالحركة ومحاولة الصراخ لجذب انتباه بقية الجنود .. ولكن بدون فائدة .. ثم حاول فك وثاقه .. فلم يستطع .. فلم يجد بدا من الزحف من خلف الشجرة الى حيث يستطيع أي أحد أن يراه .. وبالفعل كان بديله يمشي بالقرب من المكان وانتبه لزحفه على الارض .. فأسرع إليه وفك وثاقه.
– بقي القليل من الطعام دعنا ننهيه قبل ان نسلم اعيننا للنوم .
– كم انا متعب كثيرا .. ولكنني أحس بالجوع أكثر .
– سيأتي الصباح ونتلذذ بالطعام داخل المملكة .
ونام الاثنان بعد تلك الوجبة الصغيرة التي لم تشبعهما ولكنها تسكت الجوع .
أما ( الامبراطور ) فقد بدأ بالتحرك الى المملكة بعد أن تطمن أن العتمة أخذت راحتها في السيطرة على الوقت ..
– ما زلت أذكر طرقات هذه المملكة جيدا .. وأعرف أهلها .. هه .. يصفونهم أهالي الممالك الأخرى بالطيبين .. ولكن لا اعتقد انني مخطأ حين أصفهم بالسذج .. كيف ساصل الى قلعة الملك ( ضيف المهاجر ) ومخدعه لابد لي من الحذر الشديد .. فالملك ( ضيف المهاجر ) ليس .. كالملك الاحمق ( العاشق المجنون ) .
اتجه ( الإمبراطور ) الى البحيرة القريبة من قصر الملك وبكل هدوء .. وربط حصانه الى أحد الاشجار .. ثم بدأ بكل خفة بالمضي الى سور القصر من الجهة الجنوبية الغربية وكأنه يعلم أنها أصعب الجهات لللمراقبة بالسبة لجنود القصر .. وذلك لأن الاشجار تنتشر بكثافة فيها حتى تلامس السور .. كما ان حديقة القصر تصل ببعض اشجارها اليه .. تسلل ( الامبرطور ) خلالها حتى وصل للسور الذي كان مرتفعا جدا .. وبينما هو يحاول تسلقه سمع أحد الجنود يقول لأخر على ما يبدو ..
– هل كل شيء على ما يرام ؟
– أجل .. كالعادة .
– إنه دوري الان إذهب واسترح .
– حسنا .. اترك الامر لك .. ساعود لك بعد فترة .
كان هذا وقت تبادل الجنود للحراسة خلال طواف كل منهم على جزء من القصر .
استمر ( الإمبراطور ) في الصعود بمشقة واضحة جدا .. حتى وصل الى أعلى السور .
أمسك ( الامبراطور ) بطرف أسابعه السور من أعلى ودلى جسده وحاول النزول بهدوء .. ولكن لم يجد نفسه إلا وهو ينزلق بسرعة نحو الارض .. واحدث صوتا مرتفعا .. انتبه له الجندي الذي كان يمشي على مسافة ليست بالبعيدة الى حد ما.. فأسرع باتجاه الصوت .. كما اسرع ( الامبراطور ) باتجاه شجرة قريبة منه .. وهو يتألم من فعل السقطة .. ألقى الجندي نظرات التعجب والشك من حوله .. فلم ير ما يريبه .. ثم اقترب من الاشجار وكأنه شك بوجود شيء غريب خلف احداها .. فحس به ( الامبراطور ) فتناسى ألمه .. وعندما صار الجندي قريبا جدا منه .. تحرك ( الإمبراطور ) بسرعة وخفة وضرب براس الجندي في جذع الشجرة فسقط الجندي على الارض .. فضربه ( الامبراطور ) بقبضة خنجره ضربة في مأخرة الرأس أفقدته وعيه .. فسحبه الى خلف الشجرة .. ثم أخذ ( الامبراطور ) يتوجع من فعل السقطة واخذ نفسا عميقا لانه تخلص من الجندي .. ثم أخذ يمشي بسرعة وخفة خلف اشجار الحديقة حتى أخرها وبقي بينه وبين مدخل القصر الخلفي مسافة لا بأس بها .. أخذ يحبوها بروية وهو يرى احد الجنود على مسافة ليست بالبعيدة حتى وصل الى أحد الاعمدة فسمع بعض الجنود يتحدثون لبعضهم البعض .. فأخذ يلقي نظرة من مكانه على الجهة الخلفية من القصر ..
– كل النوافذ عالية كيف لا أمل في الدخول من أحدها .. ماذا سافعل الان ؟ لابد من الدخول من الجهة الامامية للقصر .
فكر قليلا في نفسه ثم أخذ نضرة من حوله بجميع الجهات .. ثم بدأ يحبو من جديد عائدا الى مكان الجندي الذي خبأه فاقدا للوعي .. فلبس ملابسه ليتنكر بها مع انها كانت كبيرة المقاس عليه قليلا .. وربطه ساقيه ويديه وكمم فمه بملابسه التي لم يعد في حاجة اليها .. وخرج من خلف الاشجار ليقف أمامها .. وما هي إلا لحظات سمع فيها أحد الجنود يقول :
– هيا حان دوري اذهب واسترح .
لم يرد ( الإمبراطور ) بسرعة على هذا الكلام .. ولكنه فضل قول كلمة واحدة فقط : حسنا .
وأسرع بخطاه نحو القصر كان يحيي الجنود الذين مر عليهم عند المدخل بصوت منخفض وغير واضح .
يبدوا انه محظوظ فلم يقاطع ما يريد فعله أحد .. فقد سهل عليه زي الجنود الوصول الى حيث يريد .. مر ببعض المواقف الصعبة في محاولته للوصول الى اقرب مدى من الملك ( ضيف المهاجر ) .. ولكنه تخلص منها بذكائه وسرعة بديهته .. ولكنه حين وصل الى غرف النوم الملكية التي يبحث عنها صادفه الملك ( ضيف المهاجر ) الذي لم يستطع النوم بفعل الارق فخرج من غرفته للمشي قليلا .. حاول ( الإمبراطور ) تجاهله وهذا ما دعا الملك ان يبدأ الحديث معه ..
الملك : أيها الجندي .
ارتبك ( الامبراطور ) ولاحظ ان الرجل الذي امامه يلبس ملابس عادية مع انها ملابس النوم وقال في نفسه .. هل يمكن ان يكون هذا الرجل الكبير في السن .. الأبيض الشعر هو الملك ( ضيف المهاجر ) .. لا لا أعتقد انه هو فلا يمكن ان يطوف الملك هنا في هذا الوقت من الليل هكذا وبدون ان يكون هناك حرس حول هذا المكان بالذات فهذا من اهم الاماكن بالقصر ..
ووجد ( الإمبراطور ) نفسه مضطرا للإجابة : لبيك سيدي .
الملك: ماذا تفعل هنا ؟!
الإمبراطور : أنا احرس المكان سيدي .
وبعد إطراقة فكر بسيطة من الملك ( ضيف الهاجر ) قال : ومن كلفك بهذا ؟!
إرتبك ( الإمبراطور ) أكثر هذه المرة وقال : مولاي الملك ( ضيف المهاجر ) يا سيدي .
الملك : حقا ؟!
الإمبراطور : بالطبع يا سيدي .
أدرك ( ضيف المهاجر ) أن هذا الجندي يكذب فهو لم يأمر أيا من الجنود بهذا .. كما انه لا يأمر الجنود بصورة مباشرة في الغالب .. وإنما يدع أمر تنظيم حراستهم للقصر بيد وزيره ( رحال ) .. أو ولده الأمير ( الصراح ) اللذان بدورهما يصدران أوامرهما لرئيس الجنود .. لذا فكر في ارغام هذا الجندي على قول الحقيقة ..
الملك : حسنا إن غرفة الملك هي الأخيرة من هذا الممر يستحسن أن تحرسها هي .
الإمبراطور : صدقت يا سيدي .. كيف فاتني هذا .
ارتاح ( الإمبراطور ) عند سماعه هذه العبارة فقرر الابتعاد باسرع ما يمكن .. ولكن ما إن استدار ليتجه لأخر الممر حتى أمسكه الملك من يده اليمنى وطواها خلف ظهره بكل قوة بحيث شل( الإمبراطور ) عن الحركة تماما .. ثم نادى على الجنود .. الذين ما لبثوا ان سمعوا النداء حتى هرعوا ملبين النداء من كل صوب ..
أحد الجنود وهو يرى الملك و( الإمبراطور ) على تلك الحال : أمرك يا مولاي .
الملك : خذوا هذا الجندي وقيدوه حتى أعرف قصته .
الجندي : أمر مولاي .
وحاول ( الإمبراطور ) افتعال بعض الحركات للإفلات بلا جدوى .. فقد أوثق به الجنود من كل صوب .. وأخذوه باتجاه السلم المؤدي إلى السجن الذي بأسفل القصر .
أحد الجنود : لا أعتقد أني رأيته بيننا من قبل .!
فوافقه على ذلك الجنديان الذان كانا معه .. ثم أدخلوه الى إحدى الزنزانات وأخذوا منه الخنجر الذي كان يحمله .. ثم أغلقوا عليه الزنزانه وعينوا أحدهم حارسا عليه .. إلى أن تأتيهم الأوامر الأخرى بشأنه .- مازلت أمتلك قوتي التي عهدتها وظننتني قد فقدتها بفعل تقدم العمر .
هكذا يخاطب ( ضيف المهاجر ) نفسه بتفاخر الأقوياء .. ثم دخل غرفته لينام .. فقد أذهبت هذه الحادثة البسيطة في رأيه بالأرق الذي كان يحول دون ذلك .أفاق الجندي الذي أفقده ( الإمبراطور ) وعيه بفعل ضربة مقبض الخنجر .. وبدأ بالحركة ومحاولة الصراخ لجذب انتباه بقية الجنود .. ولكن بدون فائدة .. ثم حاول فك وثاقه .. فلم يستطع .. فلم يجد بدا من الزحف من خلف الشجرة الى حيث يستطيع أي أحد أن يراه .. وبالفعل كان بديله يمشي بالقرب من المكان وانتبه لزحفه على الارض .. فأسرع إليه وفك وثاقه.