المشهد الحادي عشر
سمعت صوتا غريبا قادم من ناحية خيمة ( الوزير alshgy22 ) اقتربت من مصدر الصوت لتنظر ما الخطب .. ولكنها لم ترى شيء .. وحين همت بالعودة الى ناحية خيمتها .. سمعت الصوت مرة اخرى .. اقتربت ثانية .. وقالت في نفسها : كأن ظل انسان لاح لعيني .. أم انني اتخيل .. ربما هو احد الجند المنتشرين لحماية المخيم .. من الافضل ان اعود لخيمتي لأنام .. فلا ادري ما يحمله الغد .
وفجأة : ما هذا كأنه رجل يقف وبيده خنجر !! .. لماذا يمشي بهدوء هكذا ؟! هل هو من الجنود ؟! لو كان منهم لما تلثم .. يا الاهي .. انه يريد قتل احدهم بالتأكيد .. ربما يريد قتل الملك .. سيفشل خطتي كلها ..
تلك الخواطر التي تربعت عرش فكر ( شيخة البنات ) عندما رأت ذلك الرجل الغريب .. فصرخت بصوت عال ٍ : اوقفوا المجرم .. يريد قتل الملك .. يا حراس انتبهوا ..
عندما سمع الرجل ذلك الصراح .. حاول الركض ليفلت من ايدي الحراس الذين تجمعوا فجأة وحاصروه .. حاول المراوغة ولكنهم اطبقوا عليه .. طعن احدهم فسقط على الارض .. من اثر الطعنة في صدره .. فأطبق بقية الجنود على الرجل وأمسكوه وكبلوه ..
كان الملك قد افاق على الصراخ ايضا .. فجلس على سريره الخشبي المزود بالصوف .. والمخصص للرحلات والنزهات .. ممددا ساقيه تحت اللحاف القطني ووضع يديه مشدودتين للخرف على السرير والخوف يملأ قلبه وكل جسده .. وقال : ما الذي يجري ؟!
( الوزير alshgy22 ) بدوره افاق من اول الامر وخرج من خيمته وسيفه في يده .. وسأل أحد الجنود القريب من خيمته : مالذي يجري ؟!
الجندي : أحدهم تسلل للمخيم يا مولاي ..
واتجه الاثنان الى حيث مصدر الصوت .. الى خيمة الملك ( العاشق المجنون ) بالطبع .
كان الجند قد أخذوا الرجل الى إحدى الخيام وربطوه على عمود يتوسطها .. وكانت ( شيخة البنات ) تقف خارج تلك الخيمة .. حين اقترب منها الوزير ( alshgy22 ) بخطاه المتسارعة ..
الوزير alshgy22 : أحسنت صنعا .. أخبرني الجنود بكل شيء .. هل الرجل بالداخل ؟!
شيخة البنات : نعم وثاثة من الجند معه ايضا يا سيدي .
كانت ( شيخة البنات ) قد عقدت يديها مع بعضهما لان الجو قد أصبح باردا .. فخلع الوزير ( alshgy22 ) قميصه الخارجي ووضعه عليها لتتدفأ به ولو قليلا .وهنا كان الملك ( العاشق المجنون ) يضرب اخماسا باسداس .. لا يعلم ما يجري خارج خيمته .. ولجبنه المعتاد فقد آثر البقاء داخل خيمته مع الحيرة القاتلة على الخروج منها لمعرفة ما يجري .. ففي مثل هذه المواقف يظهر على حقيقته تلك والتي يخفيها ويدعي الشجاعة .. ولكن الفضول كان يقتله .. فقام بمناداة الجند .. فدخل عليه أحدهم بعد لحظة وأدى التحية مع الانحناءة المعهودة ..
وقال : أمر مولاي .
العاشق المجنون : ما الذي يجري ؟! وما ذلك الصراخ و الجلبة التي سمعتها بالقرب من خيمتي ؟! هل هجم علينا احد ؟!
