سورة مريم تفسير ابن كثير الآية 38
أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا ۖ لَٰكِنِ ٱلظَّٰلِمُونَ ٱلْيَوْمَ فِى ضَلَٰلٍۢ مُّبِينٍۢ ﴿٣٨﴾

سورة مريم تفسير ابن كثير

يَقُول تَعَالَى مُخْبِرًا عَنْ الْكُفَّار يَوْم الْقِيَامَة إنَّهُمْ يَكُونُونَ أَسْمَع شَيْء وَأَبْصَره كَمَا قَالَ تَعَالَى " وَلَوْ تَرَى إِذْ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسهمْ عِنْد رَبّهمْ رَبّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا " الْآيَة أَيْ يَقُولُونَ ذَلِكَ حِين لَا يَنْفَعهُمْ وَلَا يُجْدِي عَنْهُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَانَ هَذَا قَبْل مُعَايَنَة الْعَذَاب لَكَانَ نَافِعًا لَهُمْ وَمُنْقِذًا مِنْ عَذَاب اللَّه وَلِهَذَا قَالَ " أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ " أَيْ مَا أَسْمَعهُمْ وَأَبْصَرهمْ " يَوْم يَأْتُونَنَا " يَعْنِي يَوْم الْقِيَامَة " لَكِنْ الظَّالِمُونَ الْيَوْم " أَيْ فِي الدُّنْيَا " فِي ضَلَال مُبِين " أَيْ لَا يَسْمَعُونَ وَلَا يُبْصِرُونَ وَلَا يَعْقِلُونَ فَحَيْثُ يُطْلَب مِنْهُمْ الْهُدَى لَا يَهْتَدُونَ وَيَكُونُونَ مُطِيعِينَ حَيْثُ لَا يَنْفَعهُمْ ذَلِكَ .