"" من خلف قضبان الألم ..""


من خلف قضبان الحديدد السوداء..
ذاك المكان المظلم الكئيب، زنازينَ تبكي ساكنيها الذين يذوقون صنوف القهر و التعذيب و الاهانة ، وتحتَ سلاسلها الآثمة إخوان لنا يرزحون ، يهانونَ بإيدي الصهاينة أعداءِ الله والدين، الذين ما تركوا أرضا الا عاثوا فيها الفساد و خاصة أرضِ فلسطينَ الحبيبة ..
شـيبا و شـبانا ، ينشـدون إنسانيتهم السليبة على يد أبناء صهيون الآثمة ..

ليسـوا بسراق و لا قتله و انما كان هذا جزاء دفاعهم عن حق سـليب و وطن مغتصب ..

لم تكتحل أعينهم بنوم همهم نصر و تحرير قدموا لذلك الغالي و الرخيص فما بخلوا بمال و لا جهد حتى الدماء الزكية رووا أرض فلسطين بها ، وتشـاء الأقدار أن يسقط فرسـان الإنتفاضة في جحر العدا ليغيظوهم بثبات و ايمان راسخ ، فهب ليفرغ حقده ألماً وقهراً ومرارة لذلك الجسد المؤمن، أدخلوهم زنازين القهر وقيدوهم بقيود المهانة، وأعلنوا عليه الحربَ بكل أنواعها، النفسية والجسدية وأنواعاً لا ندري ما هيَ مسمياتها، تفننوا بأنواع العذاب وطرق الإرهاب، والعالم صامت في غياب..

نسـيهم الكثير لكن ذلك لم يجعل الوهن يتسرب الى قلوبهم و يوماً بعد يوم..
و يشتد الكيد و يزداد التعذيب و يحرموا أقل حقوق البشرية ، فيهب المارد الدفين خلف القضبان لياتبع انتفاضته المباركة لكن بشكل جديد .. انها انتفاضة الأمعاء الخاوية لتذكرالمليار مسـلم الذي تناساها وسط جراحه الشتى و أنهم ما زالوا صامدين لكنهم بأمس الحاجة اليه .. إنه صوت الأربعة آلاف أسير فلسطيني بالسجون الإسرائيلية أو يزيد، فأعلنوا أنهم في اضراب شامل عن الطعام مر بأسبوعه الثاني.. يستصرخون بجوعهم إخوانهم خارج القضبان أن نحن هنا جاهدنا ذودا عن كرامتكم و أرضكم فأين دعمكم لنا و وقوفكم بجانبنا أفيقوا إخواننا ، ولا تزيدوا عناءنا أضعافاً بتجاهلكم لنا ، ها نحن خلف القضبان لا نكاد نرى النور لكننا صامدون، وعلى الدرب ماضون، وبإيماننا متمسكون، وبجهادنا معتصمون حتى يأذن الله لنا بتحرير أقصانا الحبيب، مضوا بإضرابهم يبحثون عن إخوانهم المرابطين، السائرين على النهج لا يحيدون عنه طرفة عين، نظروا إلينا بأعين يملؤها الدمع الحزين، يفتشون عن أيدٍ حانية تمسح دمعهم، وتجبر كسرهم، وتواسي ضعفهم، ولكن.. يالفجيعتهم، ويالهول مصابهم! فالمليار مسلم لم يلب ندائهم و لم يهتهم بشأنهم، انشغلوا بدنياهم وجراحهم الشتى و نسوا جرحهم الأول فلسطين ...

ما بالك يا أمة الاسلام و مالذي يغفيك .. هبي منادية بأعلى صوت لا للظلم لا للإحتلال .. مدوا أيكم لأسراكم بالعون و المدد .. تبنوا قضيتهم في كل محفل .. خاطبوا لجان حقوق الانسان المزعومة .. طالبوا أولياء أموركم بالتدخل من أجلهم .. فليبادلوهم بجواسيس يهود كعزام في مصر و غيره .. لا تتركوا انتفاضة الجوع و الحرمان تذهب سدى فالله سائلكم عنها .. و عن كل دمعه نازفة لا بد مسـؤولون .. فلنعد للسـؤال جوابا ..