الجندي : لا يا مولاي .. ولكن …..
وشرح الجندي للملك ما حدث .. وأن الصراخ الذي سمعه كان مناداة ( شيخة البنات ) للجند لتنبههم عندما رأت الرجل .. فارتاح بال الملك وصرف الجندي .. وقام وجهز نفسه .. وخرج متجها الى الخيمة التي وثق فيها الرجل .. وفي طريقه كان يحدث نفسه متسائلا ..
– من يكون هذا الرجل ؟! ولم يحاول قتلي ؟! هل هو من عامة الشعب ام أنه مسلط من أحد ما يريد التخلص منه ؟!شيخة البنات : اهلا بك يا مولاي ..
هكذا حيى الوزير الملك ( العاشق المجنون ) بعد ان دخل هذا الاخير الخيمة التي يحتجز فيها الرجل .. وكانت ( شيخة البنات ) تقف خلف ثلاثة من الجنود يحيطون بالرجل بينما الوزير يسأله بعض الاسئلة ..
وبعد ان رد الملك على تحية ( شيخة البنات ) والوزير ( alshgy22 ) والجند .. وأخذ تفاصيل ما جرى بشرح أكثر من الوزير ..
العاشق المجنون : ومن يكون هذا ؟! ولماذا يريد قتلي ياترى ؟! هل استجوبتموه ؟!
الوزير alshgy22 : نعم يا مولاي طرحت عليه هذه الاسئلة وغيرها .. ولم يرد علي في بداية الامر .. ولكن العنف يأتي دوره في الاستجواب ..
العاشق المجنون : وما هي قصته ؟!
الوزير alshgy22 : يقول أنه من مملكة ( نبض المعاني ) وهو جاسوس الملك ( ضيف المهاجر ) علينا .. وأن ملكه أمره بقتلك يا مولاي انتقاماً لزوجته التي توفيت في الحرب التي دارت بينكما منذ سنين .
جن جنون ( العاشق الجنون ) لسماعه ذلك واقترب من الرجل وامسكه من أسفل وجهه بيده اليمنى ..
وقال : أيها الوغد ..
ثم لطمه لطمة قوية على وجهه وقال : سأحملك رسالتي الى ملكك الحاقد ذاك .. ليعلم اني ساذيقه الويل لقتله ولديّ ..
ثم خرج متجها الى خيمته وتبعه اثنين من الجنود ..
أما الوزير الوزير ( alshgy22 ) فقد امر احد الجنود بحراسة الرجل في الخيمة ..
و قال لـ ( شيخة البنات ) : اذهبي الى خيمتك الان وارتاحي .. فهاهو الليل ينوي الرحيل .
ثم خرج ليلحق بالملك الى خيمته ..
وقبل ان تخرج ( شيخة البنات ) للتتجه الى غرفتها وتأخذ قسطا من النوم .. سمعت الرجل المقيد يقول : ما اشد اسمرار هذه الليل الحزين .
يقول تلك العبارة وعيناه موجهتين مباشرة الى ( شيخة البنات ) التي كانت تنظر اليه أيضا ..
فابتسمت ابتسامتها الخبيثة .. وكأنها بتلك الابتسامة تقول للرجل بصمت أنها قد فهمت رسالته لها .
ثم خرجت من الخيمة بكل هدوء وثقة متجهة الى خيمتها .
لم يكن هذا الرجل في الأصل إلا ( الامبراطور ) ذلك الرجل الخبيث ذو النزعة الشريرة والظاهرة في ملامحه ولا يكفي ذلك بل سيطرت على فكره الساحرة ( سمراء الليل الحزين ) كما سيطرت على غيره وقد جعلته من جواسيسها على ( العاشق المجنون ) ومملكته .. كلفته الساحرة بمهمة مساعدة ( شيخة البنات ) في إشعال شرارة الحرب بين الملكين ( العاشق المجنون ) و ( ضيف المهاجر ) .