قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ ٱلْأَرْضُ مِنْهُمْ ۖ وَعِندَنَا كِتَٰبٌ حَفِيظٌۢ
﴿٤﴾سورة ق تفسير ابن كثير
أَيْ مَا تَأْكُل مِنْ أَجْسَادهمْ فِي الْبِلَى نَعْلَم ذَلِكَ وَلَا يَخْفَى عَلَيْنَا أَيْنَ تَفَرَّقَتْ الْأَبْدَان وَأَيْنَ ذَهَبَتْ وَإِلَى أَيْنَ صَارَتْ " وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ " أَيْ حَافِظٌ لِذَلِكَ فَالْعِلْم شَامِل وَالْكِتَاب أَيْضًا فِيهِ كُلّ الْأَشْيَاء مَضْبُوطَة . قَالَ الْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا فِي قَوْله تَعَالَى " قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُص الْأَرْض مِنْهُمْ" أَيْ مَا تَأْكُل مِنْ لُحُومهمْ وَأَبْشَارهمْ وَعِظَامهمْ وَأَشْعَارهمْ كَذَا قَالَ مُجَاهِد وَقَتَادَة وَالضَّحَّاك وَغَيْرهمْ ثُمَّ بَيَّنَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى سَبَب كُفْرهمْ وَعِنَادهمْ وَاسْتِبْعَادهمْ مَا لَيْسَ بِبَعِيدٍ